جهيبذاوي
27-Apr-2006, 03:15 PM
هذه القصيدة هي للشاعر المشهور إبراهيم بن العباس بن محمدالصولي ...ابو اسحاق...
كاتب العراق في عصره...أصله من خراسان..وكان جده محمد من رجال الدولة العباسية ودعاتها.
نشأ ابراهيم ببغداد..أيام ما كانت مهدا للحضارة..فتأدب وقربه الخلفاء فكان كاتباللمعتصم والواثق والمتوكل..
وتنقل في الأعمال والدواوين إلى أن توفي243للهجرة بسامرا..
كان ابراهيم إذا قال شعرا اختاره وأسقط رذله وأثبت نخبته..
وقال المسعودي..لا يعلم فيمن تقدم وتأخر من الكتاب أشعر منه..
وهذه من احدى قصائده
لا تأسفن على الدنيا وما فيها = فالموت لا شك يفنينا ويفنيها
ومن يكن همه الدنيا ليجمعها =فسوف يوما على رغم يخليها
لا تشبع النفس من دنيا تجمعها = وبلغة من قوام العيش تكفيها
اعمل لدار البقا رضوان خازنها = الجار أحمد والرحمن بانيها
أرض لها ذهب والمسك طينتها = والزعفران حشيش نابت فيها
أنهارها لبن محض ومن عسل = والخمر يجري رحيقا في مجاريها
والطير تجري على الأغصان عاكفة = تسبح الله جهرا في معانيها
من يشتري قبة في العدن غالية = في ظل طوبى رفيعات مبانيها
دلالها المصطفى والله بائعها = وجبرائيل ينادي في نواحيها
من يشتري الدار في الفردوس يعمرها = بركعة في ظلام الليل يخفيها
أو سد جوعة مسكين بشبعته = في يوم مسغبة عم الغلا فيها
النفس تطمع في الدنيا وقد علمت = أن السلامة فيها ترك ما فيها
والله لو قنعت نفسي بما رزقت = من المعيشة إلا كان يكفيها
والله والله أيمان مكررة = ثلاثة عن يمين بعد ثانيها
لو أن في صخرة صما ململمة = في البحر راسية ملس نواحيها
رزقا لعبد براها الله..لنفلقت = حتى تؤدي فيها كل ما فيها
أو كان فوق طباق السبع مسلكها = لسهل الله في المرقى مراقيها
حتى ينال الذي في اللوح كان له = فإن أتته وإلا سوف يأتيها
أموالنا لذوي الميراث نجمعها = ودورنا لخراب الدهر نبنيها
لا دار للمرء بعد الموت يسكنها = إلا التي كان قبل الموت يبنيها
فمن بناها بخير طاب مسكنه = ومن بناها بشر خاب بانيها
تجني الثمار غدا في دار مكرمة = لا من فيها ولا التكدير يأتيها
فيها نعيم مقيم دائما أبدا = بلا انقطاع ولا من يدانيها
الأذن والعين لم تسمع ولم تره = ولم يدر في قلوب الخلق ما فيها
فيا لها من كرامات إذا حصلت = ويا لها من نفوس سوف تحويها
وهذه الدار لا تعجبك زهرتها = فعن قريب ترى معجبك ذاويها
فاربأ بنفسك لا يخدعك لامعها = من الزخارف واحذر من دواهيها
خداعة لم تدم يوما على أحد = ولا استقرت على حال لياليها
فانظر وفكر فكم غرت ذوي طيش = وكم أصابت بسهم الموت أهليها
اعتز قارون في دنياه من سفه = وكان من خمرها يا قوم ذا تيها
يبيت ليلته سهران منشغلا = في أمر أمواله في الهم يفديها
وفي النهار لقد كانت مصيبته = تحز في قلبه حزا فيخفيها
والناس كالحب والدنيا رحى نصبت = للعالمين وكف الموت يلهيها
فلا الإقامة تنجي النفس من تلف = ولا الفرار من الأحداث ينجيها
وكل نفس لها زور يصبحها = من المنية يوما أو يمسيها
تلك المنازل في الآفاق خاوية = أضحت خرابا وذاق الموت بانيها
أين الملوك التي عن حظها غفلت = حتى سقاها بكأس الموت ساقيها
أفنى القرون وأفنى كل ذي عمر = كذلك الموت يفني كل ما فيها
فالموت أحدق بالدنيا وزخرفها = والناس في غفلة عن ترك ما فيها
لو أنها عقلت ماذا يراد بها = ما طاب عيش لها يوما ويلهيها
نلهوا ونأمل آمالا نسر بها = شريعة الموت تطوينا وتطويها
فاغرس أصول التقى ما دمت مقتدرا = واعلم بأنك بعد الموت لاقيها
كاتب العراق في عصره...أصله من خراسان..وكان جده محمد من رجال الدولة العباسية ودعاتها.
نشأ ابراهيم ببغداد..أيام ما كانت مهدا للحضارة..فتأدب وقربه الخلفاء فكان كاتباللمعتصم والواثق والمتوكل..
وتنقل في الأعمال والدواوين إلى أن توفي243للهجرة بسامرا..
كان ابراهيم إذا قال شعرا اختاره وأسقط رذله وأثبت نخبته..
وقال المسعودي..لا يعلم فيمن تقدم وتأخر من الكتاب أشعر منه..
وهذه من احدى قصائده
لا تأسفن على الدنيا وما فيها = فالموت لا شك يفنينا ويفنيها
ومن يكن همه الدنيا ليجمعها =فسوف يوما على رغم يخليها
لا تشبع النفس من دنيا تجمعها = وبلغة من قوام العيش تكفيها
اعمل لدار البقا رضوان خازنها = الجار أحمد والرحمن بانيها
أرض لها ذهب والمسك طينتها = والزعفران حشيش نابت فيها
أنهارها لبن محض ومن عسل = والخمر يجري رحيقا في مجاريها
والطير تجري على الأغصان عاكفة = تسبح الله جهرا في معانيها
من يشتري قبة في العدن غالية = في ظل طوبى رفيعات مبانيها
دلالها المصطفى والله بائعها = وجبرائيل ينادي في نواحيها
من يشتري الدار في الفردوس يعمرها = بركعة في ظلام الليل يخفيها
أو سد جوعة مسكين بشبعته = في يوم مسغبة عم الغلا فيها
النفس تطمع في الدنيا وقد علمت = أن السلامة فيها ترك ما فيها
والله لو قنعت نفسي بما رزقت = من المعيشة إلا كان يكفيها
والله والله أيمان مكررة = ثلاثة عن يمين بعد ثانيها
لو أن في صخرة صما ململمة = في البحر راسية ملس نواحيها
رزقا لعبد براها الله..لنفلقت = حتى تؤدي فيها كل ما فيها
أو كان فوق طباق السبع مسلكها = لسهل الله في المرقى مراقيها
حتى ينال الذي في اللوح كان له = فإن أتته وإلا سوف يأتيها
أموالنا لذوي الميراث نجمعها = ودورنا لخراب الدهر نبنيها
لا دار للمرء بعد الموت يسكنها = إلا التي كان قبل الموت يبنيها
فمن بناها بخير طاب مسكنه = ومن بناها بشر خاب بانيها
تجني الثمار غدا في دار مكرمة = لا من فيها ولا التكدير يأتيها
فيها نعيم مقيم دائما أبدا = بلا انقطاع ولا من يدانيها
الأذن والعين لم تسمع ولم تره = ولم يدر في قلوب الخلق ما فيها
فيا لها من كرامات إذا حصلت = ويا لها من نفوس سوف تحويها
وهذه الدار لا تعجبك زهرتها = فعن قريب ترى معجبك ذاويها
فاربأ بنفسك لا يخدعك لامعها = من الزخارف واحذر من دواهيها
خداعة لم تدم يوما على أحد = ولا استقرت على حال لياليها
فانظر وفكر فكم غرت ذوي طيش = وكم أصابت بسهم الموت أهليها
اعتز قارون في دنياه من سفه = وكان من خمرها يا قوم ذا تيها
يبيت ليلته سهران منشغلا = في أمر أمواله في الهم يفديها
وفي النهار لقد كانت مصيبته = تحز في قلبه حزا فيخفيها
والناس كالحب والدنيا رحى نصبت = للعالمين وكف الموت يلهيها
فلا الإقامة تنجي النفس من تلف = ولا الفرار من الأحداث ينجيها
وكل نفس لها زور يصبحها = من المنية يوما أو يمسيها
تلك المنازل في الآفاق خاوية = أضحت خرابا وذاق الموت بانيها
أين الملوك التي عن حظها غفلت = حتى سقاها بكأس الموت ساقيها
أفنى القرون وأفنى كل ذي عمر = كذلك الموت يفني كل ما فيها
فالموت أحدق بالدنيا وزخرفها = والناس في غفلة عن ترك ما فيها
لو أنها عقلت ماذا يراد بها = ما طاب عيش لها يوما ويلهيها
نلهوا ونأمل آمالا نسر بها = شريعة الموت تطوينا وتطويها
فاغرس أصول التقى ما دمت مقتدرا = واعلم بأنك بعد الموت لاقيها