المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حـرب الصحابة لمسليمة الكـذاب و قومه


ابو ضيف الله
21-Feb-2006, 11:13 PM
ذكر ردة أهل اليمامة مفتونين بمسيلمة الكذاب


. عن رافع بن خديج قال قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم وفود العرب . فلم يقدم علينا وفد أقسى قلوبا ، ولا أحرى أن لا يكون الإسلام يقر في قلوبهم - من بني حنيفة وكان مسيلمة مع الوفد

فلما انصرفوا إلى اليمامة ادعى أن النبي صلى الله عليه وسلم أشركه في النبوة وكتب إليه من مسيلمة رسول الله إلى محمد رسول الله . أما بعد فإني أشركت في الأمر معك ، وإنا لنا نصف الأرض ولقريش نصفها ، ولكن قريش قوم يعتدون . فكتب إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم .

"بسم الله الرحمن الرحيم . من محمد رسول الله . إلى مسيلمة الكذاب . أما بعد فإن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده . والعاقبة للمتقين"

وجد بعدو الله ضلاله بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم . وأصفقت معه بنو حنيفة على ذلك إلا أفذاذا من ذوي عقولهم . وكان من أعظم ما فتن به قومه شهادة (الرجّال بن عنفوة) له بإشراك النبي صلى الله عليه وسلم إياه في الأمر . وكان الرجّال من الوفد الذين قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم . فقرأ القرآن وتعلم السنن . قال ابن عمر: وكان من أفضل الوفد عندنا ، فكان أعظم فتنة على أهل اليمامة من غيره لما كان يعرف به

قال رافع بن خديج : كان بالرجال من الخشوع ولزوم قراءة القرآن والخير - فيما يرى - شيء عجيب " وكان ابن عمر اليشكري من أشرافهم وكان صديقا للرجال . وكان مسلما يكتم إسلامه . فقال شعرا . فشا في اليمامة حتى كانت الوليدة والصبي ينشدونه


يا سعاد الفؤاد بنت أثال =طال ليلي بفتنة الرجال

إنها يا سعاد من حدث الدار= عليكم كفتنة الدجال

فتن القوم بالشهادة والله= عزيز ذو قوة ومحال

لا يساوي الذي يقول من الأمر= قبالا وما احتذى من قبال

إن ديني دين النبي وفي القوم= رجال على الهدى أمثالي

أهلك القوم محكم بن طفيل = ورجال ليسوا لنا برجال

بز أمرهم مسيلمة اليوم =فلن يرجعوه أخرى الليالي

قلت للنفس إذ تعاضمها الصبر= وساءت مقالة الأنذال

ربما تجزع النفوس من الأمر له =فرجة كحل العقال

إن تكن منيتي على فطرة الله = حنيفا فإنني لا أبالي


فبلغ ذلك مسيلمة ومحكم وأشرافهم فطلبوه فقاتلهم . ولحق بخالد . فأخبره بحالهم . ودله على عوراتهم .

وعظمت فتنة بني حنيفة بكذابهم . إذ كانوا يدعو لمريضهم ويبرك على مولودهم . ولا ينهاهم عن الاغترار به ما يريهم الله ما يحل به من الخيبة والخسران .

جاءه رجل بمولود فمسح رأسه . فقرع . وقرع كل مولود له .

وجاءه آخر فقال إني ذو مال . وليس لي مولود يبلغ سنتين حتى يموت إلا هذا المولود وهو ابن عشر سنين . ولي مولود ولد أمس . فأحب أن تبارك فيه وتدعو أن يطيل الله عمره . قال سأطلب لك . فرجع الرجل إلى منزله مسرورا . فوجد الأكبر قد تردى في بئر ووجد الأصغر في نزع الموت . فلم يمس ذلك اليوم حتى ماتا جميعا . وتقول أمهما : لا والله ما لأبي ثمامة عند إلهه منزلة محمد .

وحفرت بنو حنيفة بئرا فاستعذبوها ، فأتوا مسيلمة . وطلبوا أن يبارك فيها ، فبصق فيها فعادت ملحا أجاجا .

وكان الصديق رضي الله عنه قد عهد إلى خالد - إذا فرغ من أسد وغطفان والضاحية - أن يقصد اليمامة ، وأكد عليه في ذلك . فلما أظفر الله خالدا بهم تسلل بعضهم إلى المدينة ، يسألون أبا بكر أن يبايعه على الإسلام . فقال بيعتي لكم وأماني لكم أن تلحقوا بخالد . فمن كتب إلى خالد أنه حضر معه اليمامة فهو آمن . وليبلغ شاهدكم غائبكم . ولا تقدموا علي .

قال ابن الجهم أولئك الذين لحقوا به هم الذين انكسروا بالمسلمين يوم اليمامة ثلاث مرات وكانوا على المسلمين بلاء .

قال شريك الفزاري : كنت ممن شهد بزاخة مع عيينة بن حصن . ثم رزقني الله الإنابة فجئت أبا بكر . فأمرني بالمسير إلى خالد . وكتب معي إليه .

أما بعد " فقد جاءني كتابك ، تذكر ما أظفرك الله بأسد وغطفان . وأنك سائر إلى اليمامة . فاتق الله وحده لا شريك له . وعليك بالرفق بمن معك من المسلمين كن لهم كالوالد . وإياك يا ابن الوليد ونخوة بني المغيرة . فإني عصيت فيك من لم أعصه في شيء قط ، فانظر بني حنيفة . فإنك لم تلق قوما يشبهونهم . كلهم عليك . ولهم بلاد واسعة . فإذا قدمت فباشر الأمر بنفسك . واستشر من معك من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم . واعرف لهم فضلهم . فإذا لقيت القوم . فأعد للأمور أقرانها . فإن أظفرك الله بهم فإياك والإبقاء عليهم . أجهز على جريحهم واطلب مدبرهم واحمل أسيرهم على السيف . وهول فيهم القتل . وخوفهم بالنار . وإياك أن تخالف أمري . والسلام."

ولما اتصل بأهل اليمامة مسير خالد إليهم بعد الذي صنع بأمثالهم حيرهم ذلك . وجزع له محكم بن طفيل سيدهم . وهم أن يرجع إلى الإسلام . ثم استمر على ضلالته . وكان صديقا لزياد بن لبيد الأنصاري .

فقال له خالد : لو ألقيت إليه شيئا تكسره به فإنه سيدهم وطاعتهم بيده . فبعث إليه هذه الأبيات


يا محكم بن طفيل قد أتيح لكم =لله در أبيكم حية الوادي

يا محكم بن طفيل إنكم نفر =كالشاء أسلمها الراعي لآساد

ما في مسيلمة الكذاب من عوض =من دار قوم وإخوان وأولاد

فاكفف حنيفة عنه قبل نائحة =تعفي فوارس قوم شجوها بادي

لا تأمنوا خالدا بالبرد معتجرا =تحت العجاجة مثل الأغطف العادي

ويل اليمامة ويل لا فراق له =إن جالت الخيل فيها بالقنا الصادي

والله لا تنثني عنكم أعنتها =حتى تكونوا كأهل الحجر أو عاد


ووردت على محكم وقيل له هذا خالد في المسلمين .

فقال رضي خالد أمرا ، ورضينا غيره . وما ينكر خالد أن يكون في بني حنيفة من أشرك في الأمر ؟ فسيرى - إن قدم علينا - يلق قوما ليسوا كمن لقي .

ثم خطبهم فقال إنكم تلقون قوما يبذلون أنفسهم دون صاحبهم فابذلوا نفوسكم دون صاحبكم . وكان عمير بن ضابئ في أصحاب خالد . ولم يكن من أهل حجر كان من أهل ملهم . فقال له خالد : تقدم إلى قومك فاكسرهم . فأتاهم فقال " يا أهل اليمامة ، أظلكم خالد في المهاجرين والأنصار . قد تركت القوم والله يتبايعون على فتح اليمامة . قد قضوا وطرا من أسد وغطفان ، وأنتم في أكفهم . وقولهم " لا قوة إلا بالله " إني رأيت أقواما إن غلبتموهم بالصبر غلبوكم بالنصر . وإن غلبتموهم على الحياة غلبوكم على الموت . وإن غلبتموهم بالعدد غلبوكم بالمدد . لستم والقوم سواء . الإسلام مقبل والشرك مدبر . وصاحبهم نبي ، وصاحبكم كذاب . ومعهم السرور ومعكم الغرور . فالآن - والسيف في غمده والنبل في جفيره - قبل أن يسل السيف ويرمى بالسهم " فكذبوه واتهموه .

وقام ثمامة بن أثال فيهم . فقال اسمعوا مني . وأطيعوا أمري ، ترشدوا . إنه لا يجتمع نبيان بأمر واحد . إن محمدا لا نبي بعده ولا نبي يرسل معه . ثم قرأ بسم الله الرحمن الرحيم (حم تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير) هذا كلام الله عز وجل . أين هذا من يا ضفدع يا ضفدعين . نقي كم تنقين ؟ نصفك في الماء ونصفك في الطين . لا الشراب تمنعين ولا الماء تكدرين ولا الطين تفارقين . لنا نصف الأرض ولقريش نصفها . ولكن قريشا قوم يعتدون . والله إنكم لترون هذا ما يخرج من إل . وقد استحق محمد أمرا أذكره به خرجت معترا ، فأخذتني رسله في غير عهد ولا ذمة . فعفا عن دمي . فأسلمت وأذن لي في الخروج إلى بيت الله . فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وقام بهذا الأمر رجل من بعده هو أفقههم في أنفسهم . لا تأخذه في الله لومة لائم . ثم بعث إليكم رجلا ، لا يسمى باسمه . ولا باسم أبيه يقال له " سيف الله " معه سيوف الله كثيرة فانظروا في أمركم " . فآذاه القوم جميعا ، أو من آذاه منهم . وقال ثمامة في ذلك


مسيلمة ارجع . ولا تمحك =فإنك في الأمر لم تشرك

كذبت على الله في وحيه =وكان هواك هوى الأنوك

ومناك قومك أن يمنعوك =وإن يأتهم خالد تترك

فما لك من مصعد في السماء =وما لك في الأرض من مسلك


ونـكـمل بـقـية الاحـداث لاحقاً ان شاء الله

فواز الشيباني
21-Feb-2006, 11:36 PM
اخي ابوضيفالله

جزاك الله خير على ايراد القصه ولايضاح الرائع

بارك الله فيك

السيف99
22-Feb-2006, 12:57 AM
اخي ابوضيف الله

جزاك الله خير على الموضوع

ابـن نـعـيـس
22-Feb-2006, 08:04 AM
جزاك الله خير

والله يكثر من امثالك

تحياااااااااااااااااااااااااااااااااتي

{{ الـــــمــــرشـــدي }}
26-Feb-2006, 01:45 PM
جزاك الله خير

والله يكثر من امثالك

تحياااااااااااااااااااااااااااااااااتي

ابو ضيف الله
27-Feb-2006, 10:25 PM
فلما فرغ خالد من ضرب عسكره - وبنو حنيفة تسوي صفوفها - نهض خالد إلى صفوفه فصفها . وقدم رايته مع زيد بن الخطاب ، ودفع راية الأنصار إلى ثابت بن قيس بن شماس . فتقدم بها . وجعل على ميمنته أبا حذيفة بن عتبة وعلى ميسرته شجاع بن وهب واستعمل على الخيل البراء بن مالك ، ثم عزله . واستعمل أسامة بن زيد .

فأقبل بنو حنيفة ، وقد سلوا السيوف . فقال خالد : يا معشر المسلمين أبشروا فقد كفاكم الله أمر عدوكم ما سلو السيوف من بعد إلا ليرهبوا .

فقال مجاعة كلا يا أبا سليمان ولكنها الهندوانية ، خشوا تحطمها ، وهي غداة باردة فأبرزوها للشمس لتسخن متونها . فلما دنوا من المسلمين نادوا : إنا نعتذر إليكم من سلنا سيوفنا . والله ما سللناها ترهيبا ، ولكن غداة باردة فخشينا تحطمها ، فأردنا أن تسخن متونها إلى أن نلقاكم فسترون .

فاقتتلوا قتالا شديدا . وصبر الفريقان صبرا طويلا . حتى كثر القتل والجراح في الفريقين . واستحر القتل في المسلمين وحملة القرآن حتى فنوا إلا قليلا . وهزم كل من الفريقين حتى دخل المسلمون عسكر المشركين والمشركون عسكر المسلمين مرارا . وجعل زيد بن الخطاب - ومعه الراية - يقول اللهم إني أبرأ إليك مما جاء به مسيلمة . وأعتذر إليك من فرار أصحابي . وجعل يشتد بالراية في نحور العدو . ثم ضارب بسيفه حثى قتل . رحمه الله ورضي عنه .

فأخذ الراية سالم مولى أبي حذيفة ، فقال المسلمون إنا نخاف أن نؤتى من قبلك . فقال بئس حامل القرآن أنا ، إذا أتيتم من قبلي .

ونادت الأنصار ثابت بن قيس - ومعه رايتهم - الزمها . فإنها ملاك القوم فتقدم سالم فحفر لرجليه حتى بلغ أنصاف ساقيه وحفر ثابت لرجليه مثل ذلك ثم لزما رايتهما .

ولقد كان الناس يتفرقون في كل وجه وإن سالما وثابتا لقائمان حتى قتل سالم وقتل أبو حذيفة مولاه . قال وحشي بن حرب اقتتلنا قتالا شديدا ، حتى رأيت شهب النار تخرج من خلال السيوف حتى سمعت لها صوتا كالأجراس .

وقال ضمرة بن سعيد المازني - وذكر ردة بني حنيفة - لم يلق المسلمون عدوا أشد نكاية منهم لقوهم بالموت الناقع والسيوف قد أصلتوها قبل النبل وقبل الرماح . فكان المعول يومئذ على أهل السوابق .

وقال ثابت بن قيس يومئذ يا معشر الأنصار ، الله الله في دينكم علمنا هؤلاء أمرا ما كنا نحسبه . ثم أقبل على المسلمين وقل أف لكم ولما تصنعون .

ثم قال خلوا بيننا وبينهم أخلصونا . فأخلصت الأنصار . فلم تكن لهم ناهية حتى انتهوا إلى محكم بن طفيل فقتلوه . ثم انتهوا إلى الحديقة فدخلوها ، فقاتلوا أشد القتال حتى اختلطوا فيها ، ثم صاح ثابت صيحة يا أصحاب سورة البقرة .

وأوفى عباد بن بشر على نشز . فصاح بأعلى صوته أنا عباد بن بشر يا للأنصار . أنا عباد إلي إلي . فأجابوا لبيك لبيك حتى توافوا عنده . فقال فداكم أبي وأمي ، حطموا جفون السيوف . ثم حطم جفن سيفه فألقاه . وحطمت الأنصار جفون سيوفها . ثم قال حملة صادقة اتبعوني . فخرج أمامهم حتى ساقوا بني حنيفة منهزمين حتى انتهوا إلى الحديقة فأغلق عليهم . ثم إن الله فتح الحديقة فاقتحم عليهم المسلمون .

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال دخلنا الحديقة حين جاء وقت الظهر واستحر القتل فأمر خالد المؤذن فأذن على جدار الحديقة بالظهر . والقوم مقبلون على القتل حتى انقطعت الحرب بعد العصر . فصلى بنا خالد الظهر والعصر

ثم بعث السقاة يطوفون على القتلى . فطفت معهم . فمررت بعامر بن ثابت وإلى جنبه رجل من بني حنيفة به جراح فسقيت عامرا . فقال الحنفي : اسقني فدى لك أبي وأمي . فقلت : لا ، ولا كرامة ولكن أجهز عليك . قال أحسنت ، أسألك مسألة لا شيء عليك فيها . قلت : ما هي ؟ قال أبو ثمامة ما فعل ؟ قلت ، والله قتل قال نبي ضيعه قومه

ولما قتل منهم من قتل وكانت لهم أيضا في المسلمين مقتلة عظيمة قد أبيح أكثر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم . وقيل لا تغمدوا السيوف وفينا وفيهم عين تطرف . وكان فيمن بقي من المسلمين جراحات كثيرة .

فلما أمسى مجاعة أرسل إلى قومه ليلا : أن البسوا السلاح والذرية ثم إذا أصبحتم فقوموا مستقبلي الشمس على حصونكم حتى يأتيكم أمري . وبات المسلمون يدفنون قتلاهم . فلما فرغوا ، جعلوا يتكمدون بالنار من الجراح .

فلما أصبحوا مر خالد فسيق مجاعة في الحديد يعرفهم القتلى فمر برجل وسيم فقال يا مجاعة أهو هذا ؟ قال هذا أكرم منه هذا محكم بن الطفيل . إن الذي تبتغون لرجل أصيفر أخينس . فوجدوه فوقف عليه خالد . فحمد الله كثيرا ، وأمر به فألقي في البئر التي كان يشرب منها .

وكان خالد يرى أنه لم يبق منهم أحد إلا من لا عتاد عنده . فقال يا مجاعة هذا صاحبكم الذي فعل بكم الأفاعيل . ما رأيت عقولا أضعف من عقول أصحابك ، مثل هذا فعل بكم ما فعل ؟ .

فقال مجاعة قد كان ذلك ولا تظن أن الحرب انقطعت وإن قتلته . إن جماعة من الناس وأهل البيوتات لفي الحصون فانظر . فرفع خالد رأسه . فإذا السلاح والخلق الكثير على الحصون فرأى أمرا غمه ثم استند ساعة . ثم أدركته الرجولة . فقال لأصحابه يا خيل الله اركبي . يا صاحب الراية قدمها .

فقال مجاعة إني لك ناصح . وإن السيف قد أفناك . فتعال أصالحك عن قومي . وقد أحل بخالد مصاب أهل السابقة ومن كان يعرف عنده الغناء . فقد رق وأحب الموادعة مع عجف الكراع .

فاصطلحوا على الصفراء والبيضاء والحلقة والكراع ونصف السبي .

ثم قال مجاعة إني آت القوم فعارض عليهم ما صنعت . قال فانطلق . فذهب ثم رجع . فأخبره أنهم أجازوه .

فلما بان لخالد أنما هم النساء والصبيان قال ويلك يا مجاعة خدعتني . قال قومي ، فما أصنع ؟ وما وجدت من ذلك بدا .

وقال أسيد بن حضير وغيره لخالد اتق الله ولا تقبل الصلح . فقال إنه قد أفناكم السيف . قالوا : وأفنى غيرنا أيضا . قال ومن بقي منكم جريح . قالوا : ومن بقي من القوم جرحى ، لا ندخل في الصلح أبدا . اغد بنا عليهم حتى يظفرنا الله بهم أو نبيد عن آخرنا . احملنا على كتاب أبي بكر إن أظفرك الله بهم فلا تبق منهم أحدا

فبينما هم على ذلك إذ جاء كتاب أبي بكر يقطر الدم وفيه إن أظفرك الله بهم فلا تستبق رجلا مرت عليه الموسى

فتكلمت الأنصار في ذلك وقالوا : أمر أبي بكر فوق أمرك .

فقال إني والله ما ابتغيت في ذلك إلا الذي هو خير . رأيت أهل السابقة وأهل القرآن قد قتلوا . ولم يبق معي إلا من لا بقاء له على السيف لو لج عليهم فقبلت الصلح مع أنهم قد أظهروا الإسلام واتقوا بالراح .

وتم الصلح . وكتب إلى أبي بكر يعتذر إليه .

فتكلم عمر في شأن خالد بكلام غليظ . فقال أبو بكر دع عنك هذا . فقال سمعا وطاعة . وقال أبو بكر ليته حملهم على السيف . فلن يزالوا من كذابهم في بلية إلى يوم القيامة إلا أن يعصمهم الله .

وكانت وقعة اليمامة في ربيع الأول سنة اثنتي عشرة .

وذكر عمر يوما وقعة اليمامة ، ومن قتل فيها من أهل السابقة . فقال ألحت السيوف على أهل السوابق ولم يكن المعول يومئذ إلا عليهم . خافوا على الإسلام أن يكسر بابه فيدخل منه إن ظهر مسيلمة . فمنع الله الإسلام بهم حتى قتل عدوه . وأظهر كلمته وقدموا - رحمهم الله - على ما يسرون به من ثواب جهادهم من كذب على الله وعلى رسوله . فاستحر بهم القتل . فرحم الله تلك الوجوه

وقال يعقوب بن سعيد بن عبيد والزهري : قتل من بني حنيفة أكثر من سبعة آلاف وكان داؤهم خبيثا ، والطاري منهم على الإسلام عظيما . فاستأصل الله شأفتهم والحمد لله رب العالمين .

وليد الزراقي
28-Feb-2006, 09:57 AM
اخي ابوضيف الله

جزاك الله خير على الموضوع
تحياتي

ابو ضيف الله
01-Mar-2006, 11:36 PM
أخـوي وليد الزراقي حياك الله

والحـمـد لله ان الموضوع نال اعجابك