أبو عبد الملك الرويس
16-May-2013, 08:04 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
من أكبر العيوب التي يعاني منها كلّها أو واحد منها أفراد سلبيون من الشعوب العربية ثلاثة :
أوّلها : عقدة النقص : والتقزّم والاضمحلال والفناء أمام الآخر ( الغرب ) بسبب ـ ليس غيرُ ـ تقدّمه في الجانب المادي ، مع أنّه متخلف كثيرًا في الجانب المعنوي الأهمّ ، بل يعيش فيه في الوحل !
ومن علامات الإصابة بجرثومة هذا العيب عند المصاب بها كثرة جلد الذات في الطالعة والنازلة ؛ وكأنّه جحش عند نفسه ، و ـ أيضًا ـ سبّ العرب ومدح الغرب على أمور دنيوية وإغفال الأمور الدينية بالكلّية ؛ وكأنّ الدنيا أهمّ عنده وأولى ، وأوّل رقم ، وـ كذلك ـ تصديق كل ذمّ للعرب وتكذيب كل ذمّ للغرب ؛ وكأنّه ما خلق إلا لتدنيس العرب وذمّهم وتوسيخهم ، ولتقديس الغرب ومسخ جوخاتهم وتنظيف أوساخهم وتلميع مراحيضهم ؛ فما هو إلا كنّاس لهم وقمّام ، و لهوانه على نفسه هان :
مَن يهنْ يسْهلِ الهوانُ عليهِ ... ما لجُرْحٍ بميّتٍ إيلامُ
ثانيها : روح الفردية الطاغي : فكثير يعيش لنفسه وليس لمجتمعه ووطنه وأمته ، فليس لها أيّ نصيب من اهتماماته وتفكيره ، فهو يسير على مقولة : (( أنا ، وبعدي الطوفان )) !
وإذا أردت أن ترى هذا الضبع ( في زي بشر ) ؛ فتأمّل السائقين في الطرقات ، والمصطفّين في الاصطفافات ، فإن رأيت مَن يقود ، وكأنّ الطريق له وحده ؛ فهذا أحد الضباع ـ بلا ارتياب ـ ، وإن رأيت من يتقدّم ـ بلا وجه حقّ ـ المصطفين ؛ فاعلم أنه ضبع هو الآخر ، فاحذره ؛ فقد قالت العربُ: (( أحمقُ مِن ضبع )) :
لِكُلِّ دَوَاءٌ يُسْتَطَبُّ بهِ ... إلاَّ الْحَمَاقَةَ أَعْيَتْ مَنْ يُدَاوِيهَا
ثالثها : ترك النظام : وهذا العيب شائع ، وأغلب مَن يعانون منه من يشملهم ثانيًا !
أصلح الله الحال ، وحسّن المآل .
كتبها : أبو عبد الملك الرويس :
6 / 7 / 1434هـ
من أكبر العيوب التي يعاني منها كلّها أو واحد منها أفراد سلبيون من الشعوب العربية ثلاثة :
أوّلها : عقدة النقص : والتقزّم والاضمحلال والفناء أمام الآخر ( الغرب ) بسبب ـ ليس غيرُ ـ تقدّمه في الجانب المادي ، مع أنّه متخلف كثيرًا في الجانب المعنوي الأهمّ ، بل يعيش فيه في الوحل !
ومن علامات الإصابة بجرثومة هذا العيب عند المصاب بها كثرة جلد الذات في الطالعة والنازلة ؛ وكأنّه جحش عند نفسه ، و ـ أيضًا ـ سبّ العرب ومدح الغرب على أمور دنيوية وإغفال الأمور الدينية بالكلّية ؛ وكأنّ الدنيا أهمّ عنده وأولى ، وأوّل رقم ، وـ كذلك ـ تصديق كل ذمّ للعرب وتكذيب كل ذمّ للغرب ؛ وكأنّه ما خلق إلا لتدنيس العرب وذمّهم وتوسيخهم ، ولتقديس الغرب ومسخ جوخاتهم وتنظيف أوساخهم وتلميع مراحيضهم ؛ فما هو إلا كنّاس لهم وقمّام ، و لهوانه على نفسه هان :
مَن يهنْ يسْهلِ الهوانُ عليهِ ... ما لجُرْحٍ بميّتٍ إيلامُ
ثانيها : روح الفردية الطاغي : فكثير يعيش لنفسه وليس لمجتمعه ووطنه وأمته ، فليس لها أيّ نصيب من اهتماماته وتفكيره ، فهو يسير على مقولة : (( أنا ، وبعدي الطوفان )) !
وإذا أردت أن ترى هذا الضبع ( في زي بشر ) ؛ فتأمّل السائقين في الطرقات ، والمصطفّين في الاصطفافات ، فإن رأيت مَن يقود ، وكأنّ الطريق له وحده ؛ فهذا أحد الضباع ـ بلا ارتياب ـ ، وإن رأيت من يتقدّم ـ بلا وجه حقّ ـ المصطفين ؛ فاعلم أنه ضبع هو الآخر ، فاحذره ؛ فقد قالت العربُ: (( أحمقُ مِن ضبع )) :
لِكُلِّ دَوَاءٌ يُسْتَطَبُّ بهِ ... إلاَّ الْحَمَاقَةَ أَعْيَتْ مَنْ يُدَاوِيهَا
ثالثها : ترك النظام : وهذا العيب شائع ، وأغلب مَن يعانون منه من يشملهم ثانيًا !
أصلح الله الحال ، وحسّن المآل .
كتبها : أبو عبد الملك الرويس :
6 / 7 / 1434هـ