المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عاجل إلى الإخوان وهم يبايعون مرشدهم السادس


فارس المورقي
22-Nov-2002, 10:35 PM
غالبا ما يشعر الجيل الذي يؤسس ويصنع البدايات بنوع من الوصاية تجاه الإرث الذي تراكم منذ النشأة، وتتشكل شيئا فشيئا طبقة "أهل الثقة" أو "البطانة" وهم بمثابة الصفوف الأمامية و حماة "الخط" وحراس "النواة الأولى".

والتجارب الإسلامية لا تخرج عما يشبه العدوى في المشروعات والجماعات والمؤسسات، جيل التأسيس يحظى بنفوذ قوي ومحمي من صناديد "أهل الثقة"، فهم أهل السبق والبلاء والوفاء (وهم أصحاب "السينات" الثلاث : السبق، السن والسجن)، إذ أنهم التفوا حول "النواة الأولى" في أوقات انتقدهم فيها غيرهم، وحموا رأي الزعيم ومواقفه، حين خالفه غيرهم، وتمسكوا بالقديم، عندما حاول غيرهم أن يحدث في التجربة بعض التعديلات والتغييرات، ويعيد النظر في العقلية القائدة والمنقادة. ولعلها الآن – وبفعل التكرار- تحولت إلى سنة ثابتة في الثورات والتجارب، أن من يؤسس ويختلط دمه بدم الثورة أو الدعوة يصبح بعد مراحل عبئا على مشروعه! ويكاد أن يكون شرط نجاح الثورة موت زعيمها أو مفارقتها!، فاليد التي تشعل فتيل الثورة، هي اليد نفسها التي تضحي بها بعد زمن.

والترابي الذي "تزعم" الحركة الإسلامية في السودان لعقود من الزمن، حتى أصبحت لصيقة به، ولا تعرف إلا من خلال بصماته، انتهى به المطاف إلى أن يحرق ما "بناه" بدءا بتجربة الإنقاذ التي أوصلها إلى الحكم، والخميني، أوصل الثورة إلى انسداد، فكان موته بارقة أمل لاستمرارها من بعده، وهذا ماوتسي تونغ الزعيم الصيني الشيوعي، قاوم المستعمر الياباني وأطاح بحاكم البلد "البرجوازي"، وقادته مسيرته الشعبية الضخمة التاريخية إلى تحرير الأرض والإرادة، وحكم باسم الفلاحين الذين أوصلوه إلى هرم السلطة، ليعدم منهم حوالي مليون فلاحا من ملاك الأراضي الزراعية، ويقتل ثلث اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الذي أسسه بمعية رفقاء الثورة!. وهكذا أكثر من يؤسس لتجربة، يصطحبها معه إلى قبره، وإن هرم وهذى وانقطع عن العالم، لسبب أو لآخر.

وأذكر يوم أن التقيت بالمرشد العام الراحل لجماعة الإخوان الأستاذ محمد حامد أبو النصر قبل موته بأشهر، كيف أنه لا يقوى على السير ولا على الحركة السريعة، أنى له أن يتابع شؤون الجماعة بفروعها وامتداداتها؟، وكيف له أن يقرأ التقارير التي تصله ؟. ولا تزال الحركة الإسلامية إلى يومنا هذا وفية للقديم تقدمه وتبايعه، ولعل هذا القديم أصبح عبئا على الجماعة أو على أقل تقدير يؤخر تقدمها نحو التجديد والإصلاح الداخلي. وتنطق التجارب والشواهد بأن أول من يقف في وجه التجديد والتطوير هو "الحرس القديم" متبوعين بـ"أهل الثفة"، كما أن التحولات والتبدلات والتغييرات، قد تبقى حبيسة الصدور والمجالس إلى أن يفارق "الأوصياء" صنعتهم!. ليس من قاد في فترة من الفترات أن يموت قائدا، بل قد يليق لمرحلة دون أخرى، لذا كانت سنة التداول ضمانة من التمادي والطغيان وأنواع الحيف ومظاهر التسلط "وتلك الأيام نداولها بين الناس"، والنفس البشرية بطبعها قائمة على التنوع وتألف التغير، والنفس السوية تنفر من التماثل الممل والمخل. والذي ألف أجواء معينة لسنوات طوال يصعب عليه هضم موجة التحولات، فقد يستجيب لرياحها العاتية، لكن بالقدر الذي لا بفقده سلطته ونفوذه، ومن جودة بعذ نصائح الغربيين في التغيير وإدارة الأزمات، أن التغيير العميق أحيانا يتطلب دماء وعروقا وعقولا من خارج "المعمعة" حتى لا يتأثر بما اصطلح عليه أهل الدار من أوضاع وقوالب، فيخضع التغيير للأمزجة السائدة ويجاري التيار السائد
:cool:

ابن ريحان
09-Jul-2007, 04:56 AM
مشكوووووووووووور أخوي فارس العتبان

ابوبجاد الرويس
09-Jul-2007, 08:03 AM
مشكور اخوي فارس العتبان

والله يجزاك خير

ولاهنت