تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : العار.. المجزرة الكبرى![/size][/


احمد العـتيبي
19-Aug-2013, 08:13 PM
يوم العار.. المجزرة الكبرى!

بقلم: شعبان عبدالرحمن

أفتش في كتب التاريخ السحيق لأجد وصفاً لما يجري في مصر.. مذابح.. إبادة.. وحشية.. قتل.. حرق.. كل تلك الكلمات لا تفي ما جرى وصفاً، فقد وقع كل ذلك في آنٍ واحد.. حصار وإبادة ومذابح وحشية، ثم حرق الجثث، ثم فرمها تحت عجلات الجرافات، أو تجريفها كأكوام القمامة.. لا فرق.. ثم رفض تسليمها لذويها أي رفض دفنها إلا بإذعان ذويهم على التوقيع بأنهم ماتوا منتحرين إخفاء للجريمة.

سيذكر التاريخ أن منطقة في شرق القاهرة اسمها «رابعة العدوية» شهدت يوم السابع من شوال 1434 هجرية الموافق الرابع عشر من أغسطس عام 2013م على مدى اثنتي عشرة ساعة (من السابعة صباحاً حتى السابعة مساء) ما لم يشهده التاريخ من قبل من مجازر وحشية، وتطهير بشري بحق مدنيين.. (نساء وأطفال) ومدنيين مسالمين كل جريمتهم أنهم استمسكوا بحقهم السياسي وبصوتهم الانتخابي، الذي كافحوا للإدلاء به في طوابير طويلة خمس مرات، ثم فوجئوا بمن يدوس عليه ببيادته العسكرية، ويحكمهم بالحديد والنار، فاعتصموا وكاد اعتصامهم يسقط الانقلاب، فكانت تلك المجازر غير المسبوقة في وحشيتها وأدواتها وآلتها.. قتل بالرصاص الحي الكثيف من القناصة ومن الطائرات وسط إطلاق نوع خطير من الغاز المسيل للدموع، وقد حرك تلك المجزرة غير المسبوقة بركان من الحقد تم التحضير له وتفجيره في قلوب الذين يقومون بتلك المجازر، ولِمَ لا وقد ظل إعلام الشيطان على مدى عام كامل يشيطن الإسلاميين بكل درجاتهم حتى باتوا هم العدو، والعدو الصهيوني هو الصديق.

ستشهد أرض رابعة أن كل أنواع الحروب دارت على أرضها رغم أنها لم تكن ساحة حرب، بل كانت ملاذ اعتصام سلمي، وستشهد أرض رابعة أن المبادئ الإنسانية ذُبِحت على ترابها، وأن قيم حقوق الإنسان دُفِنت في ترابها، وأن كل ما يتخيله عقل بشر من خروقات وانتهاكات في الحروب قد تم ارتكابه ضد أطفال ونساء ورجال احتشدوا دفاعاً عن حقهم الشرعي والقانوني.

سيشهد التاريخ أن مصر كلها تجمعت في رابعة عبر أطهر رجالها ونسائها وأطفالها وبناتها، الذين وفدوا إليها من أقاصي البلاد، فكانت جامعة جمعت المصريين في سلمية وجامعة للعلم والوطنية والكفاح، وقدمت على مدى 45 يوماً أروع الأمثلة في السلمية والوطنية والتضحية من أجل الحق والمبدأ، وسيشهد التاريخ أن رابعة وأخواتها من ميادين حاولت يوماً بدمائها وأرواحها استرداد حق الشعب المصري في الحياة الكريمة وحقوقه السياسية التي سطا عليها الانقلاب العسكري بالقوة. وسيشهد التاريخ أن حقوقاً وراءها مناضلون مخلصون لن تضيع، وسيشهد أن النصر المؤزر في النهاية للشعب مهما احتدت آلة البطش، ومهما تجبر الفرعون.