المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تعريف الزنادقة


النافذ
29-Jul-2005, 10:01 PM
تعريف الزنادقة
هل الزنادقة طائفة من الطوائف، أم وصف يطلق على كل من خالف في الأسماء والصفات، وما معناه، وجزاك الله خيرا؟

الزنادقة وصف متأخر وصفه به المتأخرون، والزنديق معناه: المنافق - فالمنافق - كما قرره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله -: المنافق هو الذي يبطن الكفر ويظهر الإيمان، يسمى منافقا في العصور الأولى، وفي العصور المتأخرة يسمى زنديقا.

فالزنديق هو المنافق هو الذي يبطن الكفر ويظهر الإيمان، ويطلق الزنديق أيضا على الجاحد، الذي أنكر وجود الله، فهو زنديق ملحد، فالمقصود أن الزنديق هو الملحد وهو الكافر، وهو الذي يبطن الكفر ويظهر الإيمان، ويطلق على الجاحد الذي أنكر الرب سبحانه وتعالى.

المنفذ
30-Jul-2005, 01:41 PM
جزاك الله خير الجزاء وجعل ماتقوم به في موازين حسناتك ياالنافذ

النافذ
31-Jul-2005, 11:33 PM
الاخ المنفذ
لك فائق الاحترام والتقدير علي مرورك

ابو ضيف الله
02-Aug-2005, 09:53 PM
اخي العزيز النافذ جـزاك الله على كل ما تقدمه للمنتدى من مواضيع جـديد ومتنوعه

وهذه مقالة موسعه عن "الزنـادقـه" كفانا الله شرهم


الزنــادقه

فضيلة الدكتور عبدالعزيز بن محمد العبد اللطيف



أصل هذه الكلمة :

يقول ابن تيمية - رحمه الله - عن لفظ الزندقة : "هو لفظ أعجمي معرَّب ، أُخذ من كلام الفرس بعد ظهور الإسلام ، وعُرب .." (1) ..

ويقول الحافظ ابن حجر - رحمه الله - عـن أصل الزنادقة: "أصل الزنادقة أتباع دَيْصان ، ثم مانيّ ثم مزدَك وحاصل مقالتهم أن الـنـور والظـلـمة قديمان ، وأنهما امتزجا فحدث العالم كله منهما ، فمن كان من أهل الشر فهو من الظـلـمة ، ومن كان من أهل الخير فهو من النور" (2).

ويذكر بعض المؤرخين أن زرادشت أتى بكتاب "البستاه"، فـمـن أعـرض عـنه ، وعدل إلى التأويل الذي هو الزند قالوا الزندي ، فلما جاءت العرب أخذت هذا المعنى مـن الفـرس ، وقالوا زنديق وعربوه.

وقد عدَّ الإمام الملطي - رحمه الله - الزنادقة أول الطوائف افتراقاً ، ثم ذكر فرق الزنادقة فقال : "أول من افترق من هذه المذاهب : الزنادقة ، وهم خمس فرق المعطلة والـمـانـويــة والمزدكية والهبدكية والروحانية" (3). وقال الجاحظ : إن الزندقة فشت في النصارى فقال: "ودينهم - يرحمك الله - يضاهي الزندقة ، ويناسب في بعض الوجوه قول الدهرية ، وهم من أسـبـاب كــل حـيـرة وشبهة. والدليل على ذلك أنَّا لم نر أهل ملة قط أكثر زندقة من النصارى ، ولا أكثر متحيراً أو مترنحاً منهم.. " (4).

إطلاقات الزندقة ومعانيها في الإسلام :

استخدم هذا المصطلح فـي مـعــانٍ متعددة .. فبعضهم يطلقه على الثنوية المجوس ، وهو موجود في بعض معاجم اللغة العربية مثل تاج العروس (مادة ز ن ق ، فصل الزاي من باب القاف) ومختار الصحاح (مادة ز ن د ق) وغيرهما ، وربما أطلق الزنديق على الدهري كما في لسان العرب (5) ، ومنهم من يطلقه على من لا يؤمن بالله واليوم الآخر كما ذكر ذلك ابن القيم في إغاثة اللهفان (6) ، ونجد أن الفقهاء يطلقون الزنديق على المنافق ، يقول ابن تيمية - رحمه الله - : "فأما الزنديق الذي تكلم الفقهاء في قبول توبته ، فالمراد به عندهم المنافق ، الذي يظهر الإسلام ويبطن الكفر" (7).

ويقول الحافظ ابن حجر:"ثم أُطلق الاسم (الزنديق) على كل من أسرَّ الكفر وأظهر الإسلام، حتى قــال مــالـك : الـزنـدقـة ما كــان عليه المنافقون ، وكذا وأطلقت جماعة من فقهاء الشافعية وغيرهم : أن الزنديق هــو الـذي يـسـرّ الإسلام ويخفي الكفر" (8) وبعض علماء السلف يطلقه على الجهمية ، كما يفعل ذلك الإمام عثمان بن سعيد الدارِمي (ت 282 هـ) في كتابه "الرد على الجهيية"(9) ، وفي كتابه "النقض على بشر المريسي" (10). وقد يُرمى صاحب المجون والفحش بالزندقة(11).

عقائدهم :

إن عقائد الزنادقة قد تضمنت كماً هائلاً من صـنـوف الـكـفـر الصريح ، والردة الظاهرة ، كقولهم بالحلول ، وتأليه البشر ، وتشبيه الله - تعالى - بخلقه ، وإنكار النبوة أحياناً ، وادعاء النبوة أحياناً أخرى! والقول بالتناسخ ، وإنكار القيامة والجنة والنار ، واستحلال المحرمات وجحد الواجبات ..(12).

آثارهم :

خلَّف الزنادقة آثاراً سيئة وعواقب وخيمة على الأمة المسلمة ، فأشعلوا ثورات سياسية وأفسدوا البلاد والعباد ، كما فعلت القرامطة والإسماعيلية والمقنعية ، وغيرهم من فرق الزنادقة. كما أن بعض الفرق الإسلامية قد تزندقت ، وخرجت من دين الإسلام ، كما هو الحال في غلاة الشيعة ، والخطابية من المعتزلة ، والاتحادية من المتصوفة وغير ذلك.

اتخذ الزنادقة التشيع مطية ذلولاً في نشر مذهبهم ، يقول ابن تيمية - رحمه الله - عن الشيعة : "ومنهم من أدخل على الدين من الفساد ما لا يحصيه إلا رب العباد ، فملاحدة الإسماعيلية وغيرهم من الباطنية المنافقين ، من بابهم دخلوا، وأعداء المسلمين من المشركين وأهل الكتاب بطريقهم وصلوا ، واستولوا على بلاد الإسلام، وسبوا الحريم، وأخــــــذوا الأموال ، وسفكوا الدم الحرام.. إذ كان أصل المذهب من إحداث الزنادقة المنافقين الذين عاقبهم في حياته علي أمير المؤمنين - رضي الله عنه - فحرَّق منهم طائفة بالنار ، وطلب قتل بعضهم ففروا من سيفه البتار" (13).

من جهود الخلفاء في محاربة الزنادقة :

اجتهد الخلفاء في تتبُّع الزنادقة والقضاء عليهم واستئصالهم ، حفاظاً على الدين وأهله.. فـهـذا علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - يأمر بإحراق الزنادقة كما روى البخاري (14) ، واشتهر الخليفة العباسي المهدي بالعناية بذلك ، حيث عين رجلاً ليتولى أمور الزنادقة. ويقول ابن كثير - في حوادث سنة 167هـ - : "وفيها تتبع المهدي جماعة من الزنادقة في سائر الآفاق فاستحضرهم وقتلهم صبراً بين يديه" (15) .

ووصى المهدي ابنه موسى الهادي الخليفة من بعده بذلك.. وقد أنفذ الهادي تلك الوصية، يقول ابن كثير - في حوادث سنة 169هـ -:"وسعى الهادي في تطلب الزنادقة من الآفاق، فقتل منهم طائفة كثيرة واقتدى في ذلك بأبيه"(16).

كلمة في أهمية الموضوع :

تظهر أهمية هذا الموضوع لعدة أمور ، منها:

أن فكرة الزندقة والإلـحـــاد موجودة منذ الـقـدم ، حيث كانت معروفة عند قدماء اليونان والهندوس والفرس، كما أن الزندقة موجودة وظاهرة في العصر الحديث ، وقد قام الزنادقة - عبر العصور الإسلامية - بثورات سياسية وأعمال تخريبية ، والأولى من ذلك أنهم أثروا تأثيراً بالغاً على معتقدات بعض الفرق التي تدَّعـي الإســـلام ، بل نجد أن بعض الفرق قد "تزندقت" ، وأمر ثالث يؤكد أهمية ذلك وهو أن المستشرقـيـن قـد اعتنوا عناية كبيرة بهذا الموضوع ، فكتبوا دراسات مستقلة عن بعض الزنادقة، ولكنهم - كما هي عادتهم - دافعوا عن هؤلاء الزنادقة وعن آرائهم ، ولمّعوهم وأثنوا عليهم خـيــراً (17) ، ولا ننتظر من هؤلاء المستشرقين أكثر من ذلك ، وقد أُشربت قلوب أكثرهم حب كل ما يناهض الإسلام الصحيح الأصيل،ولا أنسى أن أذكر أن البعض قد كتب عن الزندقة وانتقدها، وكله من أجل الدفاع عن القومية العربية؛ حيث إن الزندقة وثيقة الصلة بالشعوبية الفارسية المجوسية المناهضة للقومية العربية.

الهوامش :

1- بغية المرتاد (السبعينية) ، ص 338 ، وانظر رسالة في تحقيق لفظ الزنديق لابن كمال باشا (ت940هـ) ، ص 47 ، والتي نشرت بتحقيق د.حسين محفوظ في أحد أعداد مجلة كلية الآداب بجامعة بغداد.

2- الفتح ، 12/270-271.

3- التنبيه والرد على أهل الأهواء والبدع ، ص91.

4- رسالة في الرد على النصارى ، ص17.

5- مادة "زندق" ، 10/147.

6- 2/246.

7- السبعينية ، ص338.

8- الفتح ، 12/271 .

9- ص352.

10- ص475-563 ، وقد نُشر سنة 1939 بعنوان : رد الإمام الدارمي عثمان بن سعيد على بشر المريسي العنيد.

11 - انظر : كتاب من تاريخ الإلحاد في الإسلام لعبد الرحمن بدوي ، ص28 ، وكتاب الزندقة والزنادقة لعاطف شكري ، ص109.

12- انظر توضيحاً لذلك على سبيل المثال : كتاب الفَرق بين الفِرق لعبد القاهر البغدادي في باب الفرق التي انتسبت إلى الإسلام وليست منها.

13- منهاج السنة ، تحقيق د.محمد رشاد سالم ، 1/10-11.

14- انظر : الفتح 12/267.

15- البداية والنهاية في التاريخ 10/149.

16- البداية والنهاية في التاريخ ، 10/157.

17- انظر : كتاب "من تاريخ الإلحاد في الإسلام" لعبد الرحمن بدوي، ودائرة المعارف الإسلامية للمستشرقين ،10/440-446.

المصـدر
http://www.islamlight.net/index.php?option=content&task=view&id=368

النافذ
02-Aug-2005, 11:23 PM
الاخ ابوضيف الله حفظك الله
بيض الله وجهك علي الزياده النافعه
والقصد اخي الكريم هو الفائده لعموم الاخوان حتى تعم المنفعه للجميع
والكل يبحث عن الاجر عند الله
نسال الله الكريم حسن الختام
اخوك النافذ