معسف القوافي
24-Feb-2006, 12:05 AM
المنـــــــــــــــــزل المهجــــــــــــــــــــور
ماذا دهى الشعراء هذا منزل متردم= قد هدمت أركانه يا ويحهم لم يعلموا
اطلاله فيها من الذكرى حديث صامت=ومنابر العباد في جنباته تتبسم
والهائمون به مضوا وكأنهم لم يخلقوا =ومصارع العشاق في أرجائه تتلعثم
ما جاءه الشعراء ما وقفوا على أطلاله= لو يعلمون بحاله لترددوا وترنموا
ناجيته لكنه أغضى بطرف حائر= وأبى الحديث وليته من لوعتي يتكلم
وكأنه يشكو إلي من النوى في دهره=وظننته عن أهله ورفاقه يستفهم
وقرأت في عينيه حزنا قد برى أحشاءه= ولسان حال قال لي ما ضرهم لو سلموا
فأهاج ما في النفس من عشق قديم دارس=وأثار في قلبي غراما ناره تتضرم
وأعاد تاريخا طواه الدهر في صفحاته=وشرعت في بحر القصائد والقوافي أنظم
وبدت روائع شاعر متأخر في عصره=متأخر في عصره ما فاقه المتقدم
لا أدعي فيها الكمال وليس هذي عادتي =صفة الكمال عظيمة لا يدعيها المسلم
فروائع الأطلال تأسرني إذا أبصرتها =هي للمعاني ملهم هي للقصائد سلم
أبصرت قفرا راعني ما كان من سكانه=لم يبق فيه سوى أقاصيص وذئب أسحم
ورأيت أسراب القطا متدفق أفواجها=كجحافل الحجاج إلا أنها لا تحرم
وبلابلا تشدوا على الأغصان في تغريدها=أنغام حب أو شكاوى مغرم لا تفهم
ما ذا يقول الواصفون إذا رأوا أطلالها= هي لوحة مرسومة هي قصة هي معلم
فستأسر الخطباء والبلغاء في تصويرها= لو كان قس زارها في دهره أو أكثم
فاقت بلاد العالمين بحسنها وجمالها= لكنها شاخت وكنت أظنها لا تهرم
قد عشت أيام الصبا فيها وطابت عيشتي= من عاش فيها لحظة من حبها لا يسأم
( نقلا عن مجلة البلد الأمين بنادي مكة الأدبي - العدد الثاني عشر صـ 77)
ماذا دهى الشعراء هذا منزل متردم= قد هدمت أركانه يا ويحهم لم يعلموا
اطلاله فيها من الذكرى حديث صامت=ومنابر العباد في جنباته تتبسم
والهائمون به مضوا وكأنهم لم يخلقوا =ومصارع العشاق في أرجائه تتلعثم
ما جاءه الشعراء ما وقفوا على أطلاله= لو يعلمون بحاله لترددوا وترنموا
ناجيته لكنه أغضى بطرف حائر= وأبى الحديث وليته من لوعتي يتكلم
وكأنه يشكو إلي من النوى في دهره=وظننته عن أهله ورفاقه يستفهم
وقرأت في عينيه حزنا قد برى أحشاءه= ولسان حال قال لي ما ضرهم لو سلموا
فأهاج ما في النفس من عشق قديم دارس=وأثار في قلبي غراما ناره تتضرم
وأعاد تاريخا طواه الدهر في صفحاته=وشرعت في بحر القصائد والقوافي أنظم
وبدت روائع شاعر متأخر في عصره=متأخر في عصره ما فاقه المتقدم
لا أدعي فيها الكمال وليس هذي عادتي =صفة الكمال عظيمة لا يدعيها المسلم
فروائع الأطلال تأسرني إذا أبصرتها =هي للمعاني ملهم هي للقصائد سلم
أبصرت قفرا راعني ما كان من سكانه=لم يبق فيه سوى أقاصيص وذئب أسحم
ورأيت أسراب القطا متدفق أفواجها=كجحافل الحجاج إلا أنها لا تحرم
وبلابلا تشدوا على الأغصان في تغريدها=أنغام حب أو شكاوى مغرم لا تفهم
ما ذا يقول الواصفون إذا رأوا أطلالها= هي لوحة مرسومة هي قصة هي معلم
فستأسر الخطباء والبلغاء في تصويرها= لو كان قس زارها في دهره أو أكثم
فاقت بلاد العالمين بحسنها وجمالها= لكنها شاخت وكنت أظنها لا تهرم
قد عشت أيام الصبا فيها وطابت عيشتي= من عاش فيها لحظة من حبها لا يسأم
( نقلا عن مجلة البلد الأمين بنادي مكة الأدبي - العدد الثاني عشر صـ 77)