ابو ضيف الله
15-Jul-2005, 11:15 PM
حضرة الأخ المكرم الشيخ / سلمان العودة حفظه الله
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
ما السبيل إلى إقامة الخلافة الراشدة ؟ إذ إن الكثير من الجماعات الإسلامية في الوقت الحاضر كل منها يسعى إلى تحقيق هذا الهدف المشترك ، فنجد هنالك من اتخذ من الجمعيات الإصلاحية سبيلاً ، لكن لما تحققت أهداف بعض منتسبيها جعلها خاصة به وتنصل عن ما كان يدعو إليه، وبالتالي لم تحقق هذه الجماعة ما كانت تدعو إليه ، وآخرين اتخذوا الانتخابات وسيلة لهم ، لكن لم تدعهم الحكومات أن يفعلوا ما يريدون كما حدث مع اخوتنا في جبهة الإنقاذ في الجزائر، و بالتالي باءت محاولتهم بالفشل ، وفريق آخر اتخذ منهج التصفية والتربية أمثال فضيلة شيخنا الفاضل محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله ، لكن النتيجة توفاه الله عز وجل و لم يتحقق ما يريد ، وقسم آخر اتخذ وسيلة الانقلاب العسكري وسيلة، لكن محاولة انقلابهم باءت بالفشل وغيرهم من الحركات الكثير ، لكن يبقى السؤال ما السبيل إلى إقامة حكم الله عز وجل ؟
الجواب
أولاً: ليس المعيار في الصواب والخطأ هو تحقق النتيجة الملموسة بين عشية وضحاها، أو في مدى عمر إنسان بعينه ، فإن من الأنبياء من مات لم يتبعه أحد ، ومن الصحابة من مات ولم ير نتيجة عمله وجهاده، بل العبرة بموافقة الشرع، وصلاح القصد، فهما الشرطان الضروريان لأي عمل: الإخلاص، والمتابعة.
ثانياً: الإسلام جاء ليهيمن على الحياة كلها في مجالاتها العملية والعلمية الاجتماعية والأخلاقية والاقتصادية والسياسية وغيرها، ولا يقتصر الأمر على مسألة الخلافة، فإن الخلافة الراشدة كانت ثلاثين سنة، ومع ذلك فالأمة باقية بحمد الله إلى اليوم وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وفيها علماء وحكماء وصلحاء وعباد ودعاة ومجاهدون وأخيار وأبرار.
وشمولية الدعوة وموضوعيتها تتطلب التوازن والاعتدال في النظر إلى الأمور، ومراعاة المصالح والمفاسد، والبداءة بالأهم فالأهم، والواجبات تؤخذ بقدر الاستطاعة "فاتقوا الله ما استطعتم".
وربما يندفع البعض تحت ضغط دافع معين فيفسد أكثر مما يصلح، ومعاناة الأمة عبر قرون متطاولة، لا يمكن تلافيها بين لحظة وأخرى، وهي أيضاً معاناة تزيد ولا تنقص، وإن كانت تتفاوت بين وقت وآخر، ورقعة مكانية وأخرى.
والنظر إلى المقاصد الشرعية هو المهم، فالدعوة إلى الله والإصلاح وهداية الناس هي من أهم مقاصد الجهاد وإقامة الدولة.
والدعوة ممكنة في كثير من الظروف والبلدان مع بذل الطاقة واستفراغ الوسع، وكذلك التعليم والتفقيه والتوعية والإصلاح بجوانبه المختلفة.
كما أن الأمة بحاجة إلى مؤسسات عامة تحقق جانباً من الالتزام الشرعي المطلوب وتثبت قدرة الأمة على الوقوف والأداء.
مثل المؤسسات العلمية والدعوية والإغاثية والإعلامية والاقتصادية وغيرها.
والذي ينجح في إدارة مدرسة له الحق أن يطمح في إدارة تجمع تعليمي، والواقع محك في قدرة الإنسان شخصياً على النجاح كما أن فيه تصحيحاً للكثير من الأفكار والأطروحات العلمية المجردة.
ثالثاً: الواجب على المسلمين التعاون فيما بينهم على البر والتقوى، وأن يتناصحوا فيما اختلفوا فيه حتى يكثر الخير ويقل الشر في صفوفهم، وأن يبتعدوا وسعهم عن التعصب للمناهج والاتجاهات والمدارس الفكرية، فالخير متفرق في الأمة ولا تحتويه طائفة بعينها، وإن كان بعضهم أقرب إلى الحق من بعض.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
ما السبيل إلى إقامة الخلافة الراشدة ؟ إذ إن الكثير من الجماعات الإسلامية في الوقت الحاضر كل منها يسعى إلى تحقيق هذا الهدف المشترك ، فنجد هنالك من اتخذ من الجمعيات الإصلاحية سبيلاً ، لكن لما تحققت أهداف بعض منتسبيها جعلها خاصة به وتنصل عن ما كان يدعو إليه، وبالتالي لم تحقق هذه الجماعة ما كانت تدعو إليه ، وآخرين اتخذوا الانتخابات وسيلة لهم ، لكن لم تدعهم الحكومات أن يفعلوا ما يريدون كما حدث مع اخوتنا في جبهة الإنقاذ في الجزائر، و بالتالي باءت محاولتهم بالفشل ، وفريق آخر اتخذ منهج التصفية والتربية أمثال فضيلة شيخنا الفاضل محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله ، لكن النتيجة توفاه الله عز وجل و لم يتحقق ما يريد ، وقسم آخر اتخذ وسيلة الانقلاب العسكري وسيلة، لكن محاولة انقلابهم باءت بالفشل وغيرهم من الحركات الكثير ، لكن يبقى السؤال ما السبيل إلى إقامة حكم الله عز وجل ؟
الجواب
أولاً: ليس المعيار في الصواب والخطأ هو تحقق النتيجة الملموسة بين عشية وضحاها، أو في مدى عمر إنسان بعينه ، فإن من الأنبياء من مات لم يتبعه أحد ، ومن الصحابة من مات ولم ير نتيجة عمله وجهاده، بل العبرة بموافقة الشرع، وصلاح القصد، فهما الشرطان الضروريان لأي عمل: الإخلاص، والمتابعة.
ثانياً: الإسلام جاء ليهيمن على الحياة كلها في مجالاتها العملية والعلمية الاجتماعية والأخلاقية والاقتصادية والسياسية وغيرها، ولا يقتصر الأمر على مسألة الخلافة، فإن الخلافة الراشدة كانت ثلاثين سنة، ومع ذلك فالأمة باقية بحمد الله إلى اليوم وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وفيها علماء وحكماء وصلحاء وعباد ودعاة ومجاهدون وأخيار وأبرار.
وشمولية الدعوة وموضوعيتها تتطلب التوازن والاعتدال في النظر إلى الأمور، ومراعاة المصالح والمفاسد، والبداءة بالأهم فالأهم، والواجبات تؤخذ بقدر الاستطاعة "فاتقوا الله ما استطعتم".
وربما يندفع البعض تحت ضغط دافع معين فيفسد أكثر مما يصلح، ومعاناة الأمة عبر قرون متطاولة، لا يمكن تلافيها بين لحظة وأخرى، وهي أيضاً معاناة تزيد ولا تنقص، وإن كانت تتفاوت بين وقت وآخر، ورقعة مكانية وأخرى.
والنظر إلى المقاصد الشرعية هو المهم، فالدعوة إلى الله والإصلاح وهداية الناس هي من أهم مقاصد الجهاد وإقامة الدولة.
والدعوة ممكنة في كثير من الظروف والبلدان مع بذل الطاقة واستفراغ الوسع، وكذلك التعليم والتفقيه والتوعية والإصلاح بجوانبه المختلفة.
كما أن الأمة بحاجة إلى مؤسسات عامة تحقق جانباً من الالتزام الشرعي المطلوب وتثبت قدرة الأمة على الوقوف والأداء.
مثل المؤسسات العلمية والدعوية والإغاثية والإعلامية والاقتصادية وغيرها.
والذي ينجح في إدارة مدرسة له الحق أن يطمح في إدارة تجمع تعليمي، والواقع محك في قدرة الإنسان شخصياً على النجاح كما أن فيه تصحيحاً للكثير من الأفكار والأطروحات العلمية المجردة.
ثالثاً: الواجب على المسلمين التعاون فيما بينهم على البر والتقوى، وأن يتناصحوا فيما اختلفوا فيه حتى يكثر الخير ويقل الشر في صفوفهم، وأن يبتعدوا وسعهم عن التعصب للمناهج والاتجاهات والمدارس الفكرية، فالخير متفرق في الأمة ولا تحتويه طائفة بعينها، وإن كان بعضهم أقرب إلى الحق من بعض.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.