المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة سيد الخلق / محمد صلى الله عليه وسلم((5))


ولد مجري
10-Mar-2003, 07:51 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


فتح مكة

إستتبّ الأمر لرسول الله(ص) فبدأ بمكاتبة ملوك الدول المجاورة، فكتب إلى قيصر ملك الروم، وكسرى ملك فارس، وزعيم الأقباط بمصر وإلى النجاشي ملك الحبشة، والحارث الغساني ملك دمشق وإلى ملك صنعاء، وملك عُمان وملك البحرين، وغيرهم، فمنهم مَن استجاب لدعوة الله ورسوله إلى الإسلام كالنجاشي ملك الحبشة، وملك البحرين وملك اليمن، ومنهم من رفضها علواً واستكباراً، كملك الروم وملك الفرس وملك دمشق.

وبعد انتشار الاسلام بين العرب وغيرهم، اعتدت قبيلة محالفة لقريش على قبيلة محالفة للنبي(ص) فقرّر النبي مقاتلة القرشيين فاستولت المخاوف عليهم، وأرسلوا أبا سفيان لتدارك الأمر، وتقوية العهد مع المسلمين، فلم تفلح جهود أبي سفيان، وعاد يجرجر أذيال الخيبة والخسران.

وأرسلت قريش عم النبي(ص) العباس بن عبد المطلب، ليستطلع الأمر، وكان العباس (رض) يبطن الاسلام ويتظاهر بالكفر، فعاد إليهم قائلاً لهم: هذا محمد قد جاءكم بما لاقبل لكم به، فقال أبو سفيان: فما ترى؟ قال: تطلبون الأمان من محمد.

قدم أبو سفيان ثانية ومعه العباس على النبي(ص) يطلبان الأمان لقريش، فعرض عليهما الإقرار بأن: لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، فلم يكن أمام أبي سفيان إلا الإقرار.

وأعلن رسول الله(ص) أماناً عاماً لأهل مكة: "مَن دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ومن أغلق بابه فهو آمن"، ثم إنه (ص) دخل مكة ووقف على باب الكعبة قائلاً: "لا إله إلا الله وحدة لاشريك له، صدق وعده، ونصر عبده، وأعزّ جنده، وهزم الأحزاب وحده... يامعشر قريش، ماذا تظنون أني فاعل بكم؟ قالوا: خيراً... أخٌ كريم وابن أخٍ كريم! فقال(ص): أقول كما قال أخي يوسف: {لاتثريب عليكم اليوم يغفر لكم وهو أرحم الراحمين} إذهبوا فأنتم الطلقاء.

وهكذا فتح رسول الله (ص) مكة، وبادر إلى تكسير الأصنام وهو يتلو قوله تعالى: {جاء الحق وزهق الباطل إنّ الباطل كان زهوقا}.

معركة حنين

بلغت أصداء نصر المسلمين في مكة قبيلة هوازن، وعلموا أن النبي(ص) سيتوجه لفتح الطائف، فنظّم زعيمهم جيشاً كبيراً لصدّ المسلمين واتخذوا مواقع لهم على قمم جبال حنين، وعند مضيق الوادي، وفاجأوا النبي وجيشه بالنبال، فاستولى الرعب على قلوب الكثيرين من المسلمين ففروا راجعين، ولم يبقَ مع النبي إلا عليّ بن أبي طالب(ع)، والعباس بن عبد المطلب، وأسامة بن زيد، وأيمن بن عبيد، ونفر من بني هاشم.

وتحول النبي وأصحابه إلى الهجوم، وقاتلوا ببسالة نادرة، وثقةٍ بنصر الله لاتتزعزع، فانهزم بنو هوازن، ودخل النبي ومن بقي معه الطائف، حيث أعلن زعيم هوازن مالك بن عوف إسلامه وتتابعت جموع هوازن لاعتناق الإسلام، فردّ النبي عليهم أموالهم وأطلق أسراهم، ثم إنه(ص) واصل مسيره إلى مكة حيث قضى فيها عمرته وعاد إلى المدينة المنورة.

وإغتنم الروم فرصة انشغال النبي والمسلمين في المعارك الداخلية، فراحوا يجهزون الجيوش لغزو الأجزاء الشمالية من الجزيرة العربية، فما كان من النبي(ص) إلا أن استنفر المسلمين، وسار بنفسه على رأس جيش لقتال الروم، فما أن وصل إلى تبوك على الحدود الإسلامية الرومانية حتى هربت جموع الروم وولّوا إلى داخل بلادهم.

وعاد رسول الله (ص) إلى مدينته المباركة، فأنزل الله سبحانه عليه سورة التوبة، يفضح فيها المنافقين والمتواطئين معهم، ويكشف خططهم للنيل من الاسلام والمسلمين، فأمر النبي(ص) علي بن أبي طالب (ع) بتبليغها في مكة، ثم إنّه (ص) أمر بإحراق مسجد الضرار الذي كان المنافقون قد بنوه قاعدة للنفاق، وبذلك طويت آخر صفحة للشرك في مكة المكرمة في تلك الأيام.

إلى الرفيق الأعلى

حلَّ موسم الحج من السنة العاشرة للهجرة المباركة، فدعا خاتم الأنبياء (ص) الناس إلى الحج، وسار بهم قاصداً حجَّ بيت الله الحرام، وبعد أن أدوا مناسكهم وتوجهوا إلى عرفة، وقف حبيب الله فيهم خطيباً، فحمد الله وأثنى عليه وقال: "أما بعد أيها الناس... لاأدري لعليّ لا ألقاكم بعد عامي هذا... إنّ دماءكم وأعراضكم وأموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا، ألا هل بلّغت؟ اللهم فاشهد... أيها الناس إنما المؤمنون إخوة، ولايحل لامرئٍ مال أخيه إلا عن طيب خاطر، فلا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض، فإني قد تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً: كتاب الله وعترتي أهل بيتي، فإنه نبأني اللطيف الخبير أنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض..أيها الناس إن ربكم واحد، وأباكم واحد كلكم لآدم وآدم من تراب".

وفي طريق العودة إلى المدينة نزل الوحي على رسول الله(ص): {يا أيها النبي بلِّغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلّغت رسالته}، فاستوقف النبي الناس عند غدير خم ووقف على أعواد نصبت له، بحيث يراه جميع الحاضرين، وأخذ بيد علي بن أبي طالب(ع)، وحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس، يوشك أن أدعى فأجيب... أيها الناس إن الله مولاي، وأنا مولى المؤمنين... فمن كنت مولاه، فهذا علي مولاه، اللهم والِ من والاه، وعادِ من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، وأدر الحق معه كيفما دار..."، فقال عمر بن الخطاب: "بخٍ بخٍ لك ياعلي، أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة".

وعاد خاتم الانبياء(ص) إلى المدينة، وراح يجهز الجيوش للفتح، ولكن المرض داهمه، واشتدّ عليه، ولم يلبث أن انتقل إلى جوار بارئه، ودفن في الحجرة التي توفي فيها.

وهكذا خسرت الانسانية بوفاة حبيب الله، شخصيَّةً ملأت الدنيا نوراً وعطاءً، فسلام على خاتم الانبياء حبيب الله محمد وعلى آله الطاهرين، والحمد لله رب العالمين.



مع تحيات اخوكم / ملد مجري



@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

ابن ريحان
09-Jul-2007, 02:33 PM
مشكوووووووووووووور أخوي ولد مجري