راعي صبحا
22-Jul-2005, 09:58 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الذكير من الاسر المشهورة في نجد والخليج حيث برز منهم أشخاص عبر التاريخ وهم ينتسبون الى الفراهيد من الاساعدة من عتيبة والذكير هو لقب لجدهم مقبل بن ماجد بن محمد بن صالح بن راشد بن محمد الاسعدي .
وسبب لقب مقبل بالذكير هو انه في احد الرحلات كان مع القافلة شخص يسمى مقبل آيضا فأذا نودي مقبل هذا جاء مقبل بن ماجد ولبى الطلب مما أدى الى الالتباس ، فاطلقوا عليه لقب الذكير وكان ذلك سنة 1170 هجري ، وكلمة الذكير تعني الذكي الفطين
وقد خرج جدهم من الزلفي ( موطن آل راشد و الفراهيد من الاساعدة ) في أواخر القرن الثاني عشر الهجري واستوطنوا عنيزة حيث أتسعت أعمالهم التجارية وتركوا أخوتهم في الزلفي ومنهم الحماميد والغانم في جلاجل والزيد في التنومة بالاسياح .
وذكر لي جدي مطلق الحداري – رحمه الله – قصة يقول فيها كنت أنا وعمي خلف بن فهيد الحداري – رحمه الله – في سفر وأثناء مرورنا بعنيزة أردنا ان ننزل فيها وقابلهم أحد الاشخاص من أهل عنيزة فعندما عرف أنهم أساعدة قال لهم اذهبوا لأبن عمكم الذكير فأن لديه مضيف ، فقصدوا بيت الذكير هذا ولما وصلوا وعرفوا عن أنفسهم فرح الذكير بقدومهم اليه كونهم ضيوف وابناء عمومه في نفس الوقت ، فذبح لهم تلك الليلة وأقاموا عنده ، فلما أرادوا الرحيل في اليوم التالي وجدوه قد وضع الخروج المحملة بالزاد من تمر وعيش على راحلتهم لتعينهم في سفرهم وجودوه آيضآ قد وضع العلف لفرسهم التي أغرقها بالعلف وهذا ان دل على شي دل على حبه للكرم وأعانة الضيف والمسافر ، فشكروا صنيعه وذهبوا في حال سبيلهم .
ونستنتج من هذه القصة أن العمل الطيب من كرم وشهامة وشجاعة تخلد أسم صاحبها حيث يرويها الاجداد لأبنائهم وأحفادهم فتصبح تلك القصة أو الحادثة شائعة بين الناس
وعن هذا يقول مهلهل بن هذال شيخ عنزة وهو يسند على صديقه محمد بن فهيد الاسعدي ( راعي العين ) :
الصيت لو لا فاعل الجود ما شاع ........... ولا ساد في قوم بخيل مذلي
وقد ذهب بعض أفراد اسرة الذكير الى العراق في بلدة الزبير مع من ذهب اليها من أهل نجد لكن بعد الديار و الاهل لم يمنعهم من الحفاظ على العادات والتقاليد التي عاشوا عليها حيث كان للذكير مضيف للقادمين من نجد الى الزبير ، وبفضل من الله أصبح الذكير من الاسر المشهورة في حقل الاقتصاد والتجارة وأصبح لهم أملاك وعقارات واسعة في العراق وقد رجع بعض أفرادها الى نجد ومنطقة الخليج العربي ومنهم الوجيه والتاجر المعروف مقبل بن عبدالرحمن الذكير الذي كان له يد طولى في عمل الخير حيث طبع الكثير من الكتب السلفية على نفقته وأسس جمعية في ( البحرين ) ضد التنصير الذي كان منتشرآ في زمنه في الخليج عندما كان لبريطانيا مستعمرات في الخليج العربي
ومن أفراد هذة الاسر المؤرخ المشهور صاحب مخطوطة ( العقد الممتاز لأخبار نجد وتهامة والحجاز ) والمعروفة بتاريخ الذكير وقد وردت كتاباته التاريخية في نهاية القرن الثالث عشر وبداية القرن الرابع عشر الهجري وخاصة في فترة نهاية الدولة السعودية الثانية
وقبل أن اختم هناك قصة طريفة تدل على ما وصل اليه الذكير من صيت وذكر حسن منذ القدم حيث يروي أحد الاشخاص بأن بعض من أهل البادية من الزلفي ذهبوا الى القصيم فقال بعضهم لو أننا نذهب الى ( الذكير ) فانه مشهور بالكرم فطعمنا عنده – وهم لم يروه وأنما بلغهم ذكره – فسمعهم أحد اللصوص وهم لا يعلمون فأراد ان يحتال عليهم ، فقدم اليهم ورفع صوته محييا لهم وأمرهم بالذهاب معه لتناول الضيافة وأخبرهم أنه هو ( الذكير) ففرحوا بذلك وطلبوا من امرأة معهم البقاء مع راحلتهم وأمتعتهم لحفظها فأقسم عليهم – الذكير المزعوم – أنه لا يرضى أن يبقى أحد منهم لم يتناول ضيافته ، بل كلهم يأتون وأمتعتهم سوف يقوم بتوكيل من يحفظها ، فذهبوا معه كلهم فأدخلهم حجرة وأغلق عليهم الباب ثم رجع الى أمتعتهم فسرقها كلها ومضى في سبيله ، وبقوا هم وقتا طويلا في الحجرة المظلمة ينتظرون العشاء حتى طال عليهم الحال وأصابهم الضيق وأخذوا يطرقون الباب بقوة ويوقولون بلهجتهم : ( طلعنا يالذكير الله لا يذكرك بالخير ما نبا لك عشا ) وهم لا يزالون يعتقدون أن ذلك اللص هو الذكير ، حتى سمعهم أحد المارة ففتح لهم فلما رجعوا الى أمتعتهم ورأوها قد سرقت علموا أنهم وقعوا في حيلة من أحد اللصوص
ولو تحدثنا بالتفصيل عن أفراد هذه الاسر ومكارمهم لطال بنا المجال ولكن هذه لمحه موجزة عن مكارم هذه الاسر علها أن تحوز على رضاك أخي الكريم
وأرجوا أن لا أكون قد قصرت او أخطأت بشكل غير مباشر في حق هذه الاسرة الكريمة فالخطاء والنسيان وارد ولا يسلم أحد منه هذا والله المستعان
مساعد بن عبدالله الاسعدي ( راعي صبحا )
otibe4@hotmail.com
-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
المراجع
معجم أنساب الاسر المتحضرة من عشيرة الاساعدة ......... ناصر الفهد
علماء نجد خلال ثمانية قرون ......... عبدالله بن بسام ، ط2 1419
الزلفي ( عراقة الماضي وأشراقة الحاضر ) .......... فهد الكليب
أمارة الزبير بين هجرتين ............ عبدالرزاق الصانع و عبدالعزيز العلي ، الكويت ط1 1406
الذكير من الاسر المشهورة في نجد والخليج حيث برز منهم أشخاص عبر التاريخ وهم ينتسبون الى الفراهيد من الاساعدة من عتيبة والذكير هو لقب لجدهم مقبل بن ماجد بن محمد بن صالح بن راشد بن محمد الاسعدي .
وسبب لقب مقبل بالذكير هو انه في احد الرحلات كان مع القافلة شخص يسمى مقبل آيضا فأذا نودي مقبل هذا جاء مقبل بن ماجد ولبى الطلب مما أدى الى الالتباس ، فاطلقوا عليه لقب الذكير وكان ذلك سنة 1170 هجري ، وكلمة الذكير تعني الذكي الفطين
وقد خرج جدهم من الزلفي ( موطن آل راشد و الفراهيد من الاساعدة ) في أواخر القرن الثاني عشر الهجري واستوطنوا عنيزة حيث أتسعت أعمالهم التجارية وتركوا أخوتهم في الزلفي ومنهم الحماميد والغانم في جلاجل والزيد في التنومة بالاسياح .
وذكر لي جدي مطلق الحداري – رحمه الله – قصة يقول فيها كنت أنا وعمي خلف بن فهيد الحداري – رحمه الله – في سفر وأثناء مرورنا بعنيزة أردنا ان ننزل فيها وقابلهم أحد الاشخاص من أهل عنيزة فعندما عرف أنهم أساعدة قال لهم اذهبوا لأبن عمكم الذكير فأن لديه مضيف ، فقصدوا بيت الذكير هذا ولما وصلوا وعرفوا عن أنفسهم فرح الذكير بقدومهم اليه كونهم ضيوف وابناء عمومه في نفس الوقت ، فذبح لهم تلك الليلة وأقاموا عنده ، فلما أرادوا الرحيل في اليوم التالي وجدوه قد وضع الخروج المحملة بالزاد من تمر وعيش على راحلتهم لتعينهم في سفرهم وجودوه آيضآ قد وضع العلف لفرسهم التي أغرقها بالعلف وهذا ان دل على شي دل على حبه للكرم وأعانة الضيف والمسافر ، فشكروا صنيعه وذهبوا في حال سبيلهم .
ونستنتج من هذه القصة أن العمل الطيب من كرم وشهامة وشجاعة تخلد أسم صاحبها حيث يرويها الاجداد لأبنائهم وأحفادهم فتصبح تلك القصة أو الحادثة شائعة بين الناس
وعن هذا يقول مهلهل بن هذال شيخ عنزة وهو يسند على صديقه محمد بن فهيد الاسعدي ( راعي العين ) :
الصيت لو لا فاعل الجود ما شاع ........... ولا ساد في قوم بخيل مذلي
وقد ذهب بعض أفراد اسرة الذكير الى العراق في بلدة الزبير مع من ذهب اليها من أهل نجد لكن بعد الديار و الاهل لم يمنعهم من الحفاظ على العادات والتقاليد التي عاشوا عليها حيث كان للذكير مضيف للقادمين من نجد الى الزبير ، وبفضل من الله أصبح الذكير من الاسر المشهورة في حقل الاقتصاد والتجارة وأصبح لهم أملاك وعقارات واسعة في العراق وقد رجع بعض أفرادها الى نجد ومنطقة الخليج العربي ومنهم الوجيه والتاجر المعروف مقبل بن عبدالرحمن الذكير الذي كان له يد طولى في عمل الخير حيث طبع الكثير من الكتب السلفية على نفقته وأسس جمعية في ( البحرين ) ضد التنصير الذي كان منتشرآ في زمنه في الخليج عندما كان لبريطانيا مستعمرات في الخليج العربي
ومن أفراد هذة الاسر المؤرخ المشهور صاحب مخطوطة ( العقد الممتاز لأخبار نجد وتهامة والحجاز ) والمعروفة بتاريخ الذكير وقد وردت كتاباته التاريخية في نهاية القرن الثالث عشر وبداية القرن الرابع عشر الهجري وخاصة في فترة نهاية الدولة السعودية الثانية
وقبل أن اختم هناك قصة طريفة تدل على ما وصل اليه الذكير من صيت وذكر حسن منذ القدم حيث يروي أحد الاشخاص بأن بعض من أهل البادية من الزلفي ذهبوا الى القصيم فقال بعضهم لو أننا نذهب الى ( الذكير ) فانه مشهور بالكرم فطعمنا عنده – وهم لم يروه وأنما بلغهم ذكره – فسمعهم أحد اللصوص وهم لا يعلمون فأراد ان يحتال عليهم ، فقدم اليهم ورفع صوته محييا لهم وأمرهم بالذهاب معه لتناول الضيافة وأخبرهم أنه هو ( الذكير) ففرحوا بذلك وطلبوا من امرأة معهم البقاء مع راحلتهم وأمتعتهم لحفظها فأقسم عليهم – الذكير المزعوم – أنه لا يرضى أن يبقى أحد منهم لم يتناول ضيافته ، بل كلهم يأتون وأمتعتهم سوف يقوم بتوكيل من يحفظها ، فذهبوا معه كلهم فأدخلهم حجرة وأغلق عليهم الباب ثم رجع الى أمتعتهم فسرقها كلها ومضى في سبيله ، وبقوا هم وقتا طويلا في الحجرة المظلمة ينتظرون العشاء حتى طال عليهم الحال وأصابهم الضيق وأخذوا يطرقون الباب بقوة ويوقولون بلهجتهم : ( طلعنا يالذكير الله لا يذكرك بالخير ما نبا لك عشا ) وهم لا يزالون يعتقدون أن ذلك اللص هو الذكير ، حتى سمعهم أحد المارة ففتح لهم فلما رجعوا الى أمتعتهم ورأوها قد سرقت علموا أنهم وقعوا في حيلة من أحد اللصوص
ولو تحدثنا بالتفصيل عن أفراد هذه الاسر ومكارمهم لطال بنا المجال ولكن هذه لمحه موجزة عن مكارم هذه الاسر علها أن تحوز على رضاك أخي الكريم
وأرجوا أن لا أكون قد قصرت او أخطأت بشكل غير مباشر في حق هذه الاسرة الكريمة فالخطاء والنسيان وارد ولا يسلم أحد منه هذا والله المستعان
مساعد بن عبدالله الاسعدي ( راعي صبحا )
otibe4@hotmail.com
-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
المراجع
معجم أنساب الاسر المتحضرة من عشيرة الاساعدة ......... ناصر الفهد
علماء نجد خلال ثمانية قرون ......... عبدالله بن بسام ، ط2 1419
الزلفي ( عراقة الماضي وأشراقة الحاضر ) .......... فهد الكليب
أمارة الزبير بين هجرتين ............ عبدالرزاق الصانع و عبدالعزيز العلي ، الكويت ط1 1406