المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : النــص الأجـــوف


العنيد
20-Oct-2005, 02:30 AM
كثيراً ما ينبهر الناس ومحبو الشهرة المزيفة لكل منتج يروج له الإعلام على أي مستوى كان ولكن يظل ذلك الانبهار عادياً في كل المجالات نظراً؛ لأن السواد الأعظم من الناس يستهلك تلك المنتجات المروج لها و لكن إذا استثنينا الشعر بصفته منتجاً يقدم للنخبة فإننا بلا شك سنفاجأ بكثرة المنبهرين و التبعيين لما يروج له الإعلام أولئك الذين يسيرون على قاعدة ( مع الخيل يا شقرا ) طمعاً في عقلية مشاركة الجماعة ولهذا كثر الشعراء و النجوم المتوهجة في رابعة النهار وقل الشعر الذي يعبر عن أبسط الأحاسيس الإنسانية, فنجد الإعجاب بالشاعر شكلاً و مستوى اجتماعياً و حفظاً لحركاته البهلوانية المخجلة على الصعيد الأسلوبي و التي أصبحت مادة فكاهية جاهزة للكوميديا الساخرة، وهؤلاء الذين يعجبون بالشاعر و يطبلون له نجد أكثرهم لا يحفظ بيتاً واحداً لذلك الشاعر المزعوم. إذاً من المسئول؟أنا ألقي باللوم على المتلقي بصفته المعني بالنتاج الفكري وهو المروج له و الداعم له على الانتشار ولا أبرئ ساعة الإعلام طبعاً ولكن المتلقي الواعي الذي يمتلك ثقافة الاختيار و الخلفية المرجعية الكافية هو المقصود و الملام في تقبل النص الأجوف؛ لهذا كان لابد من الوقوف عند النص الأجوف الذي يعبر عن الخلفية الثقافية لكاتبه.
النص الأجوف بشكل مبسط هوالنص الذي يصنعه الإعلام الربحي و يتبناه القطيع فإذا ما عاد القطيع لذلك النص طبعاً بعد جدل ومحاولة إقناع لم تجد فيه شيئاً لأنه نص فارغ من فكر فارغ.
لا أريد أن أدلل بأبيات تدل على النص الأجوف و الكاتب الأجوف والمتلقي الأجوف و النجوم المزعومة أو النصوص الهلامية الخاوية ولكن قد تكون لنا وقفة مستقبلية مع بعض تلك النصوص التي دبت في الذائقة الشعرية دبيب النمل على الدسم‘ لذلك و قبل الشروع في تفنيد هذه النصوص يجب إيجاد أرضية إعلامية صلبة تتبنى نظرية الإعلام المضاد لفرز النص الجيد من النص الرديء و إعطاء النص حقه بين النصوص بغض النظر عن كاتبه وما يتميز به من صفات لاتدخل في تحديد الابداع الشعري.

الكاتب: سالم بن محمد الرويس.