النافذ
29-Jul-2005, 09:36 PM
بيان ما أنكرت الجهمية أن الله تعالى كلم موسى
بسم الله الرحمن الرحيم،
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
قال فضيلة الشيخ إسماعيل الأنصاري -رحمه الله تعالى-:
قال القاضي أبو الحسين محمد بن أبي يعلى في ترجمة خضر بن مثنى الكندي من طبقات الحنابلة قال: نقل عن عبد الله ابن إمامنا أحمد -رضي الله عنه- أشياء منها: الرد على الجهمية فيما قرأتُه على المبارك بن عبد الجبار عن إبراهيم عن عبد العزيز بن أبي بكر الخلال قال: أخبرني خضر بن مثنى الكندي قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: قال أبي: بيان ما أنكرت الجهمية أن الله تعالى كلم موسى فقلنا لهم لِمَ أنكرتم ذلك؟ قالوا: إن الله لم يتكلم ولا يتكلم، إنما كَوَّنَ شيئًا فَعَبَّرَ عن الله -عز وجل-، وخلق صوتًا فأسمع.
وزعموا أن الكلام لا يكون إلا من جـوف وفم وشفتين ولسان.
--------------------------------------------------------------------------------
هذه من شبههم كما سيأتي في بيان الرسالة، قالوا: إن الله لم يتكلم ولا يتكلم، وإنما كوّن شيئًا فتكلم، يعني: خلق شيئًا، يقولون: إن كلام الله مخلوق -والعياذ بالله - جعلوا كلام الله الذي هو صفة من صفاته مخلوقا، فقالوا إنما كون شيئًا فتكلم، وخلق صوتًا فأسمع، أما هو لم يتكلم، وهذا باطل، من أبطل الباطل.
الله تعالى تكلم بحرف وصوت، وكلامه صفة من صفاته -سبحانه وتعالى - ومن قال: إن القرآن مخلوق فهو كافر، كما قرر ذلك أهل السنة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ
الرد على الجهمية فيما أنكروا من كلام الله تعالى لموسى
فقلنا هل يجوز لمكوّن أو غير الله أن يقول لموسى إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي أو: إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فمن زعم كما زعمت الجهمية أن الله كون شيئًا، كان يقول ذلك المكون: يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ لا يجوز أن يقول: إنني أنا الله رب العالمين، وقال الله تعالى: وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا .
--------------------------------------------------------------------------------
يعني: أن الله تعالى قال لموسى يا موسى إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ وقال الله لموسى إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي فعلى قول هؤلاء الملاحدة إذا كان الكلام مخلوقا يكون المخلوق يقول لموسى إِنِّي أَنَا رَبُّكَ ؟!!! هل يستطيع أحد أن يقول لموسى إنني أنا الله، إنني أنا ربك.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
الرد على الجهمية فيما أنكروه أن الله تعالى لا يتكلم
لا يجوز أن يقول: إنني أنا الله إنني رب العالمين، وقال الله تعالى: وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا وقال: وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ وقال: وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي وقال: إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي .
فهذا منصوصُ القرآن، وأما ما قالوا: إن الله لم يتكلم ولا يتكلم، فكيف بحديث الأعمش عن خيثمة عن عدي بن حاتم الطائي ؟ قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ما منكم من أحد إلا وسيكلمه الله، ليس بينه وبينه ترجمان
--------------------------------------------------------------------------------
والترجمان: هو الشخص الذي ينقل الكلام من لغة إلى لغة ، يقال له: ترجمان ما منكم من أحد إلا وسيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان المعنى: أن الله تعالى سيكلم كل أحد، ليس بينه وبينه واسطة، لا يوجد واسطة يترجم، ما منكم من أحد إلا وسيكلمه ربه، ليس بينه وبينه ترجمان .
وترجمان هذه فيها لغات: تُرْجُمَان وتَرْجَمَان وتَرْجُمَان، قال بعضهم: فيها لغة رابعة: تُرْجَمان؛ ففيها لغات ثلاث بضم التاء والجيم، وفتح التاء والجيم، وفتح التاء وضم الجيم، ثلاث لغات. قال بعضهم: فيه لغة رابعة: وهي ضم التاء وفتح الجيم، وعلى هذا ما يغلط أحد في قراءتها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ
الرد على شبهة الجهمية أن الكلام لا يكون إلا من جوف أو لسان
وأما قولهم: إن الكلام لا يكون إلا من جوف وفم وشفتين ولسان. أليس قال الله تعالى للسماوات والأرض: اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ ؟ أتراها أنها قالت بجوف وشفتين ولسان؟! والجوارح إذا شهدت على الكفار فقالوا: لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ أتراها أنها نطقت بجوف وفم ولسان وشفتين؟! ولكن الله أنطقها كيف شاء.
وكذلك تكلم الله كيف شاء من غير أن يكون جوف ولا فم ولا شفتان ولا لسان، وذكر الرسالة بطولها
.
--------------------------------------------------------------------------------
يعني: أن هذا الرد على هذه الشبهة وهي قولهم: إن الله لو تكلم لَلَزِمَ أن يكون له جوف ولسان وشفتان، فالإمام رد عليهم: بأن هناك بعض المخلوقات تتكلم وليس لها لسان ولا شفتان، وإذا أمكن هذا في بعض المخلوقات فإمكان ذلك في الخالق، من باب أولى.
فالجلود تشهد يوم القيامة والألسن والأيدي... يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ وكذلك أيضًا السماوات والأرض نطقتا قال الله لهما: اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ .
وثبت أيضًا تسبيح الحصى بيد الرسول -عليه الصلاة والسلام -، والطعام سبح في يده -عليه السلام -، والجذع حن ليس له لسان ولا شفتان، هذه الشبهة باطلة.
نقل عن فضيلة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الراجحي
بسم الله الرحمن الرحيم،
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
قال فضيلة الشيخ إسماعيل الأنصاري -رحمه الله تعالى-:
قال القاضي أبو الحسين محمد بن أبي يعلى في ترجمة خضر بن مثنى الكندي من طبقات الحنابلة قال: نقل عن عبد الله ابن إمامنا أحمد -رضي الله عنه- أشياء منها: الرد على الجهمية فيما قرأتُه على المبارك بن عبد الجبار عن إبراهيم عن عبد العزيز بن أبي بكر الخلال قال: أخبرني خضر بن مثنى الكندي قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: قال أبي: بيان ما أنكرت الجهمية أن الله تعالى كلم موسى فقلنا لهم لِمَ أنكرتم ذلك؟ قالوا: إن الله لم يتكلم ولا يتكلم، إنما كَوَّنَ شيئًا فَعَبَّرَ عن الله -عز وجل-، وخلق صوتًا فأسمع.
وزعموا أن الكلام لا يكون إلا من جـوف وفم وشفتين ولسان.
--------------------------------------------------------------------------------
هذه من شبههم كما سيأتي في بيان الرسالة، قالوا: إن الله لم يتكلم ولا يتكلم، وإنما كوّن شيئًا فتكلم، يعني: خلق شيئًا، يقولون: إن كلام الله مخلوق -والعياذ بالله - جعلوا كلام الله الذي هو صفة من صفاته مخلوقا، فقالوا إنما كون شيئًا فتكلم، وخلق صوتًا فأسمع، أما هو لم يتكلم، وهذا باطل، من أبطل الباطل.
الله تعالى تكلم بحرف وصوت، وكلامه صفة من صفاته -سبحانه وتعالى - ومن قال: إن القرآن مخلوق فهو كافر، كما قرر ذلك أهل السنة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ
الرد على الجهمية فيما أنكروا من كلام الله تعالى لموسى
فقلنا هل يجوز لمكوّن أو غير الله أن يقول لموسى إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي أو: إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فمن زعم كما زعمت الجهمية أن الله كون شيئًا، كان يقول ذلك المكون: يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ لا يجوز أن يقول: إنني أنا الله رب العالمين، وقال الله تعالى: وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا .
--------------------------------------------------------------------------------
يعني: أن الله تعالى قال لموسى يا موسى إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ وقال الله لموسى إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي فعلى قول هؤلاء الملاحدة إذا كان الكلام مخلوقا يكون المخلوق يقول لموسى إِنِّي أَنَا رَبُّكَ ؟!!! هل يستطيع أحد أن يقول لموسى إنني أنا الله، إنني أنا ربك.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
الرد على الجهمية فيما أنكروه أن الله تعالى لا يتكلم
لا يجوز أن يقول: إنني أنا الله إنني رب العالمين، وقال الله تعالى: وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا وقال: وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ وقال: وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي وقال: إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي .
فهذا منصوصُ القرآن، وأما ما قالوا: إن الله لم يتكلم ولا يتكلم، فكيف بحديث الأعمش عن خيثمة عن عدي بن حاتم الطائي ؟ قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ما منكم من أحد إلا وسيكلمه الله، ليس بينه وبينه ترجمان
--------------------------------------------------------------------------------
والترجمان: هو الشخص الذي ينقل الكلام من لغة إلى لغة ، يقال له: ترجمان ما منكم من أحد إلا وسيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان المعنى: أن الله تعالى سيكلم كل أحد، ليس بينه وبينه واسطة، لا يوجد واسطة يترجم، ما منكم من أحد إلا وسيكلمه ربه، ليس بينه وبينه ترجمان .
وترجمان هذه فيها لغات: تُرْجُمَان وتَرْجَمَان وتَرْجُمَان، قال بعضهم: فيها لغة رابعة: تُرْجَمان؛ ففيها لغات ثلاث بضم التاء والجيم، وفتح التاء والجيم، وفتح التاء وضم الجيم، ثلاث لغات. قال بعضهم: فيه لغة رابعة: وهي ضم التاء وفتح الجيم، وعلى هذا ما يغلط أحد في قراءتها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ
الرد على شبهة الجهمية أن الكلام لا يكون إلا من جوف أو لسان
وأما قولهم: إن الكلام لا يكون إلا من جوف وفم وشفتين ولسان. أليس قال الله تعالى للسماوات والأرض: اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ ؟ أتراها أنها قالت بجوف وشفتين ولسان؟! والجوارح إذا شهدت على الكفار فقالوا: لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ أتراها أنها نطقت بجوف وفم ولسان وشفتين؟! ولكن الله أنطقها كيف شاء.
وكذلك تكلم الله كيف شاء من غير أن يكون جوف ولا فم ولا شفتان ولا لسان، وذكر الرسالة بطولها
.
--------------------------------------------------------------------------------
يعني: أن هذا الرد على هذه الشبهة وهي قولهم: إن الله لو تكلم لَلَزِمَ أن يكون له جوف ولسان وشفتان، فالإمام رد عليهم: بأن هناك بعض المخلوقات تتكلم وليس لها لسان ولا شفتان، وإذا أمكن هذا في بعض المخلوقات فإمكان ذلك في الخالق، من باب أولى.
فالجلود تشهد يوم القيامة والألسن والأيدي... يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ وكذلك أيضًا السماوات والأرض نطقتا قال الله لهما: اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ .
وثبت أيضًا تسبيح الحصى بيد الرسول -عليه الصلاة والسلام -، والطعام سبح في يده -عليه السلام -، والجذع حن ليس له لسان ولا شفتان، هذه الشبهة باطلة.
نقل عن فضيلة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الراجحي