تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : التلاعب بسوق الأسهم حرام


نبض المشاعر
12-May-2006, 07:47 PM
علماء وباحثون في الاقتصاد الإسلامي:

التلاعب بسوق الأسهم حرام

الفقه الإسلامي يملك الحلول المناسبة للمشكلات الاقتصادية المعاصرة






نجاح الاعمال وبخاصة ما يتعلق بالبيع والشراء والمعاملات المالية المتبادلة بين الناس يقوم اساسا على الالتزام بالأحكام الشرعية. وهذا يستوجب على الهيئات الشرعية والمجامع الفقهية ـ في عالمنا الاسلامي ـ التجاوب السريع لما يستجد من معاملات مالية وبيان حكمها الشرعي حتى يكون الناس على بينة من نظافة اموالهم وعدم اخذها بطرق ملتوية ومحرمة كالربا والغش والسرقة والاختلاس وطرق اخرى ما انزل الله بها من سلطان.
وفي هذا الطرح نلتقي مع نخبة من اهل الاختصاص لبيان مسألة كثر الحديث عنها. وتداولها النساء والرجال هي (الاسهم) ما لها وما عليها في خضم اسواق تعطيك بالقطارة ثم تسحب البساط من تحت قدميك وتوقعك في وجع القلب حين يقال للمساهمين نزلت الاسهم اي خسرت وطاحت.

اشاعات كاذبة
الباحث الدكتور محمد عبدالله البرعي استاذ الادارة في كلية الادارة الصناعية بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن قال ان دين الاسلام جاء مشجعا للاقتصاد وتنميته بالطرق الشرعية كالبيع و الشراء. قال الله تعالى: (واحل الله البيع وحرم الربا) وما دام العمل يشجع على الانتاج والاستثمار الحلال فهو حلال واذا ما كان العمل او التجارة فيها زيادة ربوية او فيها غش او تدليس فهي حرام منهي عنه شرعا. اما بالنسبة لسوق الاسهم فقد اشار الى ان هناك في المنتديات على شبكة الانترنت شائعات كاذبة حول الاسهم ونوع من التدليس المحرم شرعا والمنهي عنه قانونا في كل البلدان.
وحذر من التلاعب في سوق الاسهم مبينا ان كل غاش عليه ان يضع نفسه بمكان الشخص الذي يتلاعب عليه بعملية احتيال او يغش ثم ليحكم على هذه العملية.

الغش المحرم
من جهته اوضح الدكتور عبدالله المشوخي استاذ الدراسات الاسلامية بجامعة الملك فهد قسم الدراسات العربية والاسلامية ما آلت اليه سوق الاسهم من انواع الغش وبين ان نبي الرحمة عليه الصلاة والسلام قال: (من غشنا فليس منا) وفي رواية (من غش فليس منا) فينبغي على كل مسلم ان يجعل بينه وبين المال الحرام حاجزا. وعليه ان يتقي الشبهات ولا يضر بأحد من الناس لما جاء عن النبي صلى الله عيه وسلم: (من ضار ضار الله به، ومن شاق شاق الله عليه) وفي الحديث: (ملعون من ضار مؤمنا او مكر به) وقال عليه الصلاة والسلام ايضا: (لا ضرر ولا ضرار) فالذي يدخل على غيره ضررا بشيء ينتفع هو به حرام والذي يلحق الضرر بمال غيره بغير حق كذلك هو من الاضرار المحرم شرعا.
تحريم المضرة
واضاف الدكتور المشوخي ان القرآن الكريم حرم المضرة للغير بكل اشكالها ومنها ما جاء في الوصية في قوله تعالى: (من بعد وصية يوصي بها او دين غير مضار) فالانسان يعمل من الصالحات والخيرات طيلة عمره ثم يحضره الموت فيضار في الوصية فيدخل النار. قال تعالى (ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهين).

التحذير من اكل المال الحرام
فيما علق الدكتور محمد عبدالقادر هنادي من جامعة الملك عبدالعزيز بجدة وكلية التربية بالمدينة المنورة على تحذير الاسلام من اكل المال الحرام بشتى انواعه وصوره سواء كان عن طريق الاسهم او الاختلاس او السرقة وقال: ان المبدأ في هذا التحريم هو قول الله تعالى: (ولا تأكلوا اموالكم بينكم بالباطل) البقرة 188 مرجعا الى تفسير القرطبي قوله: اي لا يأكل بعضكم مال بعض بغير حق فيدخل فيه القمار والخداع وجحد الحقوق. وعدد طرق الكسب الحرام ومنها الربا الذي حرم بنص القرآن في قوله عز وجل: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا ان كنتم مؤمنين فان لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله) البقرة 278 ـ 279, وفي هذا صيانة للمجتمع من الانانية ومن عبودية الدرهم والدينار. واشار الى اهمية الملكية الفردية التي تنبت من حلال. وبين ان جميع انواع الاختلاس والغش والسرقات وغيرها غرضها الطمع في الثراء منبها الى حرمة الجريمة المالية واخذها ظلما وعدوانا وانه يجب الكف عما في ايدي الاخرين.
دين للحياة
الباحث الدكتور متوكل المهلهل اكد في ختام هذه الجولة حول سوق الاسهم والمعاملات الاقتصادية ان الاسلام دين للحياة كلها ونظام لها ليتعايش الناس على اساس التكامل والتوازن دون حيف او إجحاف او ظلم او غش او خداع. وقال ان دين الاسلام في مجال النشاط الاقتصادي لم يحدد صورة جامدة لمباشرته بل اكتفى بقواعد كلية عامة وفسح المجال امام الناس لتنظيم معاملاتهم وفقها وهو مع ذلك ربط المعاملات مع القيم الانسانية وراعى المبادىء الاسلامية العليا حتى لا يتجاوز احد على احد ولا يعتدي احد على احد.
الفقه الاسلامي والمستجدات
واشار الى ان ديننا ممثلا بالفقه الاسلامي اثبت قدرته على مواجهة الحياة بظروفها من نظم مستجدة وتشابك في المعاملات واكد على ان في الفقه الاسلامي من الحلول لكل المشكلات المعاصرة الاقتصادية وغيرها. وختم حديثه مبينا ان فقهاء الاسلام عالجوا قضايا التنمية الاقتصادية موضحين انها ليست عملية انتاج فقط وانما هي عملية كفاية الانتاج مصحوبة بعدالة في التوزيع. وانها ليست اقتصادية بحتة وانما هي عملية انسانية تبتغي تنمية الانسان وتقدمه المادي والروحي معا.



هنا كانــ مروريــ

معــ كلــ الودــ