تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : سكان الجنة


فواز الشيباني
29-Oct-2005, 11:43 PM
سكان الجنة

قال تعالى: إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا (107) خالدين فيها لا يبغون عنها حولا {الكهف: 107- 108}.

هؤلاء السعداء صدقوا في إيمانهم فصلحت أعمالهم، ومن هذه الأعمال ما جاء في قوله

تعالى: قد أفلح المؤمنون (1) الذين هم في صلاتهم خاشعون (2) والذين هم عن اللغو

معرضون (3) والذين هم للزكاة فاعلون (4) والذين هم لفروجهم حافظون (5) إلا على

أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين (6) فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم

العادون (7) والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون (8) والذين هم على صلواتهم يحافظون

(9) أولئك هم الوارثون (10) الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون {المؤمنون: 1- 11}.

يقول العلامة السعدي: هذا تنويه من الله بذكر عباده المؤمنين وذكر فلاحهم وسعادتهم،

وبأي شيء وصلوا إلى ذلك، وفي ضمن ذلك الحث على الاتصاف بصفاتهم والترغيب

فيها، فليزن العبد نفسه وغيره على هذه الآيات، يعرف بذلك ما معه وما مع غيره من

الإيمان زيادة ونقصًا، كثرة وقلة. {تفسير السعدي: 547}.

في صحيح الترغيب (4-951) عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول اللَّه صلى

الله عليه وسلم قال: "خلق الله تبارك وتعالى الجنة لبنة من ذهب ولبنة من فضة وملاطها

المسك وقال لها تكلمي فقالت: قد أفلح المؤمنون، فقالت الملائكة طوبى لك منزل الملوك".


صفة مباني الجنة

في سنن الترمذي عن أبي هريرة قال: قلنا: يا رسول الله: الجنة ما بناؤها؟ قال: لبنة

من فضة ولبنة من ذهب وملاطها المسك الأذفر، وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت وتربتها

الزعفران، من يدخلها ينعم لا يبأس ويخلد لا يموت، لا تبلى ثيابهم ولا يفنى شبابهم...

{أخرجه الترمذي ح2526 وصححه الألباني}

هذا البناء العظيم، لبناته واحدة من ذهب والأخرى من فضة، والذي يربط بين اللبنتين

المسك الأذفر (الملاط) والحصباء: صغار الحجارة من اللؤلؤ والياقوت وتربتها: الزعفران.

ثانيًا: غرف الجنة:

من هم ساكنو هذه الغرف؟ وما صفاتهم؟ من ساكني الغرف:

أ0عباد الرحمن: قال تعالى: وعباد الرحمن الذين يمشون على

الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما (63) والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما

(64) والذين يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراما (65) إنها ساءت

مستقرا ومقاما (66) والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما (67)

والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون

ومن يفعل ذلك يلق آثاما (68) يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا (69) إلا من

تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما

(70) ومن تاب وعمل صالحا فإنه يتوب إلى الله متابا (71) والذين لا يشهدون الزور وإذا

مروا باللغو مروا كراما (72) والذين إذا ذكروا بآيات ربهم لم يخروا عليها صما وعميانا

(73) والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما

(74) أولئك يجزون الغرفة بما صبروا ويلقون فيها تحية وسلاما (75) خالدين فيها

حسنت مستقرا ومقاما {الفرقان: 63- 76}.

يقول القرطبي رحمه الله: قوله تعالى: أولئك يجزون الغرفة بما صبروا أولئك: خبر،

وعباد الرحمن: مبتدأ، وهو أحسن ما قيل فيه وما تخلل بين المبتدأ وخبره أوصافهم من

التحلي والتخلي وهي إحدى عشرة: {التواضع، الحلم، التهجد، الخوف، وترك الإسراف

والإقتار، والنزاهة عن (الشرك والزنا والقتل)، والتوبة وتجنب الكذب، والعفو عن

المسيء وقبول المواعظ والابتهال إلى الله}. و"الغرفة": الدرجة الرفيعة وهي أعلى

منازل الجنة وأفضلها كما أن الغرفة أعلى مساكن الدنيا. "بما صبروا": أي بصبرهم

على أمر ربهم وطاعة نبيهم عليه أفضل الصلاة والسلام.

ب- المتقون:

قال تعالى: لكن الذين اتقوا ربهم لهم غرف من فوقها غرف مبنية تجري

من تحتها الأنهار وعد الله لا يخلف الله الميعاد {الزمر: 20}.

المعنى: لكن الذين خافوا عذاب الله وراقبوه في السر والعلن وأخلصوا له العبادة أعد

لهم في الجنة غرفًا من فوقها غرف وهي قصورٌ عالية ذات طبقات مزخرفات قد تم

بناؤها بحالة تشرح الصدر وتسر العين، فالأنهار تجري من تحتها لكمال بهجتها وزيادة

رونقها وهذا وعد الله للمتقين المؤمنين.


ج- المصدقون بالمرسلين:


في الصحيحين عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن أهل

الجنة يتراءون أهل الغرف من فوقهم كما يتراءون الكوكب الدري الغابر في الأفق من

المشرق أو المغرب، لتفاضل ما بينهم"، قالوا: يا رسول الله، تلك منازل الأنبياء لا يبلغها

غيرهم؟ قال صلى الله عليه وسلم : "بلى والذي نفسي بيده، رجال آمنوا بالله وصدقوا

المرسلين".

قال الحافظ ابن حجر: قوله صلى الله عليه وسلم "يتراءون": المعنى: أن أهل الجنة

تتفاوت منازلهم بحسب درجاتهم في الفضل، حتى إن أهل الدرجات العلى ليراهم من هم

أسفل منهم كالنجوم، وقد بين ذلك في الحديث بقوله صلى الله عليه وسلم : "لتفاضل ما

بينهم".

قوله صلى الله عليه وسلم : "صدقوا المرسلين" أي تصديقًا يظهر واضحًا في القول

والعمل والطاعة لأنه سيجاور النبيين والصديقين والشهداء،

قال تعالى: ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين

والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا {النساء: 69}.


د- المكثرون من الطاعات:

في سنن الترمذي عن علي قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : "إن في الجنة

لغرفًا يُرى ظهورها من بطونها، وبطونها من ظهورها" فقام إليه أعرابي فقال: لمن

هي يا نبي الله؟ قال: "هي لمن أطاب الكلام وأطعم الطعام وأدام الصيام وصلى لله

بالليل والناس نيام" هذه الغرف من حسنها وبهائها وصفائها يُرى ظاهرها من باطنها،

وباطنها من ظاهرها من علوها وارتفاعها.


ه- المتحابون في الله تعالى:


عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم : "إن

المتحابين لترى غرفهم في الجنة كالكوكب الطالع الشرقي أو الغربي فيقال من هؤلاء

فيقال المتحابون في الله عز وجل".
{مسند الإمام أحمد (3-87) ورجاله رجال الصحيح}


و- الشهداء:


عن نعيم بن همّار أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم : أيّ الشهداء أفضل؟ قال:

الذين إن يلقوا في الصف لا يلفتون وجوههم حتى يُقتلوا، أولئك ينطلقون في الغرف

العلا من الجنة ويضحك إليهم ربهم، وإذا ضحك ربك إلى عبد في الدنيا فلا حساب عليه.


{رواه أحمد 22375 وأبو يعلى ورجالهما ثقات}


ز- قارئوا القرآن:


عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال: كنت جالسًا عند النبي صلى الله عليه وسلم فسمعته

يقول: "تعلموا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا يستطيعها البطلة ثم

سكت ساعة ثم قال تعلموا سورة البقرة وآل عمران فإنهما الزهراوان وإنهما تظلان

صاحبهما يوم القيامة كأنهما غمامتان أو غيايتان أو فرقان من طير صواف وإن القرآن

يأتي صاحبه يوم القيامة حين ينشق عنه قبره كالرجل الشاحب فيقول له: هل تعرفني؟

فيقول ما أعرفك! فيقول: أنا صاحبك القرآن الذي أظمأتك بالهواجر وأسهرت ليلك وإن

كل تاجر من وراء تجارته وإنك اليوم من وراء كل تجارة فيُعطى الملك بيمينه والخلد

بشماله ويُوضع على رأسه تاج الوقار ويُكسى ولداه حلتين لا يقوم لهما أهل الدنيا

فيقولان: بم كسينا هذا؟ فيقال بأخذ ولدكما القرآن ثم يقال له: اقرأ واصعد في درج

الجنة وغرفها فهو في صعود ما دام يقرأ هذا كان أو ترتيلاً".

مسند الإمام أحمد (5-348) برقم (22845)، والحديث حسن بشواهده من هذا الحديث نأخذ

تلاوة القرآن من أفضل أنواع التجارة مع الله،

قال تعالى: إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية

يرجون تجارة لن تبور (29) ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله إنه غفور شكور {فاطر:
29- 30}،

نفع الوالدين بالأمن يوم الفزع الأكبر، والحصول على أعلى غرف ودرجات الجنة.

كل هذه البركات ينالها من صاحب القرآن قولاً وعملاً فمن كان كذلك فإن بركة القرآن لا

تتركه وتنجيه بفضل الله عز وجل من كل المهالك فأسرع إلى حفظ القرآن قولاً وعملاً

وإخلاصًا وصدقًا حتى تلحق بهؤلاء السعداء.

نسأل الله الفردوس الأعلى.[/color]

مرزوق حمدان العتيبي
29-Oct-2005, 11:51 PM
...
.

الله يجزيك بالخير يافواز ..
كل الشكر يابو طلال ....

{{ الـــــمــــرشـــدي }}
30-Oct-2005, 03:35 AM
الاخ فواز الشيباني

جزاك الله خير الجزاء

والله يعطيك العافيه

وماقصرت

تحااااااااتي

فواز الشيباني
05-Nov-2005, 10:23 PM
اخي مرزوق العتيبي مشكور يا الغالي على المرور الجميل

فواز الشيباني
05-Nov-2005, 10:28 PM
اخي الـــــمر شــــــــــــــدي مشكور يا الحبيب على مرورك الكريم

ابو وضاح
12-Nov-2005, 09:28 AM
فواز الشيباني

جعلنا الله وياك من أهل الفردوس الأعلى

مع التحيه

فواز الشيباني
13-Nov-2005, 10:30 PM
اخي الكريم ابو وضاح

جزاك الله كل خير على مرورك الكريم

ابو ضيف الله
18-Nov-2005, 12:25 AM
جــزاك الله كـل خير يا فواز الشيباني وبارك فيك

وأسـأل الله ان يجـعلنا من أهل جنته برحمته لا باعمالنا

فواز الشيباني
18-Nov-2005, 08:55 PM
ابوضيف الله

جزاك الله كل خير على مرورك

الله يعوظك الجنه امين