المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تفسير صورة الفاتحة (( لبن كثير,,,ابو الفداء )) [ 3 ]


ولد مجري
18-Mar-2003, 02:56 PM
بسم الله ال رحمن الرحيم

فصل‏:‏

واختلف في معنى السورة مما هي مشتقة‏؟‏ فقيل‏:‏ من الارتفاع قال النابغة‏:‏

ألم تر أن الله أعطاك سورة * ترى كل ملك دونها يتذبذب

فكأن القارىء ينتقل بها من منزلة إلى منزلة، وقيل‏:‏ لشرفها وارتفاعها كسور البلد لإحاطته بمنازله ودوره، وقيل‏:‏ سميت سورة لكونها قطعة من القرآن وجزءاً منه‏.‏

وأول الآية‏:‏ فأصل معناها العالامة، سميت بذلك لانقطاع الكالم الذي قبلها عن الذي بعدها وانفصالها، أي هي بائنه عن أختها ومنفردة قال تعالى‏:‏ ‏{‏إن آية ملكه أن يأتيكم التابوت ‏}‏

وقيل‏:‏ سميت آية لأنها عجب يعجز البشر عن التكلم بمثلها‏.‏

وأما الكلمة‏:‏ فهي اللفظة الواحدة، وقد تكون على حرفين مثل - ما ، و لا ونحو ذلك - وقد تكون أكثر، وأكثر ما تكون عشرة أحرف مثل ‏{‏أنلزمكموها‏}‏ و‏{‏فأسقيناكموه‏}‏ وقد تكون الكلمة الواحدة آية مثل ‏{‏والضحى‏}‏ ومثل ‏{‏والفجر‏}‏

فصل‏:‏

قال القرطبي‏:‏ أجمعوا على أنه ليس في القرآن شيء من التراكيب الأعجمية، وأجمعوا أن فيه أعلاماً من الأعجمية كإبراهيم و نوح و لوط واختلفوا‏:‏ هل فيه شيء من غير ذلك بالأعجمية‏؟‏ فأنكر ذلك الباقلاني والطبري وقالا‏:‏ ما وقع فيه مما يوافق الأعجمية فهو من باب ما توافقت فيه اللغات فتكلمت بها العرب والفرس والحبشة وغيرهم انظر التحقيق الذي ذكرناه في كتابنا التبيان في علوم القرآن صفحة /225/ تحت عنوان هل في القرآن الكريم ألفاظ غير عربية ‏؟‏‏.‏

سورة الفاتحة

مقدمة

تسمى الفاتحة لأنه تفتتح بها القراءة في الصلوات، ويقال لها أيضاً أُم الكتاب ولها أسماء منها الحمد والشفاء والواقية والكافية وأساس القرآن

قال البخاري‏:‏ وسميت - أُم الكتاب - لأنه يبدأ بكتابتها في المصاحف، ويبدأ بقراءتها في الصلاة ‏.‏

وقال الطبري‏:‏ والعرب تسمي كل جامع أمراً أو مقدم لأمر أُمّاً فتقول للجلدة التي تجمع الدماغ أم الرأس ويسمون لواء الجيش ورايتهم التي يجتمعون تحتها أمّاً قال ذو الرمّة‏:‏

على رأسه أمٍّ لنا نقتدي بها * جماع أمور ليس نعصي لها أمراً

روى الإمام أحمد عن أبي هريرة عن النبي صلى اللّه عليه وسلم أنه قال في أُم القرآن‏:‏ ‏(‏هي أُم القرآن، وهي السبع المثاني، وهي القرآن العظيم‏)‏ ورواه ابن جرير أيضاً بنحوه‏.‏

ما ورد في فضل سورة الفاتحة

أولا‏:‏ عن أبي سعيد بن المعلَّى رضي اللّه عنه قال‏:‏ ‏(‏كنت أصلّي فدعاني رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فلم أجبه حتى صلّيت، قال‏:‏ فأتيته، فقال‏:‏ ما منعك أن تأتيني‏؟‏ قال‏:‏ قلت يا رسول اللّه إني كنت أصلي، قال‏:‏ ألم يقل اللّه تعالى‏:‏ ‏{‏يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم‏}‏‏؟‏ ثم قال‏:‏ لأعلمنك أعظم سورة في القرآن قبل أن تخرج من المسجد، قال‏:‏ فأخذ بيدي فلما أراد أن يخرج من المسجد قلت‏:‏ يا رسول اللّه إنك قلت لأعلمنَّك أعظم سورة في القرآن، قال‏:‏ نعم ‏{‏الحمد للّه رب العالمين‏}‏ هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته‏)‏ ‏"‏أخرجه أحمد ورواه البخاري وأبو داود والنسائي وابن ماجة‏"‏

ثانيا‏:‏ وعن أُبيّ بن كعب رضي اللّه عنه أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال‏:‏ ‏(‏ما أنزل اللّه في التوراة ولا في الإنجيل مثل أم القرآن وهي السبع المثاني، وهي مقسومة بيني وبين عبدي نصفين‏)‏ ‏"‏رواه الترمذي والنسائي عن أبي هريرة عن أُبي بن كعب ‏"‏ هذا لفظ النسائي‏.‏

ثالثا‏:‏ وعن أبي سعيد الخدري رضي اللّه عنه قال‏:‏ ‏(‏كنّا في مسير لنا فنزلنا، فجاءت جارية فقالت‏:‏ إنَّ سيّد الحي سليم أي لديغ وإنَّ نفرنا غُيَّب فهل منكم راق‏؟‏ فقام معها رجل ما كنا نأبنه ما كنا نأبنه‏:‏ أي نعيبه أو نتهمه برقيه، فرقاه فبرأ، فأمر له بثلاثين شاة، وسقانا لبناً، فلما رجع قلنا له‏:‏ أكنت تحسن‏؟‏ أو كنت ترقي‏؟‏ قال‏:‏ لا، ما رقيتُ إلاّ بأم الكتاب، قلنا‏:‏ لا تحدثوا شيئاً حتى نأتي أو نسأل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فلما قدمنا المدينة ذكرناه للنبي صلى اللّه عليه وسلم فقال‏:‏ وما كان يدريه أنها رُقْية‏؟‏ إقسموا واضربوا لي بسهم‏)‏ ‏"‏رواه البخاري ومسلم وأبو داود ‏"‏، وفي بعض روايات مسلم أن أبا سعيد الخدري وهو الذي رقى ذلك اللديغ ‏.‏

رابعاً‏:‏ وعن ابن عباس رضي اللّه عنهما قال‏:‏ بينا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وعنده جبريل، إذ سمع نقيضاً فوقه، فرفع جبريل بصره إلى السماء فقال‏:‏ هذا باب قد فتح من السماء ما فتح قط، قال‏:‏ فنزل منه ملك، فأتى النبي صلى اللّه عليه وسلم فقال‏:‏ أبشر بنورين قد أوتيتهما لم يؤتهما نبيٌ قبلك‏:‏ فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لم تقرأ حرفاً منها إلا أوتيته‏)‏ ‏"‏رواه مسلم والنسائي عن ابن عباس ‏"‏‏.‏ ومعنى قوله نقيضا أي صوتاً ‏.‏

خامساً‏:‏ وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال‏:‏ ‏(‏ من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن فهي خِداجٌ - ثلاثاً - غير تمام فقيل لأبي هريرة‏:‏ إنّا نكون وراء الإمام‏؟‏ فقال‏:‏ اقرأ بها في نفسك، فإني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول‏:‏ قال اللّه عزّ وجلّ قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد‏:‏ ‏{‏الحمد لله رب العالمين‏}‏ قال اللّه‏:‏ حمدني عبدي، وإذا قال‏:‏ ‏{‏الرحمن الرحيم‏}‏ قال اللّه‏:‏ أثنى عليَّ عبدي، فإذا قال‏:‏ ‏{‏مالك يوم الدين‏}‏ قال‏:‏ مجّدني عبدي، وقال مرة‏:‏ فوّض إليّ عبدي، فإذا قال‏:‏ ‏{‏إياك نعبد وإياك نستعين‏}‏ قال‏:‏ هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل، فإذا قال‏:‏ ‏{‏اهدنا الصراط المستقيم‏.‏صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين‏}‏ قال‏:‏ هذا لعبدي ولعبدي ما سأل‏)‏ ‏"‏رواه مسلم عن أبي هريرة‏"‏



وترقبوا البقية بأذن الله تعالى :-

مع تحيات اخوكم / ولد مجري


@@@@@@@@@@@@@@@

ابن ريحان
09-Jul-2007, 02:39 PM
مشكوووووووووووووور أخوي ولد مجري

ابوبجاد الرويس
09-Jul-2007, 05:46 PM
مشكور اخوي ولد مجري

والله يجزاك خير

والله يعطيك العافيه