المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جـهـل الإنسـان


ابو ضيف الله
23-Mar-2006, 11:26 AM
سماحة الشيخ/ عبد الله بن عبدالرحمن بن جبرين

إن الإنسان يولد جاهلا ويرزقه الله سمعا وبصراً وعقلا، ويكلفه أن يتعلم حتى يزيل الجهل الذي هو وصف له ذاتي، وليس عليه أن يحيط بكل المعلومات ويقرأ كل الفنون، وإنما عليه أن يبدأ بالأهم فالأهم، ويتعلم ما ينفعه، سواء في المدارس والجامعات أو في الحلقات، والمحاضرات والندوات، أو من الكتب والرسائل، أو من الأشرطة والإذاعات.

وعليه أن يأتي الأمور من مبادئها؛ فيهتم بالعقيدة والتوحيد، ويحفظ بعض المتون في ذلك ويقرأ شروحها، وكذا يقرأ في النحو والصرف واللغة ما يقيم لسانه ويفهم معه كلام الله -تعالى- وكلام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وكلام أهل العلم، ويحفظ المتون المختصرة في ذلك، ويقرأ شروحها حتى يفهمها.
وكذا يقرأ في كتب العبادات والمعاملات التي هو بحاجة إلى العمل بها في حياته؛ فإنه مكلف بالطهارة والصلاة والزكاة ... إلخ، ويحتاج إلى بيع ونحو ذلك مما هو مضطر إليه، وعليه أن يتعلم من ذلك ما تمس إليه الحاجة من البيوع المحرمة حتى يتجنبها، وحتى يستفاد من علمه فيها، وهكذا بقية العلوم الحكمية في كتب الفقه والحديث، وعليه أن يحفظ من المتون أقربها تناولا وأسهلها فهما، وهكذا يتزود من علوم الآداب والأخلاق، ويقرأ في كتب السيرة والتاريخ للعبرة والاتعاظ ونحو ذلك.

فأما حديث جابر فهو صحيح، وهو حجة في طلب العلم؛ فإن الصلاة المكتوبة وصوم رمضان تحتاج إلى تعلم الكيفية وما تتم به الصلاة، وما يشترط لها وما يبطلها، وما يلحق بها من السنن والمندوبات والمكملات، وهكذا قوله: وأحللت الحلال وحرمت الحرام، وهو بحاجة إلى تعلم الكسب الحلال وما يترتب عليه وما يكره فيه، وتعلم الحرام وأسبابه وأمثلته، ولا شك أن ذلك يحتاج إلى وقت طويل في التعلم من أفواه المشايخ ومن يعلمون الكتب، ولا يحصل ذلك بمجرد الفهم والإلقاء في الروع.

أما قوله: ثم ماذا بعد القراءة، ثم ماذا بعد البحث ...إلخ؛ نقول: إن القراءة تفيد العلم، ويحصل بعدها فوائد جمة ثابتة تؤيد في المعلومات، ولا شك أن البحث في الكتب عن المسألة وتتبع مواضعها يفهم منه معرفة حكمها وكلام العلماء فيها، حتى إذا جرت على الإنسان عرف كيف يتخلص منها، ولا شك أن تقييد الفوائد سبب في مراجعتها وبقائها في الذاكرة والعلم بما تحويه.

وكذا يقال في حضور الدروس في المدارس والحلقات حيث يحصل للدارس مسائل يتزود منها خيرا، أو تزيد معلوماته يوميا أو أسبوعيا بما لا يحصل للمتخلف والمشغول بحاجة نفسه، ولا شك أن الكتب العلمية التي تعب العلماء في جمعها وتنقيحها وتحريرها، وبذلوا فيها جهدهم؛ يحصل بها فوائد جمة لمن قصد الاستفادة وأعطاها حقها من القراءة والمطالعة.

وأما تحضير المواضيع فيحتاج إليه من يعد بحثا خاصا، أو يلقى درسًا أو محاضرة؛ فهو يحضر بأن يقرأ ويطالع المراجع حتى يتأكد عند الإلقاء من صحة ما ألقاه وجواب ما يسأل عنه، وحفظ المتون ففائدته كبيرة، حيث إنه يستحضر الجواب من ذلك المتن عند البحث فيه أو العمل بمسألة، فيعرف الحكم، ويتذكر نص العلماء على ذلك من حفظه.

فأما الاعتكاف على قراءة كتب الزهد والترغيب والترهيب فهو مفيد في بعض الأحوال، لكن لا بد قبله من معرفة الأحكام والواجبات والمحرمات وأمور العقائد ونحوها، حتى يكون الإنسان على بصيرة من أمره، والله أعلم

المصـدر موقع الشيخ
http://www.ibn-jebreen.com/controller?action=PageCVViewer&File=a/9

فواز الشيباني
23-Mar-2006, 07:22 PM
اخي ابو ظيف الله

جزاك الله كل خير

على الموضوع والمجهود الرائع


وبارك الله فيك

جهيبذاوي
24-Mar-2006, 12:04 AM
الله يجزاك خير على الموضوع الطيب....

لا هنت يا بوضيف الله...

تحياااااااتي

ابو ضيف الله
24-Mar-2006, 01:06 AM
الاخوان فواز الشيباني و جهيبذاوي

حياكم الله وجزاكم الله كل خير على التعليق

غشام نجد
24-Mar-2006, 01:20 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهالحق الأول والأكبر للإنسان:
حماية الفطرة التي فطر الله الناس عليها

الاخ : ابو ضيف الله
موضوعك في غايت الاهميه والحقيقه تشكر عليه جزيل الشكر زاجببت ان اضيف عليه لفائدة ولهمية الموضوع



بقلم الدكتور عدنان علي رضا النحوي
تمهيد :

لقد كثر الحديث عن حقوق الانسان وصدرت وثائق وبيانات كثيرة وذكرنا اهم مآخذنا على تلك الوثائق ، وبالنسبة للاسلام فانه هو الذي قدم البيان العالمي الاول لحقوق الانسان مرتبطة بمسؤولياته ، لترتبط الحقوق والمسؤوليات في منهاج متماسك ، ليعلن ذلك الانبياء والمرسلون في رسالة ربانية ختمت برسالة محمد r فاصبح المنهاج الرباني - قرآناً وسنة ولغة عربية - البيان الحق الكامل لحقوق الانسان ومسؤولياته.

واذا ذكرنا صوراً ونماذج لمسؤوليات الانسان وحقوقه ، فلا نعني ان ماذكرناه كان كاملاً ، فانه يتعذر ان نورد هنا جميع حقوق الانسان ومسؤولياته كما فصلها منهاج الله ، وانما ندعوا الناس ليعودوا إلى منهاج الله ليجدوا فيه البيان الحق الكامل ، مما لايجدونه في سواه ابداً.

ولكن الوثائق التي أعلنت والبيانات التي صدرت كانت تدعي انها كاملة توفي الانسان حقوقه ، واذا ذكرنا بعض النقائص والمآخذ على تلك البيانات والوثائق ، فإننا نشير هنا إلى اكبر مآخذنا على تلك الوثائق ، حين أهملت أهم حق للانسان ، الحق الذي تقوم عليه سائر الحقوق والمسؤوليات وتنبع منه ، إنه الحق الأول للانسان والحق الأكبر ، إنه حماية (فطرة الانسان) حماية فطرته التي فطره الله عليها ، حمايتها من أن تلوث أو تشوه أو تنحرف ثم رعايتها.

حين نعود إلى حديث رسول الله عن الفطرة ، ندرك اهمية هذا الحق وخطورته ، وتتأكد لنا هذه الأهمية حين نجد ان الحديث الشريف ، شأنه شأن سائر الاحاديث الشريفة ، نابعة من القرآن الكريم مرتبطة به.

الفطرة ومسؤولية الوالدين والمجتمع والأمة :

فعن أبي هريرة قال : قال رسول الله (ما من مولود يولد إلا على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه . اقرأوا .. فطرة الله التي فطر الناس عليها … الآية ) .

ولنتدبر الآيات الكريمة التي صدرت عنها هذا الحديث الشريف.

{ فأقم وجهك للدين حنيفاً فطرت الله التي فطر الناس عليها لاتبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لايعلمون * منيبين إليه واتقوه وأقيموا الصلاة ولاتكونوا من المشركين * من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً كل حزب بما لديهم فرحون } الروم:30-32

إن الله فطر الناس جميعهم على فطرة واحدة سليمة تكفل لهم الحياة الطاهرة السعيدة ، لتكون هذه الحياة الدنيا دار إبتلاء وتمحيص ، وممراً إلى الحياة الحقيقية في الدار الآخرة ، وكذلك لتكون هذه الفطرة أساساً يعين الانسان على الوفاء بمسؤولياته في الحياة الدنيا والتمتع بحقوقه ، مع ما هيأ الله لعباده من أسباب اخرى : الآيات المبثوثة في الكون وفي نفس الانسان ، الدالة على الله الذي لا إله إلا هو ، والرسل والأنبياء الذين يبلغون رسالة الله ويُذكّرون ، والسمع والبصر والفؤاد لتكون هذه أجهزة الاستقبال التي يستقبل بها الانسان آيات الله من الكون وهو يتأمل ويتدبر ، وأيات الله التي يبلغها الرسل والانبياء حتى لايكون للناس على الله حجة بعد الرسل.

وإن قدرة السمع والبصر والفؤاد على الاستقبال والادراك والوعي تعتمد على سلامة الفطرة ، ولذلك جاء الحديث الشريف ليبين مسؤولية الوالدين أولاً في حماية الفطرة ، ومسؤولية الوالدين ليست مسؤولية معزولة عن واقع الحياة ، فواقع المجتمع والأمة كله يؤثر في سلامة الفطرة أو انحرافها ، ولكن أثر المجتمع والعوامل المتوفرة فيه يصب في البيت في الاسرة ، حيث يتحمل الوالدان معاً ، الرجل والمرأة ، الزوج والزوجة ، مسؤولية حماية فطرة أبنائهم ، انها ليست مسؤولية اسرة واحدة ، إنها مسؤولية الآباء والأمهات جميعهم في المجتمع ، انها مسؤولية خطيرة سيحاسبون عليها بين يدي الله سبحانه وتعالى يوم القيامة ، وانها مسؤولية شديدة التأثير في واقع الأمة في الحياة الدنيا ، وبذلك تمتد المسؤولية إلى جميع العاملين في مختلف المستويات:

فعن ابن عمر عن النبي انه قال : ((ألا كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ، فالإمام الذي على الناس راع وهو مسؤول عن رعيته ، والرجل راع في أهل بيته وهو مسؤول عن رعيته ، والمرأة راعية على أهل بيت زوجها وولده وهي مسؤولة عنهم ، وعبدالرجل راع على مال سيده وهو مسؤول عنه ، ألا فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته)) [رواه الشيخان والترمذ]

وهكذا تمتد المسؤولية في الأمة من ادنى مستوياتها إلى اعلاها ، وجميع هذه المسؤوليات تصب آثارها في البيت ، في الأسرة ، حيث يتولى الوالدان الرعاية المباشرة هناك ، فذكر الوالدين في الحديث الشريف ومسؤولياتهما لاتنفي سائر المسؤوليات والقوى المؤثرة في الأمة من معاهد التربية ومراكز الاعلام وسائر المؤسسات.

وحين تنحرف هذه القوى تنعكس اثارها على الزوجين ، ثم على الابناء ، لتنحرف بذلك فطرة الأبناء إلى النصرانية أو اليهودية أو المجوسية.

وتأتي الآية الكريمة لتؤكد أهمية الفطرة الثابتة التي فطر الله الناس عليها ، انها فطرة واحدة لاتتبدل في أسسها : ( لاتبديل لخلق الله ) وكيف تتبدل هذه الفطرة وهي رحمة من الله على عباده ، رحمة واسعة ، ثم تبين لنا الآية الكريمة أهم الوسائل والركائز الضرورية لحماية الفطرة : الإنابة إلى الله ، والتقوى ، وإقامة الصلاة وسائر الشعائر التي فرضها الله ، ان هذه هي أسس الحماية ، فان ضعفت أو تخلخلت أو ذهبت أثر ذلك كله على سلامة الفطرة.

وتبين لنا الآية الكريمة وكذلك الحديث الشريف نتائج انحراف الفطرة في الواقع : الإشراك بالله : ( ولاتكونوا من المشركين ) ، و( أبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ) وكذلك تفريق الدين حتى ينقسم الناس شيعاً واحزاباً يحارب بعضهم بعضاً ، ويفرح كل حزب بما لديه ، وتشتد الفتنة وتضعف الأمة ويهون أمرها في الحياة الدنيا ، وتنال غضب الله وعقابه في الدنيا والاخرة ، اذا لم تتدارك نفسها بالتوبة والانابة والتقوى وإقامة شعائر الدين وسائر قواعده ، لتكتون امة مسلمة واحدة ، صفاً واحداً كالبنيان المرصوص.

ان انحراف الفطرة خطر كبير على الفرد والامة والمجتمع الانساني ، ومن هذا الانحراف تنطلق المفاسد في الارض ، وتمتد الفتن ، وتثور الاهواء والشهوات والمصالح المتصارعة ، وتنافس الدنيا ، تحت جميع الشعارات المحببة إلى النفوس ، المزخرفة للفتنة ، من سلام ووطنية وقومية ودين.

إن الله سبحانه وتعالى زود الفطرة السليمة بوسائل التحكم والموازنة والتوجيه ، فاذا انحرفت الفطرة تعطلت هذه الوسائل فاختل التحكم واضطربت الموازنة وضاع التوجيه.

لهذا كله كانت حماية الفطرة على سلامتها كما خلقها الله أكبر حق للإنسان ، وأول حق لله ، وهي مسؤوليته ان يطالب بها ولاتنازل عنها ، وان يجاهد في سبيل ذلك ، وهي كذلك مسؤولية جميع مستويات الامة ومؤسساتها ان تخطط لذلك بوسائل التربية ومناهجها ، والقوانين وتوجيهها ، ووسائل الاعلام ، وغير ذلك.

القوى التي تعمل في الفطرة : أولها الايمان والتوحيد :

ولندرك خطورة الامر بصورة اكثر وضوحاً ، فاننا نشبه الفطرة ونعتبرها مستودعاً اودع الله فيها مايشاء من قوى وميول وغرائز ، مما عرفنا سبحانه وتعالى ببعضها وجهلنا بعضها الاخر.

إن اهم ماغرسه الله سبحانه وتعالى في الفطرة هو الايمان والتوحيد ، وشهادة ان لا اله الا الله ، وشهادة أن محمداً رسول الله : اما بالنسبة لشهادة أن لا إله إلا الله ، فهي جلية ثابتة في الآية من سوة الاعراف وفي الحديث الشريف :

(( وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدتهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين * أو تقولوا إنما أشرك أباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون * وكذلك نفصل الآيات ولعلهم يرجعون))

الاعراف : 172-174

ويأتي الحديث الشريف ليبين هذه الحقيقة الهامة أيضاً :

فعن أنس عن النبي أنه قال : ( يقال للرجل من أهل النار يوم القيامة ، أرأيت لو كان لك ما على الارض من شئ أكنت مفتدياً به ؟ فيقول : نعم ! فيقول الله : ( كذبت قد أردت منك أهون من ذلك ، قد أخذت عليك في ظهر آدم أن لاتشرك بي شيئاً فأبيت إلا أن تشرك). رواه أحمد والشيخان.

هذا بالنسبة لشهادة : أن لا إله إلا الله ، أما شهادة : أن محمداً رسول الله ، فنجدها في الآية الكريمة من سورة آل عمران عهداً موثقاً أخذه الله من الأنبياء والرسل جميعاً ليكون جزءاً من رسالتهم ودعوتهم :

( وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال أأقرتم وأخذتكم على ذلكم إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين).

آل عمران : 81

وهكذا ثبتت الشهادتان عهداً وميثاقاً بين الله وعباده ، وبين الله ورسله ، أساساً للايمان والتوحيد ، أساساً مغروساً في الفطرة السليمة.

إن الإيمان والتوحيد مغروسان في الفطرة تشهد عليهما الآيات المبثوثة في الكون والأيات التي يأتي بها الرسل وحياً من عند الله ، وتظل الفطرة السليمة قادرة على استقبال هذه الايات بالسمع والبصر والفؤاد ، وفي الفطرة قوى أخرى مغروسة برحمة من الله : كالحب والكره والشجاعة والجبن ، والشهوات والغرائز ، وقوة التفكير وقوة العاطفة ، وما يضع الله في عبد من عباده من مواهب وقدرات ، يتميز بها إنسان عن إنسان ، ويكون الايمان والتوحيد كالنبع الصافي ، يروي جميع مافي فطرة الانسان من ميول وغرائز وقوى رياً عادلاً متوازناً ، وكذلك يكون الايمان والتوحيد في فطرة الانسان كالمصفاة ، تنقي مايدخل إلى الفطرة من تجارب وخبرة من الواقع ، أو علوم أو زاد يكتسبه في هذه الحياة الدنيا.

وكل عمل يقوم به الانسان ، أو فكرة يفكر بها ، أو امر يعزم عليه ، هو عمل صالح يدخل في ساحة التقوى مادام مرتبطاً بالامان مروياً به ، فاذا انعزل العمل عن الايمان أو انقطع ري الايمان أو ارتوى من غيره ، فانه يدخل ساحة الفتنة والفجور والفساد واستمع إلى آيات الله البينات توضح ذلك:

(ونفس وماسواها * فألهمها فجورها وتقواها * قد أفلح من زكاها * وقد خاب من دساها). الشمس : 7-10

ان العمل نفسه قد يكون طاعة لله وتقوى ، وقد يكون فتنة وفجوراً وفساداً ، فاذا زكى الانسان نفسه وصدقت نيته كان عمله في ساحة التقوى ، والا كان فجوراً ، وكيف يكون ذلك؟!

النية ودورها في الفطرة والتقوى المودعة فيها :

انها النية . فالنية هي المفتاح الذي يفتح نبع الايمان ، لتطلق منه الري ، اذا كانت النية صادقة خالصة لله سبحانه وتعالى ، واعية لنهج الايمان والعمل الذي تقبل عليه ، اما اذا فسدت النية فانها لاتستطيع ان تفتح نبع الايمان ، أو انها تغلقه ، أو تفتح رياً فاسداً فاما ان لايرتوي العمل من نبع الايمان ، واما ان يرتوي بغيره.

فحين تصدق النية وتتوجه خالصة لله سبحانه وتعالى ، فان الانسان يزكي نفسه : ( قد افلح من زكاها) ويفلح في مسعاه .

وحين تفسد النية ويرجو بها الانسان غير وجه ربه ، أو يطلب الدنيا ويسعى لها ، فانه يكون قد دس نفسه ، أي اخفاها بالضلال والنية الفاسدة : ( وقد خاب من دساها).

ويأتي حديث رسول الله يرويه عنه عمر رضي الله عنه ليبرر لنا أهمية النية وخطورتها في حياة الانسان وعمله كله ، فبها يرتبط قبول العمل عند الله أو عدم قبوله ، وصدق النية وصلاحها يستدعي ان يكون العمل خاضعاً لاحكام منهاج الله.

فعن عمر رضي الله عنه عن الرسول انه قال : إنما الاعمال بالنية ، وانما لامرئ مانوى ، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو أمرأة ينكحها فهجرته إلى ماهاجر اليه ) رواه الشيخان

المفيد
24-Mar-2006, 01:40 AM
مشرفنا العزيز ابو ضيف الله
تشكر على الاختيار رعاك الله ...

ابو ضيف الله
24-Mar-2006, 02:05 AM
غشام نجد جـزاك الله كل خير على القال القيم
اخي المفيد اشكرك على المرور والتعليق


وفعلاً يا أخوان العلم الشرعي قضية مهمة ويجب الاعتناء بها
وقد قال الذي لا ينطق عن الهوا "من يرد الله به خيراً يفقه في الدين"
ومن المفروض على كل مسلم ان يطلب العلم ويتفقه في دينه بطريقه منهجية