نبض المشاعر
28-Apr-2006, 06:45 AM
أسعد الله صباحكم بكل خير أحبابي في منتدى الهيلا
موضوع رائع وأحببت أن أنزلة للفائدة
وأن شالله يحووز على رضااكم
سبعة أشهر وهو يجر نفسه جرا للخوض في الحياة..
سبعة أشهر وكل الألوان والوجوه والكلمات سواء بالنسبة له..
سبعة أشهر والشكوك تعربد بداخله بلا حسيب أو رقيب..
سبعة أشهر و " آه" و"أف" تستعمران قاموسه بلا رحمة..
لم يدرك ما المشكلة؟ .. أرقه وملله وتشاؤمه حجبوا بصره عن ذلك الاكتئاب الذي لازمه كظله وترك آثاره الدامية على عقله،قلبه،روحه وحتى جسده... لم يكن ليخطر بباله أن شخصيته القوية التي لطالما أجاد ترويضها قد جمحت وانطلقت من عقالها .. ومازال يتساءل عن حطام الشخص الذي استحال له -وبالكاد- يعرفه ..
لعبت ضغوط حياته دورا رئيسيا في هذه المعضلة - وكلنا هذا الرجل- لم يتوقف للحظة ليلتقط أنفاسه بينما كان يركض ويلهث محاولا فهم عالمه الخارجي المحير.. للأسف الشديد فاته وسط هذا الزخم أن يغوص في غياهب عالم أعقد " نفسه " وان يحاول أن يعرفها عملا بنصيحة سقراط الخالدة ..
وكيف السبيل إلى معرفة نفسك ؟ كيف يمكن أن تتحسس طريقك وسط هذا النفق المليء بالأسرار التي لم يفك طلاسمها إلا القليل؟ هنا يبرز دور التوعية النفسية الصحيحة ، التوعية التي تكون أكبر من " الملخصات" الجامدة النظرية التي قد يدرسها - أو بالأحرى (يصمها) - طلاب المدارس والجامعات وينسونها بمجرد تسليم ورقة الاختبار.. لابد من مادة محورية حول التربية النفسية في أي منهاج مدرسي تفعل دورا للمحلل النفسي كدور مساند للمرشد أو الأخصائي الاجتماعي.. لمحة خاطفة إلى القصاصات التي يدسها الطلبة تحت أبواب الأخصائيين الاجتماعيين في مدارسهم تنبئ بضرورة مثل هذه المادة ..مشاكلهم التي يتخبطون فيها والتي تتعلق بعجزهم عن إدراك ذلك الشخص الذي يقابلهم في كل مرة يواجهون فيها المرآة تقف كحاجز يعوق تواصلهم مع الآخر في مثل هذه السن الحرجة..
طبعا من المنطقي - بل وحتى المثالي- في هذا السياق أن اطرح فكرة العلاج النفسي لدى المخصيين على اعتبار أن المرض النفسي أو على الأقل الإجهاد النفسي لا يقل خطرا عن النوع الجسماني.. ولكن لأكون واقعية لابد وان أضع جانبا مثل هذا الافتراض الأقرب إلى الخيالية، معظم الأفراد في مجتمعنا يتهيبون من مجرد مثل هذه الفكرة مهما كانت مستوياتهم الثقافية، العلمية أو العقلية.. للأسف مازالت هناك تهمة " الجنون" التي نلحقها بكل من يفكر جديا في هذا الخيار ، وحتى إن لم تطلق مثل هذا الوصف جزافا بنفسك فأنت بالتأكيد لا تريد أن توصم به، و أوضح دليل على ذلك حس الدعابة "المستظرفة" الذي يظهر في كل مرة يمر فيها المرء بجوار إحدى مراكز الصحة النفسية .. هذا -بدوره- يعزز أهمية إدراج مادة للتربية النفسية ضمن التعليم العام بصورة عملية متصلة بحياة المرء..
وبالتأكيد يظل الدين حجرا للزاوية في مثل هذا الموضوع ونقطة البدء والنهاية، لان اضعف لحظات الإنسان أمام المرض النفسي هي تلك التي يتفلت فيها إيمانه أو يهتز..كما يلعب إدراك الإنسان للنعم التي يعيش بها وصبره على ما يتعرض له من ابتلاء دورا كبيرا في حمايته من طمع وضعف نفسه.. لا أجد هنا خيرا من كلمات عميقة بسيطة للشيخ الدكتور يوسف القرضاوي في أحد لقاءاته لأنهي به حديثي :
"الإنسان من شأنه أن يفرح وأن يحزن وهذه سُنَّة الحياة ولكن الذي يحزن بغير سبب أو الذي يطول حزنه ولا يجد مجالاً لأن يغير من واقعه هذا هو الذي نعتبره مكتئباً"، "المؤمن إذا قوي إيمانه ينظر إلى هذه الأمور نظرة يفلسفها، يسمع قول الله تعالى (فعسى أن تكرهوا شيئا وهو خيرٌ لكم) ويعلم أن دوام الحال من المحال، وتلك الأيام نداولها بين الناس، الدهر يومان يوم لك ويوم عليك، سيجعل الله بعد عسر يسراً، (فإن مع العسر يسراً، إن مع العسر يسراً) يعلم أن هذا الشيء لا يدوم، هذا يعطيه قوة في مواجهة الحياة، سيدنا عمر رضي الله عنه علمنا كيف نفلسف المصيبة ونجعلها نعمة لأنه قال: "ما أصبت ببلاء إلا وجدت لله علي فيه أربع نعم الأولى أنه لم يكن في ديني، وكل مصيبة في الدنيا تهون إذا لم تكن في الدين، وعلمنا الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: "اللهم لا تجعل مصيبتنا في ديننا"، والثانية أنه لم يكن أكبر منه، لأن كل بلاء هناك بلاء أكبر منه وبعض الشر أهون من بعض، والناس تقول قضاء أهون من قضاء، ومن رأى ابتلاء غيره هانت عليه مصيبته، والثالثة أنني لم أُحرم الرضا به، وفي بعض الأحاديث إن الله عز وجل بقسطه جعل الفرح والرَوح في الرضا واليقين، وجعل الغم والحزن في السخط والشك، فالرضا يجعلك تنظر للأمور نظرة غير نظرة الإنسان الساخط، والرابعة أنني أرجو ثواب الله عليه، أحد الصالحين دخلت في رجله عظمة وخرجت من الجهة الأخرى، فابتسم وقال: الحمد لله، قيل له: فيك كل هذا الوجع وتبتسم! قال: إن حلاوة ثوابي أنستني مرارة وجعي."
الحمد لله على كل حال ..
&&^^ هنا كانــــ مروريـــ^^&&
***معــ كلــ الودـــ***
موضوع رائع وأحببت أن أنزلة للفائدة
وأن شالله يحووز على رضااكم
سبعة أشهر وهو يجر نفسه جرا للخوض في الحياة..
سبعة أشهر وكل الألوان والوجوه والكلمات سواء بالنسبة له..
سبعة أشهر والشكوك تعربد بداخله بلا حسيب أو رقيب..
سبعة أشهر و " آه" و"أف" تستعمران قاموسه بلا رحمة..
لم يدرك ما المشكلة؟ .. أرقه وملله وتشاؤمه حجبوا بصره عن ذلك الاكتئاب الذي لازمه كظله وترك آثاره الدامية على عقله،قلبه،روحه وحتى جسده... لم يكن ليخطر بباله أن شخصيته القوية التي لطالما أجاد ترويضها قد جمحت وانطلقت من عقالها .. ومازال يتساءل عن حطام الشخص الذي استحال له -وبالكاد- يعرفه ..
لعبت ضغوط حياته دورا رئيسيا في هذه المعضلة - وكلنا هذا الرجل- لم يتوقف للحظة ليلتقط أنفاسه بينما كان يركض ويلهث محاولا فهم عالمه الخارجي المحير.. للأسف الشديد فاته وسط هذا الزخم أن يغوص في غياهب عالم أعقد " نفسه " وان يحاول أن يعرفها عملا بنصيحة سقراط الخالدة ..
وكيف السبيل إلى معرفة نفسك ؟ كيف يمكن أن تتحسس طريقك وسط هذا النفق المليء بالأسرار التي لم يفك طلاسمها إلا القليل؟ هنا يبرز دور التوعية النفسية الصحيحة ، التوعية التي تكون أكبر من " الملخصات" الجامدة النظرية التي قد يدرسها - أو بالأحرى (يصمها) - طلاب المدارس والجامعات وينسونها بمجرد تسليم ورقة الاختبار.. لابد من مادة محورية حول التربية النفسية في أي منهاج مدرسي تفعل دورا للمحلل النفسي كدور مساند للمرشد أو الأخصائي الاجتماعي.. لمحة خاطفة إلى القصاصات التي يدسها الطلبة تحت أبواب الأخصائيين الاجتماعيين في مدارسهم تنبئ بضرورة مثل هذه المادة ..مشاكلهم التي يتخبطون فيها والتي تتعلق بعجزهم عن إدراك ذلك الشخص الذي يقابلهم في كل مرة يواجهون فيها المرآة تقف كحاجز يعوق تواصلهم مع الآخر في مثل هذه السن الحرجة..
طبعا من المنطقي - بل وحتى المثالي- في هذا السياق أن اطرح فكرة العلاج النفسي لدى المخصيين على اعتبار أن المرض النفسي أو على الأقل الإجهاد النفسي لا يقل خطرا عن النوع الجسماني.. ولكن لأكون واقعية لابد وان أضع جانبا مثل هذا الافتراض الأقرب إلى الخيالية، معظم الأفراد في مجتمعنا يتهيبون من مجرد مثل هذه الفكرة مهما كانت مستوياتهم الثقافية، العلمية أو العقلية.. للأسف مازالت هناك تهمة " الجنون" التي نلحقها بكل من يفكر جديا في هذا الخيار ، وحتى إن لم تطلق مثل هذا الوصف جزافا بنفسك فأنت بالتأكيد لا تريد أن توصم به، و أوضح دليل على ذلك حس الدعابة "المستظرفة" الذي يظهر في كل مرة يمر فيها المرء بجوار إحدى مراكز الصحة النفسية .. هذا -بدوره- يعزز أهمية إدراج مادة للتربية النفسية ضمن التعليم العام بصورة عملية متصلة بحياة المرء..
وبالتأكيد يظل الدين حجرا للزاوية في مثل هذا الموضوع ونقطة البدء والنهاية، لان اضعف لحظات الإنسان أمام المرض النفسي هي تلك التي يتفلت فيها إيمانه أو يهتز..كما يلعب إدراك الإنسان للنعم التي يعيش بها وصبره على ما يتعرض له من ابتلاء دورا كبيرا في حمايته من طمع وضعف نفسه.. لا أجد هنا خيرا من كلمات عميقة بسيطة للشيخ الدكتور يوسف القرضاوي في أحد لقاءاته لأنهي به حديثي :
"الإنسان من شأنه أن يفرح وأن يحزن وهذه سُنَّة الحياة ولكن الذي يحزن بغير سبب أو الذي يطول حزنه ولا يجد مجالاً لأن يغير من واقعه هذا هو الذي نعتبره مكتئباً"، "المؤمن إذا قوي إيمانه ينظر إلى هذه الأمور نظرة يفلسفها، يسمع قول الله تعالى (فعسى أن تكرهوا شيئا وهو خيرٌ لكم) ويعلم أن دوام الحال من المحال، وتلك الأيام نداولها بين الناس، الدهر يومان يوم لك ويوم عليك، سيجعل الله بعد عسر يسراً، (فإن مع العسر يسراً، إن مع العسر يسراً) يعلم أن هذا الشيء لا يدوم، هذا يعطيه قوة في مواجهة الحياة، سيدنا عمر رضي الله عنه علمنا كيف نفلسف المصيبة ونجعلها نعمة لأنه قال: "ما أصبت ببلاء إلا وجدت لله علي فيه أربع نعم الأولى أنه لم يكن في ديني، وكل مصيبة في الدنيا تهون إذا لم تكن في الدين، وعلمنا الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: "اللهم لا تجعل مصيبتنا في ديننا"، والثانية أنه لم يكن أكبر منه، لأن كل بلاء هناك بلاء أكبر منه وبعض الشر أهون من بعض، والناس تقول قضاء أهون من قضاء، ومن رأى ابتلاء غيره هانت عليه مصيبته، والثالثة أنني لم أُحرم الرضا به، وفي بعض الأحاديث إن الله عز وجل بقسطه جعل الفرح والرَوح في الرضا واليقين، وجعل الغم والحزن في السخط والشك، فالرضا يجعلك تنظر للأمور نظرة غير نظرة الإنسان الساخط، والرابعة أنني أرجو ثواب الله عليه، أحد الصالحين دخلت في رجله عظمة وخرجت من الجهة الأخرى، فابتسم وقال: الحمد لله، قيل له: فيك كل هذا الوجع وتبتسم! قال: إن حلاوة ثوابي أنستني مرارة وجعي."
الحمد لله على كل حال ..
&&^^ هنا كانــــ مروريـــ^^&&
***معــ كلــ الودـــ***