رقاد
31-Oct-2012, 03:56 AM
الدور الخطير للأخضر الإبراهيمي
.
جمال سلطان
30/10/2012 - 3:03pm
15
لم يدخل الأخضر الإبراهيمي منطقة عربية أو إسلامية كمبعوث للأمم المتحدة وأتى بخير أبدًا، والإبراهيمي هو المبعوث المفضل أمريكيًّا دائمًا في المنطقة الإسلامية، لأسباب يبدو أنها ستظل مجهولة لسنوات مقبلة، فقد كان مبعوث الأمم المتحدة في أفغانستان لتنسيق أعمال الحكومة العميلة برئاسة كرزاي، ووسيط مأمون بين المجموعة الغربية وقوات الاحتلال وبين مجموعة كرزاي، وفي العراق كان يلعب الدور نفسه تقريبًا بين الحكومة الطائفية العميلة هناك وبين قوات الاحتلال الأمريكي، وأرسله الأمريكان أيضًا إلى اليمن لكنه لم يطل هناك..
وفي كل تلك الأماكن غادر الإبراهيمي وقد ترك وراءه عملاء وخونة ودمارًا على كل المستويات؛ لذلك لم أشعر براحة أبدًا عندما اختاروه مبعوثًا أمميًّا في سوريا، حيث افتتح رحلته بالمقابلة الشهيرة مع بشار وهو منتفخ الأوداج من الضحك والابتسام رغم أنهار الدم التي تسيح فيها البلاد!! ومنذ تسلم الملف السوري وقد بدأ سلسلة من التصريحات والتهويلات التي لا تهدف إلا إلى ترسيخ معنى واحد: وهو أنه لا توجد ثورة شعبية في سوريا، وإنما حرب أهلية بين طوائف مختلفة.
كما كان لافتًا للانتباه أنه عقب دخول الإبراهيمي كوسيط انتشرت في الدوائر السياسية والإعلامية الغربية على نطاق واسع وبصورة مفاجئة تقارير وتسريبات ومقالات وتحقيقات متوالية عما أسموه "الجماعات الجهادية في صفوف المعارضة السورية"، وهي نفس لغة بشار التي أطلقها في البداية لتشويه الثورة، والتي كان الغرب نفسه يسخر منها؛ لأن القذافي أطلقها بنفس الصيغة أيضًا قبل سقوطه؛ من أجل التخويف من ثورة شعبه ومحاولة إثناء الغرب عن دعمها..
الآن بعد ظهور الإبراهيمي انتشرت تلك الأخبار والتقارير والتسريبات والتصريحات بصورة مدهشة جدًّا ومكثفة جدًّا، حتى بدا وكأن الإعلام الغربي يتجاهل مذابح بشار ويتوقف فقط عند "تنظيم القاعدة المزعوم في سوريا"! وهناك محاولة للربط بين الجيش الحر وبين تنظيم القاعدة الناشط في أفغانستان وباكستان والعراق، وهي المناطق التي سبقت "خبرة" الإبراهيمي فيها وعمل مع الأجهزة الأمريكية والغربية فيها لسنوات طويلة، وهي ظاهرة مفاجئة يستحيل أن ننظر إليها بعيدًا عن ظهور الإبراهيمي وتاريخه وعلاقاته وخبراته في البلاد الإسلامية التي شهدت صراعات مسلحة ضد حكومات عميلة.
الأخضر الإبراهيمي ابن منظومة "الجنرالات" في الجزائر وحليفها، وهي منظومة معادية على طول الخط للربيع العربي، وتحالفت حتى النفس الأخير مع الدكتاتوريات الساقطة، وهي تدعم بشار الأسد بكل قوة، كما كانت تدعم القذافي حتى النفس الأخير، وبعد رحيله احتضنت بقايا أسرته وتسرِّب حاليًّا مقاتليه والسلاح إلى مدن وقرى الغرب الليبي لإظهار عجز السلطة الجديدة في طرابلس، كما تعبث مخابراتها على نطاق واسع في تونس، وهو ما قاله لي قيادات رفيعة هناك..
الإبراهيمي ابن تلك المنظومة الجنرالاتية الكئيبة، ومن ثَمّ لا نستطيع أن نتجاهل موقفه السلبي للربيع العربي -لم يصدر منه في أي وقت من الأوقات أي تصريح إيجابي لجميع ثورات الربيع العربي- كما لا يمكن أن نتجاهل حضور "خبراته" السابقة في العراق وأفغانستان، وكلها معادية للنفس الإسلامي وروح المقاومة ومتواطئة ضدها على طول الخط..
وإني أتمنى من فصائل الثورة السورية وقياداتها السياسية الانتباه جيدًا للدور الخطير الذي يلعبه الإبراهيمي لتشويه الثورة السورية وإعطاء قبلة الحياة لنظام بشار وتقليب الرأي العام الغربي ضد ثوار سوريا، أيها الثوار انتبهوا: الإبراهيمي لم يأتِ بخير في أي مكان ذهب إليه.
.
جمال سلطان
30/10/2012 - 3:03pm
15
لم يدخل الأخضر الإبراهيمي منطقة عربية أو إسلامية كمبعوث للأمم المتحدة وأتى بخير أبدًا، والإبراهيمي هو المبعوث المفضل أمريكيًّا دائمًا في المنطقة الإسلامية، لأسباب يبدو أنها ستظل مجهولة لسنوات مقبلة، فقد كان مبعوث الأمم المتحدة في أفغانستان لتنسيق أعمال الحكومة العميلة برئاسة كرزاي، ووسيط مأمون بين المجموعة الغربية وقوات الاحتلال وبين مجموعة كرزاي، وفي العراق كان يلعب الدور نفسه تقريبًا بين الحكومة الطائفية العميلة هناك وبين قوات الاحتلال الأمريكي، وأرسله الأمريكان أيضًا إلى اليمن لكنه لم يطل هناك..
وفي كل تلك الأماكن غادر الإبراهيمي وقد ترك وراءه عملاء وخونة ودمارًا على كل المستويات؛ لذلك لم أشعر براحة أبدًا عندما اختاروه مبعوثًا أمميًّا في سوريا، حيث افتتح رحلته بالمقابلة الشهيرة مع بشار وهو منتفخ الأوداج من الضحك والابتسام رغم أنهار الدم التي تسيح فيها البلاد!! ومنذ تسلم الملف السوري وقد بدأ سلسلة من التصريحات والتهويلات التي لا تهدف إلا إلى ترسيخ معنى واحد: وهو أنه لا توجد ثورة شعبية في سوريا، وإنما حرب أهلية بين طوائف مختلفة.
كما كان لافتًا للانتباه أنه عقب دخول الإبراهيمي كوسيط انتشرت في الدوائر السياسية والإعلامية الغربية على نطاق واسع وبصورة مفاجئة تقارير وتسريبات ومقالات وتحقيقات متوالية عما أسموه "الجماعات الجهادية في صفوف المعارضة السورية"، وهي نفس لغة بشار التي أطلقها في البداية لتشويه الثورة، والتي كان الغرب نفسه يسخر منها؛ لأن القذافي أطلقها بنفس الصيغة أيضًا قبل سقوطه؛ من أجل التخويف من ثورة شعبه ومحاولة إثناء الغرب عن دعمها..
الآن بعد ظهور الإبراهيمي انتشرت تلك الأخبار والتقارير والتسريبات والتصريحات بصورة مدهشة جدًّا ومكثفة جدًّا، حتى بدا وكأن الإعلام الغربي يتجاهل مذابح بشار ويتوقف فقط عند "تنظيم القاعدة المزعوم في سوريا"! وهناك محاولة للربط بين الجيش الحر وبين تنظيم القاعدة الناشط في أفغانستان وباكستان والعراق، وهي المناطق التي سبقت "خبرة" الإبراهيمي فيها وعمل مع الأجهزة الأمريكية والغربية فيها لسنوات طويلة، وهي ظاهرة مفاجئة يستحيل أن ننظر إليها بعيدًا عن ظهور الإبراهيمي وتاريخه وعلاقاته وخبراته في البلاد الإسلامية التي شهدت صراعات مسلحة ضد حكومات عميلة.
الأخضر الإبراهيمي ابن منظومة "الجنرالات" في الجزائر وحليفها، وهي منظومة معادية على طول الخط للربيع العربي، وتحالفت حتى النفس الأخير مع الدكتاتوريات الساقطة، وهي تدعم بشار الأسد بكل قوة، كما كانت تدعم القذافي حتى النفس الأخير، وبعد رحيله احتضنت بقايا أسرته وتسرِّب حاليًّا مقاتليه والسلاح إلى مدن وقرى الغرب الليبي لإظهار عجز السلطة الجديدة في طرابلس، كما تعبث مخابراتها على نطاق واسع في تونس، وهو ما قاله لي قيادات رفيعة هناك..
الإبراهيمي ابن تلك المنظومة الجنرالاتية الكئيبة، ومن ثَمّ لا نستطيع أن نتجاهل موقفه السلبي للربيع العربي -لم يصدر منه في أي وقت من الأوقات أي تصريح إيجابي لجميع ثورات الربيع العربي- كما لا يمكن أن نتجاهل حضور "خبراته" السابقة في العراق وأفغانستان، وكلها معادية للنفس الإسلامي وروح المقاومة ومتواطئة ضدها على طول الخط..
وإني أتمنى من فصائل الثورة السورية وقياداتها السياسية الانتباه جيدًا للدور الخطير الذي يلعبه الإبراهيمي لتشويه الثورة السورية وإعطاء قبلة الحياة لنظام بشار وتقليب الرأي العام الغربي ضد ثوار سوريا، أيها الثوار انتبهوا: الإبراهيمي لم يأتِ بخير في أي مكان ذهب إليه.