المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ربيع يختال داميا


أبو الوليد
16-Aug-2013, 10:41 PM
رَبِيْـعٌ يَخْتـَـالُ دَامِيـاً


هــــي الـفـوضــى تــنـــامُ بــكـــــلِّ وادٍ
وترغبُ في النهـوضِ بكـــــل عـــــــادِ

ربـيــعُ الـشــرِّ يـغـلـي فـــوق جـمــرٍ
فمـن يـا هــــل تـرى تـحـتَ الـرَّمــادِ

بــــلادُ الــعُــربِ أوطــانــي شــعــــــارٌ
هزيـــلٌ غاصَ فـــي وحـلِ الكســـــادِ

فـعــطـرُ السِّلمِ مـخــلوطٌ بـــزيتٍ
وعــنـدَ الماكرِ الـقــطـرانُ كـــــادي

ويـــلـــعـــنُ كـــلُّ مـــعـــتــــوهٍ أخـــــاهُ
وتــكــرهُ كــــلُّ أنــثــى مــــن تــنـــادي

ومحتـالٌ يـــــســـــوقُ الـــــوهـمَ زوراً
بضـــــمِّ الــــزَّاءِ والمكســــــــورُ ضـــــادي

ومـــكـــارٌ ومـــــــــا أدراكَ مــــــــــن ذا
يُـسـمِّـي الـمـكــــرَ بالـبـشـرِ الــجــــوادِ

عـلـى لــوحِ الخريـطـةِ تـــاهَ ظـنِّــي
فـــكـــلُّ حـقـولِــهــا حـــصـــدُ الـــجـــرادِ

فــبـــيـــن عــمـــائـــمٍ ودعــــــاةِ وهـــمٍ
تــــــــــرى الأوبــــاشَ تـلـعــبُ بـالـزنــادِ

جــــدارُ الــحـقِّ يُــهـــدَمُ كــــلّ يـــومٍ
ويُـــقـــتــــلُ كــــــــــلُّ روَّاحٍ وغــــــــــادي

دعـــــاةُ الـــمـــوتِ تُـغـرقـــكُــمْ دمــــــاءٌ
تــعـــومُ بـحــارَهــا صــفـــرُ الــجــيــادِ

وداعـــــــــاً أمــــةً يـــبـــكــــي عــلــيـــهـــا
جميعُ الخلــــقِ مِن خــــافٍ وبـادي

غــدونـــا صــــــورةً لـلـقــبــحِ تُــــــروَى
وتُــحــمــلُ فــــــوق ألــــــواحِ الـــسَّـــوادِ

مـلايـيـنُ الـشـبــابِ تـسـيــرُ قــســراً
إلــــى سـاحـاتِ ويــــلِ الاضطـهـــــادِ

وتُسكبُ في الرمـالِ دمـاءُ قهــــــــرٍ
فلـيـتَ القـهـر كـــان إلـــى الـجـهـادِ

فتـزأرُ أرضُ مـصـرٍ فــي ربـاهــــا
وجيـشُ الشـــامِ يــزأرُ فــي الـوهــــادِ

وتـنـتـفــضُ الـكــرامةُ فـــــي ربــاطٍ
لــــه اﻷقـــــصــى يــلـــوِّح بــاﻷيـــادي

فـنـهــتــفُ لا إلــــــهَ ســــــواك ربِّــــــي
ويسـكـنُ فـــوقَ حائـطِـهــــم فـــؤادي

وتـسـجـدُ جـبـهـةُ المـظـلـومِ شــكــراً
ويـصـــدعُ بالكـرامـةِ كـــلُّ شــــــادي

هــي اﻷحــلامُ تـبــدأ حـيــنَ تـغـفـو
عــيـــونٌ تـعـتــلــي جـــســـمَ الــجــمــاد

فـلــيــتَ الـحـلــمَ رؤيـــــا إثـــــر عـلـمٍ
بـــفـــضــــلٍ ســـــاقــــــهُ ربُّ الـــعــــبــــادِ

يمـوتُ الناصـحـــونَ بـكـــلِّ أرضٍ
ﻷنَّ الــنُّـــصـــحَ عــــكـــــسٌ لـــلـــمـــراد

وأصـبــحَ كـــلُّ مـــن حـمـلـتْ يـــداهُ
كـــتـــابـاً .. عالمــــــاً صعـبَ الجِـلادِ

ويـرقــى مـنـبـرَ الأضـغــاثِ غــــــرٌّ
رويبـضـةُ ابــن جاهـلـةِ الـقـيــــادي

يخـوضُ بكـلِّ عـلـمٍ عـنـهُ يــروي
ويُفتـي فـي الحواضـرِ والبــــوادي

فــــهــذا كــــافـــــرٌ والــــنــارُ مـــأوى
وذاكَ مُـــقــــدَّسٌ لــلــنـــاسِ هـــــــادي

وفـاجــعــةُ الـفــواجــعِ مـــــن دهـــانـــا
بـعــلــمــانــيــةِ الـــعــــقــــلِ الــــــرَّمــــــادي

تــرى الجـمـــعَ المهـيـــبَ توسَّــــدُوهـا
نـــوافــــذَ تـعــتــلــي قـــصــــرَ الــــمــــزادِ

أرادوهـــــا شــــتــــاءً مــــــن غــــيـــــومٍ
تصــــــبُّ شرورَهـا عـنـــــدَ الحـصـــادِ

وآخــرُ مــا يـقـولُ لـسـانُ شـعـــــري
يُــــــــردُّ الـمـســلــمــونَ إلــــــــى مَــــعــــادِ
*****

-----------------
شعر : عبد الملك الخديدي
9/10/1434هـ

مطلق الثبيتي+
17-Aug-2013, 03:27 PM
وتُسكبُ في الرمالِ دماءُ قهرٍ
فليتَ القهر كان إلى الجهاد

فتزأرُ أرضُ مصرٍ في رباها
وجيشُ الشامِ يزأرُ في الوهاد

اقول ان هذه القصيدة لهي مجموعة من المشاهد المسرحية التراجيدية
تختلط فيها البكائية بالفن الجميل
وقد زخرت بشتى الاساليب البيانية الجميلة التي كانت لها وظيفة تزيينية وتاثيرية في الوقت نفسه
وقد اخترت لنفسي هذين البيتين لاقول انها استعارة جميلة رغم كونها استعارة تقليدية الا انها تحمل فكرة رائعة
هنيئا لك ايها الشاعر و هنيئا لكل المنتدى بفصاحة لسانك وقوة بيانك

راشد النفيعي
01-Sep-2013, 07:32 AM
صح لسااانك ابيات كايفه

علي السلمي الزهراني
06-Nov-2013, 04:34 PM
ابدعت ..
بيض الله وجهك

أبو الوليد
10-Dec-2013, 01:11 PM
مطلق الثبيتي
راشد النفيعي
علي الزهراني

أهلا بكم جميعا وتقبلوا تحياتي

احمد العـتيبي
09-Jan-2014, 09:34 PM
"إن من البيان لسحرا"

وطاب قلبك ولسانك أخي أبا الوليد

بن ابنين
12-Feb-2014, 07:21 PM
راائع الله يسلمك

أبو عبد الملك الرويس
19-Sep-2014, 03:00 PM
وتُسكبُ في الرمالِ دماءُ قهرٍ
فليتَ القهر كان إلى الجهاد


حسناء ، حسناء ؛ فصحّ لسانك ، واعتلى شأنك ـ أبا الوليد ، أيّها الشاعر الأديب ـ .

ودمتَ في رعاية الله وتوفيقه .

أبو الوليد
06-Dec-2015, 03:37 PM
بن بنين

الشاعر ابو عبد الملك الرويس

شكراً لكما

تحياتي وتقديري