النافذ
13-Jul-2005, 05:01 PM
سيف الله المسلول !!!!
--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شخصية هذا السيف حارت بها العقول و الفت بها الكتب العظام
حتى ان شخصيته العسكرية موضع اعجاب المشرق و المغرب ...بل حتى ان خططه التي كان يخطها في معاركه
لازالت موضع دراسة في اكبر جامعات الغرب
هذا السيف كان من اشد اعداء الله و اعداء رسول الله في الجاهلية ... بل و قد قتل من المسلين .. و كان السبب
في تخلخل كفة النصر للمسلمين في غزوة احد بعد ان كانت لهم و لكنها بسبب خالد بن الوليد اصبحت لكفار
قريش يومها
عندما بعث النبي صلى الله عليه و سلم اصبح اشد اعدائه ..وكان وقتها بالرابعة و العشرين من عمره .. و عندما
اسلم كان عمره واحد و اربعون عاما
اعرض عليكم اليوم شخصية فريدة في التاريخ الاسلامي ..شخصية الفت بها الكتب ...هذه الشخصية التي قال
عنه عمر بن الخطاب رضي الله عنه
عجزت النساء أن يلدن مثل خالد
و سماه النبي صلى الله عليه و سلم بعد اسلامه
سيف الله المسلول
هو الصحابي الجليل خالد بن الوليد بن المغيرة ...أبو سليمان ...سيف الله وسيف رسوله
نشأ في بيت رئاسة وجاه وغنى... وكان أبوه سيد قريش كلها لأنه أكبرها سناً ..بل و كان ابوه من أثرى
أثرياء قريش
وكان من صغره يهوى القتال والمصارعة في الأسواق مع الصبيان وأحب الفروسية وفنون القتال حتى صار
فارس قريش المقدم وانتهت إليه رئاسة أعنة الخيل والكراع فإذا أرادت قريش الإعداد لحرب يكون هو بمثابة
وزير الدفاع الذي يحشد القوات للقتال وكان أحد رجال عشرة انتهى إليهم الشرف والسؤدد في قريش ,
وعندما جاء الإسلام وظهرت دعوته كان خالد من الذين وقفوا أمام هذه الدعوة متأثراً بآبائه وأجداده وأيضا
بالمكانة التي كان فيها والتي خاف من ضياعها ولكنه كان في قرارة نفسه معجباً بصمود المؤمنين أمام
التعذيب والنكال
و كان لخالد ابن الوليد اخا اسمه الوليد بن الوليد ...و قد اسر الوليد في احدى المعارك و سقط في يد
المسلمين ..فجاء خالد و دفع للمسلين فديته ..و عاد بأخيه لمكة ..و لكن بالطريق و عندما ارخى الليل ستاره و
اراد الشقيقان الراحة ..تسلل الوليد ليلا و ترك اخاه خالدا و عاد الى معسكر المسلمين و اعلن اسلامه..بعدما لقيه
من حسن معاملة للاسرى و حسن خلق من سجانيه
و كان اسلام الوليد صفعة كبيرة جدا لخالد .. و زاد باسلام الوليد عداء خالد للاسلام و المسلمين و زاد قتاله لهم و
حربه عليهم..
بعد صلح الحديبية دخل النبي صلى الله عليه و سلم الى مكة لاداء عمرة القضاء ..فأخذ خالد يتربص له خلف الجبال
يريد قتله .. و لكنه كان يجد نفسه كلما اراد التحرك لفعل شيء ..يجد نفسه كالملجم المربوط..و فكر ..من
الافضل لو يقتل النبي عندما يدخل وقت صلاة المسلمين ..و دخل وقت صلاة الظهر فرأي النبي صلى الله عليه و
سلم يجمع اصحابه و يصلي فيهم..فوقف خالد يراقب صلاتهم..و عندما انتهوا قال لنفسه ..انتظر حتى صلاة
العصر لاقتلهم
فكأن النبي صلى الله عليه و سلم احس بأن هناك من يتربص بالمؤمنين ..فقد صلى بهم صلاة الخوف..فانقسم
نصفهم يصلي معه اول ركعتين من صلاة العصر بينما النصف الاخر اعطوهم ظهورهم و شهروا اسلحتهم ووقفوا
يحمونهم ..و عندما انتهت اول ركعتين بدل المسلمون وقفتهم و دخل من كان يحرس في الصلاة ووقف من صلى
يحرس
فما كان من خالد الا ان وقف مدهوشا اما عظمة ما يرى و عاد ادراجه و لم يقتل النبي صلى الله عليه و سلم
عندما أنهى النبي صلى الله عليه و سلم عمرته قال للوليد (اخو خالد بن الوليد) ..أين خالد؟
فقال الوليد : يأتي به الله
فقال النبي : ما مثله يجهل الإسلام ، ولو كان يجعل نكايته مع المسلمين على المشركين كان خيرا له ، ولقدمناه
على غيره
في ذلك الوقت كان خالد قد خرج إلى الجبال مفكرا ..فهو رأى أن الإسلام بدأ ينتشر بقوة و يسود..وان أعدادا
هائلة من الناس دخلوه .. و فكر أن دينا يسود بهذه الطريقة لا بد أن يكون دين حق ..حتى ان والده و هو أشد
أعداء النبي كان قد مدح قرآن المسلمين و قال فيه انه ماهو قول بشر وما هو قول ساحر أو مجنون..بل و قال
فيه
"ان له لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإن أسفله لمغدق وإن أعلاه لمثمر وإنه ليعلو وما يعلى عليه "
..اخيرا ..اخذت نفحات الايمان تعتمل في صدر خالد و بدأ الإسلام يجذبه بعد عدائه الطويل له ..
و لكنه لم يدر ما يفعل والى من يذهب ..حتى وصلته أخيرا رسالة من أخيه الوليد يقول فيها
بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد..فأني لم أرى أعجب من ذهاب رأيك عن الإسلام وعقلك عقلك ، ومثل الإسلام
يجهله
أحد ؟!وقد سألني عنك رسول الله، فقال أين خالد
و هنا ابتسم خالد بن الوليد و قد فرح أن نبي الله قد سأل عنه
ثم تابع قراءة رسالة اخيه
" فاستدرك يا أخي ما فاتك فيه ، فقد فاتتك مواطن صالحة "
فرح خالد برسالة أخيه فرحا شديدا و خرج يبحث عمن يرافقه إلى المدينة ليعلن إسلامه..فوجد عثمان بن طلحة و
خرجا ينويان الذهاب للقاء النبي صلى الله عليه و سلم ..و بالطريق كان اللقاء مع عمرو بن عاص الذي كان قد
خرج لنفس الغاية
فخرج الثلاثة ينوون المدينة و رسول الله صلى الله عليه و سلم ..
و قد قال صلى الله عليه و سلم لصحابته عندما رآهم من بعيد "
رمتكم مكة بأفلاذ كبدها
يقول خالد ( ولما اطلعت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سلمت عليه بالنبوة فرد على السلام بوجه طلق ،
فأسلمت وشهدت شهادة الحق ، وحينها قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- :
(الحمد لله الذي هداك قد كنت أرى لك عقلا لا يسلمك إلا إلى الخير)
وبايعت الرسـول وقلت :
( استغفر لي كل ما أوضعـت فيه من صد عن سبيل اللـه )
فقال :
( إن الإسلام يجـب ما كان قبله )
فقلت :
( يا رسول الله على ذلك )
فقال :
( اللهم اغفر لخالد بن الوليد كل ما أوضع فيه من صد عن سبيلك )
وتقدم عمرو بن العاص وعثمان بن طلحة ، فأسلما وبايعا رسول الله )
*****
كانت غزوة مؤتة أول غزوة شارك فيها خالد ، وقد قتل قادتها الثلاثة : زيد بن حارثة ، ثم جعفر بن أبي طالب ،
ثم عبدالله بن رواحة -رضي الله عنهم- ، فسارع إلى الراية ( ثابت بن أقرم ) فحملها عاليا وتوجه مسرعا إلى
خالد قائل
ا له ( خذ اللواء يا أبا سليمان ) فلم يجد خالد أن من حقه أخذها فاعتذر قائلا
( لا ، لا آخذ اللواء أنت أحق به ، لك سن وقد شهدت بدرا )
فأجابه ثابت ( خذه فأنت أدرى بالقتال مني ، ووالله ما أخذته إلا لك )
ثم نادى بالمسلمين ( أترضون إمرة خالد ؟) قالوا ( نعم )
فأخذ الراية خالد وأنقذ جيش المسلمين ، يقول خالد
( قد انقطع في يدي يومَ مؤتة تسعة أسياف ، فما بقي في يدي إلا صفيحة لي يمانية )
وقال النبي -صلى الله عليه وسلم- عندما أخبر الصحابة بتلك الغزوة
( أخذ الراية زيد فأصيب ، ثم أخذ الراية جعفر فأصيب ، ثم أخذ الراية ابن رواحه فأصيب ،وعيناه -صلى الله عليه
وسلم- تذرفان، حتى أخذ الراية سيف من سيوف الله ، حتى فتح الله عليهم )
فسمي خالد من ذلك اليوم سيف الله
و قد كان لخالد صولات و جولات في الدفاع عن دين الله و درء أعداء الإسلام .. و كان ينتصر في كل معاركه لما
له من حنكة سياسية و خبره قتالية ..حتى انه قد بهر القادة الروم بعبقريته بالقتال ،
مما حمل (جرجه) أحد قادتهم للحديث مع خالد ، حيث قال له
( يا خالد أصدقني ، ولا تكذبني فإن الحر لا يكذب ، هل أنزل الله على نبيكم سيفا من السماء فأعطاك إياه ،
فلا تسله على أحد إلا هزمته ؟)
قال خالد
( لا)
قال الرجل :
( فبم سميت سيف الله ؟)
قال خالد ( إن الله بعث فينا رسوله ، فمنا من صدقه ومنا من كذب ، وكنت فيمن كذب حتى أخذ الله قلوبنا إلى
الإسلام
وهدانا برسوله فبايعناه ، فدعا لي الرسول ، وقال لي ( أنت سيف من سيوف الله ) فهكذا سميت سيف الله
قال القائد الروماني ( وإلام تدعون ؟ )
قال خالد ( إلى توحيد الله وإلى الإسلام )
قال ( هل لمن يدخل في الإسلام اليوم مثل مالكم من المثوبة والأجر ؟)
قال خالد ( نعم وأفضل )
قال الرجل ( كيف وقد سبقتموه ؟)
قال خالد ( لقد عشنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ورأينا آياته ومعجزاته وحق لمن رأى ما رأينا
وسمع ما سمعنا أن يسلم في يسر ، أما أنتم يا من لم تروه ولم تسمعوه ثم آمنتم بالغيب
فإن أجركم أجزل وأكبر إذا صدقتم الله سرائركم ونواياكم )
وصاح القائد الروماني وقد دفع جواده إلى ناحية خالد ووقف بجواره ( علمني الإسلام يا خالد !)
وأسلم وصلى لله ركعتين لم يصل سواهما ،
وقاتل جرجه الروماني في صفوف المسلمين مستميتا في طلب الشهادة حتى نالها وظفر بها
ـــــــــــــــــــــــــــ
كان لخالد رضي الله عنه أربعين من الأبناء ...ماتوا جميعا في حياته رضي الله عنه..فلم يكن له أحفاد أبدا..و
قد مات من أبنائه عشرون في يوم واحد
ـــــــــــــــــــــــــــ
استقر خالد في حمص -من بلاد الشام- فلما جاءه الموت ، وشعر بدنو أجله ، قال :
( لقد شهدت مائة معركة أو زهاءها ، وما في جسدي شبر الا وفيه ضربة بسيف أو رمية بسهم ، أو طعنة برمح
وهأنذا أموت على فراشي كما يموت البعير ، ألا فلا نامت أعين الجبناء )
وكانت وفاته سنة احدى وعشرين من الهجرة النبوية مات من قال عنه الصحابة :
( الرجل الذي لا ينام ، ولا يترك أحدا ينام )
وأوصى بتركته لعمر بن الخطاب والتي كانت مكونة من فرسه وسلاحه
خالد كان سيف الله المسلول و لا يجوز لسيف من سيوف الله أن يسقط فهو مرفوع قائم إلى يوم الدين ..
لذلك لم يشأ الله عز و جل لخالد أن يموت شهيدا و قد قتله أعداء الإسلام في المعارك..بل شاء لهذا السيف أن
ينتهي أجله و يموت على فراشه
رضي الله عنه و أرضاه و جمعنا الله و إياه مع النبي صلى الله عليه و سلم و صحابته الكرام في أعلى عليين
وصلى الله على سيدنا محمد و على اله و صحبه و سلم
منقول
وفي نهاية هذا المقال ارجو ممن قرأة الدعاء لي ولوالدي
--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شخصية هذا السيف حارت بها العقول و الفت بها الكتب العظام
حتى ان شخصيته العسكرية موضع اعجاب المشرق و المغرب ...بل حتى ان خططه التي كان يخطها في معاركه
لازالت موضع دراسة في اكبر جامعات الغرب
هذا السيف كان من اشد اعداء الله و اعداء رسول الله في الجاهلية ... بل و قد قتل من المسلين .. و كان السبب
في تخلخل كفة النصر للمسلمين في غزوة احد بعد ان كانت لهم و لكنها بسبب خالد بن الوليد اصبحت لكفار
قريش يومها
عندما بعث النبي صلى الله عليه و سلم اصبح اشد اعدائه ..وكان وقتها بالرابعة و العشرين من عمره .. و عندما
اسلم كان عمره واحد و اربعون عاما
اعرض عليكم اليوم شخصية فريدة في التاريخ الاسلامي ..شخصية الفت بها الكتب ...هذه الشخصية التي قال
عنه عمر بن الخطاب رضي الله عنه
عجزت النساء أن يلدن مثل خالد
و سماه النبي صلى الله عليه و سلم بعد اسلامه
سيف الله المسلول
هو الصحابي الجليل خالد بن الوليد بن المغيرة ...أبو سليمان ...سيف الله وسيف رسوله
نشأ في بيت رئاسة وجاه وغنى... وكان أبوه سيد قريش كلها لأنه أكبرها سناً ..بل و كان ابوه من أثرى
أثرياء قريش
وكان من صغره يهوى القتال والمصارعة في الأسواق مع الصبيان وأحب الفروسية وفنون القتال حتى صار
فارس قريش المقدم وانتهت إليه رئاسة أعنة الخيل والكراع فإذا أرادت قريش الإعداد لحرب يكون هو بمثابة
وزير الدفاع الذي يحشد القوات للقتال وكان أحد رجال عشرة انتهى إليهم الشرف والسؤدد في قريش ,
وعندما جاء الإسلام وظهرت دعوته كان خالد من الذين وقفوا أمام هذه الدعوة متأثراً بآبائه وأجداده وأيضا
بالمكانة التي كان فيها والتي خاف من ضياعها ولكنه كان في قرارة نفسه معجباً بصمود المؤمنين أمام
التعذيب والنكال
و كان لخالد ابن الوليد اخا اسمه الوليد بن الوليد ...و قد اسر الوليد في احدى المعارك و سقط في يد
المسلمين ..فجاء خالد و دفع للمسلين فديته ..و عاد بأخيه لمكة ..و لكن بالطريق و عندما ارخى الليل ستاره و
اراد الشقيقان الراحة ..تسلل الوليد ليلا و ترك اخاه خالدا و عاد الى معسكر المسلمين و اعلن اسلامه..بعدما لقيه
من حسن معاملة للاسرى و حسن خلق من سجانيه
و كان اسلام الوليد صفعة كبيرة جدا لخالد .. و زاد باسلام الوليد عداء خالد للاسلام و المسلمين و زاد قتاله لهم و
حربه عليهم..
بعد صلح الحديبية دخل النبي صلى الله عليه و سلم الى مكة لاداء عمرة القضاء ..فأخذ خالد يتربص له خلف الجبال
يريد قتله .. و لكنه كان يجد نفسه كلما اراد التحرك لفعل شيء ..يجد نفسه كالملجم المربوط..و فكر ..من
الافضل لو يقتل النبي عندما يدخل وقت صلاة المسلمين ..و دخل وقت صلاة الظهر فرأي النبي صلى الله عليه و
سلم يجمع اصحابه و يصلي فيهم..فوقف خالد يراقب صلاتهم..و عندما انتهوا قال لنفسه ..انتظر حتى صلاة
العصر لاقتلهم
فكأن النبي صلى الله عليه و سلم احس بأن هناك من يتربص بالمؤمنين ..فقد صلى بهم صلاة الخوف..فانقسم
نصفهم يصلي معه اول ركعتين من صلاة العصر بينما النصف الاخر اعطوهم ظهورهم و شهروا اسلحتهم ووقفوا
يحمونهم ..و عندما انتهت اول ركعتين بدل المسلمون وقفتهم و دخل من كان يحرس في الصلاة ووقف من صلى
يحرس
فما كان من خالد الا ان وقف مدهوشا اما عظمة ما يرى و عاد ادراجه و لم يقتل النبي صلى الله عليه و سلم
عندما أنهى النبي صلى الله عليه و سلم عمرته قال للوليد (اخو خالد بن الوليد) ..أين خالد؟
فقال الوليد : يأتي به الله
فقال النبي : ما مثله يجهل الإسلام ، ولو كان يجعل نكايته مع المسلمين على المشركين كان خيرا له ، ولقدمناه
على غيره
في ذلك الوقت كان خالد قد خرج إلى الجبال مفكرا ..فهو رأى أن الإسلام بدأ ينتشر بقوة و يسود..وان أعدادا
هائلة من الناس دخلوه .. و فكر أن دينا يسود بهذه الطريقة لا بد أن يكون دين حق ..حتى ان والده و هو أشد
أعداء النبي كان قد مدح قرآن المسلمين و قال فيه انه ماهو قول بشر وما هو قول ساحر أو مجنون..بل و قال
فيه
"ان له لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإن أسفله لمغدق وإن أعلاه لمثمر وإنه ليعلو وما يعلى عليه "
..اخيرا ..اخذت نفحات الايمان تعتمل في صدر خالد و بدأ الإسلام يجذبه بعد عدائه الطويل له ..
و لكنه لم يدر ما يفعل والى من يذهب ..حتى وصلته أخيرا رسالة من أخيه الوليد يقول فيها
بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد..فأني لم أرى أعجب من ذهاب رأيك عن الإسلام وعقلك عقلك ، ومثل الإسلام
يجهله
أحد ؟!وقد سألني عنك رسول الله، فقال أين خالد
و هنا ابتسم خالد بن الوليد و قد فرح أن نبي الله قد سأل عنه
ثم تابع قراءة رسالة اخيه
" فاستدرك يا أخي ما فاتك فيه ، فقد فاتتك مواطن صالحة "
فرح خالد برسالة أخيه فرحا شديدا و خرج يبحث عمن يرافقه إلى المدينة ليعلن إسلامه..فوجد عثمان بن طلحة و
خرجا ينويان الذهاب للقاء النبي صلى الله عليه و سلم ..و بالطريق كان اللقاء مع عمرو بن عاص الذي كان قد
خرج لنفس الغاية
فخرج الثلاثة ينوون المدينة و رسول الله صلى الله عليه و سلم ..
و قد قال صلى الله عليه و سلم لصحابته عندما رآهم من بعيد "
رمتكم مكة بأفلاذ كبدها
يقول خالد ( ولما اطلعت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سلمت عليه بالنبوة فرد على السلام بوجه طلق ،
فأسلمت وشهدت شهادة الحق ، وحينها قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- :
(الحمد لله الذي هداك قد كنت أرى لك عقلا لا يسلمك إلا إلى الخير)
وبايعت الرسـول وقلت :
( استغفر لي كل ما أوضعـت فيه من صد عن سبيل اللـه )
فقال :
( إن الإسلام يجـب ما كان قبله )
فقلت :
( يا رسول الله على ذلك )
فقال :
( اللهم اغفر لخالد بن الوليد كل ما أوضع فيه من صد عن سبيلك )
وتقدم عمرو بن العاص وعثمان بن طلحة ، فأسلما وبايعا رسول الله )
*****
كانت غزوة مؤتة أول غزوة شارك فيها خالد ، وقد قتل قادتها الثلاثة : زيد بن حارثة ، ثم جعفر بن أبي طالب ،
ثم عبدالله بن رواحة -رضي الله عنهم- ، فسارع إلى الراية ( ثابت بن أقرم ) فحملها عاليا وتوجه مسرعا إلى
خالد قائل
ا له ( خذ اللواء يا أبا سليمان ) فلم يجد خالد أن من حقه أخذها فاعتذر قائلا
( لا ، لا آخذ اللواء أنت أحق به ، لك سن وقد شهدت بدرا )
فأجابه ثابت ( خذه فأنت أدرى بالقتال مني ، ووالله ما أخذته إلا لك )
ثم نادى بالمسلمين ( أترضون إمرة خالد ؟) قالوا ( نعم )
فأخذ الراية خالد وأنقذ جيش المسلمين ، يقول خالد
( قد انقطع في يدي يومَ مؤتة تسعة أسياف ، فما بقي في يدي إلا صفيحة لي يمانية )
وقال النبي -صلى الله عليه وسلم- عندما أخبر الصحابة بتلك الغزوة
( أخذ الراية زيد فأصيب ، ثم أخذ الراية جعفر فأصيب ، ثم أخذ الراية ابن رواحه فأصيب ،وعيناه -صلى الله عليه
وسلم- تذرفان، حتى أخذ الراية سيف من سيوف الله ، حتى فتح الله عليهم )
فسمي خالد من ذلك اليوم سيف الله
و قد كان لخالد صولات و جولات في الدفاع عن دين الله و درء أعداء الإسلام .. و كان ينتصر في كل معاركه لما
له من حنكة سياسية و خبره قتالية ..حتى انه قد بهر القادة الروم بعبقريته بالقتال ،
مما حمل (جرجه) أحد قادتهم للحديث مع خالد ، حيث قال له
( يا خالد أصدقني ، ولا تكذبني فإن الحر لا يكذب ، هل أنزل الله على نبيكم سيفا من السماء فأعطاك إياه ،
فلا تسله على أحد إلا هزمته ؟)
قال خالد
( لا)
قال الرجل :
( فبم سميت سيف الله ؟)
قال خالد ( إن الله بعث فينا رسوله ، فمنا من صدقه ومنا من كذب ، وكنت فيمن كذب حتى أخذ الله قلوبنا إلى
الإسلام
وهدانا برسوله فبايعناه ، فدعا لي الرسول ، وقال لي ( أنت سيف من سيوف الله ) فهكذا سميت سيف الله
قال القائد الروماني ( وإلام تدعون ؟ )
قال خالد ( إلى توحيد الله وإلى الإسلام )
قال ( هل لمن يدخل في الإسلام اليوم مثل مالكم من المثوبة والأجر ؟)
قال خالد ( نعم وأفضل )
قال الرجل ( كيف وقد سبقتموه ؟)
قال خالد ( لقد عشنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ورأينا آياته ومعجزاته وحق لمن رأى ما رأينا
وسمع ما سمعنا أن يسلم في يسر ، أما أنتم يا من لم تروه ولم تسمعوه ثم آمنتم بالغيب
فإن أجركم أجزل وأكبر إذا صدقتم الله سرائركم ونواياكم )
وصاح القائد الروماني وقد دفع جواده إلى ناحية خالد ووقف بجواره ( علمني الإسلام يا خالد !)
وأسلم وصلى لله ركعتين لم يصل سواهما ،
وقاتل جرجه الروماني في صفوف المسلمين مستميتا في طلب الشهادة حتى نالها وظفر بها
ـــــــــــــــــــــــــــ
كان لخالد رضي الله عنه أربعين من الأبناء ...ماتوا جميعا في حياته رضي الله عنه..فلم يكن له أحفاد أبدا..و
قد مات من أبنائه عشرون في يوم واحد
ـــــــــــــــــــــــــــ
استقر خالد في حمص -من بلاد الشام- فلما جاءه الموت ، وشعر بدنو أجله ، قال :
( لقد شهدت مائة معركة أو زهاءها ، وما في جسدي شبر الا وفيه ضربة بسيف أو رمية بسهم ، أو طعنة برمح
وهأنذا أموت على فراشي كما يموت البعير ، ألا فلا نامت أعين الجبناء )
وكانت وفاته سنة احدى وعشرين من الهجرة النبوية مات من قال عنه الصحابة :
( الرجل الذي لا ينام ، ولا يترك أحدا ينام )
وأوصى بتركته لعمر بن الخطاب والتي كانت مكونة من فرسه وسلاحه
خالد كان سيف الله المسلول و لا يجوز لسيف من سيوف الله أن يسقط فهو مرفوع قائم إلى يوم الدين ..
لذلك لم يشأ الله عز و جل لخالد أن يموت شهيدا و قد قتله أعداء الإسلام في المعارك..بل شاء لهذا السيف أن
ينتهي أجله و يموت على فراشه
رضي الله عنه و أرضاه و جمعنا الله و إياه مع النبي صلى الله عليه و سلم و صحابته الكرام في أعلى عليين
وصلى الله على سيدنا محمد و على اله و صحبه و سلم
منقول
وفي نهاية هذا المقال ارجو ممن قرأة الدعاء لي ولوالدي