أبو الوليد
02-Mar-2006, 09:51 PM
هذا جزء من الملحمة الرائعة للشاعرة السورية زاهية أحمد في مدح المصطفى صلى الله عليه وسلم ..
بسم الله الرحمن الرحيم
يارَبّ قَلْبي بحُبِّ المُصْطَفَى كَلِـــفٌ= لأجْل ِ وَجْهِكَ ذَاكَ الحُبُّ دَفْقُ دَمِي
اغْفِرْ إلَهِي فَمَا شُرْكَا مَحَبَّتُـــــــهُ =سُبْحَانَ منْ أوجَدَ الإنسانَ من عدَم ِ
وَصَاحِبُ الحَوْض ِلُقيَاهُ النَّعيْمُ بهِ =وأنْتَ تَعْلمُ كَـــمْ أرْجُوْكَ مِنْ نِعَــــمِ
ياربّ أحْسِنْ لقلبي إن يَكُنْ كَلِفَا =بحُبِّ خَيْر ِ الوََرَى يَا وَاسِعَ الكَـــرَم ِ
حَبيْبُ رَبِّيْ رَسُوْلُ اللهِ مِنْ قِــدَم ٍ = قَبْلَ الوُجُوْدِ وقَبْلَ الخَلْق ِ والنَّسَم ِ
أكَابدُ الشَّوْقَ كَيْ ألقَاهُ مُبْتسِمَا=مَالَمْ يَكُنْ يَقْظَةً مَا هَمَّ بالحُلُــــم ِ
أبْكيْ جِرَاحَاتِ اللَّمَى وَنَارَ حُرقَتِهَا=لِلَثْم ِ ثغرِ الثَّرَى فِيْ رَوْضَةالحَرَم ِ
مَاقُلْتُ مَهَلاً فُؤادِي قُلْتُ مِْن لَهَفٍ=إلَــــــى حِمَــاهُ نَشُدُّ العَــزْم َبالهِِــمَـــــم ِ
إلى حِمَاهُ مُضِيَــَّا فــي تَقَدُّمِنَــا =عَبَْرَ الخَيَالِ وعَبْر ِ الفِكْـــر ِ والقَلَــــــــم ِ
خـــُذْالوَسَائِطَ أيَََّا شِئْتَ مُنْطَلِقَـــا=في الجَّوِّ فِي البَحْر ِفَوْقَ السَّّّهْل ِوالأَجَـــم ِ
َأبْحَرْتُ بالحُبِّ أشْدُوْالمُصْطَفَىوَلَهَا=يَسْرِي بيَ الشَّوْقُ مَسْرىاْلرِّيْحِ بالدِّيَم ِ
والوَجْدُ يُمْطرُ مِنْ عَيْنَيَّ لُؤلؤََهُ= أكْر ِمْ بــــِدُرٍّ لدَمع ٍ فــــي العُيُونِ نُمِـــي
ودَمْعُ وجْد ِالتُّقَى تُجْزَى جَوَارِِحُهُ= عَهْداً يُنَالَُ بــــــــهِ تَسْنيمُ قلْبِ ظَمِـــي
والمَدُّ والجَّزرُ في دَأمَاءِ عاشِقِــهِ= مَوْجٌ مِنَ الشَّوقِ بَيْنَ الصَّحْوِ ِ والحُلــُم ِِ
لَمَّا وصَلْتُ المَقَامَ عَبْرَ أخْيلَتِــي =وأرْعَشَ الصَّبَّ نُوْرٌ في حِمَى العَلَم ِِ
نَادَيْتُهُ والشوقُ في عينيَّ متَّقِدٌ=سَلامُ ربِّيْ عَلَيْكُمْ مُرْسَلَ الأُمَـــم ِ
إنَّ السَّلامَ أمَانٌ حِيْنَ نُرْسِلُـــــهُ=عَبْرَ المَوَدَّةِ للْمُخْتَـــار ِ فِي الحَـــــرم ِ
وَقَدْ وَجَدْتُ لنَفْسِي في شَفَاعَتِكُمْ=خَيْرَ الحَيَاتَيْنِ مِنْ أمْن ٍ وَمِنْ سَلَم ِ
فَدَتْكَ نَفسِيْ وَمَا نَفسِيْ بمُفْد ِيَةٍ=إلاكَ حُبَّا فَنَفْس الحُـــرِّ فِي عِــصَـــم ِ
لكن بحبِّ النَّبيِّ الرَّبُّ يعصمُنا=أكرمْ بها عصمة ً في خيرِ مُعتـَصَمِ
والْحُبُّ شَرْعُ لَكُمْ والرَّبُّ أنْزلَــــهُ=مِشْكَاة َ نُور ٍلنَا في حَالِــــــكِ الظُلَـــم ِ
فهلْ أُلامُ إذَا مَاجِئْتُ أُنْشِدكُم ْ=إخْلاصَ قلبي لكُمْ يا أفْصَحَ الأُمَـــــم ِ
فَأَُغْدِقُ الحُبَََّّ في نُوْر ٍ أُعَزُّ بـــهِ=بَيْنَ الأَنََامِ بيَوْم ِ الرِّبْح ِوالغـَــرَم ِ
نُوْرُِِالهُدَى المُصْطَفَى للسَّعدِِ يحملـُنا=بَعْدَ الشّقَاءِ وبَعْدَ الهَمِّ والسّقَــم ِ
صَلَّى الفُؤَادُ عَلَى المُخَتَار ِ مُبتَهِجَاً =والكَوْنُ صَلَّى عَلَى المُخْتَار ِبالأُمَم ِ
ِ
أبْشِرْ فُؤادِي صَلاة ُ اللهِ سَابقَة ٌ=على النَّبيِّ وَمَنْ صَلـَّى عَلَى العَلَم ِ
ياربُّ صلِّ علــى المختارِ مالهجتْ =ملائكُ العرشِ بالتـَّسبيحِ للحَكَمِِ
قَبْلَ الخَليْقَةِ كَانَ الحُبُّ يَحْضُنُهُ =فِي عِلْم ِخَالقِه ِواليَوْمَ في الحَــرَم ِ
وَقَد أتَانَـــا بَشِيرٌ فـــي تَرَقُّبــــهِ =مُوْسَى الكَليْمُ وعيْسَى جَاءَ بالسِّيَم ِ
أتَــى يَتيمَاً إلََى الدُّنيَــا فَحَبَّبَــهُ=رَبٌّ رَحِيمٌ لمَنْ يَرْعَــاهُ في اليُتُـــم ِ
جَـــدٌّ عجــوزٌ ولَكنَّ الحَنَان َبــهِ=عَبَــاءَةُ الخَيـر ِ ضَمّتْ أشْرَفَ الفـُطُـــــم ِ
يَحنُــو عَليه ِرَفيْقَـاً ثُمّ يُرْسِلُـهُ=مــع الحَليمَــةِ للإرْضَـاعِ والكَلِـــــم ِ
هَذا حَبيْبيْ جَــلالُ اللهِ قَائلـُـهَا = والضَّــرْعُ يُمـلأُ بَعْدَ الجَّـدْبِ بالـــدَّسَم ِ
والطِّفْلُ يَحْبـوْ عَلَى أرْضٍ غَدَاة َ بهَا = سَعْديَّـةُ الصَّـدْر ِفيْ خـُلــْدِيَّةِالنِّعمِِ
هَـزََّتْ لَــهُ بيدٍ للخَيـر ِ قَاطِفَــةٍ=مِنْ مَهْدِ أحْمَدَ بَيْنَ الصَّدْر ِ والغَنَــــم ِ
والخَيــرُ يُثْمِـرُ أنَواراً بحَامِلِـهِ=أَغنَـى الأنـامِ بحُـبِّ اللــهِ منْ قِدَمِ
ياخَيرَ مَنْ حَمَلَتْ أرْضٌ وَوَالدَةٌ = يَا مَن أضأتَ طريقَ الرُّشدِ للأُمـَـــــمِِ
أنْتَ الرَّحِيْمُ وأنْتَ القَلْبُ يحضُنـُنَا= بَيْنَ الحَنَايَا بَعيْدا عَنْ لَظَى الضَّرَمِِ
يَاأعْدَلَ النََّاسِ إنَّ اللهَ كَرَّمَنَـــا =يَوْمَ اقْتَدَينَا بكُمْ في الحَرْبِ والسَّلَمِ
وَمَا غَزَوْتَ لأجْل ِ المُلْكِ دَارَهُمُ =لَكِنْ لِفَتْحِ النُّهَى بالسَّيْفِ والقَلَمِ
وَمَنْ تَمَرَّدَ دُوْنَ الحَقِّ تـَقـْـتــُلــــهُ= إنَّ العَـــدَالَةَ قَدْ تَحْتَــــــاجُ بعضَ َدَمِ
مُنْذُ البدَايَةِ كَانَ الشَّرُّ دَافِعَهُـــــــــم ْ= يَغْلِي بهِمْ حِقْدُهُم ْغَيْظَاً بكُلِّ كَمِي
فأتعبواالخلقَ لمَّا فيهِ قـــــــــدْ عَمَرُوا= مََمَا لِكَ الأرْضِ مِنْ سَلْبٍ ومِنْ جُرُمِ
جَاؤُوْا إليْنَا بأسْبَابٍ مُلَفَّقَــــةٍ = للْقَتْلِِ ظُلْمَاً وَتَنْكيْلاً بكُلِّ سَمِي
قدْ كَذَّبُوْكَ وقدْ كَانُواعَلَى خَبَر ٍ= مِمَابُعِثْتَ بهِ للنَاسِ مِنْ ذِممِ
ضجَّتْ به أنفسٌ للحقِّ رافضـــــــــــة ٌ = رغمَ احتراقِ النُّهى بالجَّهلِ والغسَمِ
أنْتَ النَّبيُّ بـــلا شَكٍّ تُخاطِبُهـــــــــــا= يانَفْسُ لوُذِي بحبلِ اللهِ واعتَصِمي
غُضِّي مِنَ الطَّرْفِ ذُوْبي بالحَيَا أدَبَا = لاتَقْرُنِي فانِيَاً معْ ثابتِ القِدَمِ
إنَّ الحَوَادِثَ بَعْدَ الخَلقِ ثَابتَـــــةٌٌ =وَمَا تَبَدَّى لَنَا لَمْ يَأتِ ِمِنْ عَدَم ِ
لِذَا ترَانَا بنُوْر ِالعِلْـــم ِنَكْشِفُها=وخَالِقُ الكَــــوْنِ رَحْمَنٌ وذُو نِقَـــــــــــــمِ
لَمْ تَبْرَِحِْ الصَّبْرَ يْامَنْ جِئْتَ تـُنـْقـِذُنا=مِنَ الشُّرُورِولَمْ تَسْلَمْ مِنَ التُّهَمِ
قَالُوْا افْتَرَاهُ وَسُبْحَانَ الّذي أسْرَى=بهِ إليهِ بصحوٍ دونما الحلُمِ
ماهمَّنا قولـُهم إنْ كانَ سُخرِيَةً=أو كانَ توريةً بالطَّعنِ من قـَزَمِ
صدقُ العقيدةِ لايحتاجُ شاهدَهُمْ=فالمؤمنُ الحقُّ فوقَ الشَّكِّ والتُّهمِ
وقدْعملنا بصَبرٍصارمنهجَنَا=في سكَّةِ الخيرِلافي سكَّةِالنَّدَمِ
نمشي معَ الحقِّ حيثُ الرَّبُّ يجعلـُنا=مفاتحَ النُّوْرِبالإيمانِ للأممِ
وناصرُالدِّيْنِ يسموصوبَ غايتهِ=وناصِرُالشَّرِّمنْ جهلٍ أصَمُّ عَمِ
تبدَّلَ الأمسُ فاغتـمَّتْ بيارقــُـناِ =وأسلمَ الفجرُ وجهَ النُّورِ للظُّلَمِ
بَعْدَ الإِبَاءِ مَشَتْ فِيْ النَّاسِ فِتنَتُهُمْ =وَقَدْ أحَاطَ العِدَى بالدِّيْن ِكَالقِدَم ِ
يشكِّكونَ الورى باللهِ غايتـُهم= نَشْرُ الضَّلالِ بقمع الوعيِ والقيمِ
فَهَلْ يُصَدَّقُ أَنَّ النَّاسَ قَدْ شُغِلُوا=عَمَّا يُِنَادَى بهِ للِِّه ِمنْ حُرمِ؟!
يجيشُ صدري بحزنٍ لوتلامسُهُ=ذُرَاالجليد ِلذابَ الثَّلجُ من ألمي
يغري البكاءُ عيونًا كلَّها خجلٌ =مِمَــــا وَصْلْنَا اليْهِ اليَوْمَ مِنْ سَقَمِ
فأسمع الدَّمعَ في عينيَّ منتحباً=ويطلبُ الثأرَ للإسلامِ والعَلَمِ
تذانبَ البغيُ فاسودَّتْ غمائمُنا=وأذنبَ القومُ فاجتـُثـُّوامنَ القِمَمِ
ياربُّ نصراً بحولِ اللهِ أُسألُهُ=ذَاكَ الدُّعاء ودمعي نازفٌُ بدمِ
يَارَبُّ نَامَتْ شُعُوبٌ بَعْدَ يَقْظَتِهــــا=وَصَاحِبُ الحَوْضِ مُسْتَاءٌ وذُوْ ألـــَم ِ
عَصْـــرٌ أتَانَا باشْعاع ٍيسمِّمُنـــــا= فِكْرَا وَعَافِيَة ياربُّ فانتقمِ
َيامَالِكَ المُلْكِ يَارَبَّاهُ فَاهْدِ لَنــــَــا=مِنْ بَعْضِ فَضلِكَ أنَوَارَا لِكلِّ عَمِِ
فاللَيْلُ أتعَبَنــَا والجَّهْلُ مَزَّقَنَـا=والدَّاءُ أضْعَفَنَا مِنْ شدَّةِ الوَخَــــــــم
بسم الله الرحمن الرحيم
يارَبّ قَلْبي بحُبِّ المُصْطَفَى كَلِـــفٌ= لأجْل ِ وَجْهِكَ ذَاكَ الحُبُّ دَفْقُ دَمِي
اغْفِرْ إلَهِي فَمَا شُرْكَا مَحَبَّتُـــــــهُ =سُبْحَانَ منْ أوجَدَ الإنسانَ من عدَم ِ
وَصَاحِبُ الحَوْض ِلُقيَاهُ النَّعيْمُ بهِ =وأنْتَ تَعْلمُ كَـــمْ أرْجُوْكَ مِنْ نِعَــــمِ
ياربّ أحْسِنْ لقلبي إن يَكُنْ كَلِفَا =بحُبِّ خَيْر ِ الوََرَى يَا وَاسِعَ الكَـــرَم ِ
حَبيْبُ رَبِّيْ رَسُوْلُ اللهِ مِنْ قِــدَم ٍ = قَبْلَ الوُجُوْدِ وقَبْلَ الخَلْق ِ والنَّسَم ِ
أكَابدُ الشَّوْقَ كَيْ ألقَاهُ مُبْتسِمَا=مَالَمْ يَكُنْ يَقْظَةً مَا هَمَّ بالحُلُــــم ِ
أبْكيْ جِرَاحَاتِ اللَّمَى وَنَارَ حُرقَتِهَا=لِلَثْم ِ ثغرِ الثَّرَى فِيْ رَوْضَةالحَرَم ِ
مَاقُلْتُ مَهَلاً فُؤادِي قُلْتُ مِْن لَهَفٍ=إلَــــــى حِمَــاهُ نَشُدُّ العَــزْم َبالهِِــمَـــــم ِ
إلى حِمَاهُ مُضِيَــَّا فــي تَقَدُّمِنَــا =عَبَْرَ الخَيَالِ وعَبْر ِ الفِكْـــر ِ والقَلَــــــــم ِ
خـــُذْالوَسَائِطَ أيَََّا شِئْتَ مُنْطَلِقَـــا=في الجَّوِّ فِي البَحْر ِفَوْقَ السَّّّهْل ِوالأَجَـــم ِ
َأبْحَرْتُ بالحُبِّ أشْدُوْالمُصْطَفَىوَلَهَا=يَسْرِي بيَ الشَّوْقُ مَسْرىاْلرِّيْحِ بالدِّيَم ِ
والوَجْدُ يُمْطرُ مِنْ عَيْنَيَّ لُؤلؤََهُ= أكْر ِمْ بــــِدُرٍّ لدَمع ٍ فــــي العُيُونِ نُمِـــي
ودَمْعُ وجْد ِالتُّقَى تُجْزَى جَوَارِِحُهُ= عَهْداً يُنَالَُ بــــــــهِ تَسْنيمُ قلْبِ ظَمِـــي
والمَدُّ والجَّزرُ في دَأمَاءِ عاشِقِــهِ= مَوْجٌ مِنَ الشَّوقِ بَيْنَ الصَّحْوِ ِ والحُلــُم ِِ
لَمَّا وصَلْتُ المَقَامَ عَبْرَ أخْيلَتِــي =وأرْعَشَ الصَّبَّ نُوْرٌ في حِمَى العَلَم ِِ
نَادَيْتُهُ والشوقُ في عينيَّ متَّقِدٌ=سَلامُ ربِّيْ عَلَيْكُمْ مُرْسَلَ الأُمَـــم ِ
إنَّ السَّلامَ أمَانٌ حِيْنَ نُرْسِلُـــــهُ=عَبْرَ المَوَدَّةِ للْمُخْتَـــار ِ فِي الحَـــــرم ِ
وَقَدْ وَجَدْتُ لنَفْسِي في شَفَاعَتِكُمْ=خَيْرَ الحَيَاتَيْنِ مِنْ أمْن ٍ وَمِنْ سَلَم ِ
فَدَتْكَ نَفسِيْ وَمَا نَفسِيْ بمُفْد ِيَةٍ=إلاكَ حُبَّا فَنَفْس الحُـــرِّ فِي عِــصَـــم ِ
لكن بحبِّ النَّبيِّ الرَّبُّ يعصمُنا=أكرمْ بها عصمة ً في خيرِ مُعتـَصَمِ
والْحُبُّ شَرْعُ لَكُمْ والرَّبُّ أنْزلَــــهُ=مِشْكَاة َ نُور ٍلنَا في حَالِــــــكِ الظُلَـــم ِ
فهلْ أُلامُ إذَا مَاجِئْتُ أُنْشِدكُم ْ=إخْلاصَ قلبي لكُمْ يا أفْصَحَ الأُمَـــــم ِ
فَأَُغْدِقُ الحُبَََّّ في نُوْر ٍ أُعَزُّ بـــهِ=بَيْنَ الأَنََامِ بيَوْم ِ الرِّبْح ِوالغـَــرَم ِ
نُوْرُِِالهُدَى المُصْطَفَى للسَّعدِِ يحملـُنا=بَعْدَ الشّقَاءِ وبَعْدَ الهَمِّ والسّقَــم ِ
صَلَّى الفُؤَادُ عَلَى المُخَتَار ِ مُبتَهِجَاً =والكَوْنُ صَلَّى عَلَى المُخْتَار ِبالأُمَم ِ
ِ
أبْشِرْ فُؤادِي صَلاة ُ اللهِ سَابقَة ٌ=على النَّبيِّ وَمَنْ صَلـَّى عَلَى العَلَم ِ
ياربُّ صلِّ علــى المختارِ مالهجتْ =ملائكُ العرشِ بالتـَّسبيحِ للحَكَمِِ
قَبْلَ الخَليْقَةِ كَانَ الحُبُّ يَحْضُنُهُ =فِي عِلْم ِخَالقِه ِواليَوْمَ في الحَــرَم ِ
وَقَد أتَانَـــا بَشِيرٌ فـــي تَرَقُّبــــهِ =مُوْسَى الكَليْمُ وعيْسَى جَاءَ بالسِّيَم ِ
أتَــى يَتيمَاً إلََى الدُّنيَــا فَحَبَّبَــهُ=رَبٌّ رَحِيمٌ لمَنْ يَرْعَــاهُ في اليُتُـــم ِ
جَـــدٌّ عجــوزٌ ولَكنَّ الحَنَان َبــهِ=عَبَــاءَةُ الخَيـر ِ ضَمّتْ أشْرَفَ الفـُطُـــــم ِ
يَحنُــو عَليه ِرَفيْقَـاً ثُمّ يُرْسِلُـهُ=مــع الحَليمَــةِ للإرْضَـاعِ والكَلِـــــم ِ
هَذا حَبيْبيْ جَــلالُ اللهِ قَائلـُـهَا = والضَّــرْعُ يُمـلأُ بَعْدَ الجَّـدْبِ بالـــدَّسَم ِ
والطِّفْلُ يَحْبـوْ عَلَى أرْضٍ غَدَاة َ بهَا = سَعْديَّـةُ الصَّـدْر ِفيْ خـُلــْدِيَّةِالنِّعمِِ
هَـزََّتْ لَــهُ بيدٍ للخَيـر ِ قَاطِفَــةٍ=مِنْ مَهْدِ أحْمَدَ بَيْنَ الصَّدْر ِ والغَنَــــم ِ
والخَيــرُ يُثْمِـرُ أنَواراً بحَامِلِـهِ=أَغنَـى الأنـامِ بحُـبِّ اللــهِ منْ قِدَمِ
ياخَيرَ مَنْ حَمَلَتْ أرْضٌ وَوَالدَةٌ = يَا مَن أضأتَ طريقَ الرُّشدِ للأُمـَـــــمِِ
أنْتَ الرَّحِيْمُ وأنْتَ القَلْبُ يحضُنـُنَا= بَيْنَ الحَنَايَا بَعيْدا عَنْ لَظَى الضَّرَمِِ
يَاأعْدَلَ النََّاسِ إنَّ اللهَ كَرَّمَنَـــا =يَوْمَ اقْتَدَينَا بكُمْ في الحَرْبِ والسَّلَمِ
وَمَا غَزَوْتَ لأجْل ِ المُلْكِ دَارَهُمُ =لَكِنْ لِفَتْحِ النُّهَى بالسَّيْفِ والقَلَمِ
وَمَنْ تَمَرَّدَ دُوْنَ الحَقِّ تـَقـْـتــُلــــهُ= إنَّ العَـــدَالَةَ قَدْ تَحْتَــــــاجُ بعضَ َدَمِ
مُنْذُ البدَايَةِ كَانَ الشَّرُّ دَافِعَهُـــــــــم ْ= يَغْلِي بهِمْ حِقْدُهُم ْغَيْظَاً بكُلِّ كَمِي
فأتعبواالخلقَ لمَّا فيهِ قـــــــــدْ عَمَرُوا= مََمَا لِكَ الأرْضِ مِنْ سَلْبٍ ومِنْ جُرُمِ
جَاؤُوْا إليْنَا بأسْبَابٍ مُلَفَّقَــــةٍ = للْقَتْلِِ ظُلْمَاً وَتَنْكيْلاً بكُلِّ سَمِي
قدْ كَذَّبُوْكَ وقدْ كَانُواعَلَى خَبَر ٍ= مِمَابُعِثْتَ بهِ للنَاسِ مِنْ ذِممِ
ضجَّتْ به أنفسٌ للحقِّ رافضـــــــــــة ٌ = رغمَ احتراقِ النُّهى بالجَّهلِ والغسَمِ
أنْتَ النَّبيُّ بـــلا شَكٍّ تُخاطِبُهـــــــــــا= يانَفْسُ لوُذِي بحبلِ اللهِ واعتَصِمي
غُضِّي مِنَ الطَّرْفِ ذُوْبي بالحَيَا أدَبَا = لاتَقْرُنِي فانِيَاً معْ ثابتِ القِدَمِ
إنَّ الحَوَادِثَ بَعْدَ الخَلقِ ثَابتَـــــةٌٌ =وَمَا تَبَدَّى لَنَا لَمْ يَأتِ ِمِنْ عَدَم ِ
لِذَا ترَانَا بنُوْر ِالعِلْـــم ِنَكْشِفُها=وخَالِقُ الكَــــوْنِ رَحْمَنٌ وذُو نِقَـــــــــــــمِ
لَمْ تَبْرَِحِْ الصَّبْرَ يْامَنْ جِئْتَ تـُنـْقـِذُنا=مِنَ الشُّرُورِولَمْ تَسْلَمْ مِنَ التُّهَمِ
قَالُوْا افْتَرَاهُ وَسُبْحَانَ الّذي أسْرَى=بهِ إليهِ بصحوٍ دونما الحلُمِ
ماهمَّنا قولـُهم إنْ كانَ سُخرِيَةً=أو كانَ توريةً بالطَّعنِ من قـَزَمِ
صدقُ العقيدةِ لايحتاجُ شاهدَهُمْ=فالمؤمنُ الحقُّ فوقَ الشَّكِّ والتُّهمِ
وقدْعملنا بصَبرٍصارمنهجَنَا=في سكَّةِ الخيرِلافي سكَّةِالنَّدَمِ
نمشي معَ الحقِّ حيثُ الرَّبُّ يجعلـُنا=مفاتحَ النُّوْرِبالإيمانِ للأممِ
وناصرُالدِّيْنِ يسموصوبَ غايتهِ=وناصِرُالشَّرِّمنْ جهلٍ أصَمُّ عَمِ
تبدَّلَ الأمسُ فاغتـمَّتْ بيارقــُـناِ =وأسلمَ الفجرُ وجهَ النُّورِ للظُّلَمِ
بَعْدَ الإِبَاءِ مَشَتْ فِيْ النَّاسِ فِتنَتُهُمْ =وَقَدْ أحَاطَ العِدَى بالدِّيْن ِكَالقِدَم ِ
يشكِّكونَ الورى باللهِ غايتـُهم= نَشْرُ الضَّلالِ بقمع الوعيِ والقيمِ
فَهَلْ يُصَدَّقُ أَنَّ النَّاسَ قَدْ شُغِلُوا=عَمَّا يُِنَادَى بهِ للِِّه ِمنْ حُرمِ؟!
يجيشُ صدري بحزنٍ لوتلامسُهُ=ذُرَاالجليد ِلذابَ الثَّلجُ من ألمي
يغري البكاءُ عيونًا كلَّها خجلٌ =مِمَــــا وَصْلْنَا اليْهِ اليَوْمَ مِنْ سَقَمِ
فأسمع الدَّمعَ في عينيَّ منتحباً=ويطلبُ الثأرَ للإسلامِ والعَلَمِ
تذانبَ البغيُ فاسودَّتْ غمائمُنا=وأذنبَ القومُ فاجتـُثـُّوامنَ القِمَمِ
ياربُّ نصراً بحولِ اللهِ أُسألُهُ=ذَاكَ الدُّعاء ودمعي نازفٌُ بدمِ
يَارَبُّ نَامَتْ شُعُوبٌ بَعْدَ يَقْظَتِهــــا=وَصَاحِبُ الحَوْضِ مُسْتَاءٌ وذُوْ ألـــَم ِ
عَصْـــرٌ أتَانَا باشْعاع ٍيسمِّمُنـــــا= فِكْرَا وَعَافِيَة ياربُّ فانتقمِ
َيامَالِكَ المُلْكِ يَارَبَّاهُ فَاهْدِ لَنــــَــا=مِنْ بَعْضِ فَضلِكَ أنَوَارَا لِكلِّ عَمِِ
فاللَيْلُ أتعَبَنــَا والجَّهْلُ مَزَّقَنَـا=والدَّاءُ أضْعَفَنَا مِنْ شدَّةِ الوَخَــــــــم