المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حِنّا غير!!!


otaibi star
01-Jul-2005, 06:25 PM
--------------------------------------------------------------------------------



حِنّا غير!!!

ذهبت في عطلة نهاية الأسبوع إلى دبي بصحبة عائلتي، وفي الطريق من المطار ونحن نقيس الاختلافات التي تشهدها دبي كل شهر، استيقظت في الدقيقة الأولى على شهقة انطلقت من ابني الراكب بجانبي:

باسم الله عليك، وشفيك؟

أشار بإصبعه الى السيارة التي بجانبنا: امرأة تسوق سيارة !.

لمست جبينه بيدي وقلت:

خير ان شاء الله، وهل هي المرة الأولى التي تشاهد فيها امرأة تسوق؟!

قال لي: لا، ولكن أول مرة أشوف امرأة تسوق بعباءتها وحجابها، أنا اعتدت على رؤية النساء يقدن في البلاد العربية والأجنبية بمظهر وملبس غربي، لكنني عندما رأيت الإماراتية تسوق بعباءتها فوجئت، شعرت للحظة أنني في الرياض!.

هذا بالضبط الخطر الذي أظن أن دولة الإمارات استطاعت أن تتجاوزه، فهي مدينة استطاعت أن تتوازن مع عصريتها الجديدة من دون أن تمس مظهريتها التقليدية الجميلة. الشباب الإماراتي، أكثر الشباب المراهق الذي تراه في المجمعات التجارية وهو يلبس ثوبه ويطوي غترته على رأسه، ويعتز بعصاه وخيله، رغم أنه يجيد اللغات ويذهب لمدارس تستخدم التقنية الحديثة وأنظمة التعليم الحديثة، ورغم كل الأزياء والمظاهر الأميركية المحيطة به من مقاهي «ستار بوكس» وأبطال السينما الأميركية في صالات العروض التي توجد في كل مجمع تجاري.

المرأة الإماراتية أظنها أكثر امرأة خليجية متصالحة مع تقاليدها الاجتماعية التقليدية، فهي لا تزال تنقش الحناء على كفها، وتسمع الغناء البدوي الأصيل، وتلبس عباءتها وملفعها وهي خلف مقود سيارة المرسيدس. أرجو ألا يفهم البعض أنني أتحدث عن مجتمع كامل بلا مشاكل، لكنني أتحدث عن نقطة كيف يمكن للإنسان أن ينظر لتقاليده باحترام واعتزاز، لأنها تقاليد عربية جميلة، لم تمنعه يوما من التفاعل مع معطيات عصره، ودخوله في زمنها الحالي من دون وضع حواجز «ماضوية» فقدت مضمونها الاجتماعي، لهذا ظلت التقاليد محل اعتزاز وتقدير.

الإماراتي العربي يسلم علينا مع زوجته وطفلته في مدينة ألعاب الأطفال، من دون حواجز وأخشاب وقواطع، لكنه يلتزم حيالنا كضيوف غرباء بالتلزيم علينا بالتفضل لبيته للغداء مثل كل عربي كريم، من دون أن يشعر أن وجودي أو وجود زوجته كسيدات نقف بجانب أزواجنا مصدر خجل وارتباك، فهو يتعامل مع الأمر من منطلق عربي أصيل ونظيف، فلماذا يلبسه ظنونا لا محل لها في القلب.

إن حماية التقاليد الجميلة هي في احترامها كمضمون قيمي وليس في تحويلها إلى قيود وأقفاص تسلب الناس حريتهم، والصحارى الواسعة للتنزه عندما تتحول إلى ناطحات سحاب وشوارع إسفلت، ما زالت تسمح بخروجهم واختلاطهم بعائلاتهم في كل مكان بحثا عن تسلية الخاطر البريء.

إن الحفاظ على التقاليد يأتي من الثقة بها، وليس الخوف عليها، ضمن أي تيار متغير، لان التقاليد الجميلة تعرف كيف تحافظ على نفسها، لأنها أصيلة وهادفة للحق والخير والجمال وليس العكس.

ما يدعيه ابني بعد أن رأى التناقضات التي نعيشها، نحن السعوديين، رغم تشابهنا مع مجتمع الإمارات من حيث المرجعية الدينية والأصالة البدوية والتقاليد العربية، هي تلك التبريرات الناقصة بأننا مجتمع «غير» لا تصلح عندنا هذه الأمثلة، فمن أين جاءت هذه التبريرات، ولماذا نتخيل دائما أننا شعب غير؟ من طينة غير؟!. حتى صارت جملة «غير» عنوان سياحتنا، فـ «جدة غير» و«أبها غير» و«حصة غير» و«سعيدان غير»!.




تعليق بسيط::
للكاتبة بدرية البشر

وموضوعها غير...في زمن التناقضات السعودية

وزمن الجمال الاماراتي ...بكل شي وموضوعية وتفهم شعب الامارات
ووعيه... بعكس مالدينا من تناقضات سخيفة


منقول ....؟؟؟؟؟

@المورقي@
01-Jul-2005, 11:23 PM
.....
لاهنت ويعطيك العافية على النقل الممتاز

تحياتي

أبو فيصل
03-Jul-2005, 09:51 PM
الي عندنا مو تناقضات سخيفه

السخيف من قال هذا الكلام !

الحمدلله الذي من علينا بدينه و بحكامنا الذين طلقوا الشريعة على أكمل وجه

يعطيك العافية أخوي

تحياتي