تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : حكم الحداد على الملوك


غشام نجد
19-Aug-2005, 12:22 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



لسماحة مفتي عام المملكة العلامة ‏الشيخ / عبدالعزيزبن عبدالله بن باز رحمه الله

الحمد لله، والصلاة والسلام ‏على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعد:

‏فقد جرت عادة ‏الكثير من الدول الإسلامية في هذا العصر بالأمر بالإحداد على من يموت من الملوك ‏والزعماء لمدة ثلاثة أيام أو أقل أو أكثر مع تعطيل الدوائر الحكومية وتنكيس ‏الأعلام، ولا شك أن هذا العمل مخالف للشريعة المحمدية، وفيه تشبه بأعداء الإسلام، ‏وقد جاءت الأحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تنهى عن الإحداد وتحذر ‏منه إلا في حق الزوجة فإنها تحد على زوجها أربعة أشهر وعشرا، كما جاءت الرخصة عنه ‏صلى الله عليه وسلم للمرأة خاصة أن تحد على قريبها ثلاثة أيام فأقل، أما ما سوى ذلك ‏من الإحداد فهو ممنوع شرعا وليس في الشريعة الكاملة ما يجيزه على ملك أو زعيم أو ‏غيرهما، وقد مات في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ابنه إبراهيم وبناته الثلاث ‏وأعيان آخرون فلم يحد عليهم عليه الصلاة والسلام، وقتل في زمانه أمراء جيش مؤتة: ‏زيد بن حارثة ، وجعفر بن أبي طالب ، وعبد الله بن رواحة رضي الله عنهم فلم يحد ‏عليهم، ثم توفي النبي صلى الله عليه وسلم وهو أشرف الخلق وأفضل الأنبياء وسيد ولد ‏آدم، والمصيبة بموته أعظم المصايب ولم يحد عليه الصحابة رضي الله عنهم، ثم مات أبو ‏بكر الصديق رضي الله عنه وهو أفضل الصحابة، وأشرف الخلق بعد الأنبياء فلم يحدوا ‏عليه، ثم قتل عمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم وهم أفضل الخلق بعد الأنبياء وبعد أبي ‏بكر الصديق فلم يحدوا عليهم، وهكذا مات الصحابة جميعا فلم يحد عليهم التابعون، ‏وهكذا مات أئمة الإسلام وأئمة الهدى من علماء التابعين ومن بعدهم؛ كسعيد بن المسيب ‏، وعلي بن الحسين زين العابدين ، وابنه محمد بن علي ، وعمر بن عبد العزيز ، والزهري ‏، والإمام أبي حنيفة ، وصاحبيه، والإمام مالك بن أنس ، والأوزاعي والثوري ، والإمام ‏الشافعي ، والإمام أحمد بن حنبل ، وإسحاق بن راهويه ، وغيرهم من أئمة العلم والهدى ‏فلم يحد عليهم المسلمون، ولو كان خيرا لكان السلف الصالح إليه أسبق، والخير كله في ‏اتباعهم والشر كله في مخالفتهم وقد دلت سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي ‏أسلفنا ذكرها على أن ما فعله سلفنا الصالح من ترك الإحداد على غير الأزواج هو الحق ‏والصواب، وأن ما يفعله الناس اليوم من الإحداد على الملوك والزعماء أمر مخالف ‏للشريعة المطهرة مع ما يترتب عليه من الأضرار الكثيرة وتعطيل المصالح والتشبه ‏بأعداء الإسلام، وبذلك يعلم أن الواجب على قادة المسلمين وأعيانهم: ترك هذا ‏الإحداد، والسير على نهج سلفنا الصالح من الصحابة ومن سلك سبيلهم، والواجب على أهل ‏العلم: تنبيه الناس على ذلك وإعلامهم به أداء لواجب النصيحة، وتعاونا على البر ‏والتقوى. ولما أوجب الله سبحانه من النصيحة لله ولكتابه ولرسوله صلى الله عليه وسلم ‏ولأئمة المسلمين وعامتهم رأيت تحرير هذه الكلمة الموجزة. وأسأل الله عز وجل أن يوفق ‏قادة المسلمين وعامتهم لكل ما فيه رضاه والتمسك بشريعته والحذر مما خالفها، وأن ‏يصلح قلوبنا وأعمالنا جميعا إنه سميع الدعاء قريب الإجابة. وصلى الله وسلم على ‏نبينا محمد وآله وأصحابه.

‏نشر هذا الموضوع في مجلة البحوث الإسلامية العدد ‏التاسع الصادر للأشهر الربيعان والجماديان عام 1404 هـ.

النافذ
19-Aug-2005, 01:27 AM
http://www.3e6r.net/data/media/19/212.gif

فواز الشيباني
19-Aug-2005, 02:07 PM
بارك الله فيك وجزاك الف خير

صدوق
19-Aug-2005, 02:22 PM
جزاك الله الف خير
وبيض الله وجهك على المعلومة اللي يجهلها الكثير


تحياتي