تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الشيخ عبد العزيزالفوزان: التدرج في تطبيق الشريعة مطلوب في الدول التي لا تطبقها


السيوف النجديه
02-Jun-2013, 08:17 AM
في ظل التغيرات المتسارعة الحاصلة في العالم العربي، وبخاصة في تونس ومصر، والمطالبة بإعادة صياغة دساتير جديدة لهاتين الدولتين بعد نجاح ثورتيهما المباركتين في إزاحة الطغيان والاستبداد، وإشاعة جو من العدالة والحرية، والشفافية والمشاركة السياسية، ومحاربة الفساد والمحسوبية، وما نتج عن ذلك من جدل حول ضرورة التأكيد في تلك الدساتير على أن دين الدولة هو الإسلام، والمطالبات الملحة بتطبيق الشريعة الإسلامية.
وحول الأسلوب الأمثل في تحول هذه المجتمعات من الحكم بالقوانين الوضعية إلى تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية الغراء، وحكم التدرج في تطبيق الشريعة الإسلامية.. سُئل فضيلة الشيخ د.عبد العزيز بن فوزان الفوزان، المشرف العام على مؤسسة رسالة الإسلام، وأستاذ الفقه المقارن في المعهد العالي للقضاء، فأجاب فضيلته قائلا:

الحمد لله الذي أنزل شريعته رحمة بالعباد، ومحققة لمصالحهم في المعاش والمعاد، وصلى الله وسلم على نبينا محمد أفضل رسول وأكرم هاد، وآله وأصحابه وأتباعه إلى يوم التناد. أما بعد: فإن من بشائر الخير التي تثلج صدر كل مسلم، وتملأ قلبه أملاً مفعماً بالغبطة والسرور، والسعادة والحبور، توجه عدد من الدول الإسلامية إلى تطبيق الشريعة الإسلامية بعد أن عاشت عقوداً من الزمن ترزح تحت راية التغريب والعلمانية، وتحتكم إلى القوانين الوضعية البشرية، التي أحلها المستعمر الأجنبي محل الشريعة الإسلامية، واستمر الحال على ذلك بعد خروجه في كثير من الدول الإسلامية، مما كان له أكبر الأثر في تجهيل الأمة وإبعادها عن دينها، ونشر الظلم والفساد في صفوفها، وجعلها في ذيل القافلة تابعة ذليلة لأعدائها، تتطفل على موائدهم، وتحكم قوانينهم وزبالات أفكارهم، ونتاج عقولهم القاصرة، المشوبة بشوائب الهوى والشهوة، والعادات والأعراف الجاهلية المنحرفة، مقدمة لها على شرع الله المحكم المبين، ومنهاجه المستقيم الذي أنزله رحمة للعالمين، منهج وضعه رب الناس لكل الناس، الذي خلق الإنسان، ويعلم ما يصلحه على مدار الزمان والمكان، منهج مبني على العدل والرحمة، والحكمة والمصلحة، منهج بريء من جهل الإنسان، وهوى الإنسان، وضعف الإنسان، وتقلبات الإنسان، لا محاباة فيه لفرد، ولا لطبقة، ولا لحزب، ولا لجنس، ولا لشعب، ولا لجيل دون جيل، لأن الله هو رب الجميع، والخلق كلهم عباده، وقد أنزل عليهم شريعته لتحقيق مصالحهم، وكفالة حقوقهم، وهدايتهم لما فيه سعادتهم في دنياهم وآخرتهم.

وهذا بخلاف القوانين الوضعية التي لا تكاد تخلو عن كونها تغليباً لمصلحة طبقة على طبقة، أو جنس على جنس. تستوي في ذلك كل النظم البشرية المعروفة على ظهر الأرض. ويكفي شاهداً على ذلك أن نستمع لطعن الاشتراكيين في النظام الرأسمالي، وطعن الرأسماليين في النظام الاشتراكي، وطعن الديمقراطيات في النظام الدكتاتوري، والدكتاتوريات في النظام الديمقراطي، لنعرف أن كل نظام من هؤلاء قد راعى فرداً أو طائفة على حساب بقية الأفراد والطوائف، وأن الذي يتولى الأمر في هذه الدول والشعوب، يصوغ القوانين لصالحه هو، لينال أكبر قدر من الحرية والاستمتاع على حساب الآخرين، أو على حساب القيم والأخلاق.

وما دام القانون ينبع من الأرض، فهو دائماً عرضة لتقلبات الحال بين الغالبين والمغلوبين في الأمة الواحدة، وفي المجتمع العالمي كله. ويصدق عليه دائماً ما يقوله الغربيون "الواقعيون"، ويعممونه خطأً على كل النظم بما فيها الإسلام، من أن القوانين تضعها الطبقة الأقوى لحماية مصالحها.

وحين أدركت الشعوب المسلمة مقدار بعدها عن دينها، وعظم جريمتها في تحكيم القوانين الوضعية والتحاكم إليها، وتجرعت غصصها وظلمها وجهلها، وعانت من ويلاتها ونكباتها، وأدركت إفلاسها في تحقيق الأمن وتثبيت قواعد العدل، وحماية المصالح الدينية والدنيوية، أخذت تنادي بأعلى صوتها، وتطالب بتطبيق الشريعة الإسلامية بشمولها وكمالها في جميع شؤون الحياة.
ولا شك أن تطبيق الشريعة الإسلامية في الدول الإسلامية فريضة إلهية وواجب حتمي على الحكام والمحكومين في كل زمان ومكان. فلا يجوز الحكم بغير الشريعة ولا التحاكم إلى غيرها.

كيف لا؟ والله – تعالى – يقول: **وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا} (الأحزاب: 36)، ويقول: **فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا} (النساء: 65)، ويقول: **وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَآ أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ...} (المائدة: من الآية 49)، ويقول سبحانه: **...وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} (المائدة: من الآية 44)، والنصوص في هذا الباب كثيرة.
وإذا كان إبليس قد استحق لعنة الله، وحرم من رحمته، وبدل بالقرب بعداً، وبالجنة ناراً تلظى، لأنه رد على الله حكماً واحداً من أحكامه، ورفض امتثال أمره بالسجود لآدم، فكيف بمن ينبذون كتاب الله وراءهم ظهرياً، ويهملون شرائعه وأحكامه، ويستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير ؟!!

حال المجتمعات الإسلامية اليوم
لكنا إذا نظرنا إلى حال المجتمعات الإسلامية اليوم التي لا تطبق فيها الشريعة الإلهية، نجد تناقضاً ظاهراً في كثير من مجالات الحياة بين ما توجبه الشريعة الإسلامية وبين ما يقره القانون الوضعي ويفعله الناس في الواقع، حتى لقد عاد الإسلام في هذه المجتمعات غريباً كما بدأ غريباً، وعزل الدين عن كثير من مجالات الحياة الاجتماعية، والاقتصادية، والسياسية، والجنائية، وغيرها، وأصبحت العلمانية التي تعني فصل الدين عن الحياة هي المهيمنة على كثير من قوانين تلك البلاد، وعلى الكثير من تصورات الناس،وأخلاقهم،وسلوكياتهم.

ولعل من مظاهر غربة الإسلام في هذه البلاد، أنه ما إن تقوم فيها دعوة جادة لإحياء نظام الإسلام، وتطبيق شريعته، إلا تعرضت لسيل من الشبهات والاعتراضات حول هذا النظام وإمكانية تطبيقه في هذا العصر، والتشكيك في عدالته وصلاحيته، وقدرته على الوفاء بمصالح الناس، وسدّ حاجاتهم.

وهي شُبَهٌ يثيرها ويروج لها أناس من المنتسبين إلى الإسلام من بني جلدتنا، والمتكلمين بلغتنا، ممن صرعتهم جحافل الغزو الفكري، وأثخنتهم سهام العلمانية الغربية، أو الاشتراكية الشيوعية، فصاروا معاول هدم لدينهم وتاريخهم وأمتهم، وهم في أغلب الأحيان من الطبقات المثقفة المتنفذة التي تعمل في كثير من مجالات التربية والتعليم، وتسيطر على كثير من وسائل الإعلام ومراكز التأثير وصناعة الرأي العام.

وما أكثر الذين ينعتون أنفسهم بالإسلام والإيمان، وهم يعلنون بملء أفواههم ويسطّرون بأقلامهم أن الشريعة الإسلامية غير صالحة للتطبيق في هذا الزمان، وأن العقوبات الشرعية فيها قسوة ووحشية لا تتناسب وروح العصر الحاضر !!!
هكذا يزعمون، وبمثل هذا يتفوهون، كبرت كلمة تخرج من أفواههم لو كانوا يعقلون.

التدرج في تطبيق الشريعة
ولهذا كان لابد لمعالجة هذه الأوضاع البائسة، ورتق هذه الفتوق الواسعة، من الأناة والروية، وتهيئة الأجواء، وتمهيد الأرض، وإصلاح المجتمع، وتصحيح عقيدته وأخلاقه، وأخذ الناس بالتدريج شيئاً فشيئاً، حتى يسهل عليهم الانقياد لشريعة الله، والتسليم لحكمه وأمره، وحتى لا تكون فتنة ومجال للطعن في دين الله، والتمرد عليه وعلى القائمين بتنفيذه.

وهو تدرج في التنفيذ، وليس تدرجاً في التشريع، لأن التشريع قد تم واكتمل في حياة النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال الله - تعالى -: **...الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا...} (المائدة: من الآية 3)، فالشريعة قد اكتملت ولا شك، لكن التطبيق الشامل لها في عصرنا الحاضر يحتاج إلى تهيئة وإعداد لتحويل المجتمع إلى الالتزام الشرعي الصحيح، بعد عصر الاغتراب والتغريب.

ومما يدل على ضرورة التدرج في تطبيق الشريعة في مثل هذه المجتمعات، وأنه أمر تقتضيه السنن الكونية، والأصول والمقاصد الشرعية: أن شرائع الإسلام لم تنزل على الرعيل الأول جملة واحدة، وإنما نزلت شيئاً فشيئاً، وحكماً بعد حكم، وسلك الله بعباده مسلك التدريج مما سهل عليهم الالتزام بدينه، والاستجابة لأمره، والانقياد لشريعته وأحكامه، ولو نزل عليهم أول الأمر تحريم الخمر، والزنا، والربا، ونحوها، وتغليظ العقوبة على من يفعل ذلك، لأدى ذلك إلى النفور والإعراض، ولربما كان لبعضهم فتنة، وسبباً للكفر والردة.
قال الله تعالى: **وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا * وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا} (الفرقان: 32-33).

فالله تعالى قادر على أن ينزل شرعه جملة واحدة، ويكلف به عباده دفعة واحدة، لكنها حكمة العليم الحكيم الذي خلق الإنسان ويعلم حاله وما يُصلحه ويصلح له يقول الله تعالى: **أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} (الملك: 14).

وروى البخاري في صحيحه عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ أنها قالت عن القرآن الكريم: "إنما نزل أول ما نزل منه سورة من المفصّل فيها ذكر الجنة والنار، حتى إذا ثاب الناس إلى الإسلام، نزل الحلال والحرام، ولو نزل أول شيء لا تشربوا الخمر لقالوا: لا ندع الخمر أبداً، ولو نزل لا تزنوا لقالوا: لا ندع الزنى أبداً..." الحديث .(1)
ولعل من الشواهد التي يسترشد بها في مثل هذا المقام، ما ذكره المؤرخون عن عمر بن عبد العزيز، وقد ولّي الخلافة بعد أناس انحرفوا عن منهج الراشدين، وارتكبوا مظالم، ضيّعوا بها حقوق الناس، وتعدوا حدود الله.
فقد دخل عليه ابنه التقي الصالح عبد الملك، وقال له في حماس متوقد: يا أبت ما لك تبطيء في إنفاذ الأمور؟! فوالله ما أبالي لو أن القدور غلت بي وبك في الحق! فقال الأب الحكيم الموفق: "لا تعجلْ يا بني، فإن الله ذم الخمر في القرآن مرتين، وحرمها في الثالثة، وإني أخشى أن أحمل الناس على الحق جملة، فيدفعوه جملة، ويكون من ذا فتنة"(2)

فتأمل كيف نبّه ـ رحمه الله ـ على ضرورة الأخذ بسنة التدرج في تنفيذ الشرع وتطبيقه مستدلاً بالتدرج في التشريع، الذي سلكه الله تعالى في إيجاب بعض الواجبات، وتحريم بعض المحرمات، مثل تحريم الخمر.
وليس المقصود بالتدرج في التنفيذ أن نتدرج في إيجاب الواجبات وتحريم المحرمات، كما كان الحال عليه قبل استقرار الشريعة وتمام النعمة، فنبيح الخمر مثلاً ونبين أن إثمها أكبر من نفعها، ثم نحرم شربها أوقات الصلوات المفروضة، ثم بعد حين نحرمها تحريماً قاطعاً، فهذا أمر لا يمكن أن يقول به من كان له أدنى معرفة بنصوص الشريعة، وفهم لمقاصدها.
وفي موقف مشابه، قال له: "يا بني، إن قومك - يعني بني أمية - قد شدوا هذا الأمر عقدة عقدة، وعروة عروة، ومتى أردت مكابرتهم على انتزاع ما في أيديهم، لم آمن أن يفتقوا عليّ فتقاً، تكثر فيه الدماء. والله لزوال الدنيا أهون عليّ من أن يراق بسببي محجمة من دم، أو ما ترضى ألا يأتي على أبيك يوم من أيام الدنيا، إلا وهو يميت فيه بدعة ويحيي فيه سنة، حتى يحكم الله بيننا وبين قومنا بالحق، وهو خير الحاكمين؟!"(3)
وفي موطن آخر قال له: " إني أروض الناس رياضة الصعب، فإن أبقاني الله مضيت لرأيي، وإن عجلت علي منيّة فقد علم الله نيتي، إني أخاف إن بادهت الناس بالتي تقول أن يلجئوني إلى السيف، ولا خير في خير لا يجيء إلا بالسيف " (4)

ويدل على الحاجة إلى الأخذ بسنة التدرج في تطبيق الشريعة، أن كثيراً من الجرائم التي تعاقب عليها الشريعة الإسلامية، مباحة في القوانين الوضعية، وذلك كجريمة الربا، والردة، ومنع الزكاة الواجبة، واتخاذ الأخدان والخليلات، وخروج النساء كاسيات عاريات، واختلاطهن بالرجال الأجانب في المدارس والجامعات.. وغير ذلك.
بل إن بعض جرائم الحدود التي رتبت عليها الشريعة عقوبات مقدرة رادعة، هي مباحة في هذه القوانين، وذلك كالزنا وشرب الخمر. وما اعتبرته منها جريمة مخلة بالقانون، فإن العقوبة المرتبة عليه، لا تمت إلى العقوبة الشرعية بصلة.
لهذا، فليس من الممكن أن نأتي إلى هذه المجتمعات، التي أشربت هذه القوانين الوضعية، واستمرأتها ونشأت عليها، فنطبق عليها العقوبات الشرعية، فنجلد الزاني البكر ونغربه عاماً، ونرجم المحصن بالحجارة حتى الموت، وقد كان الزنا بالأمس القريب أمراً مباحاً، ونوعاً من الحرية الشخصية التي يحميها القانون.
والمثيرات التي تهيج الغرائز، وتشعل الشهوات، لا تزال تدعو إلى الفاحشة وتحرض عليها بشتى الأسباب والسبل، بل وجد للفاحشة والدعارة في بعض البلاد الإسلامية شوارع وأحياء مشهورة، يثري من ورائها عشرات الألوف من تجار الأعراض، وأصحاب الفن الرخيص، والساعين لنشر الفاحشة بين المؤمنين.
وليس من الممكن أن يجلد شارب الخمر ثمانين جلدة، ومصانع الخمر لا تزال مرخصاً لها ومحمية من قبل الجهات الرسمية، والخمر لا يزال يباع في الأسواق والفنادق والأماكن العامة والخاصة.
وحد السرقة لا يمكن أن يطبق، وبعض الناس يبيت طاوياً لا يجد كسرة خبز تسد رمقه وتكسر جوعته، والاحتكار والربا والرشاوى، وسرقة المال العام من قبل بعض المتنفذين وكبار اللصوص، قائمة على قدم وساق. وعلى ذلك فقس بقية الجرائم والمنكرات.
فلا بد إذاً من تجفيف منابع الفتن، وإزالة أسباب الجرائم، وقطع ذرائع الفساد، وتحذير الناس من المنكرات والمعاصي، وبيان شؤمها وسوء عاقبتها في الدنيا والآخرة، ولا بد من السعي الجاد لتحقيق مصالح الناس، وكفاية حاجاتهم الأصلية، وإشباع الدوافع المادية والمعنوية قدر الإمكان، ثم من أصر بعد ذلك على المعصية، فلا عذر له، وهو دليل على انحرافه واستهتاره، وهنا يستحق أن تطبق في حقه العقوبة الشرعية الرادعة، من أجل زجره عن التكرار والمعاودة، وإعانته على الاستقامة وسلوك الجادة.

ثلاثة أمور مهمة
وأحب هنا أن أنبه على ثلاثة أمور مهمة:
الأول: أن الشريعة الإسلامية ليست منهجاً عقابياً فحسب، لكنها منهج حياة متكامل يشمل جميع مناحي الحياة العقدية والعملية والسلوكية، وهو منهج يعنى بالجوانب التربوية والوقائية، ويهتم بها أكثر من اهتمامه بالجوانب العقابية والزجرية.
وهذا مما يميز المنهج الإسلامي عن سائر المناهج الجاهلية التي يضعها البشر لأنفسهم بعيداً عن منهج الله، فإنها تركز على التدابير الزجرية أكثر من تركيزها على التدابير التربوية والوقائية، وتعنى بمعالجة الجرائم بعد أن تقع، أكثر من عنايتها بدرئها ومنع حدوثها.
كما أن العقوبات التي ترتبها على الجرائم الخطيرة المخلة بأمن المجتمع واستقراره أقل بكثير من العقوبات الشرعية الرادعة، التي تحسم الداء من أصله، وتمنع من تكراره ومعاودته.
فالشريعة الإسلامية إذاً تعتمد في إصلاح المجتمع ومكافحة الجريمة على الوسائل التربوية والوقائية أولاً، ثم يأتي بعدها دور الوسائل العقابية، التي تمثل خط الدفاع الثالث والأخير ضد الاعتداء والإجرام.
فلو نظرنا إلى جريمة السرقة على سبيل المثال، لوجدنا أن الإسلام وضع لها عقوبة رادعة، تتناسب مع خطورتها وشدة ضررها على الفرد والمجتمع، وهي قطع اليد، لكن هذه العقوبة ليست هي أول الطريق، بل هي نهايته. ذلك أنه عمد في البداية إلى تربية الإنسان مسلما يراقب الله ويخاف عقابه، وينفر من الجريمة ويستبشعها، كما أنه حثه على العمل والكسب، وأمره بطلب الرزق، وأن يغني نفسه بالمال الحلال، وجعل ذلك عبادة تزيده قرباً ومكانة عند الله.. ثم إنه وضع نظاما اقتصاديا يكفل للإنسان تحصيل الرزق الحلال، من كسب يده، أو من كفالة قرابته، أو من كفالة المجتمع له، أو من كفالة بيت مال المسلمين، فلا يوجد عنده - بعد ذلك - دافع أو مبرر معقول إلى ارتكاب جريمة السرقة، فإذا ارتكبها في هذه الحال، فإنه غير معذور، وعندئذ تطبق عليه هذه العقوبة الرادعة، بعد أن تتوفر شروطها، وتنتفي موانعها. وكذلك الحال في جريمة الزنا وشرب الخمر وغيرها من الجرائم.
وبهذا نعلم أنه يخطئ في حق الإسلام كثيراً، ويسيء إليه إساءة بالغة أولئك الذين يدعون إلى تطبيق الشريعة الإسلامية ويقصرون تطبيقها على مجرد العقوبات الشرعية، متجاهلين كل الأحكام والوسائل التربوية والوقائية التي شرعها الإسلام لإصلاح المجتمعات وتزكيتها، وحفظ مصالحها في معاشها ومعادها.
ويمعن الإنسان في الخطأ حين يتحدث عن الإسلام، فيجعل آخر وسائله هو أولها، بل كلها، حتى كأن الإسلام كله لخص في قطع يد السارق، وجلد الزاني والقاذف والسكير !!! وإن هذا وإن كان من الإسلام، فليس هو كل الإسلام، ولا أهم ما في الإسلام، ولا أول ما يطلب في الإسلام.
فالعقوبات وحدها لا تكفي لإصلاح المجتمعات وإسعادها، وإشباع حاجاتها ونوازعها، وإقامة بنيانها وترشيد مسيرتها، وقيادها إلى بر الأمان وسيف النجاة. وليست هي أول وسائل الإصلاح والبناء، بل هي نهايتها، وآخر الدواء الكي، وإنما العصا لمن عاند وعصى.
إن الإسلام لا يعتمد على العقوبة في إنشاء المجتمع الصالح، إنما يعتمد قبل كل شيء على التربية والتهذيب الذاتي، وغرس الإيمان في القلوب، وتزكية النفوس، ويعمل على خلق رأي عام قوي لتنمية المعروفات، وسحق المنكرات، ويقيم نظاماً للاجتماع والسياسة والاقتصاد يسد منافذ الجريمة والشر ويعين على الاستقامة والخير. وهو لا يحارب الدوافع الفطرية، ولكن ينظمها، ويضمن لها الجو النظيف الخالي من المثيرات والمهيجات على الجريمة والفاحشة، وذلك بتضييق فرص الغواية، وإبعاد عوامل الفتنة، مع إزالة العوائق دون الإشباع الطبيعي بوسائله النظيفة المشروعة.
وبهذا يتبين أهمية التطبيق الشامل للشريعة كلها، فالإسلام وحدة عضوية متكاملة ومتساندة، بجميع جوانبه العقدية والتشريعية والأخلاقية، والعقوبات الشرعية جزء من الجانب التشريعي، وهي لن تعمل عملها، وتؤتي ثمرتها أمنا وطمأنينة واستقرار حياة إلا في مجتمع يدين بالإسلام عقيدة وشريعة ومنهاج حياة.

الثاني:تطبيق شرع الله تعالى والالتزام به واجب على كل المسلمين، حكاماً ومحكومين، علماء وعامة، رجالاً ونساءً، فيجب أن تتضافر جهود الجميع للقيام بهذا الأمر الذي هو من أوجب الواجبات وأهم المهمات، وخيره ونفعه عائد عليهم جميعاً، كما أن ضرر تركه وإهماله يشملهم جميعاً.
وأعظم الناس مسؤولية في ذلك هم ولاة الأمر من العلماء والأمراء، ثم يليهم أهل الوجاهة من ذوي النفوذ والتأثير كالدعاة والمثقفين، ورجال التعليم والإعلام، والقضاء والإدارة، ثم من بعدهم بقية طبقات الشعب، كل في حدود اختصاصه، وبقدر طاقته وإمكاناته، وفي نطاق الأمانة الملقاة على عاتقه.
فتطبيق الشريعة، ليس عمل الحكام وحدهم، وإن كانت مسؤوليتهم أكبر من غيرهم، وهم أول من يطالب بها، باعتبار ما لهم من الصلاحيات، وما في أيديهم من السلطات التي تمكنهم من عمل الكثير الذي لا يقدر عليه سواهم.
ذلك أن الشريعة، ليست منهجاً عقابياً فحسب، بحيث يكون تنفيذه موكولاً للحاكم دون غيره، لكنها منهج شامل للحياة بكل شعبها، فالشريعة - بمعناها العام - تعني كل ما شرعه الله لعباده من الدين، فهي تنتظم العقائد والعبادات والمعاملات والسلوك والأخلاق التي جاء بها الإسلام. وتطبيق الشريعة، يعني إقامة كل هذه الجوانب.
وإذا كان الأمر كذلك، فإن مسؤولية تطبيقها ليست قاصرةً على شخص دون شخص، ولا على جهاز دون جهاز، ولا على فريق دون فريق، بل هي مسؤولية الأمة كلها، أفراداً ومؤسسات، لا يستنثى من هذه المسؤولية أحد، وكل مسلم على ثغرة من ثُغر هذا الدين، فالرجل راعٍ في بيته، وهو مسؤول عن إقامة الإسلام على نفسه وأهله ومن تحت يده. والمؤسسات التعليمية والتربوية مسؤولة عن إقامة الإسلام فيمن تحت يدها من براعم غضة طرية، وشباب مفعم بالقوة والحيوية، ليكونوا بحقٍ رجال المستقبل وقادة الغد. والمؤسسات الإعلامية المختلفة مطالبة بالالتزام بالضوابط الشرعية، والعمل على تربية الناس، وإصلاح أفكارهم وتهذيب أخلاقهم وسلوكياتهم. ولا يختلف اثنان على أن وسائل الإعلام، من منظورة ومسموعة ومقروءة، من أكبر وأهم وسائل التأثير سلباً أو إيجابا، فهي سلاح ذو حدّين، وأدوات لها نتائجها، بحسب ما يبث فيها، وينشر من خلالها.
فإن سخّرت لنشر الخير، وتثبيت العقيدة الصحيحة، وتدعيم الأخلاق الفاضلة، والالتزام بالشريعة المطهرة، كانت وسيلة لا تضاهى في الإصلاح والبناء.
وإن سخرت لضد ذلك، كانت شرا مستطيرا، وبلاء خطيرا، يهدم الدين، ويحطّم الأخلاق، ويدمر القيم، ويثبط العزائم والهمم، ويضيّع الأعمار فيما يضر ولا ينفع، ويجر الأمة نحو التحلل والانهيار، وإهمال مصالح الدنيا والآخرة.
وكذلك المؤسسات الإدارية والاقتصادية، مسؤولة عن تطهير برامجها مما يخالف الإسلام من ناحية، وعن إقامة منسوبيها على الإسلام من ناحية أخرى. والمؤسسات الحاكمة مسؤولة أكثر من غيرها عن حمل كافة الناس على الالتزام بالشرع في أمورهم الدينية والدنيوية، ومسؤولة كذلك عن إزالة العقبات، وتذليل الصعوبات التي تحول بين الناس وبين إقامة الدين والحكم به والتحاكم إليه .
فلابد أن تكون تعاليم الإسلام هي الموجهة لكل نواحي الحياة، والقائدة لكل مؤسسات المجتمع. فلا يجوز أن تأخذ المحاكم ببعض القوانين التشريعية الإسلامية وتهمل البعض الآخر، كما لا يكفي أن تحكم المحاكم وحدها بالقوانين الإسلامية، على حين نجد أجهزة التربية والتعليم والإعلام وغيرها تسير على منهج غير إسلامي، وتوجهها أفكار غير إسلامية.
ولأجل هذا، كان الواجب على كل المؤسسات التربوية والتوجيهية، وعلى كل من تولى شيئا من أمور المسلمين، بدءاً بالولاية العظمى، إلى ولاية الرجل في بيته وأهله، أن تعمل متضافرة على تربية من تحت يديها تربية إسلامية أصيلة، وذلك بغرس الإيمان في قلوبهم، وتربيتهم على مراقبة الله تعالى والاستقامة على دينه، وأن تبذل وسعها في تزكية نفوسهم، وتهذيب أخلاقهم وسلوكهم، وحثهم على القيام بما يجب عليهم من حقوق الله - تعالى - وحقوق عباده.
كما يجب عليهم أن يجتهدوا في العمل على إيجاد البيئة النظيفة الخالية من المثيرات المصطنعة، والمهيجات على الجريمة والفاحشة، وذلك بمحاربة الفساد، وإغلاق أوكاره، و تضييق فرص الغواية، وإبعاد عوامل الفتنة، مع إزالة العوائق التي تحول دون إشباع الحاجات الفطرية بالوسائل النظيفة المشروعة.
ثم بعد ذلك تطبق العقوبات الشرعية على الشاذين والمنحرفين، الذين لا يمكن أن يخلو منهم مجتمع من المجتمعات مهما بلغ من الطهر والعفاف.
وهكذا فإن تطبيق العقوبات الشرعية يجب أن يسبقه ويتزامن معه تطبيق جوانب الشريعة الأخرى التي تشمل جميع شئون الحياة. فإن العقوبات وحدها، لا تبني المجتمعات، ولا تشبع حاجاتها، ولا تصلح فسادها، ولا تمنعها عن الظلم والإجرام، وإنما يصنع ذلك عقيدة سليمة تلائم الفطرة، وتحمل على مراقبة الله تعالى والحياء منه، ومحبته ورجائه وخشيته، وعبادة صحيحة تغذي الروح، وتجلب لها السكينة والطمأنينة، وأخلاق فاضلة تزكو بها النفس، وتحثها على الطهر والعفاف ومحبة الخير للناس، وتشريعات عادلة تكفل مصالح الناس، وتشبع حاجاتهم، وتحقق العدل بينهم، كما هو الحال في الشريعة الإسلامية بجميع جوانبها العقدية والتشريعية والأخلاقية.

الثالث:
أن ضرورة رعاية التدريج في ميدان التنفيذ العملي، لا تعني المنع من الدعوة إلى التطبيق الفوري والشامل في الميدان الفكري والنظري، وأن تعلن الدولة أن دينها هو الإسلام، وأن دستورها هو الشريعة الإسلامية بشمولها وكمالها، وأنها هي المصدر الوحيد لجميع التشريعات.

ولا ينبغي أن يكون التدرج في التنفيذ شعاراً فكرياً ينادى به، لأن المطالبة يجب أن تكون دائماً بالأكمل والأمثل.
وإذا تقرر هذا، فإن التدرج في تطبيق الشريعة، ليس معناه تعطيل الحكم بالشريعة، أو تعليقه إلى أجل غير مسمى، بل معناه وضع خطة محكمة ذات مراحل، للانتقال بالمجتمع من العلمانية إلى الإسلام، على أن تعطى الأولوية للجوانب التربوية والأخلاقية والوقائية، التي تعمل متضامنة من أجل بناء الإنسان، وإشباع حاجاته الفطرية بما أحل الله، وتهيئ المناخ اللازم لتطبيق بقية شرائع الإسلام بما فيها العقوبات الشرعية، التي شرعت لتحقيق الأمن والاستقرار، وتثبيت قواعد العدل والإنصاف، ومكافحة الجريمة وقطع دابر الفساد.
فالتدرج المطلوب، هو التدرج المجدول المبرمج، الذي ينطلق من خطط وبرامج جادة، ويرتبط بمراحل زمنية محددة، فلا يمر على أصحابه يوم، إلا وقد تقدموا خطوة في سبيل التطبيق الشامل للشريعة. ولا يجوز أن يكون التدرج في التنفيذ شعاراً يُرفع لمجرد إرضاء الجماهير المؤمنة ودغدغة أحلامها والمماطلة بها، وذريعة للمراوغة والمناورة، والتنصل من تطبيق شريعة الله تعالى والحكم بها والتحاكم إليها.
فقد أصبح التدرج شعاراً يرفعه من يقاومون تطبيق شريعة الله، ويتهربون من تنفيذها، بدليل أنهم لم يفعلوا شيئاً في سبيل هذا التدرج المزعوم. وقد مضت سنوات وأعوام ولم يقدموا خطة واحدة لهذا التدرج الذي يدعونه، ولم نر أي خطوة عملية في سبيل تطبيق الشريعة الإسلامية من جانب هؤلاء المثبطين الذين يرفعون شعارات الاعتدال والتعقل والتدرج المزعوم، رغم أنهم يستطيعون ذلك لو كانوا مخلصين.
أسأل الله بأسمائه وصفاته أن يوفق المسلمين لمرضاته، ويسعدهم بطاعته، ويملأ قلوبهم بمحبته ورجائه وخشيته، ويعينهم على ذكره وشكره وحسن عبادته، ويهديهم سبل السلام، ويخرجهم من الظلمات إلى النور، كما أسأله تعالى أن يوفق ولاة أمور المسلمين للحكم بشريعة الإسلام، والالتزام بالكتاب الكريم وسنة خير الأنام، وأن يجمع كلمتهم على الحق والهدى، ويأخذ بنواصيهم للبر والتقوى. إنه ولي ذلك والقادر عليه. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه، ومن استن بسنته، واهتدى بهديه إلى يوم الدين. والحمد لله رب العالمين.

فهد الزهراني
02-Jun-2013, 02:19 PM
جزاك الله خير اخي الغالي وجزى الشيخ الفوزان كل خير

وهذا الكلام اللي يقبله العقل

لأن مصادمة الاجهزة الامنية وبقايا الطغاة السابقين وفي ظل تربص الاعداء من الداخل والخارج ربما يؤدي الى خسارة المشروع كاملا..

الافضل تمكن حتى تمكن

والرسول الكريم خير قدوة فقد امضى 13 سنة وهو يؤسس للدولة الاسلامية وهو كان بأمكانه ان يقيمها من اول يوم..

لا بد من الاخذ بهذه الاسباب ..بعيد عن ترهات البعض .

ابو فيصل العطاوي
02-Jun-2013, 03:31 PM
كل الشكر للسيوف النجدية

فهيد الايدا المورقي
02-Jun-2013, 05:58 PM
كلام وافي وكافي للشيخ عبدالعزيز الفوزان جزاه الله خير

أبو عبد الملك الرويس
02-Jun-2013, 07:32 PM
التدرج في تطبيق الشريعة
ولهذا كان لابد لمعالجة هذه الأوضاع البائسة، ورتق هذه الفتوق الواسعة، من الأناة والروية، وتهيئة الأجواء، وتمهيد الأرض، وإصلاح المجتمع، وتصحيح عقيدته وأخلاقه، وأخذ الناس بالتدريج شيئاً فشيئاً، حتى يسهل عليهم الانقياد لشريعة الله، والتسليم لحكمه وأمره، وحتى لا تكون فتنة ومجال للطعن في دين الله، والتمرد عليه وعلى القائمين بتنفيذه.

وهو تدرج في التنفيذ، وليس تدرجاً في التشريع، لأن التشريع قد تم واكتمل في حياة النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال الله - تعالى -: **...الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا...} (المائدة: من الآية 3)، فالشريعة قد اكتملت ولا شك، لكن التطبيق الشامل لها في عصرنا الحاضر يحتاج إلى تهيئة وإعداد لتحويل المجتمع إلى الالتزام الشرعي الصحيح، بعد عصر الاغتراب والتغريب.


وهنا يُطرح تساؤل للحق في هذا الأمر :

لماذا الأنظمة العلمانية التي حكمت في البلاد العربية قد طبّقت العلمانية كاملة بلا تدرّج ولا مشاورة ولا التفات لأحد ولا لرأيه كائنًا من كان ، وطبقتها على شعوب عربية مسلمة رافضة لها كل الرفض ، و كانت تحكم بالشريعة الإسلامية جيلاً بعد جيل طيلة أكثر من ثلاث مئة وألف سنة ، ومع هذا فقد خنعت لها ، بل حين ثارت هذه الشعوب على هذه الأنظمة العلمانية لم تثر عليها ؛ لأنها تحكم بالعلمانية ولا تحكم بالشريعة الإسلامية ، بل لأجل أمور دنيوية ، والدليل أنها انتخبت بعد ثورتها أنظمة لا تريد صراحة أن تحكم بالشريعة ، وبعد أن وصلت إلى الحكم حكمت بنفس العلمانية التي كانت تحكم بها الأنظمة العلمانية السابقة ، ومع هذا فلم تثر عليها هذه الشعوب العربية إلى الان !

فكيف ـ كما يزعم الفوزان وأمثاله ـ العلمانية وهي شريعة الخلق تصلح أن تطبّق كاملة كتلة واحدة في يوم واحد على الشعوب الإسلامية وفي البلاد العربية ، وأما شريعة الله الخالق ـ جلّ وعلا ـ فلا تصلح إلا بالتدريج ؟

بل الحق أن دعوى هذا التدريج ما هو إلا اعتذار لمسح العار ، ولتخفيف تأنيب الضمير !

وإن اعتذروا أمام جهلة الخلق بهذا العذر ؛ فليبحثوا عن عذر ينجيهم أمام الخالق العالم سبحانه في يوم العرض ..!


وسبحان القائل ، وهو الحقّ وقوله الحقّ : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ * وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ * إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ * وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ )) .

أبو عبد الملك الرويس
02-Jun-2013, 09:11 PM
ربما يؤدي الى خسارة المشروع كاملا..


أي مشروع إسلامي هذاـ إن صدقت المزاعم ـ الذي تكون فيه الشريعة ، وهي الأساس والأصل ، وتطبيقها وهو القصد من كل دعوة ، والغاية من قيام كل إمارة ، آخر ما يهتمّ به ، والدليل أنه لا ضير لو جاء بالتدريج ؟!

فأية خسارة ـ إذن ـ في ذهاب هذا المشروع الذي قيمة الشريعة فيه آخر ما فيه ؟

السيوف النجديه
02-Jun-2013, 09:47 PM
الشكر للجميع على المرور

فتوى الهيئة الشرعية في حكم التدرج في تطبيق الشريعة

http://www.youtube.com/watch?v=TgxI_6oKcwQ

الشيخ محمد إسماعيل المقدم يدافع عن الدكتور مرسى ويلتمس له العذر فى تطبيق الشريعة

https://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=JQY60eaViYY

!! . مــآجـد . !!
02-Jun-2013, 09:51 PM
هذا الشعب الذي تم تجهيله وابعاده عن دينه سنوات طويلة كما يحكي الشيخ الفوزان


هو نفسه الذي انتخب من يقول | الاسلام هو الحـل | والذي يقول | بتطبق الشريعة الاسلامية |

لو الاكثرية ضد تطبيق الشريعة الاسلامية استطيع ان افهم دعوة التدرج في الشريعة ولكن المسألة بالعكس فلماذ التلكؤ في تطبيقه !

والذي يزيد الطين بله ان بعضهم يحارب تطبيق الشريعة مثل الغنوشي الذي رفض تضمين الدستور التونسي بند تطبيق الشريعة بحجة انهُ مصطلح ملتبس !!

أبو عبد الملك الرويس
02-Jun-2013, 10:14 PM
والرسول الكريم خير قدوة فقد امضى 13 سنة وهو يؤسس للدولة الاسلامية وهو كان بأمكانه ان يقيمها من اول يوم..

.


اتق الله ؛ فلا تقحم في هذا الخذلان والتخاذل والذلّ والنكوص سيرة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ العطرة الذي لم يطبّق الشريعة على أهل مكّة عامّة ؛ لأنّه لم يُعط الأمر فيها لحظة واحدة إبّان الثلاث عشرة سنة الأولى من دعوته المباركة إلا أنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ حينما جاء إلى المدينة ، وأعطي الأمر فيها طبّق شرع الله الذي بعث لتبليغه وإقامته وتطبيقه على عباده وفي بلاده من أول يوم ، وكان أهل المدينة يومئذ ما بين مسلمين ويهود ومشركين ، ولم يمنعه تعدّدهم ، ولا معارضة اليهود من تطبيقه !

فكيف بعد هذا يمكن أن يستشهد بسيرة المصطفى إلا على ضلال وخذلان رأي من يرى التدرّج في تطبيق الشرع ، ويزيد الطين بلة بأن ينسب إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ضلاله هذا زورًا وتزويرًا !



وإلى من يرى هذا الرأي :

لماذا خليفة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أبو بكر ـ رضي الله عنه ـ وهو أعلم الناس بسنته وأحرصهم على تطبيقها واتباعها لم يتدرّج في تطبيق أخذ الزكاة من الرافضين تأديتها ، وهي جزء من الشريعة ، والمسلمون يومئذ كانوا قلّة يحيط بها بحر من المرتدين يؤازرهم يهود نجران ونصارى الشام ، بل أصرّ على أخذها ولو بحرب هؤلاء كلهم ، وهو الذي كان ؛ لأنّه ـ رضي الله عنه ـ يعرف حق المعرفة أن الشريعة جاءت لتطبّق أجزاؤها ومنها الزكاة قبل كلها ، وهذه هي سنة المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، وباتباع أبي بكر لهذا الحق جاءه النصر المؤزّر !

فهذه سنة المصطفى الحقة ، وهذه سنة خليفته المتبِعة أبي بكر الصديق الذي آمن حق الإيمان بقول الرحمن : (( إنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ )) ، (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ )) ..


وأي نصر لله تعالى أعظم مِن تطبيق شرعه في أرضه وعلى عباده ممن أعطاه الله الحكم ، وأعزّه بعد ذلّ ؟!

فسبحان الله ، ونعوذ به من الضلال ومن الخذلان .

السيوف النجديه
02-Jun-2013, 10:39 PM
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لام المؤمنيين عائشة قال (لولا أن قومك حديثوا عهد بالجاهلية لهدمت الكعبة وجعلت لها بابين ) فلما ملك ابن الزبير هدمها وجعل لها بابين

اخي ماجد كلامك في ظاهرة صحيح لا كن لايغيب عن ذهنك ان مرسي فاز بغالبية بسيطة وبعضهم انتخب

مرسي هروبا من شفيق الذي يمثل النظام السابق وغالبية علماء البلد كما يظهر متفقون وهم اعلم بحالهم

أبو عبد الملك الرويس
02-Jun-2013, 10:41 PM
وبعد سماع مقطعي المصريين ، واشتراط فتوى الهيئة الشرعية المصرية في التدرّج ألا يكون فيه تحليل ما حرّم الله تعالى ؛ فأقول :

مما هو معلوم أن حكومة الإخوان في مصر قد صرّحت بالسماح لدور الدعارة بممارسة فواحشها المحرّمة والكبيرة من كبائر الذنوب ثلاث سنوات بدل سنتين ، وعليه ؛ فإنّ جواز التدرّج في تطبيق الشرع قد بطل بانتفاء هذا الشرط الذي وضعتموه .

وبهذا تكون هذه الفتوى من الواقع قد انتقضت فبطلت .

أبو عبد الملك الرويس
02-Jun-2013, 10:52 PM
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لام المؤمنيين عائشة قال (لولا أن قومك حديثوا عهد بالجاهلية لهدمت الكعبة وجعلت لها بابين ) فلما ملك ابن الزبير هدمها وجعل لها بابين






ما منعه ـ صلى الله عليه وسلم ـ من هذا الأمر هو افتتان الناس في شرع ربّهم ؛ فمن أجلّ شرع ربّه ترك تغيير بناء الكعبة ..

وهنا هل تغيير بناء الكعبة كان واجبًا ؟

والجواب : لو كان واجبًا لما تركه البتة .

وعليه ؛ فكيف يُقارن تطبيق شرع الله الذي بُعث به رسول الله بهيئة بناء الكعبة ؟!

وإنه لمن تسهيل وتبسيط الأمور ، وهي أعظم وأكبر من أن تسهّل أو تبسّط ..


وهذا تذكير بهذه الحديث : عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ أن قريشًا أهمهم شأن المخزومية التي سرقت فقالوا : من يكلم فيها رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ؟ ثم قالوا : من يجترئ عليه إلا أسامة بن زيد حب
رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ . فكلمه أسامة ؛ فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (( يا أسامة ، أتشفع في حد من حدود الله ؟! )) ، ثم قام ، فاختطب فقال : (( إنما هلك الذين من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد ، وايم الله ، لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها )) !

فهل مَن كان في سبيل تطبيق شرع ربّه سيقطع يد ابنته لو اقتضى تطبيقها ذلك سيتهاون في تطبيقها على من هو دون ابنته ؟
حاشاه ـ صلى الله عليه وسلم ـ ؛ فما بُعث إلا لتطبيق شرع ربّه .

!! . مــآجـد . !!
02-Jun-2013, 11:13 PM
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لام المؤمنيين عائشة قال (لولا أن قومك حديثوا عهد بالجاهلية لهدمت الكعبة وجعلت لها بابين ) فلما ملك ابن الزبير هدمها وجعل لها بابين

اخي ماجد كلامك في ظاهرة صحيح لا كن لايغيب عن ذهنك ان مرسي فاز بغالبية بسيطة وبعضهم انتخب

مرسي هروبا من شفيق الذي يمثل النظام السابق وغالبية علماء البلد كما يظهر متفقون وهم اعلم بحالهم

حياك اخوي .. السيوف النجدي .. حديث هدم الكعبة ليس تشريع مثل الحدود التي تم تعطيلها بحجة التدرج في الشريعة .. وكيف نخاف من شفيق و من الاقلية والله يقول " فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي " .. المسألة التي لا يراه البعض ان الشعوب متطعشه الي تطبيق الشريعة وهناك صحوة اسلامية في جميع انحاء العالم وعندما اتى الربيع العربي هذه الشعوب انتخبت الاخوان المسلمين لكي يطبقوا شرع الله ولكن هذا لم يحدث .. والان بعض الناخبين يرمي الاخوان بالنفاق .. بسبب عدم تنفيذهم لوعودهم وشعارهم الاسلام هو الحـل .. لو بحث الاخوان عن رضى الله لا أرضى الشعب عنهم ولكنهم وللاسف بحثوا عن رضى بني علمان والنصاري .. فخذلهم الله !

واي تدرج والله يقول " الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً"


على فكرة الحويني والنقيب ضد التدرج في الشريعة الاسلامية
وهم من علماء مصـر .

فهد الزهراني
02-Jun-2013, 11:46 PM
ماجد

وصار في طالبان
وفي مالي الان

هذا على مستوى الاعداء من الخارج

فضلا عن اعداء الداخل والعملاء

...

يا ماجد الناس عشرات السنين في حكم حزب واحد وكان حتى الاذان ما تسمعه ...ومن المستحيل ان يتم الرضا والقبول..من الجميع...

يا ماجد ... نحن هنا في بلد يطبق الشرع واغلب الناس ملتزمين ماذا حدث للشثري عندما طالب بعدم الاختلاط في جامعة الملك عبدالله في جده ؟

طيب اذا تكلمت عن تونس ومصر مع فارق التجربة الشاسع ؟ صدقني ستجد التدرج هو الخيار الانسب.. وانت لو تلاحظ من يعير الحكومات في تونس ومصر بعد التطبيق الشامل للشريعة هم من يتمنون سقوطهم واولهم العلمانيين وانا اتابع كتاباتهم في الصحف وقنواتهم في قصر يقولون الاخوان كانوا يطالبون في الشريعة ليش ما يطبقونه وهم اول من يرفض الشريعة لكن يريدون الحكومة تقع في مشكلة حقيقية يجيشون لها الداخل والخارج ...وبعدها يفشل المشروع كامل...

تحياتي

العــــــــابر
03-Jun-2013, 01:48 AM
ماجد

وصار في طالبان
وفي مالي الان

هذا على مستوى الاعداء من الخارج

فضلا عن اعداء الداخل والعملاء

...

يا ماجد الناس عشرات السنين في حكم حزب واحد وكان حتى الاذان ما تسمعه ...ومن المستحيل ان يتم الرضا والقبول..من الجميع...

يا ماجد ... نحن هنا في بلد يطبق الشرع واغلب الناس ملتزمين ماذا حدث للشثري عندما طالب بعدم الاختلاط في جامعة الملك عبدالله في جده ؟

طيب اذا تكلمت عن تونس ومصر مع فارق التجربة الشاسع ؟ صدقني ستجد التدرج هو الخيار الانسب.. وانت لو تلاحظ من يعير الحكومات في تونس ومصر بعد التطبيق الشامل للشريعة هم من يتمنون سقوطهم واولهم العلمانيين وانا اتابع كتاباتهم في الصحف وقنواتهم في قصر يقولون الاخوان كانوا يطالبون في الشريعة ليش ما يطبقونه وهم اول من يرفض الشريعة لكن يريدون الحكومة تقع في مشكلة حقيقية يجيشون لها الداخل والخارج ...وبعدها يفشل المشروع كامل...

تحياتي




يافهد الشثري لم يطالب بعدم الاختلاط وماشالوه علشان كذا .بل لانه قال الملك لايعلم.

اما الرئيس مرسي فانا شخصيا لايزال لدي امل ان هالرجل راح يطبق شرع الله باذن الله.

اما تبريرك للاخوان فكأنك تقول اصبروا 50 سنه جديده ويمكن اكثر علشان يطبقون شرع الله ؟؟؟

اما تطبيق الشريعه فالبلاد اصحاب الثورات فهي اسهل وابسط مايمكن فعله ولكن الحقيقه المره

ان الانظمه الجديده تسابق الانظمه السابقه لارضاء الغرب والشرق وباقل من مطالب الانظمه المخلوعه

لكن الله يصلح الحال وانا اخوك عزا الله ان الوضع محزن جدا فالجاميه لايتحركون الا بامر شيوخهم

والاخوان لايتحركون الا بامر شيوخهم ونعزي انفسنا وكافة المسلمين في هالطائفتين واتمنى من

ابناء الاسلام الا يراهنوا عليهم كثيرا الا ان عادوا لطريق اهل السنه والجماعه ع نهج الصحابه الكرام.

فهد الزهراني
03-Jun-2013, 10:12 AM
صدقت اخي العابر

الاصل ان يتم التطبيق الكامل واعتقد من فقه الواقع ان يتم النظر في الضروف المحيطة ومدى امكانية الاسراع في التطبيق من عدمه..

هذا على ظننا فيهم كما قلت..


اما ان كان هناك نية اخرى او افكار بعيدة عن هذا فو الله انه الخذلان ولن يفلحوا ولن يوفقهم الله وسيجدون وبال خذلانهم في الدنيا والاخرة


اشكرك

!! . مــآجـد . !!
03-Jun-2013, 09:19 PM
يا ماجد الناس عشرات السنين في حكم حزب واحد وكان حتى الاذان ما تسمعه


وهل نجح في ابعاد النـاس عن الدين واهـل الدين .. او حصل العكس تماماً ... واقبل الناس على الدين وعلى تعلم الدين .. حتى ان الحكومة المصرية في عهد ( حصني بارك ) اغلقت جميع القنوات الاسلامية .. بحجج وهاية وكله خوفا من تاثير هذه القنوات على الناس .. حتى ان اعلى نسبة مشاهدة في مصـر كان لـ قناة الناس السلفية .. واكبر حشد قام بهِ الاسلاميون في مصر بلغ ستة مليون وكان حشد المعارضة اقـل من مليون .. وباقي الشعب يسميه المصريين " حزب الكنبة " .. :)

وعندي سؤال .. لو شخص دخل الى الاسلام
هـل يجوز لنا ان نقـول له صم نصف رمضان او بعض ايامه بسبب المشقه التي سيتعرض لها او نسقط عنه في الحج ركن طواف الافاضة بسبب الزحام .. ونتدرج معه في جميع العبادات ..

وجهة نظري البسيطة .. مع وجود النص الشرعي في ( القران او السنة ) ليس لنا حجة في تركه ولنا في الصديق رضي الله عنه قدوة حسنة .. في حادثة بعث جيش اسامة .. عارضه كبار الصحابة بسبب تربص الاعراب بَ المدينة .. ولكنه رضي الله عنه اصر على تنفيذ امر الرسول صل الله عليه وسلم ببعث جيش اسامة .. مما جعل الاعراب يضنون بوجود جيش اخر داخل المدينة .. لذلك لم يجرؤ على الهجوم على مدينة رسول الله صل الله عليه وسلم


اما طالبان فقد طبقت الشريعة فطوى الله له البلاد والعبـاد .. ورفض الملا عمـر تسليم بن لادن هو الذي تسبب في اسقاط الامارة الاسلامية .. وفي الحقيقة لم تسقط والان الامريكان يفاوضونهم في قطـر !

ياخي الخميني عليه لعائن الله لم يخشى احد وطبق شريعته المجوسية على اهـل ايـران
اي يجوز ونحـن اهـل الاسلام الحـقيقي ان نخشى الغرب او غيره !