المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : "سوق عكاظ" يحشد أكثر من ألفي مثقف


فهيد الايدا المورقي
19-Sep-2013, 10:27 AM
جدة - عبد القادر محمد
بين جنبات منطقة شبه خالية شمال شرق محافظة الطائف، تستمر الأمسيات واللقاءات الثقافية، ضمن برنامج "سوق عكاظ" لهذا العام بحضور حشد كبير من المثقفين من داخل المملكة العربية السعودية وخارجها، وبحسب الأمانة العامة في سوق عكاظ، فإن عدد المثقفين من خارج البلاد وصل إلى 20 مثقفاً ومثقفة، فيما وجهت الأمانة العامة أيضاً الدعوة لــ2000 شخصية ثقافية من داخل المملكة.

وبحسب الروايات التاريخية، فإن تاريخ "سوق عكاظ" يعود إلى ثلاثة أو أربعة قرون قبل الميلاد، بيد أنه نشط في الفترة السابقة لظهور الإسلام، واستمر في عهد النبوة وصدر الإسلام أيام الراشدين، وزمن بني أمية حتى سنة 129 للهجرة، حيث ثار الخوارج ونهبوه، وقد تأثر سوق عكاظ بتوسع الدول الإسلامية وانتقال مراكز الحضارة من الحجاز إلى دمشق ثم بغداد، حيث كانت المدن الكبيرة، وبدأت الحياة الجديدة في الشام والعراق ومصر تجذب الناس إليها مع الاهتمام بالفتوحات، ما أضعف الحاجة لسوق عكاظ ودوره التجاري خاصة.

وكان "سوق عكاظ" أهم أسواق العرب وأشهرها على الإطلاق في العصر الجاهلي، وكانت القبائل تجتمع في هذا السوق شهراً من كل عام، يتناشدون الشعر، ويفاخر بعضهم بعضاً، ومما قيل فيه إن "العرب تجتمع فيه كل سنة، فيعظ بعضهم بعضاً بالمفاخرة والتناشد، أي يدعك ويعرك"، ولم يكن سوق عكاظ مكاناً ينشد فيه الشعر فحسب، بل كان أيضاً موسماً اجتماعياً قبائلياً له دوره السياسي والاجتماعي.

وقد مثل عكاظ لـ"قبائل العرب" في ذلك الوقت منبراً إعلامياً أيضاً، حيث كان يجتمع فيه شيوخ القبائل بعشائرهم، وتعقد فيه مواثيق وتنقض فيه أخرى، كما كان السوق مضماراً لسباقات الفروسية والمبارزة بين فرسان العرب، وسوقاً تجارياً واسعاً تقصده قوافل التجار القادمين من الشام وفارس والروم واليمن، إضافة إلى كونه منتدى تطلق فيه الألقاب على الشعراء والفرسان والقبائل وغير ذلك، ومنبراً خطابياً تلقى به الخطب، ومجلساً للحكمة، تحفظ فيه الحكم، وتسير بها الركبان، ويتمثل بها الناس على مر الأيام.

سوق عكاظ في حلته الجديدة
وفي العهد السعودي، اهتم الملك فيصل بن عبدالعزيز، رحمه الله، بموضوع "سوق عكاظ"، وتكونت آنذاك اللجان من الجغرافيين والمؤرخين والأدباء لتحديد موقعه، وفي العام 1428 للهجرة وبعد انقطاع استمر حوالي ألف وثلاث مئة سنة، بدأ التحضير الفعلي لإعادة إحياء هذا السوق، وقد افتتحه أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل خلال الأعوام الماضية نيابة عن خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ويرأس الأمير خالد الفيصل لجان سوق عكاظ.

"سوق عكاظ" بشكله الحديث يعيد إلى الأذهان أمجاد العرب وتراثهم الأصيل، ويستعرض ما حفظه ديوان العرب من عيون الشعر ومعلقاته، ويقدم في كل مهرجان "احتفالاً واحتفاء" بأحد شعراء المعلقات، لتؤكد اتصال التراث بالحاضر، وتجدد المحافظة على الماضي وما حفل به من تاريخ وأحداث وأمجاد.

كما يشكل سوق عكاظ اليوم "معلماً سياحياً" في المملكة العربية السعودية، ورافداً مهماً من روافد السياحة، إذ يقوم السوق اليوم في ذات المكان الذي يقع فيه سوق عكاظ التاريخي، ويقصده اليوم الكثير من السائحين لمشاهدة السوق كمعلم تاريخي ضارب في جذور الماضي، ما زال يحتفظ بعبق التاريخ وبريق الحاضر، ويجد زائر السوق مفارقة تجمع بين التقنيات الحديثة التي تم توفيرها في مكان المهرجان، مع جغرافية المكان وقيمته التاريخية الأصيلة، التي تم تحديدها بعد دراسة الآثار المتاحة وتحديد الأودية والجبال، وفق الوثائق التاريخية لتحديد موقع السوق بدقة وبكفاءة علمية.

آلية واضحة لاختيار المشاركين
وبالعودة إلى الأمانة العامة لـ"سوق عكاظ" فإن هناك نوعين من المشاركة في هذا الكرنفال الثقافي كل عام، أولها مشاركون في فعاليات السوق من داخل وخارج المملكة، ويتم عادة نشر أسمائهم في الصحف، والنوع الثاني يتمثل في المثقفين والكتاب الذين تتم دعوتهم لحضور الفعاليات، كما تتم توجيه الدعوة عادة لجميع المؤسسات الثقافية والكتاب والأدباء والجامعات.

ورداً على سؤال حول وجود "آلية مقننة" لاختيار المثقفين والكتاب المشاركين في هذا الحدث السنوي، بينت الأمانة العامة لسوق عكاظ أن هناك برنامجاً ثقافياً يحدد كل عام وتشرف عليه لجنة من جميع القطاعات ذات العلاقة، منها سوق عكاظ، ووزارة الثقافة والإعلام السعودية ووزارة التعليم العالي، ويراعى كل عام التنوع في الفعاليات والمتحدثون، وتحرص اللجنة على أن تختار كل سنة محاور وأشخاصاً لم يسبق لهم المشاركة، وفيما يتعلق بالدعوة العامة فإنها توجه لجميع المثقفين والكتاب الآخرين.

وعن وجود "امتعاض" لدى بعض المثقفين من عدم ترشحهم أو اختيارهم للمشاركة في فعاليات سوق عكاظ، نفت الأمانة العامة للسوق ورود مثل تلك الملاحظات. وأضافت: "سوق عكاظ فتح جميع القنوات لاستقبال الملاحظات والمقترحات منذ إعادة إحيائه، ولم تصلنا مثل هذه الملاحظة، وهذه المرة الأولى التي نسمع بها، وهي غير صحيحة".

واستدركت الأمانة العامة لسوق عكاظ: "هناك دعوات عامة توجه لجميع المثقفين، بل إن سوق عكاظ ينشر إعلاناً في الصحف لتوضيح أن الدعوة عامة، ومن الصعب أن نأتي كل عام بمثقفين جدد، فمثقفو الأمس هم أنفسهم مثقفو اليوم، ولن نبحث عن مثقفين من كوكب آخر ليحلوا محل غيرهم، ونحن نعمل حقيقة على إعداد خطة لعقد اجتماعات سنوية، بمشاركة مجموعة من الكتاب والمثقفين لمناقشة البرامج قبل كل دورة".

فهيد الايدا المورقي
19-Sep-2013, 10:33 AM
سوق عكاظ مهرجان ثقافي عظيم ولابد ان تراعي فيه الضوابط الشرعيه حتي يستمر نجاحه


وتألقه في كل عام