نبض المشاعر
18-Mar-2006, 08:31 AM
مرت ثلاث سنوات على احتلال العراق ولم يذق العراقيون طعم الديمقراطية التي وعدهم بها الرئيس الامريكي جورج بوش ولا الحرية التي قال لهم انه سيقدمها لهم على طبق من الرفاهية والاستقرار وتنتشر من بلادهم في بقية دول المنطقة.
ففي العشرين من مارس عام 2003 عبر الجنود الامريكيون الحدود الى داخل العراق توجوه في اقل من شهر بالاستيلاء على العاصمة بغداد ولف العلم الامريكي على وجه تمثال ضخم لرئيس العراق وسط بغداد قبل تدميره ايذانا ببداية عهد جديد. وبعد مضي ثلاث سنوات لا احد يعرف كم هي جردة الحساب من خسائر الارواح والممتلكات والبنى التحتية في هذا البلد. اما دفتر الحساب الامريكي فيسجل مقتل اكثر من 2300 جندي في العراق وحدها واربعمائة مليار دولار تكاليف حرب العراق وافغانستان وبالامس وافق مجلس النواب الامريكي على تخصيص 67 مليار دولاراضافية للعمليات العسكرية طلبتها ادارة الرئيس بوش لان الخيارالاخر يعني هزيمة امريكا وهوما لا يرضاه الامريكيون لانفسهم.
واليوم لا يختلف اثنان على ان ادارة الرئيس بوش في ورطة لا تعرف كيف تخرج منها .وان القرار لم يعد بيد بوش ولا وزير دفاعه دونالد رامسفيلد وان مجريات الاموروحدها في العراق ستملي حكم التاريخ على الرئيس الاميركي فيسجل له اما حامل لواء الديموقراطية واما رجل الحرب المغامر. فالعراق الذي ينزلق في اتون حرب اهلية وشيكة لن يسمح بتصيف بوش الى جانب فرنكلين روزفلت،الرئيس الذي هزم المانيا النازية واليابان والذي يحظى بتقدير بالغ في الولايات المتحدة، بل الى جانب ليندون جونسون الذي يرتبط اسمه بحرب فيتنام. واقر بوش بعد فوات الاوان بخطورة الوضع العراقي عندما بدا محاولا الناي بنفسه عما يدور هناك قائلا :(ان ساعة الخيار دقت بالنسبة الى العراقيين) ناسيا انه وعدهم بتخليصهم من صدام . ستيفان هيس احد الامريكيين المهتمين بالحرب في العراق قال :(ان بوش لم يكن له رأي في وقوع اعصار كاترينا، الا انه اختارالحرب في العراق.ويمكن القول انها من صنعه).
ويرى الخبير ديفيد كوربن ان بوش يريد هو نفسه ان يتم الحكم عليه استنادا الى نجاح او فشل عملية الحرية للعراق ، مضيفا : الناس الذين هم معه او ضده يريدون له ذلك . ونقلت صحيفة( يو اس ايه توداي) اخيرا عن مارك ماكنينون احد المقربين من الرئيس الاميركي قوله:(الحرب تتحكم بكل ما تقوم به الحكومة تقريبا) . ويردد بوش باستمرار :( اننا امة في حالة حرب ). كما ان الحرب تتحكم ايضا بشعبية الرئيس. وتبدي الغالبية الجمهورية خشيتها من ان تقررالحرب مصيرهذه الغالبية خلال الانتخابات التشريعية المقررة في نوفمبر. وتراجعت في اوساط الرأي العام الاميركي نسبة تأييد عمل الرئيس الاميركي، كما تراجعت نسبة تأييد الحرب. ولم تصل شعبية بوش يوما الى نسبة التدني التي هي عليه حاليا، حسبما افاد استطلاع للرأي نشره معهد غالوب. فقد ايد 36بالمئة فقط من الاميركيين اسلوب عمل الرئيس مقابل 60بالمئة عارضوه واعتبروا ان الامور في العراق تجري بشكل سييء او سييء جدا.
وادى غزو امريكا للعراق الى مقتل اكثر من 2300 جندي اميركي وكلفت مئات مليارات الدولارات. وبالنسبة الى خصوم بوش في الداخل، فقد افقدت الولايات المتحدة مصداقيتها في الشرق الاوسط، كما استعدت جزءا من المسلمين او جعلتهم اكثر تشددا. وادت ايضا الى تعزيز الموقف الايراني.
ويرى اكثر من نصف الاميركيين، بحسب التحقيق الذي اجراه معهد غالوب، ان الادارة الاميركية كذبت عليهم في موضوع اسلحة الدمارالشامل من اجل تبريرالحرب.
رغم ذلك، يستمر جورج بوش في الدفاع عن استراتيجية النصر في العراق. وقد عدل لهجته اخيرا واعترف بوقوع اخطاء وصعوبات، مع التخفيف من اهميتها. وهويسعى حاليا الى الحصول على تلاحم دولي في الازمة النووية الايرانية.
ويطالب اكثر من نصف الاميركيين على الاقل ببدء الانسحاب من العراق. وتمهيدا للانتخابات المقبلة، بدأ المحافظون الجدد يقولون ان على العراقيين ان يتولوا شؤونهم بانفسهم بعد ان اصبحوا احرارا.
ويرى الخبراء السياسيون ان الهموم الاقتصادية والمحلية ستطغى في الانتخابات، الا في حال انفجار الوضع العراقي، الا ان 61بالمئة من الناخبين رأوا في الاستطلاع الذي نشره غالوب ان المسألة العراقية ستكون معيارا اساسيا مهما جدا او الاكثراهمية في الانتخابات. ويؤكد بوش ان الديموقراطية تحرز تقدما في العراق وفي المنطقة. الا ان ثلاثة ارباع الاميركيين يرون، بحسب الاستطلاعات، ان العراق متجه نحو حرب اهلية.
خلال حرب فيتنام، كان ليندون جونسون يحذر قائلا : اذا انسحبنا من فيتنام، فسيكون علينا ان نحارب غدا في هاواي والاسبوع المقبل في سان فرانسيسكو .
للتواصل عبر البريد الالكتروني: nawa_2012@hotmail.com
ففي العشرين من مارس عام 2003 عبر الجنود الامريكيون الحدود الى داخل العراق توجوه في اقل من شهر بالاستيلاء على العاصمة بغداد ولف العلم الامريكي على وجه تمثال ضخم لرئيس العراق وسط بغداد قبل تدميره ايذانا ببداية عهد جديد. وبعد مضي ثلاث سنوات لا احد يعرف كم هي جردة الحساب من خسائر الارواح والممتلكات والبنى التحتية في هذا البلد. اما دفتر الحساب الامريكي فيسجل مقتل اكثر من 2300 جندي في العراق وحدها واربعمائة مليار دولار تكاليف حرب العراق وافغانستان وبالامس وافق مجلس النواب الامريكي على تخصيص 67 مليار دولاراضافية للعمليات العسكرية طلبتها ادارة الرئيس بوش لان الخيارالاخر يعني هزيمة امريكا وهوما لا يرضاه الامريكيون لانفسهم.
واليوم لا يختلف اثنان على ان ادارة الرئيس بوش في ورطة لا تعرف كيف تخرج منها .وان القرار لم يعد بيد بوش ولا وزير دفاعه دونالد رامسفيلد وان مجريات الاموروحدها في العراق ستملي حكم التاريخ على الرئيس الاميركي فيسجل له اما حامل لواء الديموقراطية واما رجل الحرب المغامر. فالعراق الذي ينزلق في اتون حرب اهلية وشيكة لن يسمح بتصيف بوش الى جانب فرنكلين روزفلت،الرئيس الذي هزم المانيا النازية واليابان والذي يحظى بتقدير بالغ في الولايات المتحدة، بل الى جانب ليندون جونسون الذي يرتبط اسمه بحرب فيتنام. واقر بوش بعد فوات الاوان بخطورة الوضع العراقي عندما بدا محاولا الناي بنفسه عما يدور هناك قائلا :(ان ساعة الخيار دقت بالنسبة الى العراقيين) ناسيا انه وعدهم بتخليصهم من صدام . ستيفان هيس احد الامريكيين المهتمين بالحرب في العراق قال :(ان بوش لم يكن له رأي في وقوع اعصار كاترينا، الا انه اختارالحرب في العراق.ويمكن القول انها من صنعه).
ويرى الخبير ديفيد كوربن ان بوش يريد هو نفسه ان يتم الحكم عليه استنادا الى نجاح او فشل عملية الحرية للعراق ، مضيفا : الناس الذين هم معه او ضده يريدون له ذلك . ونقلت صحيفة( يو اس ايه توداي) اخيرا عن مارك ماكنينون احد المقربين من الرئيس الاميركي قوله:(الحرب تتحكم بكل ما تقوم به الحكومة تقريبا) . ويردد بوش باستمرار :( اننا امة في حالة حرب ). كما ان الحرب تتحكم ايضا بشعبية الرئيس. وتبدي الغالبية الجمهورية خشيتها من ان تقررالحرب مصيرهذه الغالبية خلال الانتخابات التشريعية المقررة في نوفمبر. وتراجعت في اوساط الرأي العام الاميركي نسبة تأييد عمل الرئيس الاميركي، كما تراجعت نسبة تأييد الحرب. ولم تصل شعبية بوش يوما الى نسبة التدني التي هي عليه حاليا، حسبما افاد استطلاع للرأي نشره معهد غالوب. فقد ايد 36بالمئة فقط من الاميركيين اسلوب عمل الرئيس مقابل 60بالمئة عارضوه واعتبروا ان الامور في العراق تجري بشكل سييء او سييء جدا.
وادى غزو امريكا للعراق الى مقتل اكثر من 2300 جندي اميركي وكلفت مئات مليارات الدولارات. وبالنسبة الى خصوم بوش في الداخل، فقد افقدت الولايات المتحدة مصداقيتها في الشرق الاوسط، كما استعدت جزءا من المسلمين او جعلتهم اكثر تشددا. وادت ايضا الى تعزيز الموقف الايراني.
ويرى اكثر من نصف الاميركيين، بحسب التحقيق الذي اجراه معهد غالوب، ان الادارة الاميركية كذبت عليهم في موضوع اسلحة الدمارالشامل من اجل تبريرالحرب.
رغم ذلك، يستمر جورج بوش في الدفاع عن استراتيجية النصر في العراق. وقد عدل لهجته اخيرا واعترف بوقوع اخطاء وصعوبات، مع التخفيف من اهميتها. وهويسعى حاليا الى الحصول على تلاحم دولي في الازمة النووية الايرانية.
ويطالب اكثر من نصف الاميركيين على الاقل ببدء الانسحاب من العراق. وتمهيدا للانتخابات المقبلة، بدأ المحافظون الجدد يقولون ان على العراقيين ان يتولوا شؤونهم بانفسهم بعد ان اصبحوا احرارا.
ويرى الخبراء السياسيون ان الهموم الاقتصادية والمحلية ستطغى في الانتخابات، الا في حال انفجار الوضع العراقي، الا ان 61بالمئة من الناخبين رأوا في الاستطلاع الذي نشره غالوب ان المسألة العراقية ستكون معيارا اساسيا مهما جدا او الاكثراهمية في الانتخابات. ويؤكد بوش ان الديموقراطية تحرز تقدما في العراق وفي المنطقة. الا ان ثلاثة ارباع الاميركيين يرون، بحسب الاستطلاعات، ان العراق متجه نحو حرب اهلية.
خلال حرب فيتنام، كان ليندون جونسون يحذر قائلا : اذا انسحبنا من فيتنام، فسيكون علينا ان نحارب غدا في هاواي والاسبوع المقبل في سان فرانسيسكو .
للتواصل عبر البريد الالكتروني: nawa_2012@hotmail.com