تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الأسهم والفقه الإلكتروني للمصائب / د. فايز الشهري


ابو ضيف الله
13-Mar-2006, 11:26 PM
الرياض / باعتبار عدد الزوار وحجم الانتشار الجماهيري يمكن اليوم رصد أكثر من 100 منتدى وموقع الكتروني تركّز على تحليل حركة الأسهم السعودية، وتقدّم لزوارها سلة مختارة من برامج التحليلات والقراءات الإحصائية للسوق وبشكل مجاني. وليس هذا فقط بل ظهرت عبر خدمات الانترنت عدد من الغرف الحوارية التي تقدم لأعضائها رصدا يوميا (فوريّا) لحركة السوق المالية، وتوصيات البيع والشراء في جو من التعاطي والحوار (النصي والصوتي) مع زوارها الذين لا يستنكفون من السؤال عن أسهمهم ومستقبلها واتجاهاتها ومن ثم تأتيهم الإجابات من كل ناحية سريعة واثقة وبشكل يثير التساؤل والعجب. في هذه الجزئية بالذات يمكن القول: إن مثل هذه المظاهر التقنية الملتحمة باهتمامات الناس واحتياجاتهم تعكس بشكل أو بآخر صورة من صور التوظيف الإيجابي لشبكة الانترنت ودورها التنموي والتثقيفي في حياة الناس.

ومقال اليوم لا ينقد الظاهرة وإنما ينتقد سوء توظيفها وسيكون التركيز هنا على ما يمكن تسميته «الفقه إلكتروني الجديد» الذي تشكّلت ملامحه عبر فضاء الانترنت، وظهرت أطروحاته بشكل واضح عبر منتديات الأسهم والاستثمار العربية. ولعل أبرز ملامح هذا الفقه أنه يكون أشد حضورا ووضوحا حينما تتسارع نبضات القلوب جراء (احمرار) عين سوق الأسهم، وخسران مؤشر المال في دقائق ما جناه في أشهر. الجانب الإيجابي في هذا الفقه هو حيوية القائمين عليه وسرعتهم في استظهار النصوص والعبر من تراثنا الإسلامي لتطمين وتهدئة نفوس أولئك الذين التهم (غول) السوق المنفلت أموالهم في غيبة من حارس الغابة. ومما يلاحظ في هذا الجانب كثرة استلهام قصص القناعة والرضا بالمقسوم، وتجد بين الكاتبين من تطوّع - مأجورا - للتصدي لمن أطلقوا عبارات التبرم واليأس والشتيمة بلغة هادئة مطمئنة محاولا تهدئة هذه النفوس الثائرة، ومذكرا بأن المال وديعة، وأن الخسارة الحقيقة هي في فقدان المرء لدينه وقيمه.

ولكن إذا نظرنا في الجانب السلبي لهذا الفقه - إن صحت التسمية - نجد أن هناك من (سوّغ) لنفسه حق ترديد القسم بالله (ثلاثا) أن هذه الشركة، أو تلك المساهمة ستتضاعف أثمانها خلال أيام وقد يعمد إلى تحديد موعد ارتفاع السهم باليوم والساعة مختتما رسالته بدعوة الجميع للاستثمار مستندا في طرحه إلى آية من كتاب الله أو نص من حديث نبوي شريف. ومن عجائب هذا الفقه الإلكتروني الجديد أيضا قدرة البعض على التفنن في كتابة رسائل إلكترونية (تبدأ) بالحمد والثناء على الخالق القهار، وتختتم بالصلاة والسلام على النبي المختار (وفي مضمونها) إما حديث (محذر) من شراء سهم هذه الشركة أو (نصيحة) لشراء ذلك السهم (المبارك!). والمشكلة هنا انه في حمى سوق الأسهم المتصاعدة أو الهابطة ونتيجة لفقدان بوصلة (الأخلاق) لاتجاهها فقد يقرأ ومن ثم يتأثر البعض بهذه الاستشارات التي تظهر بسمة «شرعية» ويتخذ قراراته بناء على ثقته في فقيه الانترنت المجهول.

لا أظن أن هناك ديانة فصّلَتْ في التحذير من الغش والتدليس مثل نصوص قرآننا وسنتنا، ولا أظن أن هناك فقه معاملات أرقى مما شرحه المفسرون والفقهاء من سيرة نبينا وصحبه وحسبنا قانون «من غشنا فليس منا». ومع هذا تجد أن من بين من يفترض أن يتخلّقوا بهدي دينهم، ونبيهم لا يتوانون عن إشغال المنتديات الإلكترونية المتخصصة في الأسهم تطبيلا لسهم، أو إرجافا بشائعة عن شخص أو شركة طمعا في التأثير على حركة السوق من اجل دراهم يجنيها مروج الشائعات في سوق عجيب المدخلات والمخرجات. بل انك حين تقرأ بعض أساليب هؤلاء في لي أعناق النصوص وتنزيل الأحكام لتبرئة سهم من الربا أو تأكيد شبهة آخر تعجب كيف تحكم مارد الجشع في النفوس، وعبث الطمع وجنون المقامرة بالعقول، بحيث أصبح وأمسى الناس في كل واد يهيمون ووراء كل سراب يتهافتون حالمون بالثراء ومضاعفة المال في ملعب لا حَكَمَ ولا حِكمة فيه.

قال انصحني فأجابه: استمع إلى هذا الحديث الذي لن تقرأه على شاشة تداول: «من بات آمنا في سربه، معافى في بدنه، عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها».

منقــول

فواز الشيباني
14-Mar-2006, 12:57 AM
اخي ابو ضيف الله

الله يعطيك العافيه

يا غالي

ابـن نـعـيـس
14-Mar-2006, 09:08 AM
يعطيك العافيه

ولاهنت


تحيااااااااااااااااااااااااااااااااتي

وليد الزراقي
14-Mar-2006, 11:18 AM
اخي
الله لا يشغلنا الا بطاعته
تحياتي