فارس برقا
27-Jul-2005, 08:46 AM
مؤتمر الرياض عام 1343هـ
وفيه اتفق المجتمعون على فتح الحجاز ومن هذا المؤتمر كانت نقطة البداية
أهدافه:
بحث تطور العلاقات بين الملك عبدالعزيز والشريف حسين عام 1343هـ، فقد ضاق أتباع الملك عبدالعزيز من الشريف حسين وخاصة بعد ما منعهم من الحج.
ونظراً لخطورة الموقف فقد كان الملك عبدالعزيز يصر دائماً على أن تظل القيادة العليا في يد الإمام عبدالرحمن الفيصل والده فلابد من أن يشارك في صناعة القرارات الكبرى , ولذا فإن الإمام عبدالرحمن الفيصل هو الذي وجه الدعوة لمؤتمر الرياض في غرة ذي القعدة من عام 1343هـ
http://members.lycos.co.uk/alsaqer2005/up/file/sheref.jpg
بعد عودة الشريف حسين من الأردن وبعد مؤتمر الكويت، وبعد إعلان الشريف نفسه خليفة بالإضافة إلى ملك العرب وفي هذه الأثناء وجه الإمام عبدالرحمن الفيصل الدعوة إلى العلماء والزعماء والقادة والأمراء الذين لهم نفوذهم الاجتماعي ومكانتهم الكبيرة.
واختير من بينهم ثمانمائة فقط لتمثيلهم، يقول عبدالله الزامل:
"وفد على هذا المؤتمر ألوف الوافدين فاختير من بينهم العلماء والأمراء والرؤساء والقادة الذين يمكن لهم الحديث" .
http://members.lycos.co.uk/alsaqer2005/up/file/abdulrahman.jpg
وافتتح الإمام عبدالرحمن الفيصل المؤتمر قائلا :
"لقد جاءني كتب عديدة من الإخوان وهم يبغون الحج وقد أرسلت هذه الكتب في حينها إلى ولدنا عبدالعزيز ها هو أمامكم فاسألوه عما يبدو لكم".
http://members.lycos.co.uk/alsaqer2005/up/file/abdulazizz.jpg
قال السلطان عبدالعزيز:
"وصلني كل ما كتبتموه وأحطت علماً بكل ما شكوتموه... إن لكل شيء نهاية فلا تيأسوا، وإن الأمور مرهونة بأوقاتها".
http://members.lycos.co.uk/alsaqer2005/up/file/sultann.jpg
قال سلطان بن بجاد –أحد زعماء الاخوان:
"يا الإمام حنا نبغي الحج ولا نريد أن نصبر أكثر مما صبرنا على ترك ركن من أركان الإسلام مع قدرتنا عليه، ليست مكة ملكاً لأحد، ولا يحق لأحد أن يمنع المسلمين أو يصد المؤمنين عن أداء فريضة الحج، نريد أن نحج يا عبدالعزيز، فإذا منعنا الشريف دخلنا مكة بالقوة وإذا كنتم ترون أن من المصلحة تأجيل الحج في هذا العام فلابد من غزو الحجاز لتخليص البيت الحرام من أيدي الظالمين والمفسدين. "
فقال السلطان عبدالعزيز:
"إن مسألة الحج من المسائل التي يرجع الفصل فيها إلى علمائنا وهاهم حاضرون فليتكلموا".
عند ذلك قال سعد بن عتيق:
"إن الحج من أركان الإسلام ومسلمو نجد والحمد لله يستطيعون أن يؤدوا هذا الركن على الوجه الأتم، بالرضا أو بالقوة، ولكن من أصول الشريعة النظر إلى المصالح والمفاسد فالأمر الذي قد يؤدي إلى ضرر أو مفسدة يدفع (يؤجل من أجله الحج) فهل هناك من مفسدة أو مضرة قد تنتج عن السماح لمسلمي نجد بالذهاب إلى بيت الله، ذلك ما نريد أن نقف عليه من الواقفين على السياسة" .
عند ذلك قال السلطان عبدالعزيز:
"نحن لانود أن نحارب من يسالمنا، ولا نمتنع عن موالاة من يوالينا، ولكن شريف مكة كان دائماً كما تعلمون يزرع بذور الشقاق بين عشائرنا، وهو الوارث من أسلافه بغضنا، ومع ذلك فقد بذلت كل ما في وسعي لحل المشاكل التي بيننا وبين الحجاز بالتي هي أحسن، وكنت كلما دنوت من الحسين تباعد وكلما لنت له تجافى، أي ورب الكعبة، ولست أرى في تطور الأمر ما ينعش الأمل. بل أرى الأمور تزداد شدة وارتباكاً ولا يحسن الاستمرار في خطة لا تعزز حقوقنا ومصالحنا" .
هنا صاح الجميع بصوت واحد ((توكلنا على الله إلى الحجاز)) عند ذلك وقف عبدالعزيز قائلاً:
"لا يخيلن إليكم يا أبناء نجد الأحباء أنني أخشى الهجوم على الحجاز أو أنني أرهب جانب الشريف حسين، فأنتم تعلمون أية قوة هي قوتنا، وأي شجاعة تضرم نارها في قلوبنا، غير أنني إن كنت أخالفكم الرأي في الهجوم السريع على الحجاز فذلك يعود إلى أسباب عديدة أولها: الضن بالدم العربي الزكي وآخرها أن الحجاز الآن، والموسم موسم حج يعج بالحجاج والهجوم على الحجاز يعرض الحاج للخطر ويتخذه العالم الإسلامي بأسره ضدنا .
فقد يدس الشريف حسين من يتحرش بكم فتحدث فتنة في مكة في موسم الحج وفيه المسلمون من كل جنس، وإني أكاد أجزم أن هذه خير فرصة له ليهيج علينا العالم الإسلامي الذي أخذ يفهمنا ويقترب منا ونقترب منه، واعلموا أن الأمر لا يطول فاصبروا إن الله مع الصابرين" .
عند ذلك قال بن بجاد:
"لا تقعدنا عن القيام بفريضة الحج المقدسة إننا نطالبكم يا عبدالعزيز يا أميرنا وسلطاننا وحاكمنا بالزحف إلى الحجاز فوراً".
وقال خالد بن منصور بن لؤي أمير لواء أهل الخرمة:
"كل ما نريده هو أن نمارس واجباتنا الدينية نريد أن نحج إلى بيت الله الحرام... لقد نفذ صبرنا ولم يعد للحسين عندنا إلا هذا السيف... فهناك في الحجاز إخوان لنا يعانون الكثير من ظلم الحسين، علينا أن نهرع لنجدتهم... واجباتنا المقدسة والدين الإسلامي الشريف أمانة في عنقك يا عبدالعزيز يا سليل الكرام الأباة الميامين" .
عند ذلك وقف الملك عبدالعزيز ليقول:
"أيها الأحباب الأوفياء المخلصون، عبدالعزيز ما كان يوماً إلا الأخ المحب الوفي لكم، وما كان يوماً إلا لينزل عند آرائكم الصائبة ومشورتكم النصوح، تريدون الزحف على الحجاز فليكن لكم ما تريدون إلا أنني... أرفض الهجوم على الحجاز في موسم الحج...
عند ذلك قال العلماء بصوت واحد "لا حرج عليكم من تأخير الفريضة هذا العام ما دام أداؤها قد يؤدي إلى فتنة في بلد الله الحرام" .
وكانت الكلمة الأخيرة لراعي هذا الاجتماع الإمام عبدالرحمن الفيصل حيث رأى أن يصدر المجتمعون بياناً يوجهونه إلى العالم الإسلامي يوضحون فيه آراءهم، ويشرحون تظلمهم، ويبسطون كل ما قام به الملك عبدالعزيز من مساعٍ للسلام دون جدوى حتى إذا ما اضطروا إلى شهر السلاح في وجه الشريف حسين والزحف على الحجاز لا يلامون ولا يلقون من يعتب عليهم، فوافق الجميع على إصدار البيان المقترح نددوا فيه بمقررات الشريف الحسين، وبمنعهم من الحج خمس سنوات وبإعلان نفسه ملكاً للعرب وخليفة للمسلمين والسماح لنفسه بالتكلم باسمهم وبالجور والظلم، وقالوا في الختام: نحن لسنا طلاب توسع إلا أننا نأبى الخضوع لسلطان غير سلطان الأمير عبدالعزيز ونريد الوحدة الطبيعية الكاملة بين نجد والحجاز .
المصدر:
بحث للدكتور سعيد بن علي بن ثابت بعنوان: أساليب الملك عبدالعزيز في بناء الرأي العام
مجلة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية-العدد24
بالتصرف
وفيه اتفق المجتمعون على فتح الحجاز ومن هذا المؤتمر كانت نقطة البداية
أهدافه:
بحث تطور العلاقات بين الملك عبدالعزيز والشريف حسين عام 1343هـ، فقد ضاق أتباع الملك عبدالعزيز من الشريف حسين وخاصة بعد ما منعهم من الحج.
ونظراً لخطورة الموقف فقد كان الملك عبدالعزيز يصر دائماً على أن تظل القيادة العليا في يد الإمام عبدالرحمن الفيصل والده فلابد من أن يشارك في صناعة القرارات الكبرى , ولذا فإن الإمام عبدالرحمن الفيصل هو الذي وجه الدعوة لمؤتمر الرياض في غرة ذي القعدة من عام 1343هـ
http://members.lycos.co.uk/alsaqer2005/up/file/sheref.jpg
بعد عودة الشريف حسين من الأردن وبعد مؤتمر الكويت، وبعد إعلان الشريف نفسه خليفة بالإضافة إلى ملك العرب وفي هذه الأثناء وجه الإمام عبدالرحمن الفيصل الدعوة إلى العلماء والزعماء والقادة والأمراء الذين لهم نفوذهم الاجتماعي ومكانتهم الكبيرة.
واختير من بينهم ثمانمائة فقط لتمثيلهم، يقول عبدالله الزامل:
"وفد على هذا المؤتمر ألوف الوافدين فاختير من بينهم العلماء والأمراء والرؤساء والقادة الذين يمكن لهم الحديث" .
http://members.lycos.co.uk/alsaqer2005/up/file/abdulrahman.jpg
وافتتح الإمام عبدالرحمن الفيصل المؤتمر قائلا :
"لقد جاءني كتب عديدة من الإخوان وهم يبغون الحج وقد أرسلت هذه الكتب في حينها إلى ولدنا عبدالعزيز ها هو أمامكم فاسألوه عما يبدو لكم".
http://members.lycos.co.uk/alsaqer2005/up/file/abdulazizz.jpg
قال السلطان عبدالعزيز:
"وصلني كل ما كتبتموه وأحطت علماً بكل ما شكوتموه... إن لكل شيء نهاية فلا تيأسوا، وإن الأمور مرهونة بأوقاتها".
http://members.lycos.co.uk/alsaqer2005/up/file/sultann.jpg
قال سلطان بن بجاد –أحد زعماء الاخوان:
"يا الإمام حنا نبغي الحج ولا نريد أن نصبر أكثر مما صبرنا على ترك ركن من أركان الإسلام مع قدرتنا عليه، ليست مكة ملكاً لأحد، ولا يحق لأحد أن يمنع المسلمين أو يصد المؤمنين عن أداء فريضة الحج، نريد أن نحج يا عبدالعزيز، فإذا منعنا الشريف دخلنا مكة بالقوة وإذا كنتم ترون أن من المصلحة تأجيل الحج في هذا العام فلابد من غزو الحجاز لتخليص البيت الحرام من أيدي الظالمين والمفسدين. "
فقال السلطان عبدالعزيز:
"إن مسألة الحج من المسائل التي يرجع الفصل فيها إلى علمائنا وهاهم حاضرون فليتكلموا".
عند ذلك قال سعد بن عتيق:
"إن الحج من أركان الإسلام ومسلمو نجد والحمد لله يستطيعون أن يؤدوا هذا الركن على الوجه الأتم، بالرضا أو بالقوة، ولكن من أصول الشريعة النظر إلى المصالح والمفاسد فالأمر الذي قد يؤدي إلى ضرر أو مفسدة يدفع (يؤجل من أجله الحج) فهل هناك من مفسدة أو مضرة قد تنتج عن السماح لمسلمي نجد بالذهاب إلى بيت الله، ذلك ما نريد أن نقف عليه من الواقفين على السياسة" .
عند ذلك قال السلطان عبدالعزيز:
"نحن لانود أن نحارب من يسالمنا، ولا نمتنع عن موالاة من يوالينا، ولكن شريف مكة كان دائماً كما تعلمون يزرع بذور الشقاق بين عشائرنا، وهو الوارث من أسلافه بغضنا، ومع ذلك فقد بذلت كل ما في وسعي لحل المشاكل التي بيننا وبين الحجاز بالتي هي أحسن، وكنت كلما دنوت من الحسين تباعد وكلما لنت له تجافى، أي ورب الكعبة، ولست أرى في تطور الأمر ما ينعش الأمل. بل أرى الأمور تزداد شدة وارتباكاً ولا يحسن الاستمرار في خطة لا تعزز حقوقنا ومصالحنا" .
هنا صاح الجميع بصوت واحد ((توكلنا على الله إلى الحجاز)) عند ذلك وقف عبدالعزيز قائلاً:
"لا يخيلن إليكم يا أبناء نجد الأحباء أنني أخشى الهجوم على الحجاز أو أنني أرهب جانب الشريف حسين، فأنتم تعلمون أية قوة هي قوتنا، وأي شجاعة تضرم نارها في قلوبنا، غير أنني إن كنت أخالفكم الرأي في الهجوم السريع على الحجاز فذلك يعود إلى أسباب عديدة أولها: الضن بالدم العربي الزكي وآخرها أن الحجاز الآن، والموسم موسم حج يعج بالحجاج والهجوم على الحجاز يعرض الحاج للخطر ويتخذه العالم الإسلامي بأسره ضدنا .
فقد يدس الشريف حسين من يتحرش بكم فتحدث فتنة في مكة في موسم الحج وفيه المسلمون من كل جنس، وإني أكاد أجزم أن هذه خير فرصة له ليهيج علينا العالم الإسلامي الذي أخذ يفهمنا ويقترب منا ونقترب منه، واعلموا أن الأمر لا يطول فاصبروا إن الله مع الصابرين" .
عند ذلك قال بن بجاد:
"لا تقعدنا عن القيام بفريضة الحج المقدسة إننا نطالبكم يا عبدالعزيز يا أميرنا وسلطاننا وحاكمنا بالزحف إلى الحجاز فوراً".
وقال خالد بن منصور بن لؤي أمير لواء أهل الخرمة:
"كل ما نريده هو أن نمارس واجباتنا الدينية نريد أن نحج إلى بيت الله الحرام... لقد نفذ صبرنا ولم يعد للحسين عندنا إلا هذا السيف... فهناك في الحجاز إخوان لنا يعانون الكثير من ظلم الحسين، علينا أن نهرع لنجدتهم... واجباتنا المقدسة والدين الإسلامي الشريف أمانة في عنقك يا عبدالعزيز يا سليل الكرام الأباة الميامين" .
عند ذلك وقف الملك عبدالعزيز ليقول:
"أيها الأحباب الأوفياء المخلصون، عبدالعزيز ما كان يوماً إلا الأخ المحب الوفي لكم، وما كان يوماً إلا لينزل عند آرائكم الصائبة ومشورتكم النصوح، تريدون الزحف على الحجاز فليكن لكم ما تريدون إلا أنني... أرفض الهجوم على الحجاز في موسم الحج...
عند ذلك قال العلماء بصوت واحد "لا حرج عليكم من تأخير الفريضة هذا العام ما دام أداؤها قد يؤدي إلى فتنة في بلد الله الحرام" .
وكانت الكلمة الأخيرة لراعي هذا الاجتماع الإمام عبدالرحمن الفيصل حيث رأى أن يصدر المجتمعون بياناً يوجهونه إلى العالم الإسلامي يوضحون فيه آراءهم، ويشرحون تظلمهم، ويبسطون كل ما قام به الملك عبدالعزيز من مساعٍ للسلام دون جدوى حتى إذا ما اضطروا إلى شهر السلاح في وجه الشريف حسين والزحف على الحجاز لا يلامون ولا يلقون من يعتب عليهم، فوافق الجميع على إصدار البيان المقترح نددوا فيه بمقررات الشريف الحسين، وبمنعهم من الحج خمس سنوات وبإعلان نفسه ملكاً للعرب وخليفة للمسلمين والسماح لنفسه بالتكلم باسمهم وبالجور والظلم، وقالوا في الختام: نحن لسنا طلاب توسع إلا أننا نأبى الخضوع لسلطان غير سلطان الأمير عبدالعزيز ونريد الوحدة الطبيعية الكاملة بين نجد والحجاز .
المصدر:
بحث للدكتور سعيد بن علي بن ثابت بعنوان: أساليب الملك عبدالعزيز في بناء الرأي العام
مجلة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية-العدد24
بالتصرف