فواز الشيباني
09-Dec-2005, 02:31 PM
http://www.okaz.com.sa/okaz/Common/images/LogoWeek.gif
-------------------------------------------------------------------------------
التاريخ : 7/11/1426 هــ
الموافق : 9/12/2005 م
العـدد : 1636
ليل وقضبان
ضحايا العنف والقسوة
جرائم لا يعاقب عليها القانون
* ابراهيم عقيلي (جدة)
لاحظ والد (رهف) أن طفلته ليست على عادتها عندما يأخذها من المدرسة.. قد اعتراها الحزن. وألم احتبست زفراته في صدرها. بعد أن سألها عرف أنها تشكو من ألم في ظهرها ليكتشف بعد ذلك آثار الضرب. وبعد أن حولت الحالة إلى المستشفى دارت الشبهات حول زوجة أبيها التي تعذبها. بعد أن طلق والدتها ورفضت حضانة ابنتها لتتولى زوجة أبيها تربيتها.
رهف ليست الحالة الأولى التي تتعرض للتعذيب من قسوة المجتمع ومن قهر الظروف وهي ليست الأولى التي يحولها الطلاق إلى فريسة بين أنياب العمة المستبدة. فها هي أشواق طفلة العاشرة تقوم رغماً عنها بأعباء البيت من تنظيف وغسيل بعد حرمانها من تكملة دراستها بحجة تربيتها لتكون (ست بيت). وصمت الأب على حال ابنته الوحيدة حرض العمة على تجاوز الحدود فتفننت في ضربها.
حتى الآباء هناك من يقوم بتعذيب أبنائه فلم يقتصر ذلك على العمات أو المعلمين معتقدين انهم بحكم أبوتهم يحق لهم التصرف بالشكل الذي يشبع غريزة التعذيب لديهم فها هو أحد الآباء يرى أن الحبس والحرمان هو إحدى وسائل التربية فقد قام بحبس أبنائه الثلاثة داخل خزانة البيت لمدة يوم كامل ولانه وجد الخوف على أبنائه ظن بأنها قد أفادت في تربيتهم وظل يكرر مشاهد العنف حتى اصبح يبتكر وسائل جديدة ومن بينها حبسهم في أحد حمامات المنزل إلى أن سقط يوما أحد أبنائه في الحمام دون أن يعلم ولم يكتشف ذلك إلا عن طريق الام التي فتحت الباب فوجدته مغشيا عليه فما كان منها الا ان اخذته الى المستشفى وتقدمت بشكوى لاحد اقسام الشرط بعد ان ضاق بها وهي تشاهد على عينها تعذيب ابنائها.
الحرمان من التعليم
محمد طفل العاشرة حرم من التعليم وهو في سن مبكر وذلك بعد ان رأى والده ان يساعده في العمل لحاجة البيت فأخذه من مدرسته الى حلقة الاغنام حيث يعمل والده فهو يذهب مبكرا الى سوق الاغنام ليحمل العلف والبرسيم على ظهره بدلا من ان يحمل كتبه. ويجادل الزبائن في سعر البيع بدلا من ان يشارك المعلم في الصف. وفي الوقت الذي يرى والده ان ذلك في مصلحة الطفل الذي سيعتمد على نفسه ويساعد في مصاريف البيت يرى المهتمون بشؤون الطفل ان ذلك جلد في جسد الطفولة وسلب لحقوقها.
الضرب المبرح
ظل احد الاباء يضرب ابنه في يده ضربا مبرحا بهدف تهذيبه ولم يعلم ان ذلك الضرب كان فوق طاقة الابن وفي يوم من الايام صرخ الابن لألم في يده. اخذه والده الى المستشفى ليكتشف هناك ان ابنه يعاني من مرض خطير بسبب ضربه المبرح له
وهذه صور للعنف ضد الاطفال بعدة اشكال مختلفة منها الضرب المبرح والجلد والحبس وتقييد الحرية والاهانة والتوبيخ امام الغير والمنع من الدراسة واهمال التربية والتوجيه والانفاق والاعتداء الجنسي وغيرها.
العنف باهمال التربية
(هـ.ع) طفل في الثانية عشرة من عمره أُودع رعاية الأحداث بعد أن أهمل والداه تربيته ومتابعته.. يقول: لم يسأل عني والدي طوال السنوات الماضية فقد انشغل بأصدقائه وشربه للمسكر معهم فاتجهت الى رفقاء السوء الذين قادوني الى الانحراف والتمادي فيه الى ان قبض عليَّ بتهمة سرقة حافلة. وحتى بعد أن أودعت في السجن لم يزرني أحد من عائلتي.حتى والدتي التي كانت تحن عليَّ ولم اعرف لماذا لم يأتني أحد. وعن أشقائه يقول: جميع أشقائي يعانون من هذا التشتت. وعدم السؤال عنهم. مما يضطرنا للبحث عن لقمة العيش.والسير خلف رفقاء السوء.
45% يتعرضون للعنف
وقد ورد في دراسة ميدانية حديثة أعدها على مستوى المملكة الدكتور سعد بن سعيد الزهراني لصالح مركز ابحاث مكافحة الجريمة بوزارة الداخلية ان ايذاء الاطفال في المجتمع السعودي يحدث بصورة دائمة بنسبة 21% من الحالات ويحدث دائما في 24% وهو مايقارب نصف العينة التي شملتها الدراسة التي اجريت العام الماضي على(3000)طالب من الرياض وجدة والدمام في مراحل التعليم العام الثلاث 45% منهم يعانون العنف الأسري. وقد أفادت الدراسة ايضا ان 33,6%من العينة تعرضوا للايذاء النفسي 32% منهم هددوا بالضرب و12%منهم يتعرضون للشتم بالفاظ قبيحة و25,3%من العينة تعرضوا لايذاء بدني 21%منهم يضربون بشكل مبرح 18%يتم رميهم بالأشياء الخطرة. 17%منهم يقوم آباؤهم بالتدخين أمامهم. و32,9% من العينة يهملون. و28%لايؤخذون للطبيب الانادرا. و20%منهم لاتلبى احتياجاتهم و30%يتم التغاضي عن سرقاتهم.
اكتشاف الحالات
المهندس يحيى سيف مدير عام الجمعية الخيرية للخدمات الاجتماعية بالمدينة المنورة يقول: هناك العديد من الحالات التي ترد الى الجمعية وغالبيتها تردنا عن طريق بلاغات من الغير مثل الاقارب او الجيران جراء ملاحظة الاساءة او من ملاحظات المختص في المدرسة. او اشتباه الطبيب اثناء الكشف على الطفل وهناك شكاوى مباشرة من الطفل وهذه توجه عادة للمدرس او امام المسجد كما ان هناك العديد من الحالات تكتشف بالمصادفة اثناء اجراء البحث الاجتماعي وعن الحالات الاكثر تعرضا يقول المهندس سيف : اكثر الحالات هم من الاطفال دون سن الخامسة اوالاطفال لوالدين مطلقين اوالذين لايقيمون مع والديهم الاصليين او القاطنين في الاحياء ذات الكثافة السكانية او الاطفال الذين يميلون للعنف وتقوم الجمعية بحماية الطفل الى ان يتحقق من المشكلة.
المحاكم الاسرية.. الحل الغائب
الدكتورة سهيلة زين العابدين عضو جمعية حقوق الإنسان اعتبرت تفاقم المشكلة سببه غياب قانون الاحوال الاسري فقالت: اثبتت الدراسات ان الذي يمارس عليه العنف يكون عنيفا في المستقبل وهناك العديد من الاطفال الذي يمارس عليهم العنف بشكل يومي بجميع اشكاله كالعنف البدني والتجريح وعدم الثقة والحرمان من الميراث والتحرش الجنسي ايضا واعتقد ان اسباب تنامي هذه الظاهرة هي غياب العقوبات الرادعة من قبل جهات الاختصاص كالقضاء والشرط فالاب إذا جنى في حق ابنه لايقام عليه الحد فأنا ارى ضرورة سن قانون الاحوال الاسري والمحاكم الاسرية وانشاء الشرطة العسكرية وتنزع الولاية من الاب اذاكان غير صالح وحتى الأم.
دور القضاء
الشيخ محمد سعيد الزهراني عضو لجنة الحماية الاجتماعية بمنطقة مكة المكرمة ومندوب وزارة العدل قال: وزارة العدل هي جهة تعنى بحقوق الإنسان ولها دور كبير في حل قضايا الطفل دون الـ(18)عاما كالاعتداء الجنسي والجسدي والحضانة والنفقة وقد قامت بانشاء محكمة الاحداث داخل دور الملاحظة وأضاف ايضا: ان الوحشية والقسوة في التربية يعطي نتائج غير مرغوبة وحين يتم تجاوز الاسلوب الشرعي في التأديب يمكن لولاة الامر في هذه البلاد ان يكفوا يد المربي لاساءته استعمال حقوقه حتى ولو كان ابا او اخا اوزوجا اوقريبا وعن وجهة نظر الاسلام في العنف قال: الضرب غير المبرح هو القاعدة الشرعية ولايأتي في بداية الامر. فقد جاء في صفة ضرب السكران انه يجلد جلدا غير منهك فكيف بالاطفال.
-------------------------------------------------------------------------------
التاريخ : 7/11/1426 هــ
الموافق : 9/12/2005 م
العـدد : 1636
ليل وقضبان
ضحايا العنف والقسوة
جرائم لا يعاقب عليها القانون
* ابراهيم عقيلي (جدة)
لاحظ والد (رهف) أن طفلته ليست على عادتها عندما يأخذها من المدرسة.. قد اعتراها الحزن. وألم احتبست زفراته في صدرها. بعد أن سألها عرف أنها تشكو من ألم في ظهرها ليكتشف بعد ذلك آثار الضرب. وبعد أن حولت الحالة إلى المستشفى دارت الشبهات حول زوجة أبيها التي تعذبها. بعد أن طلق والدتها ورفضت حضانة ابنتها لتتولى زوجة أبيها تربيتها.
رهف ليست الحالة الأولى التي تتعرض للتعذيب من قسوة المجتمع ومن قهر الظروف وهي ليست الأولى التي يحولها الطلاق إلى فريسة بين أنياب العمة المستبدة. فها هي أشواق طفلة العاشرة تقوم رغماً عنها بأعباء البيت من تنظيف وغسيل بعد حرمانها من تكملة دراستها بحجة تربيتها لتكون (ست بيت). وصمت الأب على حال ابنته الوحيدة حرض العمة على تجاوز الحدود فتفننت في ضربها.
حتى الآباء هناك من يقوم بتعذيب أبنائه فلم يقتصر ذلك على العمات أو المعلمين معتقدين انهم بحكم أبوتهم يحق لهم التصرف بالشكل الذي يشبع غريزة التعذيب لديهم فها هو أحد الآباء يرى أن الحبس والحرمان هو إحدى وسائل التربية فقد قام بحبس أبنائه الثلاثة داخل خزانة البيت لمدة يوم كامل ولانه وجد الخوف على أبنائه ظن بأنها قد أفادت في تربيتهم وظل يكرر مشاهد العنف حتى اصبح يبتكر وسائل جديدة ومن بينها حبسهم في أحد حمامات المنزل إلى أن سقط يوما أحد أبنائه في الحمام دون أن يعلم ولم يكتشف ذلك إلا عن طريق الام التي فتحت الباب فوجدته مغشيا عليه فما كان منها الا ان اخذته الى المستشفى وتقدمت بشكوى لاحد اقسام الشرط بعد ان ضاق بها وهي تشاهد على عينها تعذيب ابنائها.
الحرمان من التعليم
محمد طفل العاشرة حرم من التعليم وهو في سن مبكر وذلك بعد ان رأى والده ان يساعده في العمل لحاجة البيت فأخذه من مدرسته الى حلقة الاغنام حيث يعمل والده فهو يذهب مبكرا الى سوق الاغنام ليحمل العلف والبرسيم على ظهره بدلا من ان يحمل كتبه. ويجادل الزبائن في سعر البيع بدلا من ان يشارك المعلم في الصف. وفي الوقت الذي يرى والده ان ذلك في مصلحة الطفل الذي سيعتمد على نفسه ويساعد في مصاريف البيت يرى المهتمون بشؤون الطفل ان ذلك جلد في جسد الطفولة وسلب لحقوقها.
الضرب المبرح
ظل احد الاباء يضرب ابنه في يده ضربا مبرحا بهدف تهذيبه ولم يعلم ان ذلك الضرب كان فوق طاقة الابن وفي يوم من الايام صرخ الابن لألم في يده. اخذه والده الى المستشفى ليكتشف هناك ان ابنه يعاني من مرض خطير بسبب ضربه المبرح له
وهذه صور للعنف ضد الاطفال بعدة اشكال مختلفة منها الضرب المبرح والجلد والحبس وتقييد الحرية والاهانة والتوبيخ امام الغير والمنع من الدراسة واهمال التربية والتوجيه والانفاق والاعتداء الجنسي وغيرها.
العنف باهمال التربية
(هـ.ع) طفل في الثانية عشرة من عمره أُودع رعاية الأحداث بعد أن أهمل والداه تربيته ومتابعته.. يقول: لم يسأل عني والدي طوال السنوات الماضية فقد انشغل بأصدقائه وشربه للمسكر معهم فاتجهت الى رفقاء السوء الذين قادوني الى الانحراف والتمادي فيه الى ان قبض عليَّ بتهمة سرقة حافلة. وحتى بعد أن أودعت في السجن لم يزرني أحد من عائلتي.حتى والدتي التي كانت تحن عليَّ ولم اعرف لماذا لم يأتني أحد. وعن أشقائه يقول: جميع أشقائي يعانون من هذا التشتت. وعدم السؤال عنهم. مما يضطرنا للبحث عن لقمة العيش.والسير خلف رفقاء السوء.
45% يتعرضون للعنف
وقد ورد في دراسة ميدانية حديثة أعدها على مستوى المملكة الدكتور سعد بن سعيد الزهراني لصالح مركز ابحاث مكافحة الجريمة بوزارة الداخلية ان ايذاء الاطفال في المجتمع السعودي يحدث بصورة دائمة بنسبة 21% من الحالات ويحدث دائما في 24% وهو مايقارب نصف العينة التي شملتها الدراسة التي اجريت العام الماضي على(3000)طالب من الرياض وجدة والدمام في مراحل التعليم العام الثلاث 45% منهم يعانون العنف الأسري. وقد أفادت الدراسة ايضا ان 33,6%من العينة تعرضوا للايذاء النفسي 32% منهم هددوا بالضرب و12%منهم يتعرضون للشتم بالفاظ قبيحة و25,3%من العينة تعرضوا لايذاء بدني 21%منهم يضربون بشكل مبرح 18%يتم رميهم بالأشياء الخطرة. 17%منهم يقوم آباؤهم بالتدخين أمامهم. و32,9% من العينة يهملون. و28%لايؤخذون للطبيب الانادرا. و20%منهم لاتلبى احتياجاتهم و30%يتم التغاضي عن سرقاتهم.
اكتشاف الحالات
المهندس يحيى سيف مدير عام الجمعية الخيرية للخدمات الاجتماعية بالمدينة المنورة يقول: هناك العديد من الحالات التي ترد الى الجمعية وغالبيتها تردنا عن طريق بلاغات من الغير مثل الاقارب او الجيران جراء ملاحظة الاساءة او من ملاحظات المختص في المدرسة. او اشتباه الطبيب اثناء الكشف على الطفل وهناك شكاوى مباشرة من الطفل وهذه توجه عادة للمدرس او امام المسجد كما ان هناك العديد من الحالات تكتشف بالمصادفة اثناء اجراء البحث الاجتماعي وعن الحالات الاكثر تعرضا يقول المهندس سيف : اكثر الحالات هم من الاطفال دون سن الخامسة اوالاطفال لوالدين مطلقين اوالذين لايقيمون مع والديهم الاصليين او القاطنين في الاحياء ذات الكثافة السكانية او الاطفال الذين يميلون للعنف وتقوم الجمعية بحماية الطفل الى ان يتحقق من المشكلة.
المحاكم الاسرية.. الحل الغائب
الدكتورة سهيلة زين العابدين عضو جمعية حقوق الإنسان اعتبرت تفاقم المشكلة سببه غياب قانون الاحوال الاسري فقالت: اثبتت الدراسات ان الذي يمارس عليه العنف يكون عنيفا في المستقبل وهناك العديد من الاطفال الذي يمارس عليهم العنف بشكل يومي بجميع اشكاله كالعنف البدني والتجريح وعدم الثقة والحرمان من الميراث والتحرش الجنسي ايضا واعتقد ان اسباب تنامي هذه الظاهرة هي غياب العقوبات الرادعة من قبل جهات الاختصاص كالقضاء والشرط فالاب إذا جنى في حق ابنه لايقام عليه الحد فأنا ارى ضرورة سن قانون الاحوال الاسري والمحاكم الاسرية وانشاء الشرطة العسكرية وتنزع الولاية من الاب اذاكان غير صالح وحتى الأم.
دور القضاء
الشيخ محمد سعيد الزهراني عضو لجنة الحماية الاجتماعية بمنطقة مكة المكرمة ومندوب وزارة العدل قال: وزارة العدل هي جهة تعنى بحقوق الإنسان ولها دور كبير في حل قضايا الطفل دون الـ(18)عاما كالاعتداء الجنسي والجسدي والحضانة والنفقة وقد قامت بانشاء محكمة الاحداث داخل دور الملاحظة وأضاف ايضا: ان الوحشية والقسوة في التربية يعطي نتائج غير مرغوبة وحين يتم تجاوز الاسلوب الشرعي في التأديب يمكن لولاة الامر في هذه البلاد ان يكفوا يد المربي لاساءته استعمال حقوقه حتى ولو كان ابا او اخا اوزوجا اوقريبا وعن وجهة نظر الاسلام في العنف قال: الضرب غير المبرح هو القاعدة الشرعية ولايأتي في بداية الامر. فقد جاء في صفة ضرب السكران انه يجلد جلدا غير منهك فكيف بالاطفال.