محمد الذيابـــي
09-Jan-2012, 02:54 PM
قصة هذي الحرب الطاحنة بين قبيلتين وهي قبيلة حرب وقبيلة عنزه ..
كان ابن هذال امير العمارات من عنزة قد نزل الحناكية المعروفه وهي قربيه من المدينة المنوره في الخريف بعدد جداد النخل فنزلت اليه احياء من حرب منهم بنو علي من مسروح وكانت الحناكية بئر يستقي منها ..
وكان لعنزة شباب فيهم نزوة ونزق فوردت البئر بنت ابن دهيم أمير بني علي قبل أمارة الفروم, فملأت قربة لها فطلبت من أحد الحاضرين على البئر ان يحمل عليها القربة وكان من شباب عنزة فحمل القربة حتى إذا استوت بها رفع ثوبها من خلاف فعلقة في مؤخرة القربة فا نكشف ثوبها وكان في ذلك العهد لا يلبسن السراويل ..
وغادرة البئر وكانت عورتها باديه لكل عين يبصر بها فصاح فيها الناس ( ياحرمه استري نفسك ) فقالت : إذا كان فيه لي ارجال يستروني .. فما كادت تجد هذه حتى عرضت على المجلس وكان ابوها وابن هذال وكبار القوم فلما اقتربت من المجلس انحرفت بحيث تبدو لهم عورتها فلما رأوها ابن هذال بدرت منه ابتسامه تشفي بينما اسودت وجوه من حضر من حرب ..وتفرق المجلس فاجتمع كل امير بقومه وتدارس امره...
كان ابن طريف من بني علي قد وصل مقاماً بين العرب في القضاء حتى ضرب به المثل .. فالقضيه التي يحكم فيها بن طريف غير قابلة للنقض من بقية القضاة.. ووافق ابن هذال على احالة القضيه على ابن طريف وهو يعرف الحكم مسبقاً..
وصدر حكم ابن طريف بقطع يد الفاعل.. ولكن عنزة رفضت ذلك وساومت شراء اليد بعشره من الابل فرفض ابن دهيم .. فتنافر القوم فرحلت حرب ونزلت وادي (الحسا ) من العقيق
وجهز ابن دهيم (المجــــلّله ) وهي اول مرة واخر مة تجهز حرب فيها المجلله . ذلك ان المجلله لاتجهز الا في الضيم الاعظم ..
المجـــــــلّله : ( ذلول تلبس بالسواد كل ما عليها ويلبس راكبها السواد حتى تبدو وراكبها كتلة سوداء )...
وقال ابن دهيم اذهب فطف على أمراء حرب ومن اراد ان يبيضها فقل له : انه لا قبل لك بذلك ! فطافت الذلول بابن جزاء وابن مضيان وابن حصاني وابن طامي وكلهم تخلى عنها
فسار بها حتى نزل على ابن عسم في خليص ولما راها ابن عسم خرج اليها فنوخها بنفسه وامر العبد ان يبيضوها فقال المرسول : انه ليس بامكانك القيام بهذه المهمه . فلم يجبه ابن عسم وامر عبد له ان يدق زير الحرب وهو زير من الصفر دائري الفوهه واسعها ضيق القاعدة يسمع على مسافة 30 كيلو تقريباً...
وامر بن عسم بذبح اربعين راساَ من الغنم تطبخ على فترات متفاوته حتى شروق الشمس وهو موعد وصول اخر من يسمع زير الحرب ..
وكانت من عادتهم ان من يصل اليه الصوت يرسل من عنده الى من لا يصل له الصوت يخبره بذلك النذير الذي لا يدق الا في الازمات الكبار المستعجله .
وعلى هذا الصوت تجمعت حرب من الجبل الى البحر في حدود سماع الصوت على كل صعب وذلول.
وما ان اصبح الصباح حتى تجمع حول منزل ابن عسم عشرات الالوف المدججين بالسلاح.. ولم يكن سال ضيفه من اين اتى ومالذي اتى به .. وهنا نظر الى ضيفه وقال : وين تنزل ياحربي فقال( الحسا) فقام ابن عسم فقال لقومه موعدكم وادي ملل ..
فتفرق القوم فقال لضيفه اذهب وموعداً بعد 15 يوماً في الفريش ..
وقام ابن عسم فحط كل من قديد وكلية والنويبع والفرع وهي(اوديه مأهوله يمر بها السائر متجها شمالاً ) وكلها يعمل كما عمل في خليص ...
اما عنزة فقد عرفت مغبة مافعلت فارادت ان تبعد الحرب عن ديارها وهي خطه حربيه ماهره فخير القادة الذي يستطيع نقل المعركه الى ارض العدو ..
فأغارت على حرب في الحسا والعقيق فأجلتهم الى ملل.
وارسل بن عسم الى امراء حرب ان يحملوا كل مالديهم من ذخائر البارود والسلاح على كل دابة متوفره كان الامر رهيب حتى شوهد النساء في قوافل متراصه وعلى رؤوسهن البارود..
كان ابن هذال ..... في هذه الاثناء لايزال في الحناكية فاراد ابن عسم ان يفاجئه !
فطلب من قبائل بني عمرو ان تطوق عنزة المتوغلين في ديار حرب وتمنع وصولهم الى شرق المدينه المنورة ..
وهاجم اهل الحسا قرب ذي حليفه فقبض على العنزي مثير هذا السبب وبعض من اقربائه فأعدمهم ..
ثم زحف شرقاً حتى اقترب من الحناكيه بليل فلما كان قريب امر كل ارجاله ان يطلقوا النار في الهواء وكانت البنادق في ذلك العهد معضمها مايسمى " ام فتيل" وهو نوع بدائي من البنادق يشحن بالبارود له فتيل خارجي فيكون بها البارود فيثور محدثاً دخاناً و لهباً وصوت قوي جداً ...
وفي منتصف الليل استيقضت بنت ابن هذال فأ يقضت اباها فقالت ابشر جاءك برق الخريف من الغرب .. فقال ابن هذال : ان برق الخريف لا يكون في منتصف الليل لاكن البارود فقد صبحتنا حــــــــــرب ...
وايقظ قومه وارسلت النجاجيب الى كل فريق من عنزة ودارت المعركه الفاصله في اليوم التالي ( ولا يعلم احد كم ظلت هذه الحرب غير انه من المؤكد نظراً لقوة القبيلتين انها لم تنتهي في ايام قلائل..
ودارت الدائره عل قبيلة عنزة وهي سنة الله في خلقه ونصر المظلوم على الظالم...
وجلت عنزة من هذه الارض وملكت اديارهم واموالهم حرب ويذكر ان نجر ابن هذال ولايزال موجود عند ابن هنود الربيقي من بني عمر ..
ومن حوادث تلك الحرب : وداي النساء شمال شرق الحناكية سمي بذلك لان نساء من عنزة ضللن فيه فقتلهن العطش ... وريع مفرح : وهذا الريع على مسافه من الحناكيه قتل فيها مفرح ولد ابن دهيم اخو المرأه صاحبة الفتنه..
ومكثت عنزة زمناً في نواحي في وادي الرمة ثم انساحت الى الشمال ... اما عنزة الموجودين اليوم بخيبر وتيماء فهذه ديارهم من الاصل ولم يشاركوا مع قوم ابن هذال في الحرب...
ويروى عن ابن مهيد المصوت بالعشاء قوله (جزى الله حرب خير فقد اخرجتنا من ديرة الجوع الى ديرة الخير والطعام الوافر ويقصد العراق ) سواء كثر خير العراق او قل فان هذه الارض ليس لها عوض ولا كفء..
وكان لعنزة عبد وغنمه معزى فقالت زوجته : معزانا لاتصلح لها غير اشجار الحجاز فدع عنزة وشانها ولنبق هنا فوافق على ذلك وبعد ذلك تهيض العبد بقصيدة تعتبر من عيون شعر الباديه وهي شاهد على تلك الحادثه ..
يقول العبد العنزي :
عديت انا ياعم فـي راس ملمـوم=في راس مبري غشـاه العسامـي
ماواق فيه الكنـدرة هـي والبـوم=إلا يقـع صقـر عقيـل قطامـي
ابكي هلي يانـاس مانـي بمليـوم=واظن من يبكـي هلـه مايلامـي
من طاوع الثنتين يصبر على اللوم=يصبر على فرقا الاهل والعمامـي
هذي مرابط خيلهـم دائـم الـدوم=وهذي مرابع بيت شيـخ الجهامـي
وهذا مشب النار والحفـر مثلـوم=اهـل دلال مكرمـات شـوامـي
عهدي بهم شدوا من الواد ابـو دوم=متجنبيـن مطيـرات العسـامـي
راحوا كما طير ضرب راسه الحوم=متوه مااحـد درى ويـن حامـي
يذكر لهم واد به العشـب كيهـوم=نبت الزبيدي فوق جالـه زوامـي
اقصى منازلهـم شثاثـا ولملـوم=وادنى منازلهـم دحـي النعامـي
وليا وصلتوا ديرة اصحاب من قوم=علم ترى حمض الرجال العلامـي
معاني:
شثاثا ولملوم/ مكانان في العراق
الكندرة والبوم /نوعان من الطيور الكروهه
واق / اشرف
شوامي / من الشام
كان ابن هذال امير العمارات من عنزة قد نزل الحناكية المعروفه وهي قربيه من المدينة المنوره في الخريف بعدد جداد النخل فنزلت اليه احياء من حرب منهم بنو علي من مسروح وكانت الحناكية بئر يستقي منها ..
وكان لعنزة شباب فيهم نزوة ونزق فوردت البئر بنت ابن دهيم أمير بني علي قبل أمارة الفروم, فملأت قربة لها فطلبت من أحد الحاضرين على البئر ان يحمل عليها القربة وكان من شباب عنزة فحمل القربة حتى إذا استوت بها رفع ثوبها من خلاف فعلقة في مؤخرة القربة فا نكشف ثوبها وكان في ذلك العهد لا يلبسن السراويل ..
وغادرة البئر وكانت عورتها باديه لكل عين يبصر بها فصاح فيها الناس ( ياحرمه استري نفسك ) فقالت : إذا كان فيه لي ارجال يستروني .. فما كادت تجد هذه حتى عرضت على المجلس وكان ابوها وابن هذال وكبار القوم فلما اقتربت من المجلس انحرفت بحيث تبدو لهم عورتها فلما رأوها ابن هذال بدرت منه ابتسامه تشفي بينما اسودت وجوه من حضر من حرب ..وتفرق المجلس فاجتمع كل امير بقومه وتدارس امره...
كان ابن طريف من بني علي قد وصل مقاماً بين العرب في القضاء حتى ضرب به المثل .. فالقضيه التي يحكم فيها بن طريف غير قابلة للنقض من بقية القضاة.. ووافق ابن هذال على احالة القضيه على ابن طريف وهو يعرف الحكم مسبقاً..
وصدر حكم ابن طريف بقطع يد الفاعل.. ولكن عنزة رفضت ذلك وساومت شراء اليد بعشره من الابل فرفض ابن دهيم .. فتنافر القوم فرحلت حرب ونزلت وادي (الحسا ) من العقيق
وجهز ابن دهيم (المجــــلّله ) وهي اول مرة واخر مة تجهز حرب فيها المجلله . ذلك ان المجلله لاتجهز الا في الضيم الاعظم ..
المجـــــــلّله : ( ذلول تلبس بالسواد كل ما عليها ويلبس راكبها السواد حتى تبدو وراكبها كتلة سوداء )...
وقال ابن دهيم اذهب فطف على أمراء حرب ومن اراد ان يبيضها فقل له : انه لا قبل لك بذلك ! فطافت الذلول بابن جزاء وابن مضيان وابن حصاني وابن طامي وكلهم تخلى عنها
فسار بها حتى نزل على ابن عسم في خليص ولما راها ابن عسم خرج اليها فنوخها بنفسه وامر العبد ان يبيضوها فقال المرسول : انه ليس بامكانك القيام بهذه المهمه . فلم يجبه ابن عسم وامر عبد له ان يدق زير الحرب وهو زير من الصفر دائري الفوهه واسعها ضيق القاعدة يسمع على مسافة 30 كيلو تقريباً...
وامر بن عسم بذبح اربعين راساَ من الغنم تطبخ على فترات متفاوته حتى شروق الشمس وهو موعد وصول اخر من يسمع زير الحرب ..
وكانت من عادتهم ان من يصل اليه الصوت يرسل من عنده الى من لا يصل له الصوت يخبره بذلك النذير الذي لا يدق الا في الازمات الكبار المستعجله .
وعلى هذا الصوت تجمعت حرب من الجبل الى البحر في حدود سماع الصوت على كل صعب وذلول.
وما ان اصبح الصباح حتى تجمع حول منزل ابن عسم عشرات الالوف المدججين بالسلاح.. ولم يكن سال ضيفه من اين اتى ومالذي اتى به .. وهنا نظر الى ضيفه وقال : وين تنزل ياحربي فقال( الحسا) فقام ابن عسم فقال لقومه موعدكم وادي ملل ..
فتفرق القوم فقال لضيفه اذهب وموعداً بعد 15 يوماً في الفريش ..
وقام ابن عسم فحط كل من قديد وكلية والنويبع والفرع وهي(اوديه مأهوله يمر بها السائر متجها شمالاً ) وكلها يعمل كما عمل في خليص ...
اما عنزة فقد عرفت مغبة مافعلت فارادت ان تبعد الحرب عن ديارها وهي خطه حربيه ماهره فخير القادة الذي يستطيع نقل المعركه الى ارض العدو ..
فأغارت على حرب في الحسا والعقيق فأجلتهم الى ملل.
وارسل بن عسم الى امراء حرب ان يحملوا كل مالديهم من ذخائر البارود والسلاح على كل دابة متوفره كان الامر رهيب حتى شوهد النساء في قوافل متراصه وعلى رؤوسهن البارود..
كان ابن هذال ..... في هذه الاثناء لايزال في الحناكية فاراد ابن عسم ان يفاجئه !
فطلب من قبائل بني عمرو ان تطوق عنزة المتوغلين في ديار حرب وتمنع وصولهم الى شرق المدينه المنورة ..
وهاجم اهل الحسا قرب ذي حليفه فقبض على العنزي مثير هذا السبب وبعض من اقربائه فأعدمهم ..
ثم زحف شرقاً حتى اقترب من الحناكيه بليل فلما كان قريب امر كل ارجاله ان يطلقوا النار في الهواء وكانت البنادق في ذلك العهد معضمها مايسمى " ام فتيل" وهو نوع بدائي من البنادق يشحن بالبارود له فتيل خارجي فيكون بها البارود فيثور محدثاً دخاناً و لهباً وصوت قوي جداً ...
وفي منتصف الليل استيقضت بنت ابن هذال فأ يقضت اباها فقالت ابشر جاءك برق الخريف من الغرب .. فقال ابن هذال : ان برق الخريف لا يكون في منتصف الليل لاكن البارود فقد صبحتنا حــــــــــرب ...
وايقظ قومه وارسلت النجاجيب الى كل فريق من عنزة ودارت المعركه الفاصله في اليوم التالي ( ولا يعلم احد كم ظلت هذه الحرب غير انه من المؤكد نظراً لقوة القبيلتين انها لم تنتهي في ايام قلائل..
ودارت الدائره عل قبيلة عنزة وهي سنة الله في خلقه ونصر المظلوم على الظالم...
وجلت عنزة من هذه الارض وملكت اديارهم واموالهم حرب ويذكر ان نجر ابن هذال ولايزال موجود عند ابن هنود الربيقي من بني عمر ..
ومن حوادث تلك الحرب : وداي النساء شمال شرق الحناكية سمي بذلك لان نساء من عنزة ضللن فيه فقتلهن العطش ... وريع مفرح : وهذا الريع على مسافه من الحناكيه قتل فيها مفرح ولد ابن دهيم اخو المرأه صاحبة الفتنه..
ومكثت عنزة زمناً في نواحي في وادي الرمة ثم انساحت الى الشمال ... اما عنزة الموجودين اليوم بخيبر وتيماء فهذه ديارهم من الاصل ولم يشاركوا مع قوم ابن هذال في الحرب...
ويروى عن ابن مهيد المصوت بالعشاء قوله (جزى الله حرب خير فقد اخرجتنا من ديرة الجوع الى ديرة الخير والطعام الوافر ويقصد العراق ) سواء كثر خير العراق او قل فان هذه الارض ليس لها عوض ولا كفء..
وكان لعنزة عبد وغنمه معزى فقالت زوجته : معزانا لاتصلح لها غير اشجار الحجاز فدع عنزة وشانها ولنبق هنا فوافق على ذلك وبعد ذلك تهيض العبد بقصيدة تعتبر من عيون شعر الباديه وهي شاهد على تلك الحادثه ..
يقول العبد العنزي :
عديت انا ياعم فـي راس ملمـوم=في راس مبري غشـاه العسامـي
ماواق فيه الكنـدرة هـي والبـوم=إلا يقـع صقـر عقيـل قطامـي
ابكي هلي يانـاس مانـي بمليـوم=واظن من يبكـي هلـه مايلامـي
من طاوع الثنتين يصبر على اللوم=يصبر على فرقا الاهل والعمامـي
هذي مرابط خيلهـم دائـم الـدوم=وهذي مرابع بيت شيـخ الجهامـي
وهذا مشب النار والحفـر مثلـوم=اهـل دلال مكرمـات شـوامـي
عهدي بهم شدوا من الواد ابـو دوم=متجنبيـن مطيـرات العسـامـي
راحوا كما طير ضرب راسه الحوم=متوه مااحـد درى ويـن حامـي
يذكر لهم واد به العشـب كيهـوم=نبت الزبيدي فوق جالـه زوامـي
اقصى منازلهـم شثاثـا ولملـوم=وادنى منازلهـم دحـي النعامـي
وليا وصلتوا ديرة اصحاب من قوم=علم ترى حمض الرجال العلامـي
معاني:
شثاثا ولملوم/ مكانان في العراق
الكندرة والبوم /نوعان من الطيور الكروهه
واق / اشرف
شوامي / من الشام