احمد العـتيبي
13-Mar-2013, 10:28 AM
مرسى فى مواجهة التنكيت والتبكيت
المصريون (http://www.almesryoon.com/permalink/107029.html) 12 مارس 2013 04:51 PM
فراج إسماعيل
الشعور باقتراب الهاوية ينبغي أن ينتاب الطرفين.. سلطة ومعارضة. صحيح أن القرار في يد الرئيس مرسي، لكن فخاخ الطريق تضعها جبهة الإنقاذ، فإذا لم ترفعها سيتعثر كل شيء.
الضغط الإعلامي والسياسي على مرسي يظلمه ويحمله ما لا طاقة له به، ولا يستطيع له دفعًا، إذ تتكالب على تشويهه وسائل إعلام متقدمة بامكانيات مادية وتقنية وبشرية هائلة، فإذا سقط جحا من على حماره في الصعيد، فذلك لإهمال مرسي وتفريطه وأخونة الداخلية، مع أنه يستحيل أخونة أي جهاز أمني في مصر.
مشكلة الرئيس عجزه عن الدفاع بمهارة لأنه منزوع الإعلام ولا يمتلك خطابًا جيدًا، فعلى سبيل المثال محاولاته النادرة للتصدي للحملات العنيفة كانت مثيرة للسخرية والاستهزاء ومشجعة على التنكيت والتبكيت. مرسي أراد أن يرد بحوار صحفي فتأخر بثه من الثامنة مساءً إلى فجر اليوم التالي كأنه للكبار فقط، في وقت خلد فيه الجميع إلى النوم!
أتذكر أن السادات كان يتعرض لحملات عنيفة على أيامه من معارضين أشداء وأقوى شكيمة وثقافة ورؤية من معارضي هذه الأيام، وليس مثل البرادعي الذي لا يفعل أكثر من "اضرب واجري".. إلا أن السادات كان لوحده أسطورة إعلامية، يخطب فيشد إليه الجميع.. يهدد فيرعب.. يستدل بالدين فيشعر الناس أنه ينتهج خطى الخليفة العادل عمر بن الخطاب رضي الله عنه. كان له درع وسيف من صحفيين مهرة، محسوبين حقًا على السلطة لكنهم يمتلكون نبوغًا يجذب الناس لقراءتهم وصحفهم.
هل حقًا مرسي بلا انجازات حتى الآن، وأن عهده قطع سوداء من الليل؟ّ!.. قطعًا لا. لكن كيف يراها الناس، والإعلام كله على إطلاقه بما فيه الرسمي يحطم فيه؟!.. وكيف يقنع مرسي الرأي العام وهو لا يتمتع بأي إبهار على المستوى الخطابي، ومن يكتب خطبه كأنه يتعمد الإساءة إليه؟
حتى القرارات تمرر له كأنها فخاخ وهو غير منتبه لذلك. اتخذ قرارًا واحدًا ناجحًا بضربة معلم وبهدف مباغت وهو إقالة طنطاوي وعنان، وحينها توقع الجميع زعيمًا جديدًا تمخض عنه الصندوق الانتخابي، لكنه بدأ بعد ذلك مسلسل العثرات والقرارات المتراجعة غير المدروسة فأساءت له كثيرًا.
مرسي ضحية التنكيت من نخبة وإعلام وناشطين ارتدوا جميعًا وجه "باسم يوسف".. والتبكيت من نزلاء لا يغادرون غرف مواقع التواصل الاجتماعي!
كلمة واحدة من عاصم عبدالماجد أثارت جبهة الإنقاذ وأشعرتها بالخطر عندما تحدث عن بديل شعبي للشرطة المضربة عن العمل، بنزول أبناء التيار الإسلامي إلى الشوارع، فهبطت الجبهة من عليائها وأعلنت قلقها ودخولها في حوار مع المضربين لإعادتهم إلى العمل منعًا لعسكرة المواطنين.
عاصم قالها على طريقة خصمه اللدود السادات.. "عايزين تنسحبوا انسحبوا.. حتنزل الجماعة الإسلامية للحفاظ على الأمن وستسير دوريات أمنية لدرء البلطجية واللصوص". السادات قالها قبله لجبهة الصمود والتصدي عندما أعلنت نقل الجامعة العربية لتونس "انقلوها حأعملها فندق"!
نتفق على أن نزول اللجان الشعبية بديل عن الشرطة قد يؤدي للأسوأ، لكنه كالدواء المر الذي أيقظ جبهة الإنقاذ لما يمكن أن تصل إليه البلاد إذ ظلت تهاجم مرسي وتنتظر منه الغيث وتمتنع عن الحوار معه بشروط مذلة.
مرسي لم تحدث مذبحة استاد بورسعيد في عهده بل في عهد طنطاوي وعنان ومجلسهما العسكري، لكنه شال الليلة بمفرده مع أنه ليس في وسعه التدخل في أحكام القضاء، علاوة على ما بينهما مما صنعه الحداد، فلا القضاء يحبه ولا مرسي يطمئن إليه.
لو كان السادات لاستخدم مفرداته الشهيرة وسن حداد إعلام نشط يتحدث عن عورات مهاجميه وعن إنجازاته على طريقة الهجوم الوقائي، لكن مرسي لا يفعل في حين أن البرامج تبدأ نهشه يوميًا من الساعة الثامنة مساءً وحتى الثالثة صباحًا تقريعًا وشتائم وإشاعات وفبركة وقراءات متعمدة كقراءة تصريح مدير مكتب النائب العام عن الضبطية القضائية.
ملاحظتي الوحيدة على أداء مرسي والذي أنتقده بعنف بسببها، ضعفه وتردده في مواجهة البلطجة والتخريب وحروب التنكيت والتبكيت وعدم تسليحه الشرطة لتحقيق الأمن وتمسكه بيافطة حقوق الإنسان على حساب أمن البلاد والعباد.. أما غير ذلك فالرجل يتعرض لظلم شديد حتى من ذوي القربى.
المصريون (http://www.almesryoon.com/permalink/107029.html) 12 مارس 2013 04:51 PM
فراج إسماعيل
الشعور باقتراب الهاوية ينبغي أن ينتاب الطرفين.. سلطة ومعارضة. صحيح أن القرار في يد الرئيس مرسي، لكن فخاخ الطريق تضعها جبهة الإنقاذ، فإذا لم ترفعها سيتعثر كل شيء.
الضغط الإعلامي والسياسي على مرسي يظلمه ويحمله ما لا طاقة له به، ولا يستطيع له دفعًا، إذ تتكالب على تشويهه وسائل إعلام متقدمة بامكانيات مادية وتقنية وبشرية هائلة، فإذا سقط جحا من على حماره في الصعيد، فذلك لإهمال مرسي وتفريطه وأخونة الداخلية، مع أنه يستحيل أخونة أي جهاز أمني في مصر.
مشكلة الرئيس عجزه عن الدفاع بمهارة لأنه منزوع الإعلام ولا يمتلك خطابًا جيدًا، فعلى سبيل المثال محاولاته النادرة للتصدي للحملات العنيفة كانت مثيرة للسخرية والاستهزاء ومشجعة على التنكيت والتبكيت. مرسي أراد أن يرد بحوار صحفي فتأخر بثه من الثامنة مساءً إلى فجر اليوم التالي كأنه للكبار فقط، في وقت خلد فيه الجميع إلى النوم!
أتذكر أن السادات كان يتعرض لحملات عنيفة على أيامه من معارضين أشداء وأقوى شكيمة وثقافة ورؤية من معارضي هذه الأيام، وليس مثل البرادعي الذي لا يفعل أكثر من "اضرب واجري".. إلا أن السادات كان لوحده أسطورة إعلامية، يخطب فيشد إليه الجميع.. يهدد فيرعب.. يستدل بالدين فيشعر الناس أنه ينتهج خطى الخليفة العادل عمر بن الخطاب رضي الله عنه. كان له درع وسيف من صحفيين مهرة، محسوبين حقًا على السلطة لكنهم يمتلكون نبوغًا يجذب الناس لقراءتهم وصحفهم.
هل حقًا مرسي بلا انجازات حتى الآن، وأن عهده قطع سوداء من الليل؟ّ!.. قطعًا لا. لكن كيف يراها الناس، والإعلام كله على إطلاقه بما فيه الرسمي يحطم فيه؟!.. وكيف يقنع مرسي الرأي العام وهو لا يتمتع بأي إبهار على المستوى الخطابي، ومن يكتب خطبه كأنه يتعمد الإساءة إليه؟
حتى القرارات تمرر له كأنها فخاخ وهو غير منتبه لذلك. اتخذ قرارًا واحدًا ناجحًا بضربة معلم وبهدف مباغت وهو إقالة طنطاوي وعنان، وحينها توقع الجميع زعيمًا جديدًا تمخض عنه الصندوق الانتخابي، لكنه بدأ بعد ذلك مسلسل العثرات والقرارات المتراجعة غير المدروسة فأساءت له كثيرًا.
مرسي ضحية التنكيت من نخبة وإعلام وناشطين ارتدوا جميعًا وجه "باسم يوسف".. والتبكيت من نزلاء لا يغادرون غرف مواقع التواصل الاجتماعي!
كلمة واحدة من عاصم عبدالماجد أثارت جبهة الإنقاذ وأشعرتها بالخطر عندما تحدث عن بديل شعبي للشرطة المضربة عن العمل، بنزول أبناء التيار الإسلامي إلى الشوارع، فهبطت الجبهة من عليائها وأعلنت قلقها ودخولها في حوار مع المضربين لإعادتهم إلى العمل منعًا لعسكرة المواطنين.
عاصم قالها على طريقة خصمه اللدود السادات.. "عايزين تنسحبوا انسحبوا.. حتنزل الجماعة الإسلامية للحفاظ على الأمن وستسير دوريات أمنية لدرء البلطجية واللصوص". السادات قالها قبله لجبهة الصمود والتصدي عندما أعلنت نقل الجامعة العربية لتونس "انقلوها حأعملها فندق"!
نتفق على أن نزول اللجان الشعبية بديل عن الشرطة قد يؤدي للأسوأ، لكنه كالدواء المر الذي أيقظ جبهة الإنقاذ لما يمكن أن تصل إليه البلاد إذ ظلت تهاجم مرسي وتنتظر منه الغيث وتمتنع عن الحوار معه بشروط مذلة.
مرسي لم تحدث مذبحة استاد بورسعيد في عهده بل في عهد طنطاوي وعنان ومجلسهما العسكري، لكنه شال الليلة بمفرده مع أنه ليس في وسعه التدخل في أحكام القضاء، علاوة على ما بينهما مما صنعه الحداد، فلا القضاء يحبه ولا مرسي يطمئن إليه.
لو كان السادات لاستخدم مفرداته الشهيرة وسن حداد إعلام نشط يتحدث عن عورات مهاجميه وعن إنجازاته على طريقة الهجوم الوقائي، لكن مرسي لا يفعل في حين أن البرامج تبدأ نهشه يوميًا من الساعة الثامنة مساءً وحتى الثالثة صباحًا تقريعًا وشتائم وإشاعات وفبركة وقراءات متعمدة كقراءة تصريح مدير مكتب النائب العام عن الضبطية القضائية.
ملاحظتي الوحيدة على أداء مرسي والذي أنتقده بعنف بسببها، ضعفه وتردده في مواجهة البلطجة والتخريب وحروب التنكيت والتبكيت وعدم تسليحه الشرطة لتحقيق الأمن وتمسكه بيافطة حقوق الإنسان على حساب أمن البلاد والعباد.. أما غير ذلك فالرجل يتعرض لظلم شديد حتى من ذوي القربى.