غشام نجد
21-Aug-2005, 09:29 PM
كتاب عن سيناء وأهميتها يعود إلى 90 عاما
سيناء.. وتاريخ يربط بين الحضارات (الجزيرة)
شدد كتاب ألفه المؤرخ الشامي نعوم شقير منذ نحو 90 عاما وحققته وحدة البحوث الوثائقية بدار الوثائق المصرية مؤخرا، على أهمية منطقة سيناء التي خضعت مباشرة للسلطة العسكرية المركزية، حتى إن دخولها قبل مائة عام كان يحتاج إلى إذن خاص من مدير المخابرات في القاهرة.
وكان لمؤلف الكتاب الذي حمل عنوان "تاريخ سينا القديم والحديث وجغرافيتها"، دور فاعل في بعض الوقائع والأزمات وذلك بحكم عمله بقلم المخابرات البريطانية في مصر, كما كان في الكثير منها شاهد عيان ولهذا كتب في كثير من المواضيع بصيغة المتكلم.
ويتناول الكتاب تاريخ سيناء وحدودها وطبيعتها الجغرافية ومدنها ومعالمها الدينية والأثرية وخرافات سكانها وتجارتهم وعاداتهم وحروبهم، إضافة إلى خاتمة موجزة عن تاريخ مصر والشام والعراق وشبه الجزيرة العربية.
ووصف شقير سيناء بأنها "بلاد عربية محضة يعيش فيها الإنسان على الفطرة كأنه معاصر لإبراهيم وموسى وله عقل الشيوخ وقلب الأطفال. بلاد تتجلى فيها الطبيعة بأبهى مظاهرها"، وروى بعضا من عادات أهل سيناء في تلك الفترة منها أنه "جرت عادة النساء أن يحرقن صغار العقارب ويرششن منها على حلمات أثدائهن عند إرضاع أطفالهن تطعيما لهم حتى لا يؤذيهم لسع العقارب".
وأشار إلى وجود ما وصفه بدوام الفوضى قائلا "الفوضى لا تساعد على أن يستتب الأمن في باديتهم... القانون وحده مهما صلح حاله لا يكفي لإصلاح قوم مازالوا على البداوة... إن كل قبيلة من قبائل البادية دولة مستقلة بذاتها وإن قبائل سيناء مرتبطة بعضها ببعض بحلف حفظا للسلام... وإذا رفقت السياسة بسيناء وقدر لها أن تكون همزة وصل لا همزة قطع رأينا فيها سكة حديد تربط القطرين الشقيقين قريبا".
وتحت عنوان "الجمعية الصهيونية في رفح" أشار المؤلف إلى أنه حضر في تلك الفترة بعض رجال الجمعية الصهيونية إلى رفح واشتروا من أهلها بعض الأراضي بقصد تأسيس مستعمرة لهم هناك. وكان بعض تلك الأراضي للحكومة وبعضها متنازع على ملكيته فلم يثبت لرجال الجمعية الصهيونية من الأرض ما يكفي لإنشاء مستعمرة فتوقف عملهم.
من ناحيته أشار صبري أحمد العدل الذي حقق الكتاب إلى أن هذه المحاولة الصهيونية حدثت عام 1908 وقد سبقتها محاولات أخرى أهمها مشروع العريش الذي تبناه تيودور هرتزل في عام 1903 عقب مجيئه إلى القاهرة في مطلع القرن الماضي، بعد أن أصدر عام 1895 كتابه "الدولة اليهودية" حيث طالب أغنياء اليهود في مصر بمساعدته في الحصول على موافقة الخديوي عباس حلمي الثاني (1892 – 1914) على منح سيناء وطنا قوميا لليهود.
وقال شقير في الكتاب الذي صدرت طبعته الأولى في مارس/ آذار 1916 إن المصريين أصحاب سيناء قلما يزورونها أو يعلمون شيئا من أمرها، مع أن الإفرنج يدخلونها أفواجا كل سنة قصد الصيد والنزهة وزيارة الدير أو البحث عن المعادن أو التنقيب عن الآثار.
وكان شقير يعتبر منطقة الشام التي تضم سوريا وفلسطين والأردن ولبنان كتلة سياسية وجغرافية واحدة يطلق عليها اسم سوريا، حتى إنه في أكثر من موضع يشير إلى أن شبه جزيرة سيناء هي تلك البادية الشهيرة التي تصل القطر المصري بقطري سوريا والحجاز، كما أن منطقة رفح على الحدود الشمالية الشرقية لمصر هي الحد بين مصر وسوريا, على حد قوله.
من جانبه قال أستاذ التاريخ أحمد زكريا الشلق المشرف على مركز تاريخ مصر المعاصر في مقدمة الكتاب إن اشتغال المؤلف في خدمة السلطات البريطانية في مصر طوال ثلاثين سنة جعله يعرض لتاريخ احتلال مصر باعتباره مسألة طبيعية، ولم يفكر في التعليق على سياسة بريطانيا الاستعمارية في مصر وعدم وفائها بوعودها بالجلاء.
وأضاف أنه أيا كانت مواقف شقير السياسية وعلاقاته التي غالبا ما كانت تمليها مصالحه الخاصة ووظائفه وانتماؤه لأقلية أرثوذكسية شامية تقيم في مصر، فإنه قدم للتاريخ المصري وللمؤرخين كتابا مهما عن تاريخ سيناء يرقى إلى درجة المصادر التاريخية، خاصة في الجزء الذي عاصر المؤلف أحداثه ووقائعه فقد كان فيه شاهد
سيناء.. وتاريخ يربط بين الحضارات (الجزيرة)
شدد كتاب ألفه المؤرخ الشامي نعوم شقير منذ نحو 90 عاما وحققته وحدة البحوث الوثائقية بدار الوثائق المصرية مؤخرا، على أهمية منطقة سيناء التي خضعت مباشرة للسلطة العسكرية المركزية، حتى إن دخولها قبل مائة عام كان يحتاج إلى إذن خاص من مدير المخابرات في القاهرة.
وكان لمؤلف الكتاب الذي حمل عنوان "تاريخ سينا القديم والحديث وجغرافيتها"، دور فاعل في بعض الوقائع والأزمات وذلك بحكم عمله بقلم المخابرات البريطانية في مصر, كما كان في الكثير منها شاهد عيان ولهذا كتب في كثير من المواضيع بصيغة المتكلم.
ويتناول الكتاب تاريخ سيناء وحدودها وطبيعتها الجغرافية ومدنها ومعالمها الدينية والأثرية وخرافات سكانها وتجارتهم وعاداتهم وحروبهم، إضافة إلى خاتمة موجزة عن تاريخ مصر والشام والعراق وشبه الجزيرة العربية.
ووصف شقير سيناء بأنها "بلاد عربية محضة يعيش فيها الإنسان على الفطرة كأنه معاصر لإبراهيم وموسى وله عقل الشيوخ وقلب الأطفال. بلاد تتجلى فيها الطبيعة بأبهى مظاهرها"، وروى بعضا من عادات أهل سيناء في تلك الفترة منها أنه "جرت عادة النساء أن يحرقن صغار العقارب ويرششن منها على حلمات أثدائهن عند إرضاع أطفالهن تطعيما لهم حتى لا يؤذيهم لسع العقارب".
وأشار إلى وجود ما وصفه بدوام الفوضى قائلا "الفوضى لا تساعد على أن يستتب الأمن في باديتهم... القانون وحده مهما صلح حاله لا يكفي لإصلاح قوم مازالوا على البداوة... إن كل قبيلة من قبائل البادية دولة مستقلة بذاتها وإن قبائل سيناء مرتبطة بعضها ببعض بحلف حفظا للسلام... وإذا رفقت السياسة بسيناء وقدر لها أن تكون همزة وصل لا همزة قطع رأينا فيها سكة حديد تربط القطرين الشقيقين قريبا".
وتحت عنوان "الجمعية الصهيونية في رفح" أشار المؤلف إلى أنه حضر في تلك الفترة بعض رجال الجمعية الصهيونية إلى رفح واشتروا من أهلها بعض الأراضي بقصد تأسيس مستعمرة لهم هناك. وكان بعض تلك الأراضي للحكومة وبعضها متنازع على ملكيته فلم يثبت لرجال الجمعية الصهيونية من الأرض ما يكفي لإنشاء مستعمرة فتوقف عملهم.
من ناحيته أشار صبري أحمد العدل الذي حقق الكتاب إلى أن هذه المحاولة الصهيونية حدثت عام 1908 وقد سبقتها محاولات أخرى أهمها مشروع العريش الذي تبناه تيودور هرتزل في عام 1903 عقب مجيئه إلى القاهرة في مطلع القرن الماضي، بعد أن أصدر عام 1895 كتابه "الدولة اليهودية" حيث طالب أغنياء اليهود في مصر بمساعدته في الحصول على موافقة الخديوي عباس حلمي الثاني (1892 – 1914) على منح سيناء وطنا قوميا لليهود.
وقال شقير في الكتاب الذي صدرت طبعته الأولى في مارس/ آذار 1916 إن المصريين أصحاب سيناء قلما يزورونها أو يعلمون شيئا من أمرها، مع أن الإفرنج يدخلونها أفواجا كل سنة قصد الصيد والنزهة وزيارة الدير أو البحث عن المعادن أو التنقيب عن الآثار.
وكان شقير يعتبر منطقة الشام التي تضم سوريا وفلسطين والأردن ولبنان كتلة سياسية وجغرافية واحدة يطلق عليها اسم سوريا، حتى إنه في أكثر من موضع يشير إلى أن شبه جزيرة سيناء هي تلك البادية الشهيرة التي تصل القطر المصري بقطري سوريا والحجاز، كما أن منطقة رفح على الحدود الشمالية الشرقية لمصر هي الحد بين مصر وسوريا, على حد قوله.
من جانبه قال أستاذ التاريخ أحمد زكريا الشلق المشرف على مركز تاريخ مصر المعاصر في مقدمة الكتاب إن اشتغال المؤلف في خدمة السلطات البريطانية في مصر طوال ثلاثين سنة جعله يعرض لتاريخ احتلال مصر باعتباره مسألة طبيعية، ولم يفكر في التعليق على سياسة بريطانيا الاستعمارية في مصر وعدم وفائها بوعودها بالجلاء.
وأضاف أنه أيا كانت مواقف شقير السياسية وعلاقاته التي غالبا ما كانت تمليها مصالحه الخاصة ووظائفه وانتماؤه لأقلية أرثوذكسية شامية تقيم في مصر، فإنه قدم للتاريخ المصري وللمؤرخين كتابا مهما عن تاريخ سيناء يرقى إلى درجة المصادر التاريخية، خاصة في الجزء الذي عاصر المؤلف أحداثه ووقائعه فقد كان فيه شاهد