المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الجامع في المواضيع العقدية


فارس الدعاجين
21-Nov-2005, 02:48 PM
" بسم الله الرحمن الرحيم "
أسباب الانحراف عن العقيدة الصحيحة

1ـ الجهل بالعقيدة الصحيحة :ـ
بسبب الإعراض عن تعلمها ، أو عدم الاهتمام بها حتى ينشأ إنسان لا يعرف العقيدة كما قال عمر ـ رضي الله عنه ـ [ إنما تنقض عرى الإسلام عروة عروة إذا نشأ في الإسلام من لا يعرف الجاهلية ] .

2ـ التعصب لما عليه الأباء و الأجداد :ـ
قال تعالى { و إِذا قِيلَ لَهُمُ اتبعوا ما أنْزلَ اللهُ قالوا بل نتبعُ ما ألفينا عليهِ آباءنَا أولوا كانُوا آباؤهُمْ لا يَعْقِلونَ شيئًا و لا يهْتدُونَ } سورة البقرة الآية 170 .

3ـ التقليد الأعمى بأخذ أقوال الناس في العقيدة من غير معرفة دليلها ، و معرفة مدى صحتها .

4ـ الغلو في الأولياء و الصالحين :ـ
و رفعهم فوق مكانتهم ، و التقرب إلى أضحرتهم .
كما قال تعالى : { لا تذرُونَّ آلِهَتَكُمْ وَ لا تَذَرُونَّ وَدًّا وَ لا سُواعًا وَ لا يَغُوثَ و يعُوقَ و نسرًا } سورة نوح 32 .

5 ـ الغفلة عن تدبر آيات الله الكونية و القرآنية .

6ـ أصبح البيتُ في الغالب خاليًا من التوجيه السليم :ـ
قال النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ " كل مولود يولد على الفطرة ، فأبوه يُهوِّدانه أو ينصرانه أو يمجسانه " أخرجه الشيخان .

7ـ احتجام وسائل التعليم و الإعلام في غالب العالم الإسلامي عن أداء مهمتها في الاهتمام بالأمور الدينية .


سبل التوقي من الانحراف العقدي
1ـ الرجوع إلى كتاب الله ، و سنة النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ و تلقي العقيدة الصحيحة منها .
2ـ العناية بتدريس العقيدة الصحيحة .
3ـ أن تقرر الكتب السلفية الصافية .
4ـ قيام دعاة مصلحين يجددون للناس عقيدة السلف .
العنوان : التوحيد و أنواعه :ـ
التوحيد في اللغة : مشتق من وحد الشيء إذا جعله واحدًا ، فهو مصدر وحد يوحد ، أي : جعل الشيء واحد .
التوحيد في الشرع :
(( إفراد الله بما يختص به من الربوبية و الألوهية و الأسماء و الصفات ))
(( إفراد الله بالعبادة ))


أقسام التوحيد :ـ
1) توحيد الربوبية .
2) توحيد الألوهية .
3) توحيد الأسماء و الصفات .

القسم الأول توحيد الربوبية :ـ
هو إفراد الله بالخلق و الملك و التدبير .
أما إفراده بالخلق : أن يتعقد الإنسان أنه لا خالق إلا الله .
قال تعالى : { ألا له الخلق و الأمر } سورة الأعراف 54 ، و قال تعالى :{ هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء و الأرض } سورة فاطر 3 ، فهذه الآية تفيد اختصاص الخلق بالله .
أما ما ورد من إثبات خالق غير الله ، كقوله تعالى : { فتبارك الله أحسن الخالقيين } و قوله صلى الله عليه و سلم في المصورين يقال لهم : " أحيوا ما خلقتم " فهذا ليس خلقًا حقيقة ، و ليس إيجاد من العدم ، بل هو تحويل من حال إلى حال ، و محصور بما يتمكن الإنسان منه ، و محصور بدائرة ضيفة .
و إما إفراده بالملك فإن نعتقد أنه لا يملك الخالق إلا خالقهم ، كما قال تعالى : { و لله ملك السماوات و الأرض } آل عمران 189 ، و أما ما ورد من إثبات المُلكية لغير الله ، كقوله تعالى : { أو ما ملكتم مفاتحه } سورة النور 61 ، فهذا ملك محدود فإن الإنسان لا يملك ما عنده غيره ، بل يملك ما تحت يده و لا يملكه تمام الملك ، فمثًلا : لو رأيناه يعذب حيوانه مثًلا ، فإننا نقول له : لا يجوز و ننهاه و نمنعه عن ذلك ، أما الله يملك ذلك ملكًا عامًا و شاملًا .
و أما إفراد الله بالتدبير :ـ
فهو أن يعتقد الإنسان أنه لا مدبر إلا الله وحده ، كما قال تعالى : { قل من يرزقكم من السماء و الأرض أم من يملك السمع و الأبصار و من يخرج الحي من الميت و يخرج الميت من الحي و من يدبر الأمر فسيقولون الله فقل أفلا تتقون . فذلكم الله ربكم الحق فماذا بعد الحق إلا الضلال فأنى تصرفون } سورة يونس 31 . و أما تدبير الإنسان فمحصور بما تحت يده ، و محصور بما أذن له فيه شرعًا .
و هذا القسم من التوحيد لم يعارض فيه المشركون الذين بُعث فيهم ـ الرسول صلى الله عليه و سلم ـ بل كانوا مقرين به ، قال تعالى : { و لئن سألتهم من خلق السماوات و الأرض ليقولن خلقهن العزيز العليم } سورة الزخرف 9 .

القسم الثاني توحيد الألوهية :ـ
و يقال له : توحيد العبادة باعتبارين ، فباعتبار إضافة إلى الله يسمى : توحيد الألوهية ، و باعتبار إضافته إلى الخلق يسمى توحيد العبادة .
و هو إفراد الله ـ عز وجل بالعبادة ـ .
فالمستحق للعبادة هو الله تعالى : { ذلك بأن الله هو الحق و أن ما يدعون من دونه الباطل } سورة لقمان 30 .

القسم الثالث توحيد الأسماء و الصفات :ـ
و هو إفراد الله ـ عز وجل ـ بما له من الأسماء و الصفات .
و هذا يتضمن شيئين :ـ
الأول : الإثبات :ـ
و ذلك بأن نثبت لله جميع أسمائهم و صفاته التي أثبتها لنفسه في كتابه أو سنة نبيه ـ صلى الله عليه و سلم ـ .
الثانية :ـ النفي :ـ
نفي المماثلة ، و ذلك بأن لا نجعل لله مثيلًا في أسمائه و صفاته ، كما قال تعالى : { ليس كمثله شيء و هو السميع البصير } سورة الشورى الآية 11 .

العنوان :ـ أقسام الشرك .
تعريفه :ـ
الشرك هو جعل شريك لله تعالى في ربوبيته و ألهيته .
أغلب الشرك :ـ
أغلب الشرك يكون في الألوهية بأن يدعو مع الله إلهًا أخر ، أو يصرف له شيئًا من أنواع العبادة كالذبح و النذر و الخوف و الرجاء و المحبة .
أنواع الشرك :ـ
1) شرك أكبر .
2) شرك أصغر .

حكم الشرك :ـ
الشرك نوعان و مختلفان في الحكم :ـ
1) شرك أكبر :ـ و هو صرف شيء من أنواع العبادة لغير الله و هو مخرج عن الملة و صاحبه إذا لم يتب خالد مخلد في النار لقوله ـ جل جلاله ـ { إنَّ الله لا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَ يَغْفِرُ مَا دُونَ ذِلكَ لِمَن يَشَاءُ } سورة النساء 48 .

2) شرك أصغر : لا يخرج عن الملة ، لكنه ينقص التوحيد و هو وسيلة للشرك الأكبر ـ، و هو قسمين :ـ
أ ) شرك ظاهر على اللسان و الجوارح ، و هو ألفاظ و أفعال ، فالألفاظ كالحلف بغير الله ، قال صلى الله عليه و سلم : "( من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك )" .
ب) من الشرك الأصغر : شركٌ خفي .
* و للشيخ عبد الله الحريشي إمام جامع الأمير سلطان ـ بالسويدي الغربي كلمة عن الشرك الأصغر قالها في درس ألقاه على بعض الشباب قال فيها و أنقله لكم بالمعنى و ليس نصيًا : (( أن الشرك الأصغر لا يخرج عن الملة و لكن يحمل أثم عظيم لو وضع في الميزان سيكون ثقيل أثقل من المعاصي الباقية )) .

العنوان :ـ الكفر .

الفصل الأول : الكفر :ـ
تعريفه لغة : التغطية و الستر .
تعريفه شرعًا :ـ ضد لإيمان ، فإن الكفر عدم الإيمان بالله و رسله .
أنواعه :ـ
كفران :ـ
الأول : كفر أكبر يخرج من الملة .
الثاني: كفر أصغر لا يخرج عن الملة و هو الكفر العملي و هو الذنوب التي وردت تسميتها في الكتاب و السنة كفرًا و هي لا تصل إلى حد الكفر الأكبر .
أولاً الكفر الأكبر :ـ

خمسة أقسام :ـ
1 ) كفر التكذيب قال تعالى : { و مَنْ أَظْلَمُ ممَّنِ افْتَرَى عَلَى اللهِ كَذِبًا أوْ كَذَّبَ بِالحقِّ لَمَّا جَاءهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنّمَ مَثْوى للكَافِرِينَ } سورة العنكبوت الآية 68 .
2) كفر الإباء و الاستكبار مع التصديق و الدليل قوله تعالى : { و إذا قلنا للملائِكةِ اسجدُوا لآدَمَ فَسَجدُوا إِلا إبليسَ أبَى و َ اسْتَكْبَرَ وَ كَانَ مِنَ الكَافِرِينَ } سورة البقرة آية 34.

3) كفر الشك و هو كفر الظن و الدليل قوله تعالى : { وَ دَخَلَ جَنَّتهُ و هُو ظَالمٌ لِّنَفْسهِ قَالَ مَا أَظنُّ أن تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا * وَ مَا أَظُنُّ السَّاعةَ قَائِمَةً وَ لَئِن رُّدِدتُّ إِلَى رَبِّي لأَجِدنَّ خيرًا مِّنْهَا مُنقَلبًا * قَالَ لهُ صَاحِبُهُ و هُوَ يُحَاوِرُهُ أكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطفةٍ ثمَّ سوَّاك رَجُلاً * لَّكِنَّا هُوَ اللهُ رَبِّي وَ لا أُشْرِكُ بِرَبِّي أحدًا } سورة الكهف 35 – 38 .

4) كفر الإعراض ، و الدليل قوله تعالى : { وَ الَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنِذِرُوا مُعْرِضُونَ } سورة الأحقاف الآية 3 .

5) كفر النفاق و الدليل قوله تعالى : { ذلكَ بأنهمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَفْقَهُونَ } سورة المنافقون الآية 3 .

ثانيًا الكفر الأصغر :ـ
مثل كفر النعمة المذكور في سورة النحل الآية 112 { وَ ضَربَ اللهُ مثلاً قَرْيةً كَانَتْ آمِنةً مُطْمَئَِّةً يَاْتِيهَا رِزقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فكفَرتْ بأنعمِ الله ِ } .
و كـقتال المسلم المذكور في قوله ـ صلى الله عليه و سلم ـ "( سباب المسلم فسوق و قتاله كفر )" .

التكفير في الإسلام
يترتب عليه أمور خطيرة من استحلال الدم و المال ، و منع التوارث ، و فسخ النكاح ، و غيرها مما يترتب على الردة فكيف يسوغ للمؤمن أن يقدم عليه لأدنى شبهة .
و قد حفظ الإسلام للمسلمين أموالهم و أعراضهم و أبدانهم ، و حرم انتهاكها ، و شدد في ذلك ، و كان من آخر ما بلغ به النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ أمته فقال في خطبة حجة الوداع : " (( إن دماءكم و أموالكم و أعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا ، في شهركم هذا في بلدكم هذا ))" ثم قال ـ صلى الله عليه و سلم ـ "(( ألا هل بلغت ؟ اللهم فاشهد )) متفق عليه .
و قال ـ صلى الله عليه و سلم ـ كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله و عرضه ))" و قال عليه الصلاة و السلام " (( اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة ))" .
و قد توعد الله سبحانه من قتل نفسًا معصومة بأشد الوعيد ، فقال سبحانه في حق المؤمن " { و من يقتلْ مؤمنًا مُّتعمدًا فجزاؤهُ جَهنمُ خالدًا فيها و غضب الله عليه و لعنهُ و أعدَ لهُ عذابًا عظيمًا } سورة النساء 93 .

النفاق
النفاق وهو السراب الذي يستتر فيه .
و النفاق شرعًا : إظهار الإسلام و إبطان الكفر و الشرك .
أنواع النفاق :ـ
1) نفاق اعتقادي :ـ و هو النفاق الأكبر الذي يُظهر صاحبه الإسلام و يبطن الكفر ، و هذا النوع مخرج من الملة بالكلية ، و صاحبة في الدرك الأسفل من النار .
و أنواع النفاق الاعتقادي ستة :ـ
أ) تكذيب الرسول ـ صلى الله عليه و سلم ـ .
ب) بغض الرسول ـ صلى الله عليه و سلم ـ .
ج) تكذيب بعض ما جاء به الرسول ـ صلى الله عليه و سلم ـ .
د) بعض بعض ما جاء به الرسول ـ صلى الله عليه و سلم ـ .
ر) المَسَرَّةُ بانخفاض دِين الرسول ـ صلى الله عليه و سلم ـ .
ي) الكراهية لانتصار دين الرسول ـ صلى الله عليه و سلم ـ .

2) نفاق عملي : و هو عمل شيء من أعمال المنافقين مع بقاء الإيمان في القلب ، و هذا لا يخرج من الملة لكنه وسيلة إلى ذلك .
وصاحبة يكون فيه إيمان و نفاق : ( أربع من كنَّ فيه كان منافقًا خالصًا و من كانت فيه خصلةٌ منهن كانت فيه خَصْلةٌ من النفاق حتى يدعها : إذا ائتمن خان و إذا حدث كذب و إذا عاهد غدر ، و إذا خاصم فجر ) رواه الشيخان .
فالنفاق أمر خطير ، أقصد النفاق العملي ، لأن النفاق الاعتقادي انتهى أمره لأنه صاحبه من أهل النار بل في الدرك الأسفل من النار و العياذ بالله ، و أما العملي فأمره خطير و الكثير يقع منه كالتكاسل عن أداء الصلاة جماعة في المسجد و الكذب و الخيانة و الغذر ... الخ .
قال ابن مُليكة : أدركت 30 من أصحاب رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ كلُّهم يخاف النفاق على نفسه

العنوان :ـ البدع و الخرافات :ـ
قول الشيخ الدكتور صالح الفوازن عن البدعة :ـ ... إن البدع بريد الكفر ، و هي زيادة دين لم يشرعه الله ، و لا رسوله ـ صلى الله عليه و سلم ـ و البدعة شرٌّ من المعصية الكبيرة ، و الشيطان يفرح بها أكثر مما يفرح بالمعاصي الكبيرة ، لأن المعاصي يفعل المعصية ، و هو يعلم أنها معصية فيتوب منها ، و المبتدع يفعل البدعة يعتقدها دينًا يتقرب به إلى الله ، فلا يتوب منها .
و البدع تقضى على السنن ، و تُكره إلى أصحابها فعل السنن و أهل السنة .
و البدعة : تباعد عن الله ، و توجب غضبه ، و عقابه ، و تسبب زيغ القلوب و فسادها .
ما يعامل به المبتدعة :ـ
تحرم زيارة المبتدع و مجالسته إلا على وجه النصيحة له ، و الإنكار عليه ، لأن مخالطته تُؤثرُ على مُخالطه شرًا ، و تنشر عدواه إلى غيره ، و يجب التحذير منهم ، و من شرهم إذا لم يمكن الأخذ على أيديهم و منعُهم من مزاولة البدع ،و إلا فإنه يجب على العلماء المسلمين و ولاة أمورهم منع البدع ، و الأخذ على أيدي المبتدعة ، و ردعهم عن شرهم ، لأن خطرهم على الإسلام شديد .
ثم إنه يجب أن يُعلم أن دول الكفر تُشجع المبتدعة على نشر بدعهم ، و تساعدهم على ذلك بشتى الطرق ، لأن في ذلك القضاء على الإسلام و تشويه صُورته .

العنوان :ـ البدع و الخرافات

البدعة :ـ في اللغة مأخوذة من البدع و هو الاختراع.
و الابتداع على قسمين :ـ
ابتداع في العادات :ـ كـابتداع المخترعات الحديثة و هذا مباح لأن الأصل في العادات الإباحة .
ابتداع في الدين :ـ و هو محرم ، قال صلى الله عليه و سلم : " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد "
حكم البدعة :ـ
محرمة و لها في حكمها تفصيل :ـ
فمنها ما هو كفر صراح ، كـالطواف على القبور و تقديم الذبائح و النذور لها .
و منها ما هو من وسائل الشرك ، كـالبناء على القبور و الصلاة و الدعاء عندها .
و منها ما هو فسق اعتقادي ، كبدعة الخوارج و غيرهم .
و منها ما هو معصية :ـ كـبدعة الصيام قائمًا في الشمس و غير ذلك .
و من بعض الأمثلة على البدع المعاصرة :ـ
1) الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه و سلم .
2) التبرك بالأماكن و الآثار و الأموات .
3) البدع في مجالات العبادات و التقرب إلى الله .
أولاً الاحتفال بالمولد النبوي :ـ
و هذا الحفل في تشبه بالنصارى ، في احتفالهم بمولد المسيح ـ عليه السلام ـ و هذا الحفل لا يحتفل فيه إلا الجهلة من الناس أو العلماء المضلون ، و هذا الحفل بدعة ، و غير أنه بدعة قد يوجد في هذا الحفل بعض الشركيات ، كإنشاد القصائد التي فيها غلو ، كالتي فيها إطراء للرسول صلى الله عليه وسلم إلى حد دعائه من دون الله أو الاستغاثة به ، و قد نهى صلى الله عليه و سلم عن الغلو في مدحه ، فقال : " لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم ، إنما أنا عبد ، فقولوا : عبد الله و رسوله " .
ثانيًا التبرك بالأماكن و الآثار و الأشخاص أحياءً و أمواتًا :ـ
التبرك : طلب البركة ، و هو ثبات الخير في الشيء و زيادته .
و طلب ثبوت الخير و زيادته لا يكون إلا ممن يقدر عليه و هو الله ،أما البشر و الأماكن و الآثار لا تجوز ، لأنها إما شرك إن اعتقد أن ذلك الشيء منح بركة أو يكون و سيلة للشرك إن اعتقد أن زيارته و ملامسته و التمسح به سبب لحصولها من الله .
أنا عن الصحابة لما كانوا يتبركون بشعر النبي صلى الله عليه و سلم أو يتبركون بغير شعره فذلك لما كان في حياته صلى الله عليه و سلم بدليل أنه لما مات لم يتبركوا الصحابة بحجره أو بقبره أو بشعره أو غيرهم .
ثالثًا البدع في مجالات العبادة و التقرب إلى الله :ـ
1ـ الجهر بالنية في الصلاة :ـ بأن يقول : نويت أن أصلي العصر أو الفجر ... الخ و هذه بدعة ليست سنة لأن الله تعالى قال : " قل أتعلمون الله بدينكم و الله يعلم ما في السماوات و ما في الأرض و الله بكل شيء عليم } سور الحجرات الآية 16 ،و النية محلها القلب ، فهي عمل قلبي لا عمل لساني .
و لا تجوز الجهر بالنية إلا عند الحج أو العمر في الإحرام بالتحديد يقال : [ لبيك حجًا ] أو [ لبيك عمرة ] .... الخ .
2ـ طلب قراءة الفاتحة في المناسبات و بعد الدعاء و للأموات .
3ـ الاحتفال بالمناسبات الدينية كـالإسراء و المعراج أو مناسبة الهجرة النبوية،و تلك لا أصل لها في الإسلام .
4ـ زيارة النساء للقبور لأن رسول الله صلى الله عليه و سلم لعن زُوَّرات القبور و المتخذين عليها المساجد و السرج .

التحذير من البدع :ـ

قال النووي في كتابه الأربعين نووية :ـ عن أم المؤمنين أم عبد الله عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله ـ صلى الله عليه و آله و سلم ـ : " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " رواه البخاري و مسلم . و في رواية لمسلم : " من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد "
قال الإمام ابن دقيق ـ رحمه الله ـ :
قال أهل اللغة الرد هنا بمعنى المردود أي فهو باطل غير معتد به . و قوله : " ليس عليه أمرنا " يعني حكمنا .
و هذا الحديث قاعدة عظيمة من قواعد الدين و هو من جوامع الكلم التي أوتيها المصطفى ـ صلى الله عليه و سلم ـ فإنه صريح في رد كل بدعة و كل مخترع *1* و يستدل به على إبطال جميع العقود الممنوعة و عدم وجود ثمراتها و استدل به بعض الأصوليين على أن النهي يقتضي الفساد .
و قال الشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ :ـ
أن من أحدث في هذا الأمر ـ أي الإسلام ـ ما ليس منه فهو مردود عليه و لو كان حسن النية و ينبني على هذه الفائدة جميع البدع مردودة على صاحبها و لو حسنت نيته .

الهامش :ـ
*1* المقصد من المخترع هنا الذي يخترع أمور في الدين أو العبادة ، ليس المخترع الذي يخترع الآلات .



أتمنى التثبيت لتعم الفائدة و السلام عليكم

فارس الدعاجين
23-Nov-2005, 06:53 PM
ما فيه كلمة ولو جزاك الله خير يعني .

ابو ضيف الله
23-Nov-2005, 08:54 PM
اخـوي الفاضل فـارس الدعاجين جـزاك الله كـل خير وبارك فيك على هذه الموضوع القـيـم
واعذرني على التأخر في الرد وصدقني اني لم ادخل النت إلا الليلة

وموضوعك قيـم جـداً ولكنه بصراحه طـويل واسمه يدل عليه فلو انك قمت بتقسيمه على شكل ردود حتى يقراءه الناس, وكذلك لو انك قمت بتنسيقه حتى تكون نقاطه واضحه ولا يمل القارئ -وبعد اذنك لقد قمت انا بذلك -

فارس الدعاجين
24-Nov-2005, 03:23 AM
أبو ضيف الله الله يجزاك خير على ردك و مساعدتك و تنسيقك .