رقاد
23-Nov-2012, 03:12 PM
ما الذي فعله مجرمو ميانمار المتعصبون لبوذيتهم الوثنية إلى حد استئصال أقلية مسلمة مظلومة أصلاً، لكي يكافئهم الغرب بانفتاح سريع ومتلاحق الخطوات بدرجة تثير الارتياب في نفس أشد الناس برودةً وحيادًا، ولا سيما أن التطبيع المريب جاء بعد سنوات من الهجاء الغربي لحكام هذا البلد الذي كان يحمل اسم (بورما)، وتحريض إعلامي عليهم وتضييق اقتصادي على دولتهم؟!
كبيرهم: الرئيس الأمريكي باراك أوباما عقب فوزه بولاية رئاسية ثانية، قرّر زيارة القوم في يوم 19 من شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، وسيلتقي رئيس ميانمار ثين سين وزعيمة المعارضة أونج سان سو كي، وذلك في لقاءين منفصلين.
تقول وكالة رويترز التي بثت النبأ: إن زيارة أوباما تُعْتَبر إقرارًا أقوى من "المجتمع الدولي" بتحول ميانمار في ظل حكومة ثين سين شبه المدنية، و"سين" هذا تولى الرئاسة في مارس عام 2011م لينتهي بذلك نصف قرن من الحكم العسكري المباشر.
وكان البنك الدولي الذي تسيطر واشنطن على مفاصله وسياساته، قد انخرط في العُرْس الغربي وموسم الاحتفاء بحكام ميانمار، فقرّر منحهم "مساعدة تنموية" قيمتها 80 مليون دولار أمريكي، وهو البنك الذي يتشدد في منح القروض لبلدان مستقرة إذا لم تكن ممن يرضى عنهم البيت الأبيض!! علمًا بأن البنك قاطع هذا البلد منذ عشرين سنة، وله عليهم قروض قديمة تأخروا في سدادها من يومئذ.
إن الذي تبدل في هذا البلد البائس الفقير، استجابة العسكر المتحكمين فيه لرغبات الغرب في "تهذيب" شكل النظام بتقديم واجهة مدنيَّة يعرف الجميع في حفل التكاذب الجماعي أنها لا تملك ذرّة واحدة من صنع القرار! كما تقلصت درجة الوحشية الصريحة ضد المعارضين لنظام الحكم، فبات الجلادون يخفون أظفارهم داخل قفازات حريرية ناعمة الملمس، واحتووا امرأة اعتبرها الغرب رمز المعارضة بمقعد برلماني تستطيع منه الكلام والانتقاد، في نطاق ديكور شكليّ من التغير على السطح.
وحتى هذه المرأة -أونج سان سو كي- التي اختزل الغرب فيها آلام وعذابات ملايين المظلومين هناك ومنحها جائزة نوبل للسلام، ثبت عند الامتحان أنها ليست أقل شرًّا من العسكر الذين كانت تحتج على ديكتاتوريتهم، فهي مثل سادتها الغربيين لا تجد غضاضة في المحرقة المنصوبة في ميانمار للأقلية المسلمة في إقليم أراكان منذ سبعة عقود، تبدل فيها الجلادون وتنوعت الأقنعة وظل الظلم للمسلمين هو الثابت اليتيم فيها.
"سو كي" تعمى عن محنة فاحت روائحها المنتنة بالرغم من الجهود الهائلة لحجبها، مع علمها بأنها سياسة "إبادة" ممنهجة تشارك فيها الحكومة ورجال الدين البوذيون المتوحشون والرعاع الذين يسيرون وراء كل ناعق.
ولا يسع منصفًا أن يشكك في التعنيف الأخلاقي الواضح الذي سددته منظمات حقوقية غربية إلى زعيمة المعارضة في ميانمار، والمتاجِرة بشعارات الديمقراطية وحقوق الإنسان؛ لأنها فضحت معدنها الحقيقي، فهي متعصبة دينيًّا وعرقيًّا، وما تعنيه بالإنسان الذي كانت تطالب بحقوق له هو الإنسان الذي يشبهها ويشبه جزّاري بلادها. فمنظمة العفو الدولية وهيومان رايتس ووتش لا يمكن اتهامهما بممالأة المسلمين في أي مكان في العالم، وهما تصدرتا المؤسسات الحقوقية التي أنكرت على "سو كي" انتقائيتها وازدواجية المكاييل لديها.
ولو أن هذه الجهات استمرت في نهج الصدق والحقيقة ولم تنكص عنه، لتعين عليها أن تهاجم الساسة الغربيين بأشد مما قالته في زعيمة المعارضة الميانمارية، والتي ليست سوى صنيعة غربية 100%.
لكن الأجدر بالتقريع واللوم هم "المسلمون" الذين يقعون في الحفرة ذاتها مرة ثانية، وهي حفرة أوباما الذي أوقعهم في ولايته الأولى بحفرته الأولى في خطابه المنمق بجامعة القاهرة، يوم ادّعى أنه يريد الخروج من حروب سلفه بوش الصغير ومن ضغائنه على المسلمين. فرأينا انحيازًا منه للصهاينة تجاوز أسلافه المنحازين كافة، ثم جاءت محنة الشعب السوري فرسم ساكن البيت الأبيض للمجرم بشار خطًّا أحمر وحيدًا، هو: استخدام الأسلحة الكيميائية والحيوية الجرثومية، أما إبادة الشعب السوري بالطيران والمدفعية والصواريخ فجميعها خطوط خضراء
كبيرهم: الرئيس الأمريكي باراك أوباما عقب فوزه بولاية رئاسية ثانية، قرّر زيارة القوم في يوم 19 من شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، وسيلتقي رئيس ميانمار ثين سين وزعيمة المعارضة أونج سان سو كي، وذلك في لقاءين منفصلين.
تقول وكالة رويترز التي بثت النبأ: إن زيارة أوباما تُعْتَبر إقرارًا أقوى من "المجتمع الدولي" بتحول ميانمار في ظل حكومة ثين سين شبه المدنية، و"سين" هذا تولى الرئاسة في مارس عام 2011م لينتهي بذلك نصف قرن من الحكم العسكري المباشر.
وكان البنك الدولي الذي تسيطر واشنطن على مفاصله وسياساته، قد انخرط في العُرْس الغربي وموسم الاحتفاء بحكام ميانمار، فقرّر منحهم "مساعدة تنموية" قيمتها 80 مليون دولار أمريكي، وهو البنك الذي يتشدد في منح القروض لبلدان مستقرة إذا لم تكن ممن يرضى عنهم البيت الأبيض!! علمًا بأن البنك قاطع هذا البلد منذ عشرين سنة، وله عليهم قروض قديمة تأخروا في سدادها من يومئذ.
إن الذي تبدل في هذا البلد البائس الفقير، استجابة العسكر المتحكمين فيه لرغبات الغرب في "تهذيب" شكل النظام بتقديم واجهة مدنيَّة يعرف الجميع في حفل التكاذب الجماعي أنها لا تملك ذرّة واحدة من صنع القرار! كما تقلصت درجة الوحشية الصريحة ضد المعارضين لنظام الحكم، فبات الجلادون يخفون أظفارهم داخل قفازات حريرية ناعمة الملمس، واحتووا امرأة اعتبرها الغرب رمز المعارضة بمقعد برلماني تستطيع منه الكلام والانتقاد، في نطاق ديكور شكليّ من التغير على السطح.
وحتى هذه المرأة -أونج سان سو كي- التي اختزل الغرب فيها آلام وعذابات ملايين المظلومين هناك ومنحها جائزة نوبل للسلام، ثبت عند الامتحان أنها ليست أقل شرًّا من العسكر الذين كانت تحتج على ديكتاتوريتهم، فهي مثل سادتها الغربيين لا تجد غضاضة في المحرقة المنصوبة في ميانمار للأقلية المسلمة في إقليم أراكان منذ سبعة عقود، تبدل فيها الجلادون وتنوعت الأقنعة وظل الظلم للمسلمين هو الثابت اليتيم فيها.
"سو كي" تعمى عن محنة فاحت روائحها المنتنة بالرغم من الجهود الهائلة لحجبها، مع علمها بأنها سياسة "إبادة" ممنهجة تشارك فيها الحكومة ورجال الدين البوذيون المتوحشون والرعاع الذين يسيرون وراء كل ناعق.
ولا يسع منصفًا أن يشكك في التعنيف الأخلاقي الواضح الذي سددته منظمات حقوقية غربية إلى زعيمة المعارضة في ميانمار، والمتاجِرة بشعارات الديمقراطية وحقوق الإنسان؛ لأنها فضحت معدنها الحقيقي، فهي متعصبة دينيًّا وعرقيًّا، وما تعنيه بالإنسان الذي كانت تطالب بحقوق له هو الإنسان الذي يشبهها ويشبه جزّاري بلادها. فمنظمة العفو الدولية وهيومان رايتس ووتش لا يمكن اتهامهما بممالأة المسلمين في أي مكان في العالم، وهما تصدرتا المؤسسات الحقوقية التي أنكرت على "سو كي" انتقائيتها وازدواجية المكاييل لديها.
ولو أن هذه الجهات استمرت في نهج الصدق والحقيقة ولم تنكص عنه، لتعين عليها أن تهاجم الساسة الغربيين بأشد مما قالته في زعيمة المعارضة الميانمارية، والتي ليست سوى صنيعة غربية 100%.
لكن الأجدر بالتقريع واللوم هم "المسلمون" الذين يقعون في الحفرة ذاتها مرة ثانية، وهي حفرة أوباما الذي أوقعهم في ولايته الأولى بحفرته الأولى في خطابه المنمق بجامعة القاهرة، يوم ادّعى أنه يريد الخروج من حروب سلفه بوش الصغير ومن ضغائنه على المسلمين. فرأينا انحيازًا منه للصهاينة تجاوز أسلافه المنحازين كافة، ثم جاءت محنة الشعب السوري فرسم ساكن البيت الأبيض للمجرم بشار خطًّا أحمر وحيدًا، هو: استخدام الأسلحة الكيميائية والحيوية الجرثومية، أما إبادة الشعب السوري بالطيران والمدفعية والصواريخ فجميعها خطوط خضراء