مشاهدة النسخة كاملة : نشرة النافذالاسبوعية للهيلا القسم الاسلامي
النافذ
19-Aug-2005, 03:07 PM
وزير الدفاع العراقي يقر بوفاة 35 معتقلاً سنيًّا نتيجة التعذيب
الجمعة 14 رجب 1426هـ – 19 أغسطس 2005م آخر تحديث 10:10 ص بتوقيت مكة
مفكرة الإسلام [خاص]: اعترف وزير الدفاع العراقي المعين من قِبل الاحتلال 'سعدون الدليمي' خلال مؤتمر صحفي عقده بالعاصمة بغداد في ساعة متأخرة من يوم أمس الخميس، بوفاة عدد من معتقلي أهل السنة من مناطق اليوسفية واللطيفية والمدائن خلال التحقيق بفعل التعذيب.
ونقل مراسل مفكرة الإسلام في بغداد عن الوزير المعين من قِبل الاحتلال قوله خلال المؤتمر الصحفي: إنني لا أخجل من الاعتراف بمستوى الانفلات الأخلاقي الموجود في صفوف الجيش العراقي؛ لأننا سنتدارك الأمر ونشكل لجانًا للتحقيق في الأمر.
وردًّا على سؤال من أحد الصحفيين حول عدد المعتقلين السنة الذي توفوا نتيجة التعذيب في سجون عراقية تابعة للجيش، قال الدليمي تم إحصاؤهم وتبين أنهم 35 معتقلاً قتلوا نتيجة التعذيب، مضيفًا أن ضباط الجيش لم يكونوا أمناء على مهنتهم في ذلك المجال.
وعن الإجراءات التي اتخذتها وزارته للحد مما يعرف بـ'الإرهاب'، قال وزير الدفاع العراقي المعين: [نحن الآن بصدد إطلاق قانون يعامل فيه المتستر على 'الإرهابي' العربي أو العراقي في منازلهم كـ'الإرهابي' نفسه لتضييق الخناق عليهم'.
ويأتي اعتراف الوزير المعين سعدون الدليمي بعد سلسلة من الاتهامات التي قدمتها هيئة علماء المسلمين التي تمثل أعلى مرجعية للمسلمين السنة في العراق، تتهم فيها أجهزة الأمن العراقية بقتل أبناء السنة تحت التعذيب لإجبارهم على الاعتراف بأفعال لم يرتكبوها.
النافذ
19-Aug-2005, 03:17 PM
أنباء عن إطلاق سراح المعتقلين الإسلاميين والعسكريين في موريتانيا خلال ساعات
: أعلنت مصادر عسكرية موريتانية أنه سيتم إطلاق سراح جميع المعتقلين بالسجن المدني بنواكشوط بعد قليل.
ونقلت وكالة 'الأخبار' الموريتانية المستقلة عن المصادر أن المجلس العسكري للعدالة والديمقراطية ـ الذي يحكم البلاد منذ يوم أمس بعد الانقلاب الناجح الذي نفذه ـ قد قرر الإفراج عنهم.
وأضاف نفس المصدر أن العقيد أعل ولد محمد فال الذي يتولى قيادة المجلس العسكري سيتوجه في الساعات القادمة بخطاب للرأي العام عبر وسائل الإعلام حول هذا الموضوع.
وقد تجمعت الحشود الغفيرة من المواطنين الموريتانيين أمام السجن المدني بنواكشوط وذلك ترقبًا لإطلاق سراح المعتقلين من التيار الإسلامي وسجناء انقلاب الثامن من يونيو 2003 وغالبيتهم من العسكريين.
وكان أقارب المعتقلين ومعهم جموع كثيرة من المواطنين قد تجمعوا مساء أمس الأربعاء وانتظروا إلى وقت متأخر من الليل الإفراج عن السجناء ثم عادوا في وقت مبكر من صباح اليوم.
وكانت الوكالة الموريتانية قد نقلت عن مصادر تأكيدها مساء أمس أن المجلس العسكري قد قرر الإفراج عن السجناء, لكنه أضاف أن العملية تحتاج وقتًا من أجل ترتيب بعض الأمور التي لم يحدد طبيعتها.
يذكر أن عشرات السجناء من أنصار التيار الإسلامي معتقلون بالسجن المركزي من أبرزهم الشيخ محمد الحسن ولد الددو والشيخ محمد الأمين ولد الحسن والسفير السابق الدكتور المختار ولد محمد موسى.
كما يوجد بنفس السجن عشرات العسكريين والمدنيين ممن حكمت عليهم المحكمة بالسجن لمشاركتهم في محاولات انقلابية سابقة وفي مقدمتهم الضابطان صالح ولد حننا وعبد الرحمن ولد ميني اللذيْن تزعما محاولة الانقلاب الفاشلة في 8 يونيو2003 وحكم عليهما بالسجن المؤبد.
النافذ
19-Aug-2005, 03:20 PM
خطة قوية للتوبة إلى الله
--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوه والأخوات الأحبه فى الله
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته
( هُوَ الّذِيَ أَنزَلَ السّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوَاْ إِيمَاناً مّعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلّهِ جُنُودُ السّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً ) [الفتح]
برنامج عملي للتوبة
( أكثر من رائع لا يفوتك)
ما أحسب أحدًا ممن في قلبه ذرة من إيمان أنه يكره التوبة، حتى لو بدا الفساد من أفعاله، والشر في وجهه، فنداء التوبة يغلب على كل مسلم، يناديه أن يرجع إلى فطرته الأولى قبل أن يغيرها بيده، أو بحكم البيئة والعشرة، أو التعليم وغيرها من عوامل التأثير في الإنسان، ويظل الإنسان يصارع، فإن صدق النية، وفقه الله تعالى لتوبة نصوح، وإن عاند وتجبر، تركه الله لنفسه هذه المرة، وإن فتح له أبواب التوب مرات عديدة.
ولكن كيف يتوب الإنسان؟ فكثير ممن يود التوبة، يريد أن يأخذ أحد بيديه للتوبة الصادقة، ولكنه لا يعرف أين السبيل؟
اقترح لك عددًا من الخطوات العملية مثل:
1 - اجلس مع نفسك، قد يكون ذلك في حجرة، على أن تكون وحدك، دون أن يكون معك أحد، أغلق عليك باب حجرتك.
أو اجلس في مسجد من المساجد، بعيدًا عن جو الدنيا.
أو اجلس في حديقة عامة، حيث الخضرة والهواء الطلق، والهدوء بعيدًا عن زحمة العمل أو البيت.
2 - اختر المكان المناسب لك، واجعل معك قلمًا وورقًا، وسطر بيديك ذنوبك، قسمها كبائر وصغائر، وأحصها جيدًا.
فالإحصاء جيد لمعرفة كم الذنوب التي يقترفها الإنسان.
3 - انشغل أولاً بالكبائر، عدها جيدًا، وانظر أخطرها وأعظمها أثرًا.
ابدأ بأكبر الكبائر، فالأصغر فالأصغر.
4 - انشغل بذنب واحد، وضع خطة للتخلص منه.
5 - انظر ما الذي يدفعك إلى فعل الذنب، فقد يكون الفراغ، أو شهوة النفس، أو أصدقاء السوء، أو غير ذلك، فمعرفة الدافع للفعل تساعد كثيرًا على التخلص منه، أو استثماره بشكل أفضل.
6 - تعقل ما الذي تستفيده من وقوعك في الذنب؟ انظر وسيلة مباحة تحقق بها ما تظن أنه فائدة، أو تركه في الله، فكل ما حرم الله فيه ضرر للإنسان.
7 - ضع جدولاً زمنيًّا، واجعل التغيير مرحليًّا، لا تتعجل وتجد في نفسك التخلص من كل الذنوب، فربما كان في الإسراع إنهاء لمشروع التوبة، لا تكن كمن يجري بسرعة، ويظل يجري، فإذا به يقع على الأرض، فلا ظهرًا أبقى، ولا أرضًا قطع.
8 - قسم التخلص من الذنوب على جدول زمني، انظر كم يومًا يمكن لك أن تتخلص فيه من الذنب، ربما يكون في شهر أو أكثر، وربما يكون في أقل.
9 - قسم الجدول الزمني إلى أسابيع وأيام.
10 - اجعل الجدول الزمني في حقيبتك، أو حافظتك، وتابع القدر اليومي للتخلص من الذنب.
11 - لا تنم حتى تنظر في جدولك، وضع علامة على تحقق القدر اليومي، فإن لم تكن حققته، فخذ هذا القدر مع القدر اليومي لليوم التالي.
12 - أعط نفسك درجات في تحقق القدر اليومي، وتابع بشدة.
13- ادعُ الله كل يوم أن يتوب عليك.
14- ابتعد عن كل ما يعوقك عن التوبة.
15- كافئ نفسك عن كل تقدم في التوبة إلى الله.
16 - استشعر نداء الله لك بالتوبة: "وتوبوا إلى الله جميعًا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون".
17 - استشعر فرحة الله تعالى بتوبتك، ألا يستحق خالقك أن تفرحه بالعودة إليه؟
18 - ابدأ في النظر إلى الذنب الثاني، وطبق جدول العلاج فيه أيضًا. مثال تطبيقي: [/color]
مشاهدة المواقع الإباحية.
1 - اجلس مع نفسك، واسألها بكل صراحة: ما الذي يجعلك تشاهد المواقع الإباحية؟
هل لأنك تجد متعة في مشاهدة العري؟
هل تشاهد من باب الفضول؟
هل لأنها تثير شهوتك؟
2 - انظر: كم تقضي من الوقت؟ وما المردود العملي من هذا؟ لن تجد مردودًا سوى (ضياع دين/ ضياع وقت/ ضياع واجبات/ غضب الله/ البعد عن مواطن الخير/ موات النفس/... إلخ).
3 - اسأل نفسك: هل مشاهدة التعري فعلاً متعة؟
ألا يوجد طريقة أخرى لإثارة شهوتك بالحلال؟
ما تأثير هذا الفعل على نفسك وقلبك؟
هل فعلاً تريد أن تتخلص من هذا الفعل؟
3 - امسك القلم والورق، واكتب:
ما الذي يدفعك لهذا العمل؟
الأصدقاء/ الفراغ/ البقاء وحدك/... إلخ.
4 - انظر كيف تعالج كل واحدة.
أ - إن كان البقاء وحدك يدفعك في هذا، فاعلم أن الله تعالى يراك.
ب - لا تجلس وحدك، نادِ أخاك، أو صديقك، أو أختك، أو زوجتك، أو أمك، أو أي أحد ممن تثق فيه.
ج - لا تفتح الإنترنت إلا في وجود أحد من الصالحين.
وإذا ظهرت نتيجة طيبة، فعوِّد نفسك على أن تفتحه في وقت لا يكون فيه أحد، بعد استشعار أن الله تعالى معك.
5 - حاول أن تستمع للقرآن وأنت جالس على جهاز الكمبيوتر.
6 - أنزل برنامج الذاكر على جهازك.
7 - تذكر أنك قد تموت وأنت على حالتك هذه، وأنك تبعث عند الله على رؤوس الخلائق، وأنت تشاهد العري.
8 - اخرج إلى الحدائق والأزهار، وشاهد الخلق، انظر إلى السماء كثيرًا، واستمتع بالنظر إلى السماء والأرض والأشجار والأزهار.
9 - سر على شاطئ البحر أو النهر، وتمتع بالمنظار الخلابة.
10 - شاهد من الفضائيات ما هو نافع لك، وأشغل نفسك بالبديل المباح عن الحرام.
11 - الإنترنت ليس كل شيء في حياتنا، حاول أن تشغل نفسك بأنشطة حية بعيدًا عن الإنترنت والكمبيوتر.
12 - إن كنت تشكو من شيء دفعك إلى هذا الفعل، فاسع إلى علاجه بشكل فعّال وحقيقي.
13 - استعن بالله، فما خاب من استعان به ودعاه.
14 - كافئ نفسك بنزهة، أو أكلة، أو شيء تحبه نفسك، ما دام مباحًا.
15 - اشكر الله تعالى أن وفقك، فمن شكر الله، زاده الله من نعمه، وليست هناك نعمة أفضل من التزام أوامر الله تعالى.
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
ملحوظه:تخيل اخي واختي لو انك نشرت هذه الرساله بين عشره من اصدقائك على الاقل؟؟وكل صديق منهم فعل كما فعلت انت وهكذا ؟؟ولكل واحد منهم حسنه,والحسنه بعشر امثالها,انظر كم كسبت من الحسنا ت في دقيقه واحده او دقيقتين!!!!انشرها اخي واختي ولا تبخل على نفسك بالحسنات؟؟
اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعفو عنا
وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً*وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِب
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ
اخي الكريم الا تعلم ان الدعاء لاخيك المسلم بظهر الغيب من الدعاء المستجاب ولك منها نصيب
النافذ
19-Aug-2005, 03:24 PM
مع تعاظم الورطة الأمريكية...الانسحاب وحده ليس كافيا !!
لا يشك المتابع للشأن العراقي في عظم الورطة التي يعاني منها الاحتلال الأمريكي, والتي اتخذت أبعادًا مختلفة جعلت الحديث عن الانسحاب من العراق مطروحًا بقوة على مائدة الأكاديميين والخبراء العسكريين الأمريكيين, ولكن في ظننا أن هذا الانسحاب متى تم فإنه ليس كافيًا ولا مرحبًا به وحده, فثمة استحقاقات أخرى ودين واجب الأداء يجب على المحتلين على اختلاف جنسياتهم أدائه.
مظاهر الورطة الأمريكية في العراق:
نقول: إن مظاهر تلك الورطة تعددت وتنوعت, ولعلنا نذكر بعضًا منها كالتالي:
1. تزايد وتيرة العمليات وتنوعها:
ـ فقد صرح وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد قبل عدة أسابيع أن قواته تتعرض لـ500 عملية أسبوعيًا, وهو ما يزيد عن 71 عملية يوميًا.
ـ ارتفع معدل عدد القصف المكثف من صفر خلال الأشهر الأولى من الاحتلال الأمريكي إلى ما يقرب من 13عملية قصف في اليوم الواحد خلال العام الحالي.
ـ مع نهاية عام 2003 قدر قادة عسكريون أمريكيون عدد رجال المقاومة بخمسة آلاف، وخلال هذا العام ذكر مدير الاستخبارات العراقية أنه يوجد حاليًا حوالي 20 ألف رجل مقاتل في العراق.
ـ صرح أحد ضباط التوجيه السياسي والمعنوي في وزارة الدفاع العراقية أن الجيش الأمريكي والجيوش المتحالفة معه والجيش العراقي والشرطة العراقية تتعرض بشكل يومي إلى هجمات بعدد يتراوح ما بين 60 إلى 65 عملية.
وقال: إن من يدعي أن عمليات العناصر المسلحة قلّت فهو متوهم؛ لأنهم ما زالوا يتحركون بمطلق الحرية وينفذون العمليات التي يريدونها في أي مكان يريدون.
2. الفشل في التصدي للمقاومة:
فبرغم كثافة عمليات الاحتلال الأمريكي ضد عناصر المقاومة والتي تتخذ مسميات عدة منها 'البرق' و'السيف الأحدب' و'مصارعة الثيران' و'الفئران القارضة', إلا أن ذلك لم يكن له كبير أثر على المقاومة.
ويعبر جيفري وايت - وهو محلل سابق في وكالة استخبارات الدفاع في مركز واشنطن لسياسة الشرق الأدنى - عن وضع العمليات في العراق فيقول: 'نستطيع فقط أن نسيطر على الأرض التي نقف عليها وعندما نغادر تسقط مرة أخرى في يد المسلحين'.
وفي اعتراف ربما يكون الأوضح صرح السفير الأمريكي في العراق زلماي خليل زاده: إنه لا يمكن هزيمة المسلحين بالعمل العسكري وحده، بل هناك حاجة لمخطط سياسي لعزل وإضعاف مكانتها في المجتمع العراقي.
ـ ويقول العريف غلين الدويتش: 'إن رجال المقاومة أذكياء في كل الأوقات، ولقد شاهدنا الكثير من التغييرات في أساليبهم [...] إنهم يتعلمون ويتطورون بشكل كبير, وباتت مواجهتهم أكثر صعوبة'.
3. انهيار معنويات الجيش:
فقد أكدت دراسة قام بها الجيش الأمريكي أن أكثر من نصف الجنود الأمريكيين في العراق يعانون من روح معنوية منخفضة للغاية، وذلك بسبب تصاعد هجمات المقاومة العراقية.
وأظهرت الدراسة التي قام بها الجيش الأمريكي في الفترة من أواخر شهر أغسطس إلى منتصف شهر أكتوبر العام الماضي أن الروح المعنوية لـ54% من الجنود الأمريكيين منخفضة.
وقد تجلت في عدة مظاهر منها:
· انتشار المخدرات على نطاق واسع, فقد كشفت صحيفة 'دايلي تليجراف' البريطانية في عددها الصادر بتاريخ 23 يوليو 2005م أن المخدرات أصبحت تمثل تهديدًا لجنود الاحتلال الأمريكي بالعراق.
وبحسب الصحيفة فإن بعض المجندين الأمريكيين تحولوا إلى اتجاه المخدرات والإدمان بسبب تساقط زملائهم من قتلى وجرحى بصورة يومية, وفرارًا من الرعب الذي تمثله عمليات القتال ضد عناصر المقاومة.
وقالت: إنه تم توجيه اتهام بتعاطي المخدرات والمواد الكحولية لـ2% من أعضاء السرية 256 المقاتلة.
ويقول كابتن 'كريستوفر كرافتشيك' - محامي دفاع عسكري-: إن بعض الجنود قد لجئوا لذلك لأنهم لم يتمكنوا من مقاومة الضغوط والإحباط.
· الهروب من الخدمة, فوفقًا لأرقام البنتاجون، فإن السلطات المختصة تلاحق أكثر من خمسة آلاف جندي لهروبهم منذ بداية حرب العراق، فضلاً عن تخلي 800 جندي من الاحتياط للاستدعاء إلى وحداتهم، كما أنهم طالبوا بإعفائهم لأسباب عائلية أو صحية.
وساقت صحيفة 'لوموند' الفرنسية في عددها الصادر بتاريخ 19 يوليو 2005 قصة أحد هؤلاء الجنود ويسمى 'مويسس فيرنانديز' - الذي عاد من العراق في الخامس من يونيو – حيث طلب من أحد أقربائه إطلاق الرصاص على ساقه كي لا يتم إجباره على الذهاب مرة أخرى.
ويروي والد مويسس حالته عقب عودته من العراق قائلاً: إنه 'يستيقظ بالليل ويمشي في المنزل ويوقد الأنوار ثم يطفئها'، إن الجندي مصاب بحالة من القلق نتيجة خدمته في العراق حيث يرى الموت يوميًا.
وقالت الصحيفة الفرنسية: إنها ليست المرة الأولى التي يلجأ فيها جندي إلى مثل تلك الخطة لعدم الذهاب إلى العراق، حيث أصيب جندي آخر في منتصف شهر ديسمبر، بعد أن أطلق أحد أقاربه الرصاص على ساقه قبل أسبوع من انضمامه إلى الوحدة.
· تفشي الأمراض النفسية, فقد اضطرت القوات الأمريكية إلى سحب 65% من جنودها من إحدى قواعدها العسكرية.
وذكر مترجم يعمل مع الاحتلال أن أغلب الجنود الذين تم سحبهم من قاعدة عين الأسد الجوية
ـ وفقًا لتقارير طبية صادرة من الجيش الأمريكي ـ هم من المصابين بداء الأرق أو الصرع أو الهستريا المستفحلة، أو ممن حاول الانتحار وتم اكتشافهم، أو من الجرحى الذين يسقطون يوميًا بسبب العمليات العسكرية.
وذكر أن حالات العراك والشجار بين الجنود استفحلت كثيرًا، كما ذكر أن حالات عصيان الأوامر باتت مألوفة في الجيش الأمريكي، حتى إنهم اضطروا لسن قوانين انضباط جديدة.
4. فشل عمليات تدريب القوات العراقية:
بحسب إحصائية وزارة الدفاع الأمريكية [البنتاجون] فإنه يوجد في الوقت الحالي أكثر من 100 كتيبة للقوات العراقية ووحدات الشرطة شبه العسكرية، تضم 173 ألف عراقي، وتعمل قوات الاحتلال على زيادة هذا العدد إلى 270 ألفًا بحلول الصيف القادم.
وأكد تقرير للبنتاجون أن القوات العراقية ليست جاهزة لمواجهة المقاومة المسلحة, وأوضح التقرير الذي أوردته صحيفة نيويورك تايمز في عددها الصادر بتاريخ 21 يوليو 2005 أن نصف فرق الشرطة العراقية مازالت تحت التدريب ولا تستطيع إجراء عمليات عسكرية، بينما النصف الآخر من وحدات الشرطة وثلثا كتائب الجيش لا تستطيع تنفيذ عمليات عسكرية إلا بمساعدة أمريكية.
وقال التقرير: عدد صغير من قوات الأمن العراقية قادر على قتال المقاومة بدون مساعدة أمريكية، بينما قرابة الثلث من الجيش قادر على التخطيط وتنفيذ عمليات لمكافحة المقاومة.
ـ وفي تقرير حكومي أمريكي آخر أوضح أن جهاز الشرطة العراقية يضم متطوعين لهم سوابق إجرامية بل ومسلحين.
وقال التقرير الذي أوردته مجلة تايم في نسختها يوم الاثنين 25 يوليو 2005, والذي استند إلى دراسة أعدتها مكاتب المفتشين العموميين بوزارتي الدفاع والخارجية الأمريكيتين: إن عددًا كبيرًا للغاية من المتطوعين 'يعرفون القراءة والكتابة بشق الأنفس', وإن بعضهم انضم لجهاز الشرطة رغم أن له سجلات جنائية أو حتى به إعاقات بدنية.
وقال التقرير: 'الشيء الأكثر إثارة للقلق هو تسلل المسلحين, فهناك أدلة كافية تثبت أن مثل هؤلاء الأشخاص موجودون بالفعل بين صفوف جهاز الشرطة العراقي'.
5. تزايد المعارضة الداخلية:
فقد كشف استطلاع للرأي أجراه مهد غالوب ومحطة Cnn وصحيفة يو إس إيه توداي نشر يوم27/7/2005 أن 58% من الأمريكيين يعتقدون أنهم لن ينتصروا في الحرب على العراق، كما أنهم قالوا: إن واشنطن لن تتمكن من تأسيس دولة ديمقراطية في العراق.
وأظهر الاستطلاع تغيرًا في موقف الأمريكيين مقارنة بالعامين الماضيين, وقال 51%: إن إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش تعمدت تضليل الشعب الأمريكي وكذبت بشأن وجود أسلحة الدمار الشامل في العراق.
الانسحاب بات الخيار الأفضل:
نقول: مع هذه الورطة التي تعاني منها جيوش الاحتلال فإنه بات مطروحًا بقوة 'فكرة' الانسحاب من العراق, على الأقل من وجهة نظر الخبراء العسكريين الأمريكيين.
فقد اعتبر خبير عسكري أمريكي - استدعي إلى الكونجرس لبحث كيفية تحسين الوضع الأمني في العراق - أن المقاومة العراقية ستكون في أوجها خلال ستة أشهر, وأن بدء الانسحاب الأمريكي سيكون لا مفر منه خلال عام.
وقال الجنرال المتقاعد 'باري ماكافري' الأستاذ في الأكاديمية العسكرية في 'ويست بوينت' الراقية ـ والذي قام بزيارة ميدانية للعراق استغرقت أسبوعًا: 'إن التمرد سيكون في أوجِه خلال الفترة الممتدة من يناير إلى سبتمبر 2006'.
وذكر 'أن التوجهات الإيجابية بعد الانتخابات التي ستجرى في يناير 2006 , في حال تأكدت، ستتيح على ما يبدو انسحابًا كبيرًا للقوات الأمريكية قبل نهاية صيف 2006'.
وكان خبير آخر وهو 'أنتوني كوردسمان' ـ من مركز الدراسات الاستراتيجية الدولية ـ قد صرح بأنه 'في الأشهر الستة إلى الـ18 المقبلة إما ستنجح الاستراتيجية الأمريكية في العراق أو ستفشل', وقدر فرص النجاح بنسبة 50% فقط
الانسحاب وحده ليس كافيًا:
ولكن في ظننا أن الانسحاب الأمريكي ـ على فرضية تحققه ـ ليس كافيًا, بل إن الإدارة الأمريكية عليها مجموعة من الاستحقاقات واجبة الأداء قبل المغادرة, وحتى إن خرجت فمن الواجب ملاحقتها وإن تمادى الزمن و تباعد.
ويمكننا الإشارة إلى بعض هذه الاستحقاقات كالتالي:
· أولاً: إعادة الشرعية:
فالحرب التي شنتها الولايات المتحدة لم تستند إلى أسس من الشرعية, ولذلك فإن ما ترتب عليها من إسقاط النظام القائم وتولية نظام آخر موالٍ تفتقر كذلك للشرعية, وعليها أن تعيد الأمور إلى نصابها وأوضاعها قبل الحرب.
والحرص على إعادة الأوضاع إلى صورتها الشرعية لا يعني بحال الموافقة على طول الخط عن ممارسات النظام السابق, ولكن ما يجب التنبه له أن الأمور الداخلية لكل دولة تحددها الشعوب بمحض إرادتها, لا من خلال الغزو الخارجي الذي ينصب العملاء والمرتزقة.
· ثانيًا: تعويض القتلى والمرضى:
فقد أكدت عدة دوريات طبية أن الولايات المتحدة استخدمت في حربها أسلحة محظورة ومحرمة دوليًا ضد المدنيين العراقيين, وهو ما أدى إلى تزايد نسبة الإصابة بالأمراض الخطرة.
فقد أعلن الدكتور محمود العامري مدير قسم أمراض السرطان في مستشفى اليرموك في بغداد أن الحرب الأخيرة والمستمرة على العراق نتج عنها أمراض فتاكة في الشعب العراقي.
وقال العامري في حديث صحفي يوم 27/04/2005: إن الولايات المتحدة استخدمت في حربها الحالية في العراق 61 صاروخًا غير مجرب من قبل, كما استخدمت اليورانيوم والنووي المحدود بكمية كبيرة جدًا, خاصة في الفلوجة والرمادي وسامراء والموصل وتلعفر وبعقوبة والنجف مع جيش المهدي, ما تسبب في ازدياد حالات السرطان.
ونقل عن إحصائية رسمية لوزارة الصحة أن 40 حالة سرطان شهريًا تفتك بالعراقيين, فيما سجلت 7500 حالة سرطان للجلد في نهاية العام الماضي.
أما مجمل الإصابات التي سجلت في صفوف العراقيين من بداية الاحتلال وحتى الآن فقد بلغت 140 ألف حالة سرطان في الجلد والدم ـ قسم كبير من تلك الحالات هي لأطفال تتراوح أعمارهم ما بين تسعة أشهر إلى تسعة أعوام.
أما عن القتلى, فقد أظهر مسح أجرته مجموعة إحصاء جثث العراق ـ وهي جماعة أمريكية بريطانية غير حكومية ـ أن ما يقرب من 25 ألفًا من المدنيين قتلوا منذ مارس 2003.
ووفقًا لتقارير الإعلام التي اعتمدت عليها المجموعة في دراستها المسحية فإن نصف عدد الوفيات وقع في بغداد, حيث يعيش خُمس العراقيين الذين يبلغ عددهم 25 مليون نسمة.
وحصر مسح آخر نشرت نتائجه دورية لانسيت الطبية في بريطانيا في أكتوبر الماضي حوالي مائة ألف حالة وفاة في الشهور الثمانية عشر التي تلت الغزو.
ووجدت الدراسة المسحية أن ثلث وفيات المدنيين تقريبًا وقعت خلال الغزو نفسه في الفترة من 20 مارس إلى أول مايو 2003 عندما نفذت القوات التي تقودها الولايات المتحدة عملية قصف بغداد التي حملت اسم 'الصدمة والرعب'.
· ثالثًا: الاعتذار عن الانتهاكات وتقديم مرتكبيها لمحاكمة دولية:
فما حدث للشعب العراقي من انتهاكات شهدت فصولها سجون 'أبو غريب' وغيرها لا يجب أن يطويها النسيان, ولا يمكن بحال الاكتفاء بتقديم بعض المجندين إلى محاكم يعقدون معها 'صفقات ادعاء' ويقضون عدة شهور في سجون مكيفة الهواء ويكون هذا هو الجزاء.
فلابد من تقديم كبار المسؤولين الأمريكيين بمن فيهم وزير الدفاع لمحكمة جرائم الحرب الدولية, باعتبارهم المسؤولين عن تلك الجرائم والانتهاكات, وما كان الجنود الذين ارتكبوا تلك الممارسات إلا دمى متحركة.
كما يجب على الإدارة الأمريكية أن تسجل اعتذارها للشعب العراقي عن تلك الجرائم المنكرة, التي هي جريمة في حق الإنسانية قبل كونها جريمة في حق شعب العراق وحده.
· رابعًا: إعادة تأهيل البنية التحتية وإرجاع الممتلكات المنهوبة:
فالقصف العشوائي الأمريكي الذي استهدف البنية التحتية ودمّرها عن آخرها لا يجب أن يمر مرور الكرام, ولا يجب أن يتحمل الشعب العراقي نتيجته, ومن ثم يتوجب إجراء دراسة دولية دقيقة عن وضعيات البنية العراقية قبل العراق ويتكفل الاحتلال الأمريكي ومَن دعمه في حربه غير الشرعية ببناء تلك البنية من جديد أو دفع تعويضات المناسبة لإعادة تأهيل المجتمع العراقي مرة أخرى.
كما يتحتم على قوات الاحتلال أن تعيد الآثار والممتلكات التي نهبتها إبان الغزو وبعده, وسوار تلك التي كانت مملوكة للدول أو للأشخاص.
وأخيرًا فإن ما نسطره في تلك الكلمات لا نودعه حقيبة الأماني والخيالات, بل هي استحقاقات لأمة انتهكت حرمتها وشعب سلبت حريته, وما ينبغي للقاتل أن يذهب بجريرته يعيش هادئ البال.
النافذ
19-Aug-2005, 03:26 PM
السعداء والتعساء
إن البحث عن السعادة والتفتيش عنها مطلب كل إنسان فمن منا لا يريد أن يعيش سعيداً فرِحاً مسروراً ؟
ولو جمعك مجلس مع الناس وسألت من فيه من السعيد ؟
فإنك ستسمع أجوبةً متعددةً ومتنوعةً ومختلفةً .
فأحدهم يقول : السعيد من عنده مال والآخر يقول :إن السعيد هو صاحب المنصب والجاه وثالث يقول : إنهم أهل الفن والطرب ... إلى غير ذلك من الأجوبة المختلفة ...
والذي يحدد السعادة وكيفية تحقيقها تجده يفني عمره في تحصيل ما يظنه سبباً للسعادة , ولاحظ معي أخي الكريم وأختي الكريم أن الحديث عن السعادة كثُر وازداد فهذه دورة عن أسباب السعادة وهذه ندوة عن طرق السعادة وهذا إعلان عن الحياة السعيدة وقد أحببت أن أنبه نفسي المقصرة إلى مفتاح عظيم من مفاتيح السعادة بل هو أعظم شيء يناله العبد في الدنيا ...
إن السعادة الحقيقية التي يُحصلها العبد في الدنيا : السعادة في طاعة الله تعالى فالطاعات من أعظم سبُل تحقيق السعادة والعكس أيضا صحيح فالمعاصي تجعل العبد مهموماً حزيناً كئيباً وإن كانت عنده أموال الدنيا وسرُّ المسألة أن الطاعة توجب القرب من الرب سبحانه فكلما اشتد القرب قوي الأنس والمعصية توجب البعد من الرب وكلما ازداد البُعد قويت الوحشة ...
فمن الناس من يظن أن أهل الفن والطرب في سعادة وإنما هُم في شقاءٍ عظيم وإن أطلقوا الابتسامات والضحكات ولو كان بإمكانك أن تشق صدر أحدهم وتسأل قلبه هل أنت سعيد ؟
فستجد فيه بحراً لا ساحل له من الأحزان والهموم لأنه سلكوا طريق المعصية للوصول إلى السعادة واعلم تماما بأنهم لن يصلوا إليها أبداً ...
وقد أجمع السائرون إلى الله أن القلوب لا تُعطى مناها حتى تصل إلى مولاها ولا تصل إلى مولاها حتى تكون صحيحة سليمة ولا تكون صحيحة سليمة حتى ينقلب داؤها فيصير نفس دوائها ولا يصح لها ذلك إلا بمخالفة هواها فهواها مرضها وشفاؤها مخالفته فإن استحكم المرض قتل أو كاد.
وكما أن من نهى النفس عن الهوى كانت الجنة مأواه فكذا يكون قلبه في هذه الدار في جنة عاجلة لا شبه نعيم أهلها نعيما ألبتة بل التفاوت الذي بين النعيمين كالتفاوت الذي بين نعيم الدنيا والآخرة وهذا أمر لا يُصدّق به إلا من باشر قلبه هذا وهذا ...
ولا تحسب أن قوله تعالى ( إن الأبرار لفي نعيم . وإن الفجار لفي جحيم ) مقصور على نعيم الآخرة وجحيمها فقط بل في دورهم الثلاثة هم كذلك أعني : دار الدنيا ودار البرزخ ودار القرار فهؤلاء في نعيم وهؤلاء في جحيم .
وهل النعيم إلا نعيم القلب ؟
وهل العذاب إلا عذاب القلب؟
وأي عذاب أشد من الخوف والهم والحزن وضيق الصدر , وإعراضه عن الله والدار الآخرة وتعلقه بغير الله وانقطاعه عن الله بكل وادٍ منه شُعبة ؟
وكل شيء تعلق به وأحبه من دون الله فإنه يسومه سوء العذاب .
فكل من أحب شيئا غير الله عُذب به ثلاث مرات في هذا الدار فهو يعذب به قبل حصوله حتى يحصل فإذا حصل عُذب به حال حضوره بالخوف من سلبه وفواته والتنغيص والتنكيد عليه وأنواع من العذاب في هذه المعارضات فإذا سُلبه اشتد عليه عذابه ؛ فهذه ثلاثة أنواع من العذاب في هذه الدار .
وأما في البرزخ فعذاب يقارنه ألم الفراق الذي لا يرجو عَوْدَه وألم فوات ما فاته نم النعيم العظيم باشتغاله بضده وألم الحجاب عن الله وألم الحسرة التي تُقطع الأكباد فالهم والغم والحسرة والحزن تعمل في نفوسهم نظير ما تعمل الهوام والديدان في أبدانهم بل عملها في النفوس دائم مستمر حتى يردها الله إلى أجسادها فحينئذ ينتقل العذاب إلى نوع أدهى وأمر .
فأين هذا من نعيم من يرقص قلبه طربا وفرحا وأُنساً بربه واشتياقا إليه وارتياحا بحبه وطمأنينة بذكره ؟
حتى يقول بعضهم في حال نزعه : واطرباه , ويقول الآخر : إن كان أهل الجنة في مثل هذا الحال إنهم لفي عيش طيب , ويقول الآخر : مساكين أهل الدنيا خرجوا منها وما ذاقوا لذيذ العيش فيها وما ذاقوا أطيب ما فيها .
ويقول الآخر : لو علم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه لجالدونا عليه بالسيوف .
ويقول الآخر : إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة .
فيا من باع حظه الغالي بأبخس الثمن وغُبن كل الغبن في هذا العقد وهو يرى أنه قد غُبن إذا لم يكن لك خبرة بقيمة السلعة فسل المقومين .
فيا عجبا من بضاعة معك الله مشتريها وثمنها جنة المأوى والسفير الذي جرى على يديه عقد التبايع وضمن الثمن عن المشتري هو الرسول صلى الله عليه وسلم وقد بعتها بغاية الهوان ...
فلنجتهد في تحصيل السعادة ولنتقرب إلى الله تعالى بما شرع فلا شك أن العبادة من أسباب السعادة والمعاصي من أسباب ذهابها .
فاللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى ونعوذ بك اللهم من الهم والحزن والعجز والكسل والجبن والبخل وضَلَع الدَّيْن وغلبة الرجال.
- نقلت في هذه المقال عباراتٍ عن العلامة الإمام شيخ الإسلام ابن قيم الجوزية من كتابه العظيم الداء والدواء -
النافذ
19-Aug-2005, 03:33 PM
ماذا وراء شائعات حوار أمريكا مع المقاومة العراقية؟!
لم تعد النغمة السائدة في الإعلام الأمريكي – في الآونة الأخيرة - تتحدث عمن يقومون بعمليات مقاومة في العراق باعتبارهم 'إرهابيين' في تغير مفاجئ رصدته بعض الكتابات والتحليلات. لقد تغيرت النغمة واللغة، وبات الأغلب في الوصف هو 'المسلحون في العراق ' وبالكاد يقولون: 'أتباع الزرقاوي'. كما ظهرت على المسئولين الأمريكيين جميعًا وفجأة أيضًا – خاصة وزيرة الخارجية كونداليزا رايس – أعراض الإصرار على مشاركة 'السنة العرب'، فصاروا يلحون في كل يوم على ضرورة 'مشاركتهم في العملية السياسية' إلى درجة جعلت حكومة احتلال العراق برئاسة الجعفري تشعر بأن الولايات المتحدة تتعمد كشف طائفيتها أو إبرازها هي باعتبارها الرافضة لمشاركة السنة، خاصة بعدما 'بث' الطالباني تصريحًا له – على نفس الموجة الأمريكية - أعلن فيه تأييده لتمثيل السنة بعدد 25 شخصًا في لجنة صياغة الدستور.
المتحدث باسم السفارة الأمريكية 'شارك في اللعبة'، بوضوح أكثر من غيره حين خرج على الإعلام من بغداد ببيان عما أسماه باتصالات أمريكية مع قادة العرب السنّة فقال: 'قناعتنا الثابتة أن العملية السياسية في العراق مهمة وحساسة وحاسمة لتحديد مستقبل هذا البلد واستقراره'، وقال: 'نحن نتحدث مع العراقيين من كل المجموعات المختلفة حول المشاركة في هذه العملية السياسية، ونشجعهم على الانخراط فيها بقوة'.
ولم يمضِ وقت على ذلك الإعلان الرسمي الأمريكي، حتى ظهر وزير الكهرباء العراقي في حكومة احتلال العراق برئاسة علاوي 'أيهم السامرائي' ليتحدث عن وقائع مزعومة لحوار بين المقاومة وسلطات الاحتلال. قال 'أيهم': 'والله أنا ذكرت سابقًا أني أنا في الكلام مع مجموعتين وحددتهما، وأكو هناك نوع من الطلب مني، إني على الأقل في الوقت الحاضر ما أدخل في هذه النقاشات كثيرًا، لكن العمل بالوقت الحاضر إنه تشترك كل المقاومة في هذا الحديث وهذين الفصيلين اللي أنا تكلمت عليهما سابقًا بدها تعمل على أن تجعل كل المقاومة تتوحد للتباحث مع الحكومة وأيضًا مع الأميركان'.
وبعدها بدأت التقارير تتسرب من كل حدب وصوب وكأنها في سلسلة واحدة، عن مفاوضات أمريكية مع 'المسلحين ' في العراق، فإذا كان المتحدث باسم السفارة الأمريكية لم يفصح صراحة عن فكرة الحوار مع المقاومة – ما فعل أيهم السامرائي- فإن 'الجارديان' البريطانية قد ذكرت أن 'دبلوماسيين وعسكريين أمريكيين [لاحظ كلمة عسكريين] أجروا محادثات غير مباشرة مع 'المسلحين' في العراق، في أول اتصال يحظى 'بموافقة رسمية' بين الجانبين بعد عامين من 'العنف'، وأشارت إلى 'مرونة' في موقف الإدارة الأمريكية التي كانت تعارض في السابق مثل هذه المفاوضات. وكان هذا 'إعلانًا من طرف أجنبي' عن المفاوضات.
وبالتزامن مع كل ذلك، أو لقد ترافق مع كل ذلك، أن جرت وقائع أخرى تبدو لأول وهلة إنها سير في اتجاه مضاد، كان أولها أن ظهر متحدث عراقي 'وفيق السامراء' يتحدث عن اشتباكات بين جماعات المسلحين في القائم. وكان ثانيها أن تكثـفت الاعتداءات من قبل قوات الاحتلال والقوات العراقية العميلة فجرت ما تسمى بعملية 'برق بغداد ' -والتي امتدت إلى الرمادي - وفي نفس الوقت بدا القصف باستخدام الطائرات ثابتة الجناح، والضغط العسكري بكل طريقة وبكل وسيلة في القائم وغيرها.
ترى لماذا تتحدث الولايات المتحدة عن المفاوضات مع المقاومة بهذا الإلحاح؟ ولماذا كل هذا الإصرار المفاجئ على إشراك العرب السنة في العملية السياسية؟، ومن قبل لماذا ذهب القنصل الأمريكي إلى د. محسن عبد الحميد ليبلغه اعتذارًا رسميًا عن اعتقاله 'باعتباره رمزًا سنيًا'؟ وأين نضع تعرض هذا القنصل بعد مغادرته مقر اللقاء في الحزب الإسلامي، لعملية اغتيال قيل إنه نجى منها؟ وفي نفس الوقت كيف يتأتى أن نفهم هذا الكلام عن المفاوضات والتفاوض بينما القتال يجري والهجوم الأمريكي ينتقل من هنا إلى هناك. وقبل هذا وبعده، كيف نقرأ موقف المقاومة من كل هذا الذي يجري ؟
اصل اللعبة ودوافعها
أصل اللعبة فيما يجري هو أن قوات الاحتلال قد خسرت المعركة استراتيجيًا مع المقاومة العراقية، وأن محاولتها لحسم القضية عسكريًا أو من خلال القوة العسكرية قد انتهت إلى الفشل، وأن قوات الاحتلال باتت تفتش عن وسيلة للخروج من المأزق في العراق بأقل الخسائر السياسية سواء على صعيد القوة العسكرية الأمريكية أو على صعيد استمرار الحكومة العميلة للاحتلال في بغداد. فهي على صعيد الاحتلال تحاول أن تحقق انسحابًا بأقل قدر من الخسائر، ولذلك هي تحاول الوصول إلى نوع من 'التهدئة ' في العمليات العسكرية حتى توجد مبررًا لانسحابها، وحتى لا تنسحب تحت القصف، في نموذج شبيه لما يحدث في غزة حيث تحاول قوات الاحتلال أن تنسحب في هدوء لا تحت القصف حتى لا يكون الانسحاب هزيمة. وهي على صعيد الحكومة العميلة للاحتلال تحاول أن تهيئ أوضاعًا أفضل لها، لكي تكون قابلة للحياة بعد الانسحاب، سواء عن طريق 'مرحلة ' عملية الانسحاب، أو اللجوء أولاً إلى فكرة 'إعادة التمركز في قواعد خارج المدن، أو عن طريق 'جر' قطاعات أوسع من السكان للاعتراف بنتائج الاحتلال وعلى رأسها أحقية بقاء هذه الحكومة أو غيرها من حكومات تظل تحت إمرته ولو من الخارج.
وأصل الحكاية هو أن ما يجري ليس محاولة تجري في اتجاه واحد، أي تجري فقط باتجاه المفاوضات، وإنما هي خطة متكاملة وفي عدة اتجاهات لتحقيق هدف 'إجبار المقاومة ' على التفاوض، أو بالدقة وضعها في حالة وظرف لا تجد أمامها من بد إلا التفاوض. فطريقة التفكير تلك هي من بدهيات تحقيق الاستراتيجيات، أي استخدام آليات متعددة لإجبار الخصم على تنفيذ شروطه، وتطويع إرادته أو إضعافها.
في الاتجاه الأول: تجري محاولة عزل المقاومة في محيطها خاصة في مناطق وسط العراق وهو ما نلاحظه في الإلحاح على 'دخول السنة العرب' للعملية السياسية، والذي لا يعدو كونه محاولة لتقسيم القيادات والمواطنين في مناطق وسط العراق بين راغب في المقاومة ومساند لها وبين من يقبل بالدخول في لعبة الاحتلال. وهذا ما كشف عنه نفس الشخص الذي تحدث عن الحوار مع أطراف في المقاومة – أيهم السامرائي – الذي قال بوضوح: لا شك أن في الحكومة العراقية الانتقالية من يرى أن ازدياد مشاركة العرب السُنة في العملية السياسية سيدفع باتجاه عزل الجماعات المسلحة وإضعافها لذلك أُطلِقت الدعوات من المسؤولين الأمريكيين العسكريين والسياسيين وبعض العراقيين لحث العرب السُنة على الانخراط أكثر في العملية السياسية'.
وفي الاتجاه الثاني: من الخطة الأمريكية بعد الفشل في المواجهة العسكرية مع المقاومة، يجري تكثيف العمليات العسكرية ضد المقاومة وإظهار القوة العسكرية الأمريكية في أشد صورها دموية –لا علاقة لذلك بالهزيمة أو النصر فالأمر لا يكلف سوى طلعات طيران والهزيمة والنصر معيارها السيطرة على الأرض – وذلك أيضًا من بدهيات تكتيكات الصراع. وهو تكتيك اتبعته القيادة الأمريكية قبل موافقتها مباشرة على التفاوض مع المقاومة الفيتنامية. وهنا جاءت عملية برق بغداد وعملية الرمادي وعملية القائم. وأيضًا سيأتي ما سنشهده من اعتداءات دموية، غالبًا ستجري باستخدام الطيران الحربي لإحداث أكبر قدر من الخسائر بالمواطنين للضغط على المقاومة ومناصريها.
وفي الاتجاه الثالث: يجري شن حملة من التضليل النفسي على المقاومة وضد المقاومة، وفي هذا الإطار جاء إعلان أيهم السامرائي عن الحوار مع طرفين من المقاومة، لإحداث اختلافات وإثارة الشكوك بين فصائل المقاومة، وكذا لعزل المقاومة عن جمهورها بحكم أنهم باتوا يتفاوضون، كما جاءت هنا أيضًا تصريحات وفيق السامرائي بحدوث اشتباكات بين أطراف من المقاومة في مدينة القائم.
وفي الاتجاه الرابع: يجري تحويل المقاومة في أعين مؤيديها في الخارج والداخل، من مقاومة إسلامية تستهدف إجلاء الاحتلال عن كامل التراب العراقي - بل عن كامل التراب الإسلامي باعتبارها حلقة في سلسلة العمل الإسلامي المقاوم ضد الاحتلال الأمريكي والصهيوني- إلى مقاومة تمثل حركة طائفية أو ميليشيا داخلية في صراع داخلي على الغنائم. . إلخ، وهو ما ظهر من كلام أيهم السامرائي، فهو إذ أشار إلى أن المقاومة تطلب أن يتحرر ويستقل البلد استقلال تام من الأجنبي، إلا أنه سارع بدس السم بالعسل بالقول :'عندهم مطالب أخرى إنه يعتقدون إن الجانب السُني العربي اللي هو الجانب اللي مُمَكن أصبحت عليه كثير من المشاكل في خلال الفترة الانتخابية الماضية يقولون إنه ليس لهم ميليشيا مثلا والأخوة من الائتلاف لديهم ميليشيا والأخوة الأكراد لديهم ميليشيا فيقول لك إحنا من يدافع عنا إذاً؟'.
والآن ماذا عن موقف المقاومة، أو كيف نقرأ مواقفها في ضوء تلك التحركات؟
هل هزمت أمريكا فعلا؟
قبل الإجابة عن موقف المقاومة وكيفية رؤيتها لما يجري، يجب أولاً أن نجيب على السؤال: هل هزمت قوات الاحتلال فعلاً؟
الإجابة في واقع الحال لم تعد أمرًا ظنيًا بل هي باتت واقعًا تشي به كل التصرفات الأمريكية.
فهناك الاعترافات الأمريكية المتوالية بالخسائر، حيث أصبح المركز الإعلامي لقوات الاحتلال، يعترف بمعدلات خسائر أعلى للقوات الأمريكية - بما ذكَّر المراقبين بما حدث خلال المرحلة الأخيرة من حرب فيتنام حينما توالى الاعتراف بالخسائر - و هو أمر وان كان لم يصل بعد إلى الاعتراف بحقيقة الخسائر، إلا انه بات يشكل مظهرا من مظاهر إعداد الرأي العام الأمريكي لتقبل الهزيمة.
وهناك التمهيد لإعلان الهزيمة من خلال الاعترافات بقوة المقاومة العراقية وحسن تسليحها وتدريبها، أو هذه الحالة المتكاثرة من الاعتراف بتحسن 'قدرات الخصم' والتي ليست إلا لتقديم مبرر مقبول بالانسحاب دون الاعتراف بالهزيمة، فمن ناحية ووفق التصريحات الأمريكية لم يعد ما يواجهه الجيش مجرد فلول لصدام ولا حفنة إرهابيين، بل 'مسلحين '، ومن ناحية أخرى فهناك الاعترافات الأمريكية بتطور قدرات المقاومة، كان أهمها تصريحات الجنرال كيسى مؤخرًا التي قال فيها: 'إننا كلما حاصرنا المسلحين في منطقة ظهروا في أخرى'، وما سبقها من تصريحات خلال العدوان على مدينة القائم التي قال فيها قادة عسكريون أمريكيون إن المقاومين يرتدون سترات واقية وباتوا يظهرون في المعارك أكثر تدريبًا، وبطبيعة، فإن أحدًا لا يتصور أن القادة العسكريين تحولوا من العداء إلى الإعجاب بالمقاومة العراقية، أو أن نوبة ضمير عسكري قد واتتهم فجأة فجعلتهم يشيدون بأعدائهم؟!
وهناك ما جاء في التقرير الذي أعده معهد الدراسات الإستراتيجية الدولية وجاء فيه أن تصاعد العنف في الأسابيع الأخيرة بالعراق مؤشر على أنه لا القوات الأمريكية ولا الجيش العراقي الوليد تمكنا من زيادة قدرتهما على ضبط الوضع. وأن 'التدخل الأمريكي في العراق من وجهة نظر تنظيم القاعدة ساعد في إيجاد العديد من الظروف المواتية التي ساعدت في وضع أمريكا في مأزق إستراتيجي، إذ يكرهها أغلب الناس في العالم الإسلامي وينظر إليها حتى حلفاؤها بحذر'.
موقف المقاومة
القوات الأمريكية بدأت تجهز الآخرين لقبول الهزيمة والانسحاب، وهي تخوض معركة الآن للخروج من العراق وفق أفضل شروط لها ولمشروع استمرار الاحتلال من بعد، فماذا عن موقف المقاومة من الخطة الأمريكية الجديدة التي وصفها عضو الكونجرس الأمريكي قائلاً 'الطبخة تغيرت' ؟
القراءة لموقف المقاومة من شواهدها على الأرض تؤكد أن المقاومة ترفض لعبة التفاوض مع قوات الاحتلال وفق الظروف والأجواء الراهنة. كما هي تؤكد أن المقاومة تدرك جيدًا أهداف ما يجري من 'لعبة' سواء هدف عزل المقاومة أو هدف تشويه صورتها أو هدف الإيقاع بين فصائلها، وكذلك هي اختارت للرد على تلك الخطة، تصعيد عملياتها ضد قوات الاحتلال، والنفي الفوري لما قاله 'أيهم السامرائي' حول مشاركة فصيلين من المقاومة في هذه المفاوضات المزعومة. كما جاءت عملية محاولة اغتيال القنصل الأمريكي بعد أن خرج من مقر الحزب الإسلامي، إعلانًا بأن مثل هذه الأساليب 'الأمريكاني' لن تنطلي على أحد.
وبطبيعة الحال فإن تصرفات المقاومة ومفاهيمها تظهر أن المقاومة تعرف أكثر من غيرها طبيعة القواعد في مثل تلك الإجراءات التفاوضية – حين يحين وقتها - والتي تتطلب أولاً إعلان قوات قيادة قوات الاحتلال في البيت الأبيض ، عن الانسحاب وقبول أطراف دولية حضور عمليات التفاوض على الانسحاب واعتبار المقاومة هي الممثل للشعب العراقي وعدم الاعتراف بكل الأشكال التي أقامها الاحتلال على الأرض خلال مرحلة احتلاله وعدم إشراكها كأطراف في عمليات التفاوض إلى آخر ما هو معلوم عن شروط التفاوض.
غير أن النقطة التي ما تزال بحاجة إلى فعل مباشر وضروري من المقاومة، هو أن تبادر إلى تشكيل شكل عام ولو إعلامي يضم معظم فصائل المقاومة، ويتحدث باسمها في تلك المرحلة الحساسة، ويقطع الطريق على الخطة الإعلامية الأمريكية. وعلى الأقل يمكن أن يجري ذلك من خلال أن يتم الإعلان عن العمليات بشكل مشترك باسم الفصائل جميعها حتى لو قام بها فصيل واحد وأن تختار شارة أو علامة واحدة لبيانات المقاومة.
النافذ
19-Aug-2005, 03:38 PM
تمرد الحوثي في اليمن وأبعاد التحالف الشيعي الأمريكي في المنطقة
مواقف داخلية
موقف التجمع اليمني للإصلاح:
لم يصدر عن التجمع اليمني للإصلاح بيان مستقل بشأن الأحداث في صعدة؛ كما لم تحظ الأحداث بتناول موسع من صحيفة 'الصحوة'، بل اكتفت الصحيفة بإيراد الأخبار المتعلقة بالأحداث! ويفسر ذلك ما قاله الأمين العام المساعد للتجمع اليمني للإصلاح في تصريح لصحيفة [الأيام 4451] بأنه من الصعب معرفة ما يدور في صعدة، ومن الصعب الحصول على تفصيلاته، مرجعاً السبب إلى أن الحكومة تنتهج نهج التعتيم في القضايا الأمنية ولا تسرب من المعلومات إلا ما تقتنع به.
لكنه أضاف: 'إذا كانت الحكومة تنتهج نهجاً خطأ في تعاملها مع القضايا الأمنية؛ فإن الضرورة تقتضي أن تطرح قضية صعدة على مجلس النواب، وبالذات على هيئة الرئاسة، وإذا رأت الهيئة أن تطلب انعقاداً استثنائياً للمجلس؛ هذا سيكون مطلوباً ومعناه أنها استجابت في الوقت المناسب'.
لقد بدى موقف التجمع اليمني للإصلاح، وهو الذي تجمعه علاقة ود مع الرئيس علي عبدالله صالح حيث يعتبره صمام الأمان لليمن، مفضلا عدم الإنجرار وراء الأحزاب الشيعية والحزب الاشتراكي الموالي لها. وهذا ما حدا بالرئيس اليمني للإشادة بموقف الإصلاح واستثنائه من الاتهام بالوقوف وراء تمرد الحوثي!
وفي محاولة لكسب تعاطف الإصلاح مع المؤتمر، وربما تكون هي الحقيقة، نشرت صحيفة [الشموع 279] عن اكتشاف وثيقة كتبها رئيس أحد فروع المؤتمر الشعبي العام في محافظة عمران [ممن يوالون الحوثي] موجهة إلى الأمين العام لحزب الحق أوضح فيها أنهم يعملون جاهدين لتمزيق القبائل وبث ونشر الخلاف بين الإصلاح والمؤتمر، والضغط على بعض المدرسين المتخرجين على أيديهم للسعي معهم في تحقيق هذا الهدف، وختم رسالته بالتأكيد على أنه لن ينفعهم المؤتمر أو الإصلاح، و'إنما الملكية'!
ومن المؤسف بحق في موقف الإصلاح، وهو يحاول أن يبقي تحالفه مع أحزاب اللقاء المشترك، أن يغفل الأبعاد العقائدية والتآمر الخفي بين الشيعة [الروافض] والولايات المتحدة الأمريكية في خطابه الجماهيري لتوعية الناس بحقيقة تمرد الحوثي وتجنب الفتنة التي قد تلحق بالبلاد.. مع إمكانية تحفظه على معالجات الدولة وسياسات السلطة!
وهذا الموقف نفسه يؤخذ على علماء اليمن والتيار الدعوي السني الذين لم يصدر أي بيان لهم في تجلية الأحداث وبعد المؤامرة، ولعل ذلك لكونهم مغيبين من الدولة وغير مطلعين على حقيقة ما يجري! لكن ذلك لا يعفيهم من المسئولية![ وإن كان البعض الآخر قد يرى فى ذلك دفعا لضرر الفتنة وإشعال فتيلها ]
موقف الحزب الاشتراكي اليمني:
تربط 'الحزب الاشتراكي اليمني' بالتيار الشيعي علاقة حميمية دافئة، فقد وقفت الأحزاب الشيعية إلى جانب الحزب الاشتراكي في أزمة وحرب 1994م، وهم منذ سقوط مؤامرة الانفصال في صف معاد للسلطة، ويجمعهم مع أحزاب أخرى مجلس 'اللقاء المشترك'! وقد ربط الرئيس اليمني بين التيارين وبين تمرد الحوثي وحركة الانفصال التي أشعلها الاشتراكيون في 1994م في أكثر من خطاب وحديث صحفي!
وفي رسالة وجهها رئيس الجمهورية لأبناء محافظة صعدة عقب مقتل حسين بدرالدين الحوثي اعتبر أن 'ما قام به الحوثي لا يقل خطورة عما قام به الانفصاليون لتمزيق الوحدة الوطنية وإثارة الفتن والبغضاء والأحقاد في المجتمع'، وأن كليهما 'يمثلان وجهان لعملة واحدة ويسعيان في اتجاه هدف واحد[1]'.
ويبدو أن الاشتراكي يحاول رد الجميل لحسين الحوثي ووالده، اللذين وقفا معه في حرب 1994م واضطرا إلى الهرب خارج البلاد عقب فشل الاشتراكي في مخططه، باستغلال الحدث –إذا لم يكن في الحقيقة ذو صلة به- فصحيفة الحزب تشن حملة مستمرة على السلطة، وقد أضافت أحداث صعدة الأخيرة وجبة دسمة للحديث عن إرهاب الدولة وإجرامها.. وما هنالك من الاتهامات!
إن تحالف الاشتراكي والتيار الشيعي الذي تمثله أحزاب [الحق واتحاد القوى] وحركة الحوثي تقف وراءه دوافع مشتركة، منها غيابهم الكلي عن السياسة بعد أن كانوا يمتلكون مقاليدها، وحلمهم للعودة إلى السلطة، ونزعتهم العدائية للمذهب السني وللتيار السلفي المتنامي في اليمن –بشكل أخص!
موقف أحزاب اللقاء المشترك[2]:
في افتتاحية بعنوان 'الأيادي الخفية في فتنة الحوثي' اتهمت صحيفة '26 سبتمبر' [عدد 1183 في 14/4/2005م]: 'أفراداً وأحزاباً وقوى سياسية وأطرافاً خارجية' في الوقوف وراء الحوثي دون أن تسمها. وكان رئيس الجمهورية قد هدد قيادات أحزاب 'اللقاء المشترك' بالملاحقة، متهما إياها بالتورط في التمرد الذي قاده حسين بدر الدين الحوثي، واصفا الأمر بأنه 'خيانة'، ولمح إلى ملاحقة قياداتها مستثنيا 'التجمع اليمني للإصلاح' -الحليف السابق للحزب الحاكم المؤتمر الشعبي العام. وقال صالح في خطاب ألقاه إمام مجلس الشورى في سبتمبر 2004م: 'إننا نعرف حق المعرفة من يوجه تلك الصحف التي كانت إلى جانب التمرد ونعرف من أين يدفع لكتابها، ومن يدفع لهم ونعرف من يتسكعون على أبواب السفارات ويتحدثون عن الديمقراطية. فالذين يتحدثون عن الحرية والديمقراطية مجندون هم وأولادهم وبناتهم داخل السفارة الأميركية ثم يقولون: الموت لأميركا'.
وفي حين أن أحزاب اللقاء المشترك ظلت صامتة إزاء فتنة الحوثي الأولى إلى أمد معين، إلا أنها بعثت برسالة لرئيس الجمهورية يوم الخميس الموافق 23/6/2004م، تطلب فيها تحديد موعد للقاء به للتعرف على ما يجري، لكن لم تتم الاستجابة لهذا الطلب! مما حدا بها لإصدار بيان في [28/6/2004م]، وحددت موقفها فيما يلي:
- مطالبة السلطة بالمكاشفة في القضايا الوطنية والأمنية، نظرا لوجود التعتيم الإعلامي من قبلها حول الأحداث، وتجنب هذا الأسلوب الضار 'الذي يزيد من تعقيد القضايا والمشكلات ويصعّب الحلول'.
- دعوة 'مجلس النواب إلى القيام بواجبه الدستوري في إجلاء الحقائق وبيانها للشعب وتصحيح هذا المسار المعوج الذي تنتهجه الحكومة تجاه القضية الأمنية وإطلاع الرأي العام على حقيقة ما يجري في محافظة صعدة، والكشف عن كافة التجاوزات للدستور والقانون من أي طرف كان كمقدمة لإحالة مرتكبيها إلى العدالة'.
- إدانة أية معالجات خارج الدستور والقانون في هذا الإطار؛ وهو ما يشير ضمنيا إلى استنكار أسلوب الدولة، واتهامها بخرق الدستور والقانون! فقد جاء في مقدمة البيان وصف الدولة باستخدام الأسلوب ذاته 'الذي يتم التعامل به مع كافة القضايا الأمنية بهدف استخدامها كورقة سياسية لتصفية الحسابات والثارات السياسية وتقليص مساحة الحريات العامة، واستمرار لغة التخوين والتشكيك في وطنية الآخرين، ومحاكمة نواياهم بعيداً عن التوجه الديمقراطي المنشود وروح الدستور'!
وبدأت صحف الشيعة والاشتراكي بشن حملات إعلامية على الحكومة، متهمة إياها بقتل المواطنين!
وفي المواجهات الأخيرة التي قام بها بدرالدين الحوثي، بادرت أحزاب اللقاء المشترك بإصدار بيان مشترك بعد أن ظلت صامتة لأيام معدودة، نتيجة تباين المواقف بين هذه الأحزاب كما فسرها البعض.
ففي حين فضل الإصلاح البقاء على ود مع الرئيس علي عبدالله صالح، كان الحزب الاشتراكي ميالا لدعم الحوثي ومن معه! أما حزبي الحق واتحاد القوى الشعبية فقد رفضا ما يحدث في صعدة، باعتبار التوافق في المذهب والانتماء الطائفي.
وقد أكدت الأحزاب في بيانها الصادر في 7/4/2005م، على: 'عقم وعدم سلامة الأساليب والإجراءات التي تنتهجها الحكومة في معالجة هذه القضية، وهو ما سبق لأحزاب اللقاء المشترك أن حذرت منها، ونبهت على مغبات استمرارها واستمرائها'.
وأكد البيان رفض وإدانة 'استخدام القوة والعنف خارج إطار الدستور والقانون، وكذا إدانة كل أشكال التطرف السلالي والمذهبي والمناطقي والأسري'، داعيا إلى ضرورة التمسك والالتزام بالدستور والقانون، والكف عن الممارسات والادعاءات الخارجة عنهما –في إشارة للدولة!
وجدد البيان دعوته لمجلس النواب للقيام بدوره الدستوري، نظراً للتعتيم الذي تنتهجه الحكومة في معالجة القضايا الأمنية، مهما عظم حجمها؛ وطالب المجلس بالمسارعة إلى تشكيل لجنة قادرة على مباشرة التحقيق النزيه فيما يجري وبحياد تام واستقلالية أكيدة، وإطلاع الشعب على الحقائق أولاً بأول، وتفادي آثارها وتداعياتها المدمرة.
وقد رحبت الحكومة في حينه بما جاء في البيان الذي بدا محايدا!
موقف الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر:
وصف الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر -رئيس مجلس النواب اليمني وشيخ مشائخ حاشد- أتباع بدر الدين الحوثي المطارد من الأمن في محافظة صعدة بأنهم: 'شرذمة متمردة مغالية في نهجها المذهبي والفكري'. واعتبر الشيخ الأحمر في -حوار أجرته معه صحيفة 'الشرق الأوسط' اللندنية- التمرد الذي تزعمه حسين الحوثي 'تعصبا عنصريا يتنافى مع العقيدة الإسلامية'، نافيا أن يكون لأتباع الحوثي 'أية صلة بالمذهب الزيدي، الذي تعايش مذهبيا مع المذاهب الأخرى لنحو 1200 عام'، واصفا إياهم بـ'غلاة الشيعة'.
تناولات الأحداث في الوسائل الإعلامية:
لم تتمكن وسائل الإعلام والفضائيات المختلفة من الدخول إلى مواقع الأحداث كما كان حاصلاً في تمرد حسين الحوثي -العام الماضي- نظرا لمنع الدولة إياها من دخول المنطقة! واكتفت وسائل الإعلام بإيراد الخبر دون صور للمواجهات، في حين قامت بعض الفضائيات المحسوبة على التيار الشيعي الإثنى عشري بالتفاعل مع الحدث، حيث خصصت قناة 'العالم' الشيعية في برنامجها 'بعد الحدث' حلقة خاصة لمناقشة أحداث التمرد الذي يقوم به بدرالدين الحوثي في صعدة تعمدت فيه عدم إشراك شخصيات يمنية من الداخل، كما تناولت القنوات الفضائية الشيعية 'سحر -المنار -الفرات -الأنوار' أحداث صعدة، وقامت بتغطيتها إخبارياً.
صحف الشيعة في الداخل:
حاول المحرر السياسي لصحيفة 'الأمة' -لسان حزب 'الحق'- في افتتاحية العدد [329] الربط بين ما تقوم به الدولة والحملة الدولية ضد الإرهاب، وكأن المذهب 'الزيدي' هو المستهدف فيها أو أن الحوثي الرجل الثالث في القاعدة بعد 'أيمن الظواهري'!!
يقول الكاتب إن 'السلطة ارتضت لنفسها دور الشريك مع من هب ودب فيما سمي بالحرب على الإرهاب'!! ثم يربط الكاتب بين أمريكا والسعودية [بالتلميح]، والمواجهات القائمة فيقول: هناك 'توافق أمريكي إقليمي مع السلطة في شن مثل هذه الحروب، التي يكون الخاسر فيها هو الوطن والنظام، والمنتصر فيها هو المخطط المحاك لليمن في خارطة الشرق أوسطية'، ويتساءل: 'إن كان من قبيل الصدفة أن تتزامن هذه الحرب المشئومة على صعدة مع مناورات عسكرية مع دولة شقيقة تجري بالقرب من مناطق الأحداث'!!
وبعد أن يتهم الحكومة اليمنية بالوقوف مع أمريكا في حربها ضد الإرهاب يعاود الكاتب اتهامها بالتحالف مع 'أيديولوجيا المصادرة والتكفير الذي يمثل جزءاً من الدوافع لما يجري في صعدة وخارجها'!!
وحاولت الصحيفة التأكيد على توصيف ما يجري بأنها حرب ضد المذهب الزيدي، فقالت في افتتاحية العدد [328]: 'إن حروب الإبادة بدوافع طائفية مريضة أو لثارات مذهبية خاطئة لهي المعركة الخطأ في الزمان والمكان الخطأ، حتى لو كانت لحسابات دولية وإقليمية وداخلية؛ فالسلطة تتحمل تبعاتها، ويدفع ثمنها الوطن'!
صحيفة 'البلاغ' من جانبها والمحسوبة على التيار الشيعي حاولت الدفاع عن الحوثي والرد على كافة ما يطرح حوله من تهم! وتبنت في أعدادها سرد الأحداث بشيء من التعاطف مع الحوثي وأتباعه، بالإضافة إلى الحديث عن استهداف المذهب 'الزيدي' و'الهاشميين'! مع حملة مصاحبة ضد أصحاب النبي محمد صلى الله عليه وسلم!! ومعاوية بن أبي سفيان بشكل أخص!
صحيفة 'الشورى' الصادرة عن حزب 'اتحاد القوى الشعبية'، اعتبرت مواجهات الدولة للحوثي وتنظيم 'الشباب المؤمن' 'اضطهاد فكر'، فقد كتب المحرر السياسي في افتتاحية العدد [499]: 'ضرب صعدة لن يشبع جوع المتظاهرين، والقمع لا يؤكد المواطنة المتساوية، واضطهاد فكر لن يؤهل اليمن لدخول مجلس التعاون، والاعتقالات لا تلغي استحقاق الإصلاح الشامل'!
وفي مقال آخر بعنوان 'صعدة دارفور اليمن' تناولت الكاتبة رضية المتوكل أحداث مران صيف العام الماضي واصفة تلك الأحداث بأنها 'مجازر وجرائم'، مشيرة إلى أن الانتهاكات التي سبقت وأعقبت الحرب كانت 'لشباب وعلماء لم يرفعوا سلاحاً ولم يشهروا سيفاً، وإنما قالوا ربنا الله'!
وتصف الكاتبة ما جرى في صعدة على أنها حرب إبادة فتقول: 'الأهم من ذلك كله لماذا لم يطالب أحد بالنزول إلى صعدة لمشاهدة وتقييم مستوى الفاجعة والدمار؟! لماذا لم يجر أي تحقيق لمعرفة من يذبح الناس كالنعاج؟! ومن المسئول عن يتم الأطفال؟ وعويل الثكالى؟ ونهب الممتلكات؟ وتدمير البيوت والمدارس؟ واقتلاع المزارع من جذورها؟ وغيرها من المصائب الكبار؟!! لماذا لم نحاول أن نقترب من أنين أهالي صعدة لنعرف إن كان ممزوجاً بالدعاء على الحوثي أو على السلطة؟'. وتختم الكاتبة مقالها بالقول: 'قد نجد أننا فقدنا كامل استقلالنا حين تتحول صعدة إلى دارفور، وحين يجر ضباطنا ومسئولنا بأنوفهم إلى محكمة الجنايات... وقد أعذر من أنذر'!!
وقد تضمنت مقالات الصحيفة اتهاما للسلطة ودفاعا عن -بل وثناء على- حسين الحوثي ووالده بدرالدين! محاولة خلط المواقف والأوراق بين ما هو سياسي وما هو مذهبي وما هو قبلي!
تمويل التمرد:
في سبتمبر 2004م، صرح متحدث باسم وزارة الداخلية لصحيفة [26 سبتمبر] بأن تمرد حسين بدرالدين الحوثي كان يحظى بدعم 'جهات خارجية' وأن 'التحقيقات التي أجرتها الأجهزة الأمنية والوثائق والمستندات التي عثر عليها في قضية حسين الحوثي كشفت عن الدعم الذي تلقاه من جهات إقليمية، سواء عبر أجهزة استخبارية في بعض الدول العربية، أو عبر الجماعات المذهبية والعقائدية أو الجمعيات الخيرية في المنطقة'.
وأفاد مصدر مقرب من الحكومة اليمنية لصحيفة [الوطن القطرية 17/9/2004م] بأن سعوديين شيعة هم من بين هذه الأطراف، وقال هذا المصدر لوكالة فرانس برس: 'جرى تبادل رسائل بين الحكومتين اليمنية والسعودية بشأن وجود دعم من قبل بعض التجار ورجال الأعمال الشيعة السعوديين للحوثي أثناء التمرد وقبل التمرد'.
وكان رئيس الجمهورية اليمنية علي عبدالله صالح قد اتهم 'جهات خارجية' في حديث لصحيفة 'المستقبل' اللبنانية في 9/7/2004م وأضاف: 'لكن لا نستطيع أن نشير بأصابع الاتهام لأي دولة أو حزب'؛ وتساءل في حديثه: 'من أين لهذا المدعو كل هذه الأموال؟ هو يدفع لكل شاب يدفع به لترديد شعاراته مئة دولار أميركي أي ما يساوي ثمانية عشر ألف ريال يمني وهو مبلغ كبير، فمن أين له هذا المال؟ ومن هي الجهة التي تموله بذلك؟ وما هي مصلحته من وراء ذلك؟'. وقال الرئيس في حينه بأن هناك تحريات وبحث عن مصادر التمويل، نافيا أن تكون مصادر التمويل محلية؛ وبأن البحث يتم بتعاون بعض الجهات الإقليمية من الدول الشقيقة والصديقة.
وبرغم عدم صدور أي نتائج حتى هذه اللحظة إلا أن الرئيس ألمح في خطابه السابق إلى جهات بعينها حيث قال: 'فيما يخص صِلاته، أي الحوثي، فهو يعترف بأنه ذهب مع والده إلى إيران ومكثا لفترة امتدت لعدة أشهر في 'قم'، كما قام بزيارة إلى 'حزب الله' في لبنان، لكن لا نستطيع أن نؤكد أن لديه دعماً من هذه الجهة أو تلك'.
وتذهب الحكومة إلى أن عملية التمرد، السابقة بزعامة حسين الحوثي والحالية بزعامة والده، مدعومة من جهات خارجية، وتفيد بعض المصادر بأن الدعم يصل لجماعة الحوثي عبر تجار ورجال أعمال شيعة في كل من الكويت والبحرين والسعودية، وأن الحكومة اليمنية تسعي عبر وسائلها الدبلوماسية إلى تطويق ذلك.
وقد جاء رد الدكتور أبو بكر القربي وزير الخارجية اليمني -في حديثه لصحيفة الرياض السعودية، الثلاثاء 5/4/2005م- عن سؤال فيما لو حصلت الحكومة اليمنية على 'أدلة قاطعة لوجود تدخل أجنبي ساعد في تأجيج القتال؟' بأن 'هناك مصادر تمويل مالية من جهات خارجية لهذه العناصر، والآن يتم التحقيق حولها والتحري، وهذه الأمور سيتم الإعلان عنها في نهاية التحقيقات[3]'.
وماذا عن الولايات المتحدة الأمريكية:
'الموت لإسرائيل.. الموت لأمريكا'، بهذا الشعار البراق انطلقت حركة الحوثي في تشكيل تنظيم 'الشباب المؤمن' الذي وجه أسلحته إلى قوات الجيش والأمن اليمني رافضا نزع سلاحه الذي سيواجه به أمريكا!
إذن أمريكا ليست بعيدة عن الحدث، وكان من المفترض أن تقف وراء الحكومة اليمنية في حربها ضد الحوثي، هذا إذا كانت صادقة في حربها ضد الإرهاب أيا كان دينه ومذهبه وشكله! خاصة وأنها مستهدفة بشعار تنظيم 'الشباب المؤمن'!
إلا أن نائب السفير الأمريكي بصنعاء نبيل الخوري قال في تصريح لصحيفة [الأيام 4450]: 'من المؤسف أن تضطر الدولة اليمنية إلى مواجهة تمرد جديد في منطقة صعدة في ظروف هي بأمس الحاجة فيه للتركيز على الإصلاح الاقتصادي والحوار الوطني، والبدء بالإعداد لانتخابات عام 2006م'. وفي حين 'ندد!' بالتمرد دعا 'إلى الهدوء والحوار والابتعاد عن التحديات واللجوء إلى العنف'. وهذه التصريحات تأتي على غير المعتاد من اللهجة الأمريكية في تأكيد الشراكة الأمريكية اليمنية في مكافحة الإرهاب!
ومن الغريب جدا أن الولايات المتحدة الأمريكية ومن خلال سفارتها في اليمن عملت على شراء الأسلحة من القبائل وأسواق السلاح المنتشرة [وفي صعدة بالذات] تحت ذريعة إنهاء معالم التسلح في البلاد، دون أن توضح مصير تلك الأسلحة، والتي يذهب البعض إلى أنها قدمت عبر وسطاء للحوثي وأتباعه، بدليل وجود أسلحة متطورة وكميات من الذخيرة بل اكتشاف مخازن لها في صعدة حيث ينتشر أتباع الحوثي! وهو ما نفته سفارة الولايات المتحدة الأمريكية بصنعاء في يونيو 2004م، عقب الأنباء التي تناقلتها بعض وسائل الإعلام المحلية! عن كون زيارة السفير الأمريكي إلى محافظة الجوف كانت بغرض شراء الأسلحة أو كونها ذات علاقة بالحملة العسكرية ضد تمرد حسين الحوثي.
إن أمريكا لم تكن في يوم من الأيام عدوا للحوثي، كما لم يكن الحوثي وأتباعه أعداء لها، وهذا ما أكده يحيى بدر الدين الحوثي -وهو نائب في البرلمان اليمني- في حوار مع قناة العربية، من محل إقامته بالسويد، في 26/4/2005م، حيث قال: إن مأزق السلطة اليمنية المتمثل بضرورة تسليم إرهابيين يمنيين إلى الولايات المتحدة دفعها إلى اختلاق عدو وهمي لأمريكا لذر الرماد في العيون. وبخصوص الأحداث التي شهدتها مناطق جبال مران وهمدان وصعدة منذ يونيو2004، قال يحيى الحوثي إن الحكومة اليمنية شجعت بادئ الأمر شقيقه حسين على توجيه انتقادات ضد واشنطن، وعملت على إيجاد مناخ محرض في هذا الاتجاه، للفت نظر الولايات المتحدة إلى 'عدو مفترض' في اليمن.
وشدد على أن الزيديين في اليمن 'لا يعادون أحدا' وأنهم 'عاشوا طوال تاريخهم في اليمن وبين ظهرانيهم مسيحيون ويهود من دون أن يلحقوا أذى بهم[4]'.
إن من 'عادة الأمريكان أن لا يترددوا في الإعلان عن العمليات التي يقفون وراءها في اليمن أو في أي مكان من العالم[5]' كما هو الحال مع اغتيال أبي علي الحارثي وستة آخرين معه في نوفبر 2002م. بل على النقيض من ذلك، في حين اعتبرت الدولة أن ما يجري في صعدة يأتي في إطار [الحرب على الإرهاب] لم تشر الولايات المتحدة بأي تصريح في هذا الشأن!! بل نفي السفير الأمريكي شخصياً أن يكون للسفارة أي دور في استهداف صعدة! ونفيه هذا ينطوي في داخله على إدانة لما يجري من قبل الدولة، بمعنى أن هذه المواجهات تأتي خارج ما تراه الولايات المتحدة استحقاقات للحرب على الإرهاب، وبالتالي فإن الدولة مدانة فيه!
إن اتهامات بدرالدين الحوثي -وابنه من قبل- بأن الولايات المتحدة الأمريكية، ممثلة بسفارتها في اليمن- بأنها وراء الحملة التي يقودها الجيش اليمني ضده، لا تمت إلى الحقيقة والواقع بصلة!
فتحركات السفير الأمريكي السابق 'آدموند هول' في صعدة والتقائه بالقبائل واهتمامه بالمنطقة، جميعها لا تخلوا من دلائل ومعنى! وهو الذي التقى بزعامات المعارضة في حضرموت ليعلن بأن 'حضرموت تحظى بمقومات دولة'!!
إن هذا الرأي هو الذي يظهر في لحن القول لدى بعض الكتاب أمثال الكاتب عبد الفتاح الحكيمي، والذي كتب في صحيفة 'الشورى' بتاريخ 7/7/2004م، مقالا بعنوان: 'من جورجيا إلى صعدة السلطة والبحث عن شرعية للقتل'، تهجم فيه على الرئيس اليمني الذي اعتبره 'مكلفا بإدارة أي عمليات عسكرية تطلبها أمريكا'! لكنه في مفارقة عجيبة برأ الكاتب الولايات المتحدة الأمريكية مما يجري في صعدة، محاولا التأكيد على أن ما تقوم به الحكومة اليمنية من عمليات عسكرية يأتي خارج استحقاقات الحرب ضد الإرهاب، مستشهدا بأن نفي السفير الأمريكي السابق [بصنعاء] 'آدموند هول' لعلاقة واشنطن بأحداث صعدة الأخيرة 'ينطوي على إدانة دولية لجريمة السلطة، وشهادة كبرى على أن السلطة في اليمن تستغل شعار الحرب على الإرهاب لتصفية المعارضين السياسيين والتيارات الاجتماعية المؤثرة'.
وهذه النتيجة من مقال -في صحيفة شيعية- تأتي على خلاف ما أراد أتباع الحوثي والمتعاطفين معه إعلاميا غرسه في الأذهان!
إن الولايات المتحدة، بوجه أو بآخر، لها صلة بما يحدث في اليمن، فواشنطن كانت المنطلق الأول للانفصاليين في 1994م، وقد طالبت اليمن بقواعد حربية لها على أراضيها لكنها رفضت، وهي قلقة من المد الإسلامي السني في اليمن.. وقد تسربت تصريحات عقب انتهاء العمليات في أفغانستان بأن اليمن هي الهدف الثاني للولايات المتحدة في حربها على الإرهاب!، ولا تزال تستهدف بعض الشخصيات المدرجة على لائحة المطلوبين لديها، وتتذمر من حضور حركتي 'حماس' و'الجهاد الإسلامي' في اليمن ومن الدعم الاجتماعي المقدم لهما، وترغب في فصل الجنوب عن اليمن بالتنسيق مع المستعمر السابق للجنوب 'المملكة المتحدة'!
ففي وقت متزامن مع تمرد حسين الحوثي أعلن في 7/7/2004م في لندن عن حزب يمني معارض يطلق على نفسه 'التجمع الديموقراطي الجنوبي'، يدعو إلى استقلال الجنوب، واعتبار حرب صيف عام 1994م 'جريمة بحق أبناء الجنوب'.
ودعا بيان الحزب -كما نقلت قناة 'الحرة'- الجنوبيين في الداخل والخارج الذين يؤمنون بأفكاره وبرامجه إلى الانخراط فيه؛ مشيرا إلى أن الجنوب والجنوبيين يعانون مما وصفه بالاحتلال على مدى أربعة عشر عاما، تحولوا فيها إلى أقلية مسحوقة! كما دعا البيان من سماهم 'الإخوة و الأصدقاء في العالم'، وفي مقدمتهم مجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، إلى دعم نضال شعب الجنوب لنيل الاستقلال!
واستضافت بريطانيا مؤخرا أحمد الحسني –السفير اليمني بدمشق، والقائد السابق للقوات البحرية اليمنية- الذي اتهم اليمن بالتستر على قيادات من تنظيم القاعدة وإخفاء حقائق كشفتها التحقيقات المتعلقة بتدمير المدمرة 'كول' قبالة السواحل اليمنية عام 2000م، والتي كانت الولايات المتحدة تطالب بأن تتم على أراضيها وأن يسلم المتهمون أو المشتبه بهم إليها!!
تدويل القضية والتدخل الخارجي:
يبدو أن فشل تمرد الحوثي داخليا دفع بالتيار الشيعي داخل اليمن وخارجه إلى محاولة إثارة الرأي العام الدولي، يساندهم في ذلك الحزب الاشتراكي اليمني والمعارضة المنبثقة عنه في الخارج!
وتأتي هذه المحاولة من خلال وصف ما يجري بأنه 'جرائم حرب' و'إبادة جماعية' و'قتل للأبرياء والعزل'، إضافة إلى 'استخدام أسلحة محرمة دوليا' واستهداف 'طائفة دينية' ذات حراك سلمي، وآخرا وليس أخيرا 'التستر على إرهابيين ولفت نظر واشنطن عن العدو الحقيقي'! ويالها من تهمة صالحة للتدويل!
فقد اتهم يحيى بدر الدين الحوثي -وهو نائب في البرلمان اليمني- في حوار مع قناة العربية، من محل إقامته بالسويد، في 26/4/2005م، الحكومة اليمنية بتنفيذ حملة تستهدف 'الزيديين على وجه الخصوص'، بل وطالب الرئيس اليمني أن يضع حدا لما وصفه بـ'تقتيل واعتقال الزيديين'. وهو ما كرره في حوار له مع الشرق الأوسط! وذهب في حديثة للصحيفة بأن الهدف من العمليات الأخيرة 'كان قتل والده أو اختطافه للقضاء على معنويات الزيديين'! وأضاف قائلا: 'إن منع الحكومة علماءنا من تدريس المذهب الزيدي في المدارس أدى إلى تفاقم المشكلة'!! وأكد أن 'مأزق السلطة اليمنية المتمثل بضرورة تسليم إرهابيين يمنيين إلى الولايات المتحدة دفعها إلى اختلاق عدو وهمي لأمريكا لذر الرماد في العيون'!!
الدكتور مرتضي زيد المحطوري –مؤسس ومدير مركز بدر العلمي والثقافي، والمدرس بجامعة صنعاء- والمتعاطف مع الحوثي نفى في حوار مع صحيفة 'الراية' القطرية أن تكون له صلة بالحوثي! لكنه تساءل: 'نريد أن نعرف من يطرح مثل هذه القضايا ويستهدف الهاشميين تحديدا؟'!
واعتبر -في إشارة منه- أن إغلاق الحكومة 'للمعاهد والمدارس التي تقوم بتدريس مناهج مذهبية هو توجه وقرار غلط وخاطيء' مضيفا بأن اليمن 'متخمة بالمدارس والمعاهد التي تدرس كل المذاهب التي لم تكن تعرفها اليمن من قبل' ومتسائلا: 'فلماذا الحديث والتركيز على مدارس ومعاهد المذهب الزيدي الذي لا يصل عددها إلى واحد في الألف أو في المليون من عدد المدارس والمعاهد التي تدرس وفقا لمنهج مذهبي لمذاهب لم تكن موجودة أو معروفة في اليمن؟!'
وفي إحدى مقالاتها هاجمت صحيفة 'الشورى' [في 23/6/2004م] العميد علي محسن الأحمر قائد الفرقة الأولى مدرع، والذي تولى باعتبار منصبه إدارة المعركة مع الحوثي وأتباعه، فقد وصفه رئيس التحرير عبدالكريم الخيواني بعنوان [علي الكيماوي.. علي كاتيوشا]: بأنه يكمل تصفية حساباته الشخصية مع حسين بدرالدين الحوثي منذ اندلاع الحرب الأهلية عام 1994م.
ووصف عبد الفتاح الحكيمي في صحيفة 'الشورى' [في 7/7/2004م] النظام الحاكم بأنه 'أول من يخالف مبدأ العدالة والمساواة الاجتماعية بين المواطنين، ويمارس التمييز العائلي خارج الدستور والقانون والأعراف'، متهما الدولة بأنها –ربما- تستخدم 'أسلحة محرمة في الجبال' ضد من وصفهم بـ'الشباب المؤمن ودعاة العدل والحق'!!
وأبرز الكاتب في مقال آخر بعنوان [يوميات القتل والعقاب الجماعي في صعدة] نشرته صحيفة [الشورى 507]، ما اعتبرها حوادث وقعت في صعدة، منها إقدام أحد الجنود 'برمي امرأة وطفليها من الطابق الثاني، فتفقد وعيها وينكسر عنقها وينزف الصغار حتى الموت، ثم يتبعهم الجندي فيطلق النار على الطفلين وأمهما'، و 'التمثيل بالجثث وربطها إلى مؤخرة السيارات بعد إحراقها وسحبها يومي الجمعة والسبت 8-9/4/2005م'. ويؤكد الكاتب إقدام قوات الجيش على 'قتل 150 شخصاً بعد وضعهم في حفرة جماعية، وإطلاق النار عليهم وأيديهم مقيدة بحبال'، و'محاولة الاعتداء والاغتصاب الجنسي لعشر نساء وقتلهم بسبب مقاومتهن عن الشرف'.
ثم يخلص الكاتب إلى أن هذه الحرب 'تصفية عرقية وإبادة جماعية ضد أبناء قبيلة همدان زيد والشيعة الزيدية، وليست حرباً نظامية لإخماد ما تزعم السلطة أنه تمرد'.
هذا الطرح الداخلي جاء متناغما مع طرح خارجي حيث أصدرت الحوزة العلمية في النجف بيانا انتقدت فيه الحكومة اليمنية على أسلوب تعاملها مع تمرد الحوثي. وجاء فيه أن الشيعة في اليمن سواء الزيدية منهم أو الإمامية الأثنا عشرية 'يتعرضون لحملة مسعورة من الاعتقالات والقتل المنظم منذ نشوب الأزمة بين الحكومة وبين حسين الحوثي وأتباعه'. وأن المناطق التي يدور فيها القتال يتم فيها 'تصفية الشيعة بشكل جماعي لا سابق له في تاريخ اليمن، إلا ما حصل بعد انقلاب السلال على حكم الإمامة'!!
وتابعت الحوزة العلمية في النجف في بيانها بالقول إنه 'مما يزيد الأمر سوءا تبني الحكومة اليمنية بشخص رئيسها خطابا طائفيا معاديا بشكل صريح لعقائد الزيدية والإمامية وصل إلى حد تسفيه مبدأ الإمامة الذي تقول به هذه الفرق الإسلامية'.
وطالب البيان جميع المحافل الدولية ومؤسسات حقوق الإنسان ومنظمة الأمم المتحدة ومنظمة العالم الإسلامي والجامعة العربية التدخل لدى الحكومة اليمنية لوقف ما وصفه بـ'الاضطهاد الديني والقتل الجماعي'!
كما طالبت الحوزة العلمية في النجف الحكومة اليمنية برفع اليد عن المعتقلين في السجون الذين لم يحملوا سلاحا ولم يكن لهم ذنب إلا أنهم من الناشطين في نشر الثقافة والفكر الشيعي زيديا كان أو إماميا.
وقد ذكرت مصادر عراقية مطلعة في واشنطن لـ'الشرق الأوسط' أن البيانات الموقعة باسم الحوزة العلمية في النجف غالبا ما تعبر عن رأي الدائرة المقربة جدا من المرجع الشيعي الأعلى آية الله علي السيستاني[6].
كما استنكرت الحوزة العلمية في مدينة قم بجمهورية إيران، في بيان نشر على الإنترنت، باسم زعيمها المرجع الديني محمد صادق الروحاني ما يتعرض له الشيعة في اليمن، وقال البيان: 'تطالعنا وكالات الأنباء العالمية منذ أشهر بأخبار متباينة حول ما يجري في بلاد اليمن وكلها تجمع على أمر واحد هو سقوط مئات الضحايا وتدمير البيوت والقرى في معارك تستعمل فيها شتى أنواع الأسلحة للجيش اليمني ضد مواطنيه المسلمين الذين لا يملكون سوى اليسير من الأسلحة الشخصية، كما هو في جميع القبائل العربية في اليمن الذي يفترض به أن يكون مدافعاً عنهم وحامياً لهم'. وأعلنت الحوزة -بحسب ما ذكرته صحيفة 'الأيام 4470' في بيانها دعمها وتأييدها لـ 'البيان الصادر عن الحوزة العلمية في النجف الأشرف حول أحداث اليمن'.. وتحذيرها 'من العواقب الوخيمة التي ستترتب على هذا النحو من السلوك تجاه المسلمين سواء في اليمن أو في العراق'.
إضافة إلى ما سبق، نشرت بعض وسائل الإعلام 'نداء إلى محافل حقوق الإنسان في العالم' لمن وصفوا أنفسهم بـ'الإثنى عشريين اليمنيين' يتحدث عن 'المجزرة الكبيرة التي ارتكبت من قبل الحكومة اليمنية ضد هذه الجماعة المظلومة'، وعن التهميش الإعلامي العربي حول القضية باعتبارها شيعية، وعن 'معلومات أكيدة بأن الدولة استعانت بخبراء أمريكيين'! و'ضربت الحوثي وجماعته بمواد كيميائية محرمة دوليا'!
وهناك حديث عن عمليات قتل جماعي، ومجازر فضيعة، واستهداف طائفة 'الهاشميين' ومذهب 'الإمام زيد' والتيار 'الشيعي'! وتحالف الدولة مع 'الوهابيين' وهو مصطلح قديم في استخدامه جديد في دلالاته!!
ففي رسالة وجهها أبناء منطقة 'ضحيان' [وهي من المناطق المؤيدة للحوثي] إلى قادة الأحزاب السياسية والمنظمات الجماهيرية والهيئات المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان، بتاريخ 20/6/2004م، اعتبروا أن انتهاك حقوقهم الإنسانية فيما اعتبروه 'حملة إرهابية' عليهم جاء نتيجة عجزهم عن 'إيصال مظلمتهم إلى أسماع المهتمين بحقوق الإنسان في اليمن وفي العالم'؛ مضيفين بأنهم يعاملون 'معاملة أقسى مما يتعرض له الفلسطينيون من المحتلين'!!، وأن هناك تمييز واضح 'بينهم وبين أبناء المناطق اليمنية الأخرى'!! واصفين ما يجري بأنها 'جرائم' ترتكب في حقهم!
هذه المعاني ذاتها التي تتحدث عن اضطهاد أقلية [طائفية.. وإن لم تسمها الرسائل] وانتهاكات لحقوق الإنسان وجرائم حرب ضد مواطنين أبرياء عزل تكررت في رسالة أخرى وجهت إلى ' أمة العليم السوسوة -وزيرة حقوق الإنسان باليمن'، في صياغة أشبه ما تكون استعطافا واستمالة للرأي العام الدولي، واستغلالا لظروف الضغوط الأجنبية على الأنظمة العربية فيما يعرف بـ'الإصلاحات السياسية'.
صحيفة [الشموع 279] من جانبها كشفت عن مصادر صحفية تحركات دبلوماسية حثيثة تقوم بها شخصيات إيرانية ولبنانية وعراقية في عدد من العواصم الأوروبية متبنية إثارة قضية تمرد صعدة، وأكدت بأن هذه التحركات: 'تؤكد حجم التآمر الذي يحاك ضد اليمن عبر استخدام تمرد الحوثي كورقة هامة في هذا التوقيت، والذي ظلت أجهزة الإعلام الإيرانية تعمل جاهدة على توصيفها بصورة طائفية مذهبية، كامتداد للصراع السني الشيعي، حيث أن هناك احتمالات عن تورط السفارة العراقية والإيرانية في صنعاء بإعداد تقارير في غاية الخطورة تصف فيها سيطرة أطراف سنية على القوات المسلحة، والتي بدورها تقف حائلاً أمام المد الشيعي الإثنى عشري تحت عباءة الزيدية'.
المواجهات الجديدة.. ونهاية المطاف:
يرجع تجدد الاشتباكات -بحسب تصريح مصدر أمني مسئول بمحافظة صعدة لصحيفة الثورة 14748- إلى قيام عناصر من مجموعة بدرالدين الحوثي يوم الإثنين 28/3/2005م باعتداء على أفراد الأمن والقوات المسلحة، ومحاولة قطع بعض الطرق، مما تسبب في مقتل سبعة جنود وجرح عشرين آخرين. أعقب ذلك مقتل أربعة مسلحين -ينتمون إلى تنظيم 'الشباب المؤمن'- في اشتباك مع قوات الأمن بصعدة، أثناء مطاردتهم بعد خروجهم من سوق الطلح الشهير –وهو سوق للأسلحة يبعد عن صعدة بعشرة كيلومترات.
إضافة إلى ذلك، مثلت مغادرة بدر الدين الحوثي -[82 عاما]، الذي قتل 4 من أبنائه الـ 13، واعتقل ثلاثة آخرون، فيما الآخرون فارين من الحكومة! نتيجة المواجهات الدائرة- صنعاء بعد أن منحته الدولة الأمان بصورة مفاجئة، وعودته إلى وادي نشور وتجميع أتباعه وتحريضهم للاعتداء على رجال الأمن في الأقسام والنقاط الأمنية! مؤشرا على تجدد المواجهات.
وعلى الرغم من الجهود التي بذلتها الدولة لتطويق الفتنة من خلال لجان الوساطات التي وجه الرئيس علي عبدالله صالح بتشكيلها من العلماء والمشائخ والشخصيات الاجتماعية لإقناع بدرالدين الحوثي ومن معه لإنهاء المواجهات وتسليم أنفسهم، إلا أنه لم يستجب لمطالب الدولة وظل هو ومن معه يواجهون الدولة من خلال حرب العصابات وأسلوب الكر والفر! والعمليات الهجومية المباغتة على النقاط العسكرية ومراكز الشرطة! ومحاولة جر قوات الأمن إلى حرب عصابات وشوارع في منطقة صعدة ومدن أخرى!
وفي حين واصلت الدولة جهود الوساطة لكنها جميعا لم تثمر في إقناع بدرالدين الحوثي وأتباعه بالرجوع عن تمردهم المسلح. واستمرت المواجهات بين الطرفين باستخدام الأسلحة الخفيفة والثقيلة والطيران لما يقارب أسبوعين كاملين. وكان لافتاً عنف القصف الذي طال مواقع أتباع بدرالدين الحوثي نظرا لشراسة المقاومة التي أبدوها من جهتهم!
وقد سقط خلال هذه المواجهات التي شملت عددا من المحافظات والمدن بما في ذلك صنعاء -العاصمة، ضباط كبار في الجيش والأمن ومشائخ ووجهاء قبليون، وعددا من الجنود والمواطنين الأبرياء وأتباع الحوثي وقد قدر إجمالي الضحايا بـ250 شخصا! إضافة إلى عشرات الجرحى والمصابين. وشهدت صنعاء سلسلة هجمات ألقيت فيها قنابل يدوية على تجمعات عسكرية وأسواق عامة ومنازل بعض المسئولين! واتسعت رقعة المواجهات إلى محافظة الجوف، حيث اتخذت أجهزة الأمن إجراءات أمنية مشددة وغير مسبوقة، وبحسب مصادر أمنية فقد أعلنت حالة التأهب القصوى بالمحافظة تزامناً مع ما يجري من أحداث في محافظة صعدة المجاورة من ناحية الغرب، وتم استحداث عدد من النقاط العسكرية والأمنية في داخل المدن ومراكز المديريات، كما ضرب سياج أمني غربي الجوف في محاذاة محافظة صعدة.
وقد تمكنت قوات الأمن و الجيش من إفشال محاولة للهروب قام بها بدرالدين الحوثي وقيادات من تنظيم 'الشباب المؤمن' وعدد من أتباعه، إلى إحدى دول الجوار[7].
مما اضطر بدرالدين الحوثي ومن معه للاختفاء في مناطق القبائل الموالية لهم! حيث لا تزال الدولة تفرض عليها طوقا أمنيا وتعمل على تمشيط المنطقة بحثا عنه!!
ويبدو أن الأزمة لا تزال قائمة، وسوف تظل أثارها قائمة حتى بعد انتهاء مظاهر المواجهة المسلحة!
لكنها في الحقيقة أبرزت مدى الخطر الذي يمكن أن تواجهه اليمن ومدى التآمر الذي ينتظر هذا البلد ويعمل على تفكيكه وزعزعته!
ويبقى أن على المخلصين من أبناء اليمن السعي لإصلاح ذات البين, وتوجيه الدولة للالتفات إلى أوضاع الناس, ونبذ استغلال الخلافات المذهبية والعقائد في الحسابات الحزبية والمكايدات السياسية نظرا لما ستحمله من ضغائن وأحقاد, ونشر مذهب أهل السنة والجماعة القائم على أساس اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام بعيدا عن الغلو والبدع، والتنبه للأيادي الخفية الرامية إلى اللعب بالخلافات القائمة والأوضاع الراهنة!
وإلا فإن المسائل مرشحة للعودة مستقبلا إلى حال أسوأ مما سبق!
الجزء الأول
تمرد الحوثي في اليمن وأبعاد التحالف الشيعي الأمريكي في المنطقة!..[1]
النافذ
19-Aug-2005, 04:58 PM
http://www.asmilies.com/smiliespic/txtsmall/013.GIF
انظروا ماذا يعلمون الأطفال في أمريكيا عن الاسلام
قمة التخلف و الانحطاط <<<<
حسبي الله عليهم
http://www.ojqji.net/vb_images/islam_t_e.jpg
أترك لكم التعليق !!!
حسبى الله ونعم الوكيل
عليك ان تغضب ياخى للاسلام ولله
فقد قال رسول الله:" من لم يهتم بامر المسلمين فليس منهم"
هذا ما يجعل الامريكان والشعوب المعادية للاسلام يكرهون الاسلام والمسلمين
ولا يفكرون قليلا فى اعتناقه لانهم تربوا وتاسسوا على معاداته
النافذ
19-Aug-2005, 05:28 PM
الجمعة 14 رجب 1426هـ – 19 أغسطس 2005م آخر تحديث 3:40م بتوقيت مكة
[خاص]: أصدرت المقاومة العراقية صباح اليوم الجمعة بمختلف تشكيلاتها العسكرية بيانًا موحدًا وزع على عدد من مساجد بغداد تضمن البراءة من عملية تفجير مرآب نقل الركاب وسط بغداد والذي راح ضحيتها أكثر من 52 عراقيًا بينهم نساء وأطفال.
وذكر مراسل مفكرة الإسلام في بغداد أن البيان الذي حمل توقيع تنظيم القاعدة وجيش محمد الأول وجيش أنصار السنة وجيش المجاهدين وكتائب الناصر صلاح الدين وعدد من المجاميع القتالية الأخرى، أكد عدم مسئولية أي من هذه الجماعات عن تلك العملية واعتبرها عملاً يهدف إلى تشويه سمعة المقاومين، واتهم الموقعون على البيان من وصفوهم بعملاء المخابرات الصهيونية والقوى الصليبية بالضلوع في ذلك الانفجار.
وجاء في البيان الذي حصل مراسلنا على نسخة منه: [نعلن نحن تنظيمات القاعدة في العراق وجيش محمد وجيش أنصار السنة وكتائب الناصر صلاح الدين وجيش المجاهدين عدم مسئوليتنا عن العملية التفجيرية التي راح ضحيتها عدد كبير من المسلمين، ونؤكد أنه ليس لنا دخل بها من قريب أو بعيد ونحن ماضون بجهادنا ضد الاحتلال أينما وجد في كل شبر من أرض العراق وبلاد المسلمين].
الجدير بالذكر أن أوساطًا سياسية شيعية سارعت باتهام المقاومة العراقية بالوقوف وراء تلك العملية بحجة أنها وقعت في مرآب لنقل المواطنين من بغداد إلى المناطق الجنوبية في العراق، واستثنت المرآب المجاور لها والذي ينقل المواطنين من بغداد إلى الرمادي والفلوجة والموصل وغيرها من مناطق السنة في العراق، وعليه فقد سارع عبد العزيز الحكيم زعيم المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق، وقبله إبراهيم الجعفري رئيس الوزراء العراقي إلى اتهام المقاومة بالتورط في تلك العملية.
النافذ
19-Aug-2005, 05:31 PM
'كلا كلا للتقسيم ..' .. مظاهرة سنية شيعية حاشدة تجوب بغداد تنديدًا بفيدرالية الحكيم
الجمعة 14 رجب 1426هـ – 19 أغسطس 2005م آخر تحديث 2:55 م بتوقيت مكة
[خاص]: خرجت مظاهرات حاشدة اليوم الجمعة شارك فيها المئات من أتباع التيار الصدري وهيئة علماء المسلمين في العراق.
وذكر مراسل مفكرة الإسلام في العاصمة العراقية بغداد أن التظاهرات التي جابت معظم شوارع العاصمة بغداد قد نددت بفكرة الفيدرالية واعتبرتها تقسيمًا للعراق وتمزيقًا لوحدة شعبه.
وقد رفع متظاهرون سنة وآخرون شيعة من أتباع الصدر وتيار جواد الخالصي والتيار الشيعي بزعامة أحمد الحسني شعارات ترفض الفيدرالية وتؤكد على وحدة العراق أرضًا وشعبًا.
ونقل مراسل مفكرة الإسلام خلال التظاهرة عن عدد من المتظاهريين قولهم: 'نطالب المسلمين بأن يخلصوا العراقيين من هجمة الجراد الأصفر' في إشارة إلى إيران وما تنويه من إقامة حكم شيعي في الجنوب العراقي.
كما رفع المتظاهرون شعارات أخرى حملت عبارات من قبيل: [كلا كلا للتقسيم .. كلا كلا للتمزيق]، في إشارة واضحة إلى رفضهم الفيدرالية التي دعا إليها عبد العزيز الحكيم زعيم المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق وأيدها السيستاني.
ورفع المتظاهرون شعارًا آخر يقول [من الفلوجة إلى الكوفة هذا الوطن ما نعوفه]، و [إخوان سنة وشيعة هذا الوطن ما نبيعه].
هذا وتعتبر هذه المظاهرة هي الأقوى من نوعها على صعيد توحد العراقيين السنة مع شيعة العراق غير التابعيين للسيستاني وعبد العزيز الحكيم.
ابو ضيف الله
19-Aug-2005, 07:34 PM
اخـوي النـافـذ جــزاك الله كـل خيـر وبـارك فيك
وما شـاء الله على هـمتك
النافذ
19-Aug-2005, 09:22 PM
الاخ ابوضيف الله حفظك الله
http://www.w6w.net/album/35/w6w_w6w_2005042602232895cb29c6.gif
vBulletin® v3.8.2, Copyright ©2000-2025 Arabization iraq chooses life