المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصـــة هـــود عليـــه الســـلام ((1))


ولد مجري
27-Feb-2003, 02:47 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


ان الحمدلله نحمده ونستعين به ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من

شرور انفسنا ومن سيات اعمالنا من يهده لله فهو المهتد ومن يضلل فلن

يجد له وليا مرشدى,ان اكثر واعظم من عبد , الله

وعرفه حق المعرفه هم الانبياء عليهم السلام ويجب علينا ان نأخذ العبر

منهم , وتمسك بنهج الحبيب عليه الصلاة والسلام

واحببت ان انقل قصص الانبياء الى هذا المنتدى ليستفيد القراء بافضل البشر

واليكم باقصة:-


@@@@@@@@@@@@@@@@@@

الوصية إلى هود (عليه السلام)

بعد أن استكمل نوحٌ (عليه السلام) أيامه، وانقضت نبوته أنزل الله عليه سبحانه

جبرائيل (عليه السلام) يأمره بأن يدفع ميراث النبوة والعلم إلى ابنه سام، وأن

يبشر الذين آمنوا معه بنبوة هود(ع) ويأمرهم باتباعه.

وهود(ع) هو ابن عبد الله بن رباح بن خلود بن عاد بن عوص بن إرم بن سام بن

نوح(ع)، وهو من قبيلة يقال لها الخلود، من أوسطهم نسباً وحسباً، وأصبحهم

وجهاً في مثل أجسامهم، أبيض بادي العنفقة طويل اللحية، آدم كثير الشعر،

وكان أشبه ولد آدم بآدم(عليه السلام).

كان هود مزارعاً يسكن مع قومه عاد في مايعرف اليوم بالأحقاف، في البادية

بالدهناء ويبرين وعالج إلى اليمن وحضر موت، وهي اليوم رمال ليس فيها أنيس

بعد ذلك العمران والنعيم العظيم.


اتصف هود(عليه السلام) بالوقار والهيبة والرزانة، وسعة الصدر والحلم، كما

اتصف بالعقل وعزة النفس، وكان مع هذا وذاك عابداً زاهداً عفيفاً أبياً غيوراً،

صلب الإيمان، رحيماً عطوفاً ليناً.

{وإلى عادٍ أخاهم هودا}

كانت قبيلة عاد تسكن كما ذكرنا في الأحقاف باليمن شمالي حضرموت، في

أرض يقال لها الشحر في وادٍ يُسمى مغيث، في أخصب بلاد العرب وأكثرها

أنهاراً وجنانا.

وكانوا كأنهم النخل الطوال، قد زادهم الله بسطةً في الجسم والقوة، إذ كان

الرجل منهم يضرب الجبل فتنهدم منه قطعة، وينزع الصخرة فيقلعها بيده،

وكانوا يعبدون الأوثان، وقد اتخذوا لهم أصناماً ثلاثة أموها آلهة، وهي: صمدا

وصمودا وهرا.

سميت عاد بذات العماد. كما ورد في القرآن الكريم {ألم تر كيف فعل ربك بعاد

إرم ذات العماد} لأن الله سبحانه كان قد سخر لهم من قطع الجبال والصخور،

مايعملون منه العمد والأبنية، وكان لهم من القوة على ذلك والعمل به شيئاً لم

يسخِّره لأحد كان قبلهم ولا بعدهم.

ولما رأوا قوتهم ومقدرتهم استكبروا بغير الحق، وأصابهم الصلف والغرور،

وجحدوا آيات الله وكفروا نعمه: {فأما عاد فاستكبروا في الأرض بغير الحق،

وقالوا من أشدُّ منا قوة}.

وأخذ أبناءُ عاد والمترفين منهم خاصة، يبنون في كل مكان مرتفع من الأرض

بناءً عالياً يطلعون منه على الناس ليسخروا منهم ويهزأوا بهم.

وكان هود (عليه السلام) قد أتم الأربعين من عمره، فبعثه الله فيهم، نبياً وهادياً

إلى سبيله ومرشداً، وهو منهم أوّل نبيّ عربي يبعثه الله، فدعاهم إلى عبادة

الله وترك عبادة الأصنام، وإلى عدم الاستعلاء في الأرض والفساد، قائلاً لهم:

{ياقوم اعبدوا الله مالكم من إله غيره أفلا تتقون} {أتبنون بكل ريعٍ آية تعبثون،

وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون، وإذا بطشتم بطشتم جبارين، فاتقوا الله

وأطيعون، واتقوا الذي أمدكم بما تعلمون أمدكم بأموالٍ وبنين، وجنات

وعيون}.

ولكن عاداً راحوا يسخرون من هود (ع)، ويقولون له: أتريد منا أن نترك آلهتنا

صمدا وصمودا وهرا التي كان يعبدها آباؤنا قبلنا ونعبد إلهك الواحد الذي

لانراه؟!

{قالوا أجئتنا لنعبد الله وحدة ونذر ماكان يعبد آباؤنا}.

هذا أمرٌ غريب بعيد، لن نؤمن لك، وأنت واحدٌ منا، ولايمكنك أن تقنعنا أو

تجبرنا على ذلك، وقال بعضهم: {ماهذا إلاّ بشر مثلكم يأكل مما تأكلون منه

ويشرب مما تشربون، ولئن أطعتم بشراً مثلكم إنكم إذاً لخاسرون} وقالوا:

{إجئتنا لتأفكنا عن آلهتنا}؟... {إنا لنراك في سفاهة وإنا لنظنك من الكاذبين}.

وأخذ هود(ع) يسرد لهم الأدلة والبراهين، على صدقه وعلى وحدانية الله، وعلى

أن تلك الأصنام التي يعبدونها لاتنفعهم، وراح يذكرهم بأن ما ينعمون به من

القوة والحياة الكريمة، إنما هو من اله خالقهم ومدبر شؤونهم، وأنه سيزيدهم

إن هو آمنوا وشكروا، وتركوا الإفساد في الأرض والاستكبار، وأن الله سيغضب

عليهم ويعاقبهم إن هم أصروا على ماهم عليه من عبادة الأصنام والإفساد

والسخرية بالناس والهزء منهم: {أوعجبتم أن جاءكم ذكر من ربكم على رجل

منكم لينذركم واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد قوم نوح وزادكم في الخلق

بسطة، فاذكروا آلاء الله لعلكم تفلحون}.

واستكبر قوم عاد وأصروا على كفرهم وقالوا: {ياهود ماجئتنا ببينة وما نحن

بتاركي آلهتنا عن وقولك ومانحن لك بمؤمنين} أما هود(ع) فاستمر في دعوته

ورفض عبادة الأصنام رغم أنهم خرفوه وهددوه، ولم تفتر له همة وقال لهم:

{إني أشهد الله واشهدوا أني برئٌ مما تشركون.. فإن تولوا فقد أبلغتكم ما

أرسلت به إليكم ويستخلف ربي قوماً غيركم ولاتضرونه شيئاً}.

وتابع هود(ع) دعوته لهم ووعده وعيده، ووعظهم وتذكيرهم أنهم بعد الموت

سيبعثون من جديد، ليحاسبهم الله على كل ماكانوا يفعلونه، من الإثم والعدوان،

مذكراً إياهم بأنه لايطلب منهم أجراً على مايقوم به، وأنه أمين على رسالة بعثه

بها الله إليهم ليبلغهم إياها، وأنه لهم من الناصحين:

{إذ قال لهم أخوهم هود: ألا تتقون إني لكم رسول أمين، فاتقوا الله وأطيعون،

وما أسألكم عليه من أجرٍ إن أجري إلا على رب العالمين.. إني أخاف عليكم

عذاب يومٍ عظيم}.

ولم تنفع مع قوم عاد كل محاولات هود(ع) لإنقاذهم ونقلهم من الضلالة والجهل،

من عبادة الأصنام والفساد، إلى الهدى والرشاد والصلاح، إلى عبادة الله الواحد

الأحد وطاعته. ليس هذا فحسب بل إنّ بعض السفهاء منهم راح يهزأ بهود(ع)

ويستخف قومه قائلاً لهم: {ولئن أطعتم بشراً مثلكم إنّكم إذاً لخاسرون أيعدكم

أنكم إذا متم وكنتم تراباً وعظاماً أنكم مخرجون، هيهات هيهات لما توعدون، إن

هي إلاّ حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما نحن بمعوثين، إن هو إلاّ رجلٌ افترى على

الله كذباً وما نحن له بمؤمنين}.



وترقبو البقية باذن الله تعالى






@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

عبدالرحمن الهيلوم
21-Aug-2008, 06:19 AM
جزيت خير يالغالي