فارس الدعاجين
21-Nov-2005, 02:48 PM
" بسم الله الرحمن الرحيم "
أسباب الانحراف عن العقيدة الصحيحة
1ـ الجهل بالعقيدة الصحيحة :ـ
بسبب الإعراض عن تعلمها ، أو عدم الاهتمام بها حتى ينشأ إنسان لا يعرف العقيدة كما قال عمر ـ رضي الله عنه ـ [ إنما تنقض عرى الإسلام عروة عروة إذا نشأ في الإسلام من لا يعرف الجاهلية ] .
2ـ التعصب لما عليه الأباء و الأجداد :ـ
قال تعالى { و إِذا قِيلَ لَهُمُ اتبعوا ما أنْزلَ اللهُ قالوا بل نتبعُ ما ألفينا عليهِ آباءنَا أولوا كانُوا آباؤهُمْ لا يَعْقِلونَ شيئًا و لا يهْتدُونَ } سورة البقرة الآية 170 .
3ـ التقليد الأعمى بأخذ أقوال الناس في العقيدة من غير معرفة دليلها ، و معرفة مدى صحتها .
4ـ الغلو في الأولياء و الصالحين :ـ
و رفعهم فوق مكانتهم ، و التقرب إلى أضحرتهم .
كما قال تعالى : { لا تذرُونَّ آلِهَتَكُمْ وَ لا تَذَرُونَّ وَدًّا وَ لا سُواعًا وَ لا يَغُوثَ و يعُوقَ و نسرًا } سورة نوح 32 .
5 ـ الغفلة عن تدبر آيات الله الكونية و القرآنية .
6ـ أصبح البيتُ في الغالب خاليًا من التوجيه السليم :ـ
قال النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ " كل مولود يولد على الفطرة ، فأبوه يُهوِّدانه أو ينصرانه أو يمجسانه " أخرجه الشيخان .
7ـ احتجام وسائل التعليم و الإعلام في غالب العالم الإسلامي عن أداء مهمتها في الاهتمام بالأمور الدينية .
سبل التوقي من الانحراف العقدي
1ـ الرجوع إلى كتاب الله ، و سنة النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ و تلقي العقيدة الصحيحة منها .
2ـ العناية بتدريس العقيدة الصحيحة .
3ـ أن تقرر الكتب السلفية الصافية .
4ـ قيام دعاة مصلحين يجددون للناس عقيدة السلف .
العنوان : التوحيد و أنواعه :ـ
التوحيد في اللغة : مشتق من وحد الشيء إذا جعله واحدًا ، فهو مصدر وحد يوحد ، أي : جعل الشيء واحد .
التوحيد في الشرع :
(( إفراد الله بما يختص به من الربوبية و الألوهية و الأسماء و الصفات ))
(( إفراد الله بالعبادة ))
أقسام التوحيد :ـ
1) توحيد الربوبية .
2) توحيد الألوهية .
3) توحيد الأسماء و الصفات .
القسم الأول توحيد الربوبية :ـ
هو إفراد الله بالخلق و الملك و التدبير .
أما إفراده بالخلق : أن يتعقد الإنسان أنه لا خالق إلا الله .
قال تعالى : { ألا له الخلق و الأمر } سورة الأعراف 54 ، و قال تعالى :{ هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء و الأرض } سورة فاطر 3 ، فهذه الآية تفيد اختصاص الخلق بالله .
أما ما ورد من إثبات خالق غير الله ، كقوله تعالى : { فتبارك الله أحسن الخالقيين } و قوله صلى الله عليه و سلم في المصورين يقال لهم : " أحيوا ما خلقتم " فهذا ليس خلقًا حقيقة ، و ليس إيجاد من العدم ، بل هو تحويل من حال إلى حال ، و محصور بما يتمكن الإنسان منه ، و محصور بدائرة ضيفة .
و إما إفراده بالملك فإن نعتقد أنه لا يملك الخالق إلا خالقهم ، كما قال تعالى : { و لله ملك السماوات و الأرض } آل عمران 189 ، و أما ما ورد من إثبات المُلكية لغير الله ، كقوله تعالى : { أو ما ملكتم مفاتحه } سورة النور 61 ، فهذا ملك محدود فإن الإنسان لا يملك ما عنده غيره ، بل يملك ما تحت يده و لا يملكه تمام الملك ، فمثًلا : لو رأيناه يعذب حيوانه مثًلا ، فإننا نقول له : لا يجوز و ننهاه و نمنعه عن ذلك ، أما الله يملك ذلك ملكًا عامًا و شاملًا .
و أما إفراد الله بالتدبير :ـ
فهو أن يعتقد الإنسان أنه لا مدبر إلا الله وحده ، كما قال تعالى : { قل من يرزقكم من السماء و الأرض أم من يملك السمع و الأبصار و من يخرج الحي من الميت و يخرج الميت من الحي و من يدبر الأمر فسيقولون الله فقل أفلا تتقون . فذلكم الله ربكم الحق فماذا بعد الحق إلا الضلال فأنى تصرفون } سورة يونس 31 . و أما تدبير الإنسان فمحصور بما تحت يده ، و محصور بما أذن له فيه شرعًا .
و هذا القسم من التوحيد لم يعارض فيه المشركون الذين بُعث فيهم ـ الرسول صلى الله عليه و سلم ـ بل كانوا مقرين به ، قال تعالى : { و لئن سألتهم من خلق السماوات و الأرض ليقولن خلقهن العزيز العليم } سورة الزخرف 9 .
القسم الثاني توحيد الألوهية :ـ
و يقال له : توحيد العبادة باعتبارين ، فباعتبار إضافة إلى الله يسمى : توحيد الألوهية ، و باعتبار إضافته إلى الخلق يسمى توحيد العبادة .
و هو إفراد الله ـ عز وجل بالعبادة ـ .
فالمستحق للعبادة هو الله تعالى : { ذلك بأن الله هو الحق و أن ما يدعون من دونه الباطل } سورة لقمان 30 .
القسم الثالث توحيد الأسماء و الصفات :ـ
و هو إفراد الله ـ عز وجل ـ بما له من الأسماء و الصفات .
و هذا يتضمن شيئين :ـ
الأول : الإثبات :ـ
و ذلك بأن نثبت لله جميع أسمائهم و صفاته التي أثبتها لنفسه في كتابه أو سنة نبيه ـ صلى الله عليه و سلم ـ .
الثانية :ـ النفي :ـ
نفي المماثلة ، و ذلك بأن لا نجعل لله مثيلًا في أسمائه و صفاته ، كما قال تعالى : { ليس كمثله شيء و هو السميع البصير } سورة الشورى الآية 11 .
العنوان :ـ أقسام الشرك .
تعريفه :ـ
الشرك هو جعل شريك لله تعالى في ربوبيته و ألهيته .
أغلب الشرك :ـ
أغلب الشرك يكون في الألوهية بأن يدعو مع الله إلهًا أخر ، أو يصرف له شيئًا من أنواع العبادة كالذبح و النذر و الخوف و الرجاء و المحبة .
أنواع الشرك :ـ
1) شرك أكبر .
2) شرك أصغر .
حكم الشرك :ـ
الشرك نوعان و مختلفان في الحكم :ـ
1) شرك أكبر :ـ و هو صرف شيء من أنواع العبادة لغير الله و هو مخرج عن الملة و صاحبه إذا لم يتب خالد مخلد في النار لقوله ـ جل جلاله ـ { إنَّ الله لا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَ يَغْفِرُ مَا دُونَ ذِلكَ لِمَن يَشَاءُ } سورة النساء 48 .
2) شرك أصغر : لا يخرج عن الملة ، لكنه ينقص التوحيد و هو وسيلة للشرك الأكبر ـ، و هو قسمين :ـ
أ ) شرك ظاهر على اللسان و الجوارح ، و هو ألفاظ و أفعال ، فالألفاظ كالحلف بغير الله ، قال صلى الله عليه و سلم : "( من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك )" .
ب) من الشرك الأصغر : شركٌ خفي .
* و للشيخ عبد الله الحريشي إمام جامع الأمير سلطان ـ بالسويدي الغربي كلمة عن الشرك الأصغر قالها في درس ألقاه على بعض الشباب قال فيها و أنقله لكم بالمعنى و ليس نصيًا : (( أن الشرك الأصغر لا يخرج عن الملة و لكن يحمل أثم عظيم لو وضع في الميزان سيكون ثقيل أثقل من المعاصي الباقية )) .
العنوان :ـ الكفر .
الفصل الأول : الكفر :ـ
تعريفه لغة : التغطية و الستر .
تعريفه شرعًا :ـ ضد لإيمان ، فإن الكفر عدم الإيمان بالله و رسله .
أنواعه :ـ
كفران :ـ
الأول : كفر أكبر يخرج من الملة .
الثاني: كفر أصغر لا يخرج عن الملة و هو الكفر العملي و هو الذنوب التي وردت تسميتها في الكتاب و السنة كفرًا و هي لا تصل إلى حد الكفر الأكبر .
أولاً الكفر الأكبر :ـ
خمسة أقسام :ـ
1 ) كفر التكذيب قال تعالى : { و مَنْ أَظْلَمُ ممَّنِ افْتَرَى عَلَى اللهِ كَذِبًا أوْ كَذَّبَ بِالحقِّ لَمَّا جَاءهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنّمَ مَثْوى للكَافِرِينَ } سورة العنكبوت الآية 68 .
2) كفر الإباء و الاستكبار مع التصديق و الدليل قوله تعالى : { و إذا قلنا للملائِكةِ اسجدُوا لآدَمَ فَسَجدُوا إِلا إبليسَ أبَى و َ اسْتَكْبَرَ وَ كَانَ مِنَ الكَافِرِينَ } سورة البقرة آية 34.
3) كفر الشك و هو كفر الظن و الدليل قوله تعالى : { وَ دَخَلَ جَنَّتهُ و هُو ظَالمٌ لِّنَفْسهِ قَالَ مَا أَظنُّ أن تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا * وَ مَا أَظُنُّ السَّاعةَ قَائِمَةً وَ لَئِن رُّدِدتُّ إِلَى رَبِّي لأَجِدنَّ خيرًا مِّنْهَا مُنقَلبًا * قَالَ لهُ صَاحِبُهُ و هُوَ يُحَاوِرُهُ أكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطفةٍ ثمَّ سوَّاك رَجُلاً * لَّكِنَّا هُوَ اللهُ رَبِّي وَ لا أُشْرِكُ بِرَبِّي أحدًا } سورة الكهف 35 – 38 .
4) كفر الإعراض ، و الدليل قوله تعالى : { وَ الَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنِذِرُوا مُعْرِضُونَ } سورة الأحقاف الآية 3 .
5) كفر النفاق و الدليل قوله تعالى : { ذلكَ بأنهمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَفْقَهُونَ } سورة المنافقون الآية 3 .
ثانيًا الكفر الأصغر :ـ
مثل كفر النعمة المذكور في سورة النحل الآية 112 { وَ ضَربَ اللهُ مثلاً قَرْيةً كَانَتْ آمِنةً مُطْمَئَِّةً يَاْتِيهَا رِزقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فكفَرتْ بأنعمِ الله ِ } .
و كـقتال المسلم المذكور في قوله ـ صلى الله عليه و سلم ـ "( سباب المسلم فسوق و قتاله كفر )" .
التكفير في الإسلام
يترتب عليه أمور خطيرة من استحلال الدم و المال ، و منع التوارث ، و فسخ النكاح ، و غيرها مما يترتب على الردة فكيف يسوغ للمؤمن أن يقدم عليه لأدنى شبهة .
و قد حفظ الإسلام للمسلمين أموالهم و أعراضهم و أبدانهم ، و حرم انتهاكها ، و شدد في ذلك ، و كان من آخر ما بلغ به النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ أمته فقال في خطبة حجة الوداع : " (( إن دماءكم و أموالكم و أعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا ، في شهركم هذا في بلدكم هذا ))" ثم قال ـ صلى الله عليه و سلم ـ "(( ألا هل بلغت ؟ اللهم فاشهد )) متفق عليه .
و قال ـ صلى الله عليه و سلم ـ كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله و عرضه ))" و قال عليه الصلاة و السلام " (( اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة ))" .
و قد توعد الله سبحانه من قتل نفسًا معصومة بأشد الوعيد ، فقال سبحانه في حق المؤمن " { و من يقتلْ مؤمنًا مُّتعمدًا فجزاؤهُ جَهنمُ خالدًا فيها و غضب الله عليه و لعنهُ و أعدَ لهُ عذابًا عظيمًا } سورة النساء 93 .
النفاق
النفاق وهو السراب الذي يستتر فيه .
و النفاق شرعًا : إظهار الإسلام و إبطان الكفر و الشرك .
أنواع النفاق :ـ
1) نفاق اعتقادي :ـ و هو النفاق الأكبر الذي يُظهر صاحبه الإسلام و يبطن الكفر ، و هذا النوع مخرج من الملة بالكلية ، و صاحبة في الدرك الأسفل من النار .
و أنواع النفاق الاعتقادي ستة :ـ
أ) تكذيب الرسول ـ صلى الله عليه و سلم ـ .
ب) بغض الرسول ـ صلى الله عليه و سلم ـ .
ج) تكذيب بعض ما جاء به الرسول ـ صلى الله عليه و سلم ـ .
د) بعض بعض ما جاء به الرسول ـ صلى الله عليه و سلم ـ .
ر) المَسَرَّةُ بانخفاض دِين الرسول ـ صلى الله عليه و سلم ـ .
ي) الكراهية لانتصار دين الرسول ـ صلى الله عليه و سلم ـ .
2) نفاق عملي : و هو عمل شيء من أعمال المنافقين مع بقاء الإيمان في القلب ، و هذا لا يخرج من الملة لكنه وسيلة إلى ذلك .
وصاحبة يكون فيه إيمان و نفاق : ( أربع من كنَّ فيه كان منافقًا خالصًا و من كانت فيه خصلةٌ منهن كانت فيه خَصْلةٌ من النفاق حتى يدعها : إذا ائتمن خان و إذا حدث كذب و إذا عاهد غدر ، و إذا خاصم فجر ) رواه الشيخان .
فالنفاق أمر خطير ، أقصد النفاق العملي ، لأن النفاق الاعتقادي انتهى أمره لأنه صاحبه من أهل النار بل في الدرك الأسفل من النار و العياذ بالله ، و أما العملي فأمره خطير و الكثير يقع منه كالتكاسل عن أداء الصلاة جماعة في المسجد و الكذب و الخيانة و الغذر ... الخ .
قال ابن مُليكة : أدركت 30 من أصحاب رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ كلُّهم يخاف النفاق على نفسه
العنوان :ـ البدع و الخرافات :ـ
قول الشيخ الدكتور صالح الفوازن عن البدعة :ـ ... إن البدع بريد الكفر ، و هي زيادة دين لم يشرعه الله ، و لا رسوله ـ صلى الله عليه و سلم ـ و البدعة شرٌّ من المعصية الكبيرة ، و الشيطان يفرح بها أكثر مما يفرح بالمعاصي الكبيرة ، لأن المعاصي يفعل المعصية ، و هو يعلم أنها معصية فيتوب منها ، و المبتدع يفعل البدعة يعتقدها دينًا يتقرب به إلى الله ، فلا يتوب منها .
و البدع تقضى على السنن ، و تُكره إلى أصحابها فعل السنن و أهل السنة .
و البدعة : تباعد عن الله ، و توجب غضبه ، و عقابه ، و تسبب زيغ القلوب و فسادها .
ما يعامل به المبتدعة :ـ
تحرم زيارة المبتدع و مجالسته إلا على وجه النصيحة له ، و الإنكار عليه ، لأن مخالطته تُؤثرُ على مُخالطه شرًا ، و تنشر عدواه إلى غيره ، و يجب التحذير منهم ، و من شرهم إذا لم يمكن الأخذ على أيديهم و منعُهم من مزاولة البدع ،و إلا فإنه يجب على العلماء المسلمين و ولاة أمورهم منع البدع ، و الأخذ على أيدي المبتدعة ، و ردعهم عن شرهم ، لأن خطرهم على الإسلام شديد .
ثم إنه يجب أن يُعلم أن دول الكفر تُشجع المبتدعة على نشر بدعهم ، و تساعدهم على ذلك بشتى الطرق ، لأن في ذلك القضاء على الإسلام و تشويه صُورته .
العنوان :ـ البدع و الخرافات
البدعة :ـ في اللغة مأخوذة من البدع و هو الاختراع.
و الابتداع على قسمين :ـ
ابتداع في العادات :ـ كـابتداع المخترعات الحديثة و هذا مباح لأن الأصل في العادات الإباحة .
ابتداع في الدين :ـ و هو محرم ، قال صلى الله عليه و سلم : " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد "
حكم البدعة :ـ
محرمة و لها في حكمها تفصيل :ـ
فمنها ما هو كفر صراح ، كـالطواف على القبور و تقديم الذبائح و النذور لها .
و منها ما هو من وسائل الشرك ، كـالبناء على القبور و الصلاة و الدعاء عندها .
و منها ما هو فسق اعتقادي ، كبدعة الخوارج و غيرهم .
و منها ما هو معصية :ـ كـبدعة الصيام قائمًا في الشمس و غير ذلك .
و من بعض الأمثلة على البدع المعاصرة :ـ
1) الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه و سلم .
2) التبرك بالأماكن و الآثار و الأموات .
3) البدع في مجالات العبادات و التقرب إلى الله .
أولاً الاحتفال بالمولد النبوي :ـ
و هذا الحفل في تشبه بالنصارى ، في احتفالهم بمولد المسيح ـ عليه السلام ـ و هذا الحفل لا يحتفل فيه إلا الجهلة من الناس أو العلماء المضلون ، و هذا الحفل بدعة ، و غير أنه بدعة قد يوجد في هذا الحفل بعض الشركيات ، كإنشاد القصائد التي فيها غلو ، كالتي فيها إطراء للرسول صلى الله عليه وسلم إلى حد دعائه من دون الله أو الاستغاثة به ، و قد نهى صلى الله عليه و سلم عن الغلو في مدحه ، فقال : " لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم ، إنما أنا عبد ، فقولوا : عبد الله و رسوله " .
ثانيًا التبرك بالأماكن و الآثار و الأشخاص أحياءً و أمواتًا :ـ
التبرك : طلب البركة ، و هو ثبات الخير في الشيء و زيادته .
و طلب ثبوت الخير و زيادته لا يكون إلا ممن يقدر عليه و هو الله ،أما البشر و الأماكن و الآثار لا تجوز ، لأنها إما شرك إن اعتقد أن ذلك الشيء منح بركة أو يكون و سيلة للشرك إن اعتقد أن زيارته و ملامسته و التمسح به سبب لحصولها من الله .
أنا عن الصحابة لما كانوا يتبركون بشعر النبي صلى الله عليه و سلم أو يتبركون بغير شعره فذلك لما كان في حياته صلى الله عليه و سلم بدليل أنه لما مات لم يتبركوا الصحابة بحجره أو بقبره أو بشعره أو غيرهم .
ثالثًا البدع في مجالات العبادة و التقرب إلى الله :ـ
1ـ الجهر بالنية في الصلاة :ـ بأن يقول : نويت أن أصلي العصر أو الفجر ... الخ و هذه بدعة ليست سنة لأن الله تعالى قال : " قل أتعلمون الله بدينكم و الله يعلم ما في السماوات و ما في الأرض و الله بكل شيء عليم } سور الحجرات الآية 16 ،و النية محلها القلب ، فهي عمل قلبي لا عمل لساني .
و لا تجوز الجهر بالنية إلا عند الحج أو العمر في الإحرام بالتحديد يقال : [ لبيك حجًا ] أو [ لبيك عمرة ] .... الخ .
2ـ طلب قراءة الفاتحة في المناسبات و بعد الدعاء و للأموات .
3ـ الاحتفال بالمناسبات الدينية كـالإسراء و المعراج أو مناسبة الهجرة النبوية،و تلك لا أصل لها في الإسلام .
4ـ زيارة النساء للقبور لأن رسول الله صلى الله عليه و سلم لعن زُوَّرات القبور و المتخذين عليها المساجد و السرج .
التحذير من البدع :ـ
قال النووي في كتابه الأربعين نووية :ـ عن أم المؤمنين أم عبد الله عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله ـ صلى الله عليه و آله و سلم ـ : " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " رواه البخاري و مسلم . و في رواية لمسلم : " من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد "
قال الإمام ابن دقيق ـ رحمه الله ـ :
قال أهل اللغة الرد هنا بمعنى المردود أي فهو باطل غير معتد به . و قوله : " ليس عليه أمرنا " يعني حكمنا .
و هذا الحديث قاعدة عظيمة من قواعد الدين و هو من جوامع الكلم التي أوتيها المصطفى ـ صلى الله عليه و سلم ـ فإنه صريح في رد كل بدعة و كل مخترع *1* و يستدل به على إبطال جميع العقود الممنوعة و عدم وجود ثمراتها و استدل به بعض الأصوليين على أن النهي يقتضي الفساد .
و قال الشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ :ـ
أن من أحدث في هذا الأمر ـ أي الإسلام ـ ما ليس منه فهو مردود عليه و لو كان حسن النية و ينبني على هذه الفائدة جميع البدع مردودة على صاحبها و لو حسنت نيته .
الهامش :ـ
*1* المقصد من المخترع هنا الذي يخترع أمور في الدين أو العبادة ، ليس المخترع الذي يخترع الآلات .
أتمنى التثبيت لتعم الفائدة و السلام عليكم
أسباب الانحراف عن العقيدة الصحيحة
1ـ الجهل بالعقيدة الصحيحة :ـ
بسبب الإعراض عن تعلمها ، أو عدم الاهتمام بها حتى ينشأ إنسان لا يعرف العقيدة كما قال عمر ـ رضي الله عنه ـ [ إنما تنقض عرى الإسلام عروة عروة إذا نشأ في الإسلام من لا يعرف الجاهلية ] .
2ـ التعصب لما عليه الأباء و الأجداد :ـ
قال تعالى { و إِذا قِيلَ لَهُمُ اتبعوا ما أنْزلَ اللهُ قالوا بل نتبعُ ما ألفينا عليهِ آباءنَا أولوا كانُوا آباؤهُمْ لا يَعْقِلونَ شيئًا و لا يهْتدُونَ } سورة البقرة الآية 170 .
3ـ التقليد الأعمى بأخذ أقوال الناس في العقيدة من غير معرفة دليلها ، و معرفة مدى صحتها .
4ـ الغلو في الأولياء و الصالحين :ـ
و رفعهم فوق مكانتهم ، و التقرب إلى أضحرتهم .
كما قال تعالى : { لا تذرُونَّ آلِهَتَكُمْ وَ لا تَذَرُونَّ وَدًّا وَ لا سُواعًا وَ لا يَغُوثَ و يعُوقَ و نسرًا } سورة نوح 32 .
5 ـ الغفلة عن تدبر آيات الله الكونية و القرآنية .
6ـ أصبح البيتُ في الغالب خاليًا من التوجيه السليم :ـ
قال النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ " كل مولود يولد على الفطرة ، فأبوه يُهوِّدانه أو ينصرانه أو يمجسانه " أخرجه الشيخان .
7ـ احتجام وسائل التعليم و الإعلام في غالب العالم الإسلامي عن أداء مهمتها في الاهتمام بالأمور الدينية .
سبل التوقي من الانحراف العقدي
1ـ الرجوع إلى كتاب الله ، و سنة النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ و تلقي العقيدة الصحيحة منها .
2ـ العناية بتدريس العقيدة الصحيحة .
3ـ أن تقرر الكتب السلفية الصافية .
4ـ قيام دعاة مصلحين يجددون للناس عقيدة السلف .
العنوان : التوحيد و أنواعه :ـ
التوحيد في اللغة : مشتق من وحد الشيء إذا جعله واحدًا ، فهو مصدر وحد يوحد ، أي : جعل الشيء واحد .
التوحيد في الشرع :
(( إفراد الله بما يختص به من الربوبية و الألوهية و الأسماء و الصفات ))
(( إفراد الله بالعبادة ))
أقسام التوحيد :ـ
1) توحيد الربوبية .
2) توحيد الألوهية .
3) توحيد الأسماء و الصفات .
القسم الأول توحيد الربوبية :ـ
هو إفراد الله بالخلق و الملك و التدبير .
أما إفراده بالخلق : أن يتعقد الإنسان أنه لا خالق إلا الله .
قال تعالى : { ألا له الخلق و الأمر } سورة الأعراف 54 ، و قال تعالى :{ هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء و الأرض } سورة فاطر 3 ، فهذه الآية تفيد اختصاص الخلق بالله .
أما ما ورد من إثبات خالق غير الله ، كقوله تعالى : { فتبارك الله أحسن الخالقيين } و قوله صلى الله عليه و سلم في المصورين يقال لهم : " أحيوا ما خلقتم " فهذا ليس خلقًا حقيقة ، و ليس إيجاد من العدم ، بل هو تحويل من حال إلى حال ، و محصور بما يتمكن الإنسان منه ، و محصور بدائرة ضيفة .
و إما إفراده بالملك فإن نعتقد أنه لا يملك الخالق إلا خالقهم ، كما قال تعالى : { و لله ملك السماوات و الأرض } آل عمران 189 ، و أما ما ورد من إثبات المُلكية لغير الله ، كقوله تعالى : { أو ما ملكتم مفاتحه } سورة النور 61 ، فهذا ملك محدود فإن الإنسان لا يملك ما عنده غيره ، بل يملك ما تحت يده و لا يملكه تمام الملك ، فمثًلا : لو رأيناه يعذب حيوانه مثًلا ، فإننا نقول له : لا يجوز و ننهاه و نمنعه عن ذلك ، أما الله يملك ذلك ملكًا عامًا و شاملًا .
و أما إفراد الله بالتدبير :ـ
فهو أن يعتقد الإنسان أنه لا مدبر إلا الله وحده ، كما قال تعالى : { قل من يرزقكم من السماء و الأرض أم من يملك السمع و الأبصار و من يخرج الحي من الميت و يخرج الميت من الحي و من يدبر الأمر فسيقولون الله فقل أفلا تتقون . فذلكم الله ربكم الحق فماذا بعد الحق إلا الضلال فأنى تصرفون } سورة يونس 31 . و أما تدبير الإنسان فمحصور بما تحت يده ، و محصور بما أذن له فيه شرعًا .
و هذا القسم من التوحيد لم يعارض فيه المشركون الذين بُعث فيهم ـ الرسول صلى الله عليه و سلم ـ بل كانوا مقرين به ، قال تعالى : { و لئن سألتهم من خلق السماوات و الأرض ليقولن خلقهن العزيز العليم } سورة الزخرف 9 .
القسم الثاني توحيد الألوهية :ـ
و يقال له : توحيد العبادة باعتبارين ، فباعتبار إضافة إلى الله يسمى : توحيد الألوهية ، و باعتبار إضافته إلى الخلق يسمى توحيد العبادة .
و هو إفراد الله ـ عز وجل بالعبادة ـ .
فالمستحق للعبادة هو الله تعالى : { ذلك بأن الله هو الحق و أن ما يدعون من دونه الباطل } سورة لقمان 30 .
القسم الثالث توحيد الأسماء و الصفات :ـ
و هو إفراد الله ـ عز وجل ـ بما له من الأسماء و الصفات .
و هذا يتضمن شيئين :ـ
الأول : الإثبات :ـ
و ذلك بأن نثبت لله جميع أسمائهم و صفاته التي أثبتها لنفسه في كتابه أو سنة نبيه ـ صلى الله عليه و سلم ـ .
الثانية :ـ النفي :ـ
نفي المماثلة ، و ذلك بأن لا نجعل لله مثيلًا في أسمائه و صفاته ، كما قال تعالى : { ليس كمثله شيء و هو السميع البصير } سورة الشورى الآية 11 .
العنوان :ـ أقسام الشرك .
تعريفه :ـ
الشرك هو جعل شريك لله تعالى في ربوبيته و ألهيته .
أغلب الشرك :ـ
أغلب الشرك يكون في الألوهية بأن يدعو مع الله إلهًا أخر ، أو يصرف له شيئًا من أنواع العبادة كالذبح و النذر و الخوف و الرجاء و المحبة .
أنواع الشرك :ـ
1) شرك أكبر .
2) شرك أصغر .
حكم الشرك :ـ
الشرك نوعان و مختلفان في الحكم :ـ
1) شرك أكبر :ـ و هو صرف شيء من أنواع العبادة لغير الله و هو مخرج عن الملة و صاحبه إذا لم يتب خالد مخلد في النار لقوله ـ جل جلاله ـ { إنَّ الله لا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَ يَغْفِرُ مَا دُونَ ذِلكَ لِمَن يَشَاءُ } سورة النساء 48 .
2) شرك أصغر : لا يخرج عن الملة ، لكنه ينقص التوحيد و هو وسيلة للشرك الأكبر ـ، و هو قسمين :ـ
أ ) شرك ظاهر على اللسان و الجوارح ، و هو ألفاظ و أفعال ، فالألفاظ كالحلف بغير الله ، قال صلى الله عليه و سلم : "( من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك )" .
ب) من الشرك الأصغر : شركٌ خفي .
* و للشيخ عبد الله الحريشي إمام جامع الأمير سلطان ـ بالسويدي الغربي كلمة عن الشرك الأصغر قالها في درس ألقاه على بعض الشباب قال فيها و أنقله لكم بالمعنى و ليس نصيًا : (( أن الشرك الأصغر لا يخرج عن الملة و لكن يحمل أثم عظيم لو وضع في الميزان سيكون ثقيل أثقل من المعاصي الباقية )) .
العنوان :ـ الكفر .
الفصل الأول : الكفر :ـ
تعريفه لغة : التغطية و الستر .
تعريفه شرعًا :ـ ضد لإيمان ، فإن الكفر عدم الإيمان بالله و رسله .
أنواعه :ـ
كفران :ـ
الأول : كفر أكبر يخرج من الملة .
الثاني: كفر أصغر لا يخرج عن الملة و هو الكفر العملي و هو الذنوب التي وردت تسميتها في الكتاب و السنة كفرًا و هي لا تصل إلى حد الكفر الأكبر .
أولاً الكفر الأكبر :ـ
خمسة أقسام :ـ
1 ) كفر التكذيب قال تعالى : { و مَنْ أَظْلَمُ ممَّنِ افْتَرَى عَلَى اللهِ كَذِبًا أوْ كَذَّبَ بِالحقِّ لَمَّا جَاءهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنّمَ مَثْوى للكَافِرِينَ } سورة العنكبوت الآية 68 .
2) كفر الإباء و الاستكبار مع التصديق و الدليل قوله تعالى : { و إذا قلنا للملائِكةِ اسجدُوا لآدَمَ فَسَجدُوا إِلا إبليسَ أبَى و َ اسْتَكْبَرَ وَ كَانَ مِنَ الكَافِرِينَ } سورة البقرة آية 34.
3) كفر الشك و هو كفر الظن و الدليل قوله تعالى : { وَ دَخَلَ جَنَّتهُ و هُو ظَالمٌ لِّنَفْسهِ قَالَ مَا أَظنُّ أن تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا * وَ مَا أَظُنُّ السَّاعةَ قَائِمَةً وَ لَئِن رُّدِدتُّ إِلَى رَبِّي لأَجِدنَّ خيرًا مِّنْهَا مُنقَلبًا * قَالَ لهُ صَاحِبُهُ و هُوَ يُحَاوِرُهُ أكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطفةٍ ثمَّ سوَّاك رَجُلاً * لَّكِنَّا هُوَ اللهُ رَبِّي وَ لا أُشْرِكُ بِرَبِّي أحدًا } سورة الكهف 35 – 38 .
4) كفر الإعراض ، و الدليل قوله تعالى : { وَ الَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنِذِرُوا مُعْرِضُونَ } سورة الأحقاف الآية 3 .
5) كفر النفاق و الدليل قوله تعالى : { ذلكَ بأنهمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَفْقَهُونَ } سورة المنافقون الآية 3 .
ثانيًا الكفر الأصغر :ـ
مثل كفر النعمة المذكور في سورة النحل الآية 112 { وَ ضَربَ اللهُ مثلاً قَرْيةً كَانَتْ آمِنةً مُطْمَئَِّةً يَاْتِيهَا رِزقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فكفَرتْ بأنعمِ الله ِ } .
و كـقتال المسلم المذكور في قوله ـ صلى الله عليه و سلم ـ "( سباب المسلم فسوق و قتاله كفر )" .
التكفير في الإسلام
يترتب عليه أمور خطيرة من استحلال الدم و المال ، و منع التوارث ، و فسخ النكاح ، و غيرها مما يترتب على الردة فكيف يسوغ للمؤمن أن يقدم عليه لأدنى شبهة .
و قد حفظ الإسلام للمسلمين أموالهم و أعراضهم و أبدانهم ، و حرم انتهاكها ، و شدد في ذلك ، و كان من آخر ما بلغ به النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ أمته فقال في خطبة حجة الوداع : " (( إن دماءكم و أموالكم و أعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا ، في شهركم هذا في بلدكم هذا ))" ثم قال ـ صلى الله عليه و سلم ـ "(( ألا هل بلغت ؟ اللهم فاشهد )) متفق عليه .
و قال ـ صلى الله عليه و سلم ـ كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله و عرضه ))" و قال عليه الصلاة و السلام " (( اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة ))" .
و قد توعد الله سبحانه من قتل نفسًا معصومة بأشد الوعيد ، فقال سبحانه في حق المؤمن " { و من يقتلْ مؤمنًا مُّتعمدًا فجزاؤهُ جَهنمُ خالدًا فيها و غضب الله عليه و لعنهُ و أعدَ لهُ عذابًا عظيمًا } سورة النساء 93 .
النفاق
النفاق وهو السراب الذي يستتر فيه .
و النفاق شرعًا : إظهار الإسلام و إبطان الكفر و الشرك .
أنواع النفاق :ـ
1) نفاق اعتقادي :ـ و هو النفاق الأكبر الذي يُظهر صاحبه الإسلام و يبطن الكفر ، و هذا النوع مخرج من الملة بالكلية ، و صاحبة في الدرك الأسفل من النار .
و أنواع النفاق الاعتقادي ستة :ـ
أ) تكذيب الرسول ـ صلى الله عليه و سلم ـ .
ب) بغض الرسول ـ صلى الله عليه و سلم ـ .
ج) تكذيب بعض ما جاء به الرسول ـ صلى الله عليه و سلم ـ .
د) بعض بعض ما جاء به الرسول ـ صلى الله عليه و سلم ـ .
ر) المَسَرَّةُ بانخفاض دِين الرسول ـ صلى الله عليه و سلم ـ .
ي) الكراهية لانتصار دين الرسول ـ صلى الله عليه و سلم ـ .
2) نفاق عملي : و هو عمل شيء من أعمال المنافقين مع بقاء الإيمان في القلب ، و هذا لا يخرج من الملة لكنه وسيلة إلى ذلك .
وصاحبة يكون فيه إيمان و نفاق : ( أربع من كنَّ فيه كان منافقًا خالصًا و من كانت فيه خصلةٌ منهن كانت فيه خَصْلةٌ من النفاق حتى يدعها : إذا ائتمن خان و إذا حدث كذب و إذا عاهد غدر ، و إذا خاصم فجر ) رواه الشيخان .
فالنفاق أمر خطير ، أقصد النفاق العملي ، لأن النفاق الاعتقادي انتهى أمره لأنه صاحبه من أهل النار بل في الدرك الأسفل من النار و العياذ بالله ، و أما العملي فأمره خطير و الكثير يقع منه كالتكاسل عن أداء الصلاة جماعة في المسجد و الكذب و الخيانة و الغذر ... الخ .
قال ابن مُليكة : أدركت 30 من أصحاب رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ كلُّهم يخاف النفاق على نفسه
العنوان :ـ البدع و الخرافات :ـ
قول الشيخ الدكتور صالح الفوازن عن البدعة :ـ ... إن البدع بريد الكفر ، و هي زيادة دين لم يشرعه الله ، و لا رسوله ـ صلى الله عليه و سلم ـ و البدعة شرٌّ من المعصية الكبيرة ، و الشيطان يفرح بها أكثر مما يفرح بالمعاصي الكبيرة ، لأن المعاصي يفعل المعصية ، و هو يعلم أنها معصية فيتوب منها ، و المبتدع يفعل البدعة يعتقدها دينًا يتقرب به إلى الله ، فلا يتوب منها .
و البدع تقضى على السنن ، و تُكره إلى أصحابها فعل السنن و أهل السنة .
و البدعة : تباعد عن الله ، و توجب غضبه ، و عقابه ، و تسبب زيغ القلوب و فسادها .
ما يعامل به المبتدعة :ـ
تحرم زيارة المبتدع و مجالسته إلا على وجه النصيحة له ، و الإنكار عليه ، لأن مخالطته تُؤثرُ على مُخالطه شرًا ، و تنشر عدواه إلى غيره ، و يجب التحذير منهم ، و من شرهم إذا لم يمكن الأخذ على أيديهم و منعُهم من مزاولة البدع ،و إلا فإنه يجب على العلماء المسلمين و ولاة أمورهم منع البدع ، و الأخذ على أيدي المبتدعة ، و ردعهم عن شرهم ، لأن خطرهم على الإسلام شديد .
ثم إنه يجب أن يُعلم أن دول الكفر تُشجع المبتدعة على نشر بدعهم ، و تساعدهم على ذلك بشتى الطرق ، لأن في ذلك القضاء على الإسلام و تشويه صُورته .
العنوان :ـ البدع و الخرافات
البدعة :ـ في اللغة مأخوذة من البدع و هو الاختراع.
و الابتداع على قسمين :ـ
ابتداع في العادات :ـ كـابتداع المخترعات الحديثة و هذا مباح لأن الأصل في العادات الإباحة .
ابتداع في الدين :ـ و هو محرم ، قال صلى الله عليه و سلم : " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد "
حكم البدعة :ـ
محرمة و لها في حكمها تفصيل :ـ
فمنها ما هو كفر صراح ، كـالطواف على القبور و تقديم الذبائح و النذور لها .
و منها ما هو من وسائل الشرك ، كـالبناء على القبور و الصلاة و الدعاء عندها .
و منها ما هو فسق اعتقادي ، كبدعة الخوارج و غيرهم .
و منها ما هو معصية :ـ كـبدعة الصيام قائمًا في الشمس و غير ذلك .
و من بعض الأمثلة على البدع المعاصرة :ـ
1) الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه و سلم .
2) التبرك بالأماكن و الآثار و الأموات .
3) البدع في مجالات العبادات و التقرب إلى الله .
أولاً الاحتفال بالمولد النبوي :ـ
و هذا الحفل في تشبه بالنصارى ، في احتفالهم بمولد المسيح ـ عليه السلام ـ و هذا الحفل لا يحتفل فيه إلا الجهلة من الناس أو العلماء المضلون ، و هذا الحفل بدعة ، و غير أنه بدعة قد يوجد في هذا الحفل بعض الشركيات ، كإنشاد القصائد التي فيها غلو ، كالتي فيها إطراء للرسول صلى الله عليه وسلم إلى حد دعائه من دون الله أو الاستغاثة به ، و قد نهى صلى الله عليه و سلم عن الغلو في مدحه ، فقال : " لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم ، إنما أنا عبد ، فقولوا : عبد الله و رسوله " .
ثانيًا التبرك بالأماكن و الآثار و الأشخاص أحياءً و أمواتًا :ـ
التبرك : طلب البركة ، و هو ثبات الخير في الشيء و زيادته .
و طلب ثبوت الخير و زيادته لا يكون إلا ممن يقدر عليه و هو الله ،أما البشر و الأماكن و الآثار لا تجوز ، لأنها إما شرك إن اعتقد أن ذلك الشيء منح بركة أو يكون و سيلة للشرك إن اعتقد أن زيارته و ملامسته و التمسح به سبب لحصولها من الله .
أنا عن الصحابة لما كانوا يتبركون بشعر النبي صلى الله عليه و سلم أو يتبركون بغير شعره فذلك لما كان في حياته صلى الله عليه و سلم بدليل أنه لما مات لم يتبركوا الصحابة بحجره أو بقبره أو بشعره أو غيرهم .
ثالثًا البدع في مجالات العبادة و التقرب إلى الله :ـ
1ـ الجهر بالنية في الصلاة :ـ بأن يقول : نويت أن أصلي العصر أو الفجر ... الخ و هذه بدعة ليست سنة لأن الله تعالى قال : " قل أتعلمون الله بدينكم و الله يعلم ما في السماوات و ما في الأرض و الله بكل شيء عليم } سور الحجرات الآية 16 ،و النية محلها القلب ، فهي عمل قلبي لا عمل لساني .
و لا تجوز الجهر بالنية إلا عند الحج أو العمر في الإحرام بالتحديد يقال : [ لبيك حجًا ] أو [ لبيك عمرة ] .... الخ .
2ـ طلب قراءة الفاتحة في المناسبات و بعد الدعاء و للأموات .
3ـ الاحتفال بالمناسبات الدينية كـالإسراء و المعراج أو مناسبة الهجرة النبوية،و تلك لا أصل لها في الإسلام .
4ـ زيارة النساء للقبور لأن رسول الله صلى الله عليه و سلم لعن زُوَّرات القبور و المتخذين عليها المساجد و السرج .
التحذير من البدع :ـ
قال النووي في كتابه الأربعين نووية :ـ عن أم المؤمنين أم عبد الله عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله ـ صلى الله عليه و آله و سلم ـ : " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " رواه البخاري و مسلم . و في رواية لمسلم : " من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد "
قال الإمام ابن دقيق ـ رحمه الله ـ :
قال أهل اللغة الرد هنا بمعنى المردود أي فهو باطل غير معتد به . و قوله : " ليس عليه أمرنا " يعني حكمنا .
و هذا الحديث قاعدة عظيمة من قواعد الدين و هو من جوامع الكلم التي أوتيها المصطفى ـ صلى الله عليه و سلم ـ فإنه صريح في رد كل بدعة و كل مخترع *1* و يستدل به على إبطال جميع العقود الممنوعة و عدم وجود ثمراتها و استدل به بعض الأصوليين على أن النهي يقتضي الفساد .
و قال الشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ :ـ
أن من أحدث في هذا الأمر ـ أي الإسلام ـ ما ليس منه فهو مردود عليه و لو كان حسن النية و ينبني على هذه الفائدة جميع البدع مردودة على صاحبها و لو حسنت نيته .
الهامش :ـ
*1* المقصد من المخترع هنا الذي يخترع أمور في الدين أو العبادة ، ليس المخترع الذي يخترع الآلات .
أتمنى التثبيت لتعم الفائدة و السلام عليكم