المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لحظة الوداع


اوراق شاعر
13-Sep-2005, 10:47 PM
لااعتقد احد يقرأهذا الموضوع الا واكتوى بحرارة الوداع
والوداع اسم حزين يرتبط مع الدموع ومع النصب
ومع الهم ,ومع التجلد.
اذا اردت ان تبكي فعش الوداع
الوداع هو تسديد لفاتورة الوفاء
الوداع هوالسطو على ذكريات الماضي
الوداع لحظات تهز القلب,وتثخن الفؤاد ,وتلثم النفس.
وحين اتحدث عن الوداع اتحدث عن الوداع الصادق الذي يخرج من السويداء.
الوداع الذي يصدق فيه قول الشاعر:
اذا اشتبكت دموع في خود.................تبين من بكى ممن تباكى
الوداع لغة يتمنى ان يخفى كل موادع موادعة فلاالاول يستطيع الحديث ولاالثاني يتحمل ايقاف نزيف الدمع وتبقى لحظات ملتهبة .
انظروا الى قصائد الوداع كيف تقطع القلب ونعيشها الان وقد مضى عليها الكثير من السنين.
واعطيكم بيت يزن قصائد اكتوى صاحبه بالوداع فتفجرت كوامن النفس المنكسرة فقال

لشرب السم من ريق الافاعي ..................احب الي من قبل الوداع
وهذا معلم مخلص احب تلاميذه واحبوه في الصف الاول فاعطاهم هذه الرسالة وهو يبكي:
زفرات منسية
بُني وقرة عيني..... مر عام كامل تقطعت أيامه تترا ، وتوالت ساعاته سراعاً ، تجرعنا فيه سوياً مرارة الصبر .... و وعثاء السفر... وجسارة المهمة .... وشرف المحاولة . توالت علينا فيه المواقف ، وتعاقبت علينا فيه صروف الدهر. تباينت خلاله المواقف، فتارة أكون أنا الجمل وأنت الحمولة .. وتارة تكون أنت الطائروأنا الأصفاد المعلقة بالأقدام . وتارة أخرى نكون كسحابتين تمازجت وتعانقت أطيافها فتجللت بالمطر الهتان .
بُنَيّ وقرة عيني..مضى العام بما له وما عليه فإن كنتُ قد أحسنت ووفقت فمن الله وحده لا شريك له ، وإن كنتُ قد أسأت أو قصرت فمن نفسي والشيطان ، ولكن عزائي الوحيد أنني قد جعلتك من نفسي مكان الروح والبصر ....
أفلا تصفح عمن جعلك روحه وبصره ...؟
بُنَيّ وقرة عيني.. أوصيك في نهاية المطاف بتقوى الله عز وجل ، ثم الله الله في والديك ، وإياك وصحبة السوء .
بُنَيّ وقرة عيني.. قد لا تفهم كلامي هذا في الوقت الراهن ،، ولكن اجعل من هذه الورقة ذكرى لعلك تذكر بها يوماً ما ..

وآخر عاش الوداع لكنه بطريقة خاصة فودع نفسه من الدنيا بهذه الرائعة:

جـانـي وانــا فــي وســط ربـعـي ونـاســي
جـانـي نشلـنـي مـثـل مــا يـنـشـل الـنــاس
****************************
مـنــي نــشــل روح تـشـيــل الـمـآســي
تشـكـي مــن ايــام الشـقـى تشـكـي الـيــاس
****************************
اثــر الالــم فــي سـكـره الـمــوت قـاســي
ماهالـنـي مـثـلـه وانـــا انـســان حســاس
****************************
جـابـوا كـفــن ابـيــض مـقـاسـه مـقـاسـي
ولـفـوا بــه الجـسـم المحـنـط مــع الـــراس
****************************
وشـالـونـي اربـــع بـالـنـعـش iومـتـواســي
علـيـه ومـغـطـى عـلــى جـسـمـي الـبــاس
****************************
وصـلــوا عـلــي وكـلـهـم فـــي مـآســي
ربـعـي ومعـهـم نــاس مــن كــل الاجـنــاس
***************************
يـاكـيـف ســـوا عقـبـنـا تـــاج راســــي
وامــي الحبيـبـه وش ســوى بـهــا الـيــاس
***************************
اسـمـع صــدى صـــوت يـهــز الـرواســي
قـولــو لـهــا لاتـلـطـم الـخــد يــانــاس
**************************
قـولـولـهـا حــــق وتـجـرعــت كــاســي
لاتـحـتـرق كـــل يـبــي يـجــرع الـكــاس
*************************
اصبـحـت فـــي قـبــري ولابـــه مـواســي
واسـمـع قـريــع نعـولـهـم يـــوم تـنــداس
**************************
مــن يــوم قـفـوا حـــل مـوثــق لـبـاسـي
وعـلــى رد الـــروح صـــوت بــالاجــراس
*************************
هـيـكـل غـريــب وقـــال لـيــه التـنـاسـي
صـوتـه رهـيـب وخـلـفـه اثـنـيـن حــراس
**************************
وقــف وقـــال ان كـنــت يـانـمـر نـاســي
هـــاذي هـــي اعـمـالـك تـقــدم بـكــراس
**************************
ومــن هــول ماشفـتـه وقــف شـعـر راســي
وانــهــارت اعـصـابــي ولاارد الانــفـــاس
**************************
يالـيـتـنـي فــكــرت قــبــل انـغـمـاســي
بالـغـفـلـه الــلــي منـتـهـاهـا لــلافــلاس
**************************
وفـزيـت مــن نـومـي عـلـى صــوت نـاسـي
واصــرخ واقــول الـمـوت وأحـــذر الـنــاس
*************************



توفي قائل القصيده بعدها بيوميـن فـي حـادث مـروري رحمه الله رحمة واسعه.

وههذا الجواهري ودع رفيقة دربة زوجته الحبيبة
(ناجيت قبرك)
، محمد مهدي الجواهري يرثي زوجته أم الفرات

في ذِمَّةِ اللهِ ما ألقَى وما أَجِــدُ

أهذهِ صَخرةٌ أم هذهِ كَبِـــدُ

قدْ يقتلُ الحُزنُ مَنْ أحبابهُ بَعُـدوا

عنه فكيفَ بمنْ أحبابُهُ فُقِــدوا

تَجري على رَسْلِها الدنيا ويَتْبَعُها

رأْيٌ بتعليـلِ مَجْراهـا ومُعْتَقَـدُ

أَعْيَا الفلاسفةَ الأحرارَ جَهْلُهمُ

ماذا يُخَبِّـي لهم في دَفَّتَيْـهِ غَـدُ

طالَ التَّمَحُّلُ واعتاصتْ حُلولُهمُ

ولا تَزالُ على ما كانتِ العُقَـدُ

ليتَ الحياةَ وليتَ الموتَ مَرْحَمَـة ٌ

فلا الشبابُ ابنُ عشرينٍ ولا لَبدُ

ولا الفتاةُ بريعانِ الصِّبا قُصِفَـتْ

ولا العجوزُ على الكَـفَّيْنِ تَعْتَمِـدُ

وليتَ أنَّ النسورَ اسْتُنْزِفَتْ نَصَفَاً

أعمارُهُنَّ ولم يُخْصَصْ بها أحـدُ

حُيِّيتِ (أمَّ فُـرَاتٍ) إنَّ والـدةًً

بمثلِ ما انجبتْ تُـكْنى بما تَـلِـدُ

تحيَّةً لم أجِدْ من بـثِّ لاعِجِهَـا

بُدَّاً, وإنْ قامَ سَـدّاً بيننا اللَّحـدُ

بالرُوحِ رُدَّي عليها إنّها صِلَـةٌ

بينَ المحِبينَ ماذا ينفعُ الجَـســدُ

عَزَّتْ دموعيَ لو لمْ تبعثي شَجناً

رَجعتُ منهُ لحرَّ الدمعِ أَبْـتَــرِدُ

خلعتُ ثوبَ اصطبارٍ كانَ يستُرُنـي

وبانَ كَذِبُ ادَّعائي أنني جَلِـدُ

بَكَيْتُ حتى بكا مَنْ ليسَ يعرفُني

ونُحْتُ حتىَّ حكاني طائرٌ غَــرِدُ

كما تَفجَّر عيناً ثـرةًً حَجَـــرُ

قاسٍ تفجَّرَ دمعاً قلبيَ الصَّلِــدُ

إنَّا إلى اللهِ! قولٌ يَستريحُ بــهِ

ويَستوي فيهِ مَن دانوا ومَن جَحَدُوا



مُدي إليَّ يَداً تـُمْدَدْ إليكِ يَـدُ

لا بُدَّ في العيشِ أو في الموتِ نَتَّحِـدُ

كُنَّا كشِقَّيْنِ وافى واحِـدا ً قَـدَرٌ

وأمرُ ثانيهما مِن أمـرهِ صَـدَدُ

ناجيتُ قَبْرَكِ أستوحـي غياهِبَـهُ

عنْ حالِ ضَيْفٍ عليه مُعْجَلاً يَفِـدُ

وردَّدَتْ قَفْرَة ٌ في القلب ِ قاحِـلة ٌ

صَدى الذي يَبتغي وِرْدَاً فلا يَجِـدُ

ولفَّني شَبَـحٌ ما كانَ أشبهَــهُ

بِجَعْدِ شَـعْرِكِ حولَ الوجهِ يَنْعَـقِدُ

ألقيتُ رأسـيَ في طَّياتِـهِ فَزِعَـاً

نَظِير صُنْعيَ إذ آسى وأُفْتَــأدُ

أيّامَ إنْ ضاقَ صدري أستريحُ إلـى

صَدْرٍ هو الدهـرُ ما وفّى وما يَعِدُ

لا يُوحِشُ اللهُ رَبْعَاً تَـنْزِليـنَ بـهِ

أظُنُّ قبرَكِ رَوْضَاً نورُهُ يَقِــدُ

وأنَّ رَوْحَـكِ رُوحٌ تأنَسِينَ بهـا

إذا تململَ مَيْتٌ رُوحُهُ نَـكَــدُ

كُنَّا كنَبْتَـةِ رَيْحَـانٍ تَخَطَّمَهـا

صِرٌّ فأوراقُـها مَنْزُوعَة ٌ بَــدَدُ

غَطَّى جناحاكِ أطفالي فكُنْتِ لَهُـمْ

ثَغْرَاً إذا استيقظوا , عَيْنَاً إذا رَقَدوا

شَتَّى حقوقٍ لها ضاقَ الوفاءُ بها

فهل يكـونُ وفـاءً أنّـني كَمِـدُ

لم يَلْقَ في قلبِها غِلٌّ ولا دَنَـسٌ

لهُ مَحلاً ، ولا خُبْـثٌ ولا حَسَـدُ

ولم تَكُنْ ضرَّةً غَيْرَى لجارتِـها

تُلوى لخيـرٍ يُواتيها وتُضْطَهَـدُ

ولا تَذِلُّ لِخَطْبٍ حُـمَّ نازِلُـهُ

ولا يُصَعِّـرُ منها المـالُ والوَلَـدُ



قالوا أتى البرقُ عَجلاناً فقلتُ لهـمْ

واللهِ لو كانَ خيرٌ أبْطَـأَتْ بُـرُدُ

ضاقتْ مرابِعُ لُبنان بما رَحُبَـتْ

عليَّ والتفَّتِ الآكامُ والنُجُــدُ

تلكَ التي رَقَصَتْ للعينِ بَهْجَتُـها

أيامَ كُنّـا وكانتْ عِيشَةٌ رَغَـــدُ

سوداءُ تَنْفُخُ عن ذكرى تُحَرِّقُـني

حتَّـى كأنّي على رَيْعَانِهَا حَــرِدُ

واللهِ لم يَحْلُ لي مَغْـدَىً ومُنْتَقَلٌ

لما نُـعِيتِ ولا شخصٌ ولا بَلَـدُ

أين المَفَـرُّ وما فيها يُطَارِدُنـي

والذكرياتُ ، طَرِيَّاً عُودُها، جُـدُدُ

أألظـلالُ التي كانَـتْ تُفَيِّئُنَـا

أمِ الهِضَابُ أمِ الماءُ الذي نَــرِدُ

أمْ أنتِ ماثِلَة ٌ؟ مِن ثَمَّ مُطَّـرَحٌ

لنا ومِنْ ثَـمَّ مُرْتَاحٌ ومُتَّـسَـدُ

سُرْعَانَ ما حالَتِ الرؤيا وما اختلفتْ

رُؤَىً , ولا طالَ- إلا ساعة ً- أَمَـدُ

مَرَرْتُ بالحَوْر ِ والأعراسُ تملأهُ

وعُدْتُ وهو كمَثْوَى الجانِّ ِ يَرْتَـعِدُ



مُنَىً - وأتْعِسْ بها- أن لا يكونَ على

توديعِهَا وهي في تابوتِـها رَصَدُ

لعلنِي قَـارِئٌ في حُـرِّ صَفْحَتِهَا

أيَّ العواطِفِ والأهـواءِ تَحْتَشِدُ

وسَامِعٌ لَفْظَـةً منها تُقَرِّظُـني

أمْ أنَّهَا - ومعـاذَ اللهِ - تَنْتَقِـدُ

ولاقِطٌ نَظْرَةً عَجْلَى يكـونُ بها

لي في الحَيَاةِ وما أَلْقَى بِهَا ، سَنَـدُ
هذا هو الوداع حشرجة في الصدر ,ودموع ترتجف في العين ,عائشة التيمورية تودع بنتها بواحدة من اجمل قصائد الرثاء العربي فاسمعوا الى هذه الرائعة التي تفتت القلب:
إن سال من غرب العيون بحور *** فالدهر باغ والزمان غدور

فلكل عين حق مدرار الدما **** ولكل قلب لوعة وثبور

ستر السنا وتحجبت شمس الضحى *** وتغيبت بعد الشروق بدور

ومضى الذي أهوى وجرّعني الأسى *** وغدت بقلبي جذوة وسعير

ياليته لما نوى عهد النوى *** وآفى العيون من الظلام نذير

ناهيك ما فعلت بماء حشاشتي *** نار لها بين الضلوع زفير

لو بث حزني في الورى لم يلتفت *** لمصاب قيس والمصاب كبير

طافت بشهر الصوم كاسات الردى *** سحراً وأكواب الدموع تدور

فتناولت منها ابنتي فتغيرت *** وجنات خد شأنها التغيير

فذوت أزاهير الحياة بروضها *** وانقد منها مائس ونضير

لبست ثياب السقم في صغر وقد *** ذاقت شراب الموت وهو مرير

جاء الطبيب ضحى وبشر بالشفا *** إن الطبيب بطبه مغرور

وصف التجرع وهو يزعم أنه *** بالبرء من كل السقام بشير

فتنفست للحزن قائلة له *** عجل ببرئي حيث أنت خبير

وارحم شبابي إن والدتي غدت *** ثكلى يشير لها الجوى وتشير

وارأف بعين حرمت طيب الكرى *** تشكو السهاد وفي الجفون فتور

لما رأت يأس الطبيب وعجزه *** قالت ودمع المقلتين غزير

أماه قد عز اللقاء وفي غد *** سترين نعشي كالعروس يسير

وسينتهي المسعى إلى اللحد الذي *** هو منزلي وله الجموع تصير

قولي لرب اللحد رفقا بابنتي *** جاءت عروسا ساقها التقدير

وتجلدي بإزاء لحدى برهة *** فتراك روح راعها المقدور

أماه قد سلفت لنا أمنية *** ياحسنها لو ساقها التيسير

كانت كأحاوم مضت وتخلفت *** مذ بان يوم البين وهو عسير

عودي إلى ربع خلا ومآثر *** قد خلفت عني لها تأثير

صوني جهـاز العرس تذكارا فلي *** قد كان منه إلى الزفاف سرور

جرت مصائب فرقتي لك بعد ذا *** لبس السواد ونفد المسطور

والقبر صار لغصن قدي روضة *** ريحانها عند المزار زهور

أماه لا تنسي بحق بنوتي *** قبري لئلا يحزن المقبور

فأجبتها والدمع يحبس منطقي *** والدهر من بعد الجوار يجور

بنتها ياكبدي ولوعة مهجتي *** قد زال صفو شأنه التكدير

لا توصي ثكلى قد أذاب فؤادها *** حزن عليك وحسرة وزفير

أبكيك حتى نلتقي في جنة *** برياض الخلد زينتها الحور

إن قيل (عائشة) أقول لقد فنى *** عيشي وصبري والإله خبير

ولهي على (توحيدة) الحسن التي *** قد غاب بدر جمالها المستور

قلبي وجفني واللسان وخالقي *** راض وباك شاكر وغفور

متعت بالرضوان في خلد الرضا *** ما ازينت لك غرفة وقصور



awrag4@hotmail.cim

--------------------------------------------------------------------------------

فيصل المسعودي
14-Sep-2005, 04:10 AM
الوداع شين واقشر


تشكر يالغالي على النقل الموفق والرائع


تحياتي

{{ الـــــمــــرشـــدي }}
14-Sep-2005, 03:22 PM
مشكور على النقل الطيب ولك تحياتي