ابن القبيلة
03-Apr-2006, 04:15 PM
قصة عياد الحنيني
هذه القصة بطلها عياد بن لافي من الحنانية من بني سالم من حرب وهذه القصة تدل على شهامة الرجال سواء من عتيبة أو من حرب
كان عياد بن لافي حائفا مشهورا وشجاعا لا يهاب الأعداء وفي احد المرات أغار ومعه ثلاث رجال من حرب على عتيبة ولما صلوا ديار عتيبة كمنوا حتى أظلم الليل ثم تسللوا إلى احد أحياء عتيبة .
وقصدوا الإبل واستطاعوا أطلاق عددا منها فأخرجوها بخفة من القطيع واستاقوها لكن عياد لم يكتف بهذا الكسب بل طلب من أصحابه الابتعاد بالإبل على أن يتأخر هو ويتسلل إلى أحد البيوت لعلة يغن سلاحا أو متاعا ولما دنى من احد البيوت وإذا هو يسمع أنين امرأة مسكينة وأطفالها يتضورون من الجوع والفاقة وإذا هي تندب حظها وتدعوا على زوجها بحسرة لأنه جعلها في هذه الحالة وكان على مقربة من هذا البيت التعيس بيتا فخما يرى الجهامة في ظلام الليل فتسلل إليه يريد أن يلتمس ما يسد رمق هذه المرآة وأطفالها ولما وصل إلى هذا البيت تحسس في يده وهو خارج البيت فإذا هو يلمس "عدل " التمر فرفع عنه رواق البيت وجره إلى خارج وحيث انه لا يستطيع حمله فقد فتحه بخفة بخنجره ثم أخذ منه مقدارا لا بأس بها احتضنه في حجر ثوبه ثم أسرع به إلى المرآة الجائعة ولما أقترب منها نادى بلطف منبها ثم تقدم إليها ووضع التمر أمامها فشكرته ودعت له وهي تحسب انه من الحي ثن لحق بأصحابه قبل أن يبتعدوا وأخبرهم أنه لن يرافقهم وأنه قرر البقاء في هذا الحي فسألوه مستغربين فأخبرهم بالقصة وقال أنا عملت حسنة وأخشى تنقلب سيئة لان المرآة المسكينة سوف تتهم بالسرقة غدا وقال إن وكيلي على حقي من الكسب هو فلان فاذهبوا رافقتكم السلامة ثم رجع وقصد أحد البيوت وتسلل إلى ربعة البيت وهي مجلس الرجال قرب مشب النار ونام دون أن يشعر به أحد أما صاحب البيت فإنه لما استيقظ في الصباح الباكر لصلاة الفجر وأراد أن يوقد ناره وإذا بالرجل نائما فأيقظه بحدة فانتبه ابن لافي واندهش العتيبي لانه لا يعرفه وقال منتهرا " ابك أنت صديق ولا قوماني " فرد عليه عياد بسرعة "لا والله أني قواني ولكني ضيف لك "وهنا ظهرت شهامة العتيبي وتجلت شيم رجال البادية فقال برباطة جأش " حياك الله " ثم انقلب يوقظ أهل بيته وبدأ في عمل القهوة ولما شربوا القهوة واصبحوا وتحادثوا اخبر الضيف المضيف بقصته وبسبب تخلفه عندهم فأعجب العتيبي بشهامته وتعاطف معه ومع المرآة المسكينة لأنه يعرف قصتها حيث أن زوجها تزوج فتاة صغيره ومال معها وأجحف في حق زوجته القديمة كما صادف أن الأيل المسروقة كانت لهذا الزوج أيضا وقد حدث ما توقعه عياد فقد كان البيت الذي أخذ منه التمر هو بيت الزوجة الأخرى والتي ما أن كشفت سرقة التمر في الصباح حتى عدت إلى بيت ضرتها ووجدت ما يثبت ظنها فانهالت شتما واتهاما للزوجة المسكينة ثم أسرعت لتخبر زوجها فأقبل يحمل عصا غليظة لينهال على المسكينة ضربا وعياد ومضيفة يتفرجان فانطلقا إلى صاحب البيت وبادره العتيبي ساخر " أنت أحذ عمودك عند حفنة تمر ولا فقدت ابلك المسروقة يا ............" فالتفت الرجل إلى مبيت الإبل وإذا هي ناقصة فقال بذهول " أين الإبل " فقال العتيبي ابلك سرقها هذا الرجل من حرب وهو الذي سرق التمر أيضا لطعم أولادك وزوجتك البريئة يا من لا تخاف الله فيها فصاح صاحب الإبل بأعلى صوته ليجمع قومه حتى يلحقوا بأثر الإبل المسروقة وما هي إلا لحظات حتى اجتمع الرجال الشجعان لنجدة صاحبهم فلما اجتمعوا قال مضيف عياد يا رجال هذا يصيح عابته مسروق منها حفنة تمر ثم أخبرهم بقصة الحربي الحائف وهنا ظهرت نخوة عتيبة التي اشتهروا بها بين القبائل في نجد وارتفعت أصوات الرجال منكرين على صاحبهم ومشيدين بفعل عياد كفو كفو كفو يستاهل العم الغانم وكان ضمن الرجال الذين أتوا على نداء العتيبي اخو الزوجة القديمة فابتدر إلى عياد ومد إليه يمناه حتى امسك يده وقال " أريد أن تشرب القهوة عندي إذا سمح مضيفك " ثم أخذه إلى بيته وقال أنت في وجهي حتى تصل إلى هلك وبعد أن أحسن ضيافته قال هذه ذلول لترحل عليها إلى اهلك يا حربي
المرجع " قصص وأشعار من قبيلة حرب"
تأليف الأستاذ / فايز بن موسى البدراني
هذه القصة بطلها عياد بن لافي من الحنانية من بني سالم من حرب وهذه القصة تدل على شهامة الرجال سواء من عتيبة أو من حرب
كان عياد بن لافي حائفا مشهورا وشجاعا لا يهاب الأعداء وفي احد المرات أغار ومعه ثلاث رجال من حرب على عتيبة ولما صلوا ديار عتيبة كمنوا حتى أظلم الليل ثم تسللوا إلى احد أحياء عتيبة .
وقصدوا الإبل واستطاعوا أطلاق عددا منها فأخرجوها بخفة من القطيع واستاقوها لكن عياد لم يكتف بهذا الكسب بل طلب من أصحابه الابتعاد بالإبل على أن يتأخر هو ويتسلل إلى أحد البيوت لعلة يغن سلاحا أو متاعا ولما دنى من احد البيوت وإذا هو يسمع أنين امرأة مسكينة وأطفالها يتضورون من الجوع والفاقة وإذا هي تندب حظها وتدعوا على زوجها بحسرة لأنه جعلها في هذه الحالة وكان على مقربة من هذا البيت التعيس بيتا فخما يرى الجهامة في ظلام الليل فتسلل إليه يريد أن يلتمس ما يسد رمق هذه المرآة وأطفالها ولما وصل إلى هذا البيت تحسس في يده وهو خارج البيت فإذا هو يلمس "عدل " التمر فرفع عنه رواق البيت وجره إلى خارج وحيث انه لا يستطيع حمله فقد فتحه بخفة بخنجره ثم أخذ منه مقدارا لا بأس بها احتضنه في حجر ثوبه ثم أسرع به إلى المرآة الجائعة ولما أقترب منها نادى بلطف منبها ثم تقدم إليها ووضع التمر أمامها فشكرته ودعت له وهي تحسب انه من الحي ثن لحق بأصحابه قبل أن يبتعدوا وأخبرهم أنه لن يرافقهم وأنه قرر البقاء في هذا الحي فسألوه مستغربين فأخبرهم بالقصة وقال أنا عملت حسنة وأخشى تنقلب سيئة لان المرآة المسكينة سوف تتهم بالسرقة غدا وقال إن وكيلي على حقي من الكسب هو فلان فاذهبوا رافقتكم السلامة ثم رجع وقصد أحد البيوت وتسلل إلى ربعة البيت وهي مجلس الرجال قرب مشب النار ونام دون أن يشعر به أحد أما صاحب البيت فإنه لما استيقظ في الصباح الباكر لصلاة الفجر وأراد أن يوقد ناره وإذا بالرجل نائما فأيقظه بحدة فانتبه ابن لافي واندهش العتيبي لانه لا يعرفه وقال منتهرا " ابك أنت صديق ولا قوماني " فرد عليه عياد بسرعة "لا والله أني قواني ولكني ضيف لك "وهنا ظهرت شهامة العتيبي وتجلت شيم رجال البادية فقال برباطة جأش " حياك الله " ثم انقلب يوقظ أهل بيته وبدأ في عمل القهوة ولما شربوا القهوة واصبحوا وتحادثوا اخبر الضيف المضيف بقصته وبسبب تخلفه عندهم فأعجب العتيبي بشهامته وتعاطف معه ومع المرآة المسكينة لأنه يعرف قصتها حيث أن زوجها تزوج فتاة صغيره ومال معها وأجحف في حق زوجته القديمة كما صادف أن الأيل المسروقة كانت لهذا الزوج أيضا وقد حدث ما توقعه عياد فقد كان البيت الذي أخذ منه التمر هو بيت الزوجة الأخرى والتي ما أن كشفت سرقة التمر في الصباح حتى عدت إلى بيت ضرتها ووجدت ما يثبت ظنها فانهالت شتما واتهاما للزوجة المسكينة ثم أسرعت لتخبر زوجها فأقبل يحمل عصا غليظة لينهال على المسكينة ضربا وعياد ومضيفة يتفرجان فانطلقا إلى صاحب البيت وبادره العتيبي ساخر " أنت أحذ عمودك عند حفنة تمر ولا فقدت ابلك المسروقة يا ............" فالتفت الرجل إلى مبيت الإبل وإذا هي ناقصة فقال بذهول " أين الإبل " فقال العتيبي ابلك سرقها هذا الرجل من حرب وهو الذي سرق التمر أيضا لطعم أولادك وزوجتك البريئة يا من لا تخاف الله فيها فصاح صاحب الإبل بأعلى صوته ليجمع قومه حتى يلحقوا بأثر الإبل المسروقة وما هي إلا لحظات حتى اجتمع الرجال الشجعان لنجدة صاحبهم فلما اجتمعوا قال مضيف عياد يا رجال هذا يصيح عابته مسروق منها حفنة تمر ثم أخبرهم بقصة الحربي الحائف وهنا ظهرت نخوة عتيبة التي اشتهروا بها بين القبائل في نجد وارتفعت أصوات الرجال منكرين على صاحبهم ومشيدين بفعل عياد كفو كفو كفو يستاهل العم الغانم وكان ضمن الرجال الذين أتوا على نداء العتيبي اخو الزوجة القديمة فابتدر إلى عياد ومد إليه يمناه حتى امسك يده وقال " أريد أن تشرب القهوة عندي إذا سمح مضيفك " ثم أخذه إلى بيته وقال أنت في وجهي حتى تصل إلى هلك وبعد أن أحسن ضيافته قال هذه ذلول لترحل عليها إلى اهلك يا حربي
المرجع " قصص وأشعار من قبيلة حرب"
تأليف الأستاذ / فايز بن موسى البدراني