تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : حديث يكـفي للـدلالة عـلى فئة في ضلالة


مستشار القلم
10-Sep-2011, 11:48 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله الهادي إلى صراطه المستقيم , والصلاة والسلام على النبي اليتيم وعلى آله وصحبه أجمعين . وبعد :
فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (يخرج آخر الزمان قوم أحداث الأسنان سفهاء الأحلام يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم يقولون من قول خير البرية يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية) . متفق عليه .

تأمل هذا الحديث , وستجد أنه ينطبق على فئة معاصرة , لا للإسلام ناصرةو لا للشر قاصرة . وهنا أتكلم عن خصلة من خصالهم , وهي سفاهة الأحلام فهم يحلمون بقيادة خلافة إسلامية للعالم كله , وهذه غاية مستحيلة , ولا يملكون لها وسيلة لكنها اختصار المسالك , إلى وادي المهالك . واتبعهم البعض ممن أسرفوا على أنفسهم في الجرائم والشهوات , لأنهم صيد سهل للانجراف في عالم الشبهات والتفجيرات , للتكفير عن كبائر الذنوب والمنكرات , بالشهادة المزعومة .

وأعدوا لذلك خططا مدروسة , سمومها مدسوسة , من أخطرها صناعة , وأكثرها شناعة , محاولة نزع الثقة من أعلام الكتاب والسنة هذا الجبل الشامخ هاويتين , الذين لم يختلفوا في مشارق الأرض ومغاربها على تحريم هذا الفكر ومنتجاته . وبهذه المقالب , استطاعت الثعالب , استدراج الأرانب , من المنارات للمغارات , وأخذوا يتلون عليهم من الآيات والأحاديث والحكايات , للاستدلال على أنهم أصحاب تلك المعجزات والمستحيلات . وعندما سعوا إلى تحقيق الأحلام بالأوهام , عاشوا عالما من الخيال , كالذي يجمع الحبال لإزالة الجبال .

وذهب بهم سوء التفسير , إلى التكفير والتفجير , وكانت النتائج هلاك الكثير , من الممتلكات والأنفس المعصومة , من المسلمين والمسالمين . ولم يجلبوا للإسلام وأهله سوى التدمير والتنفير . وأصبحوا ريشة تغص بها حناجر الدعاة للإسلام والالتزام .

إنهم قوم فشلوا في معايشة المجتمع بالصلاح والإصلاح , فقاموا عليه بالسلاح وجعلوا تدمير الأدنى كتحرير الأقصى , وأن هذا جهاد يجوز فيه الانتحار وعقوق الوالدين . وهذا أرقى ماوصلوا إليه من منجزات ومعجزات . فإن كان هناك تفسير فإن لهم أخ كبير , يدفعهم من حيث يعلمون أو لا يعلمون .فإنا لله وإنا إليه راجعون.

أما علم هؤلاء أن الشيطان يفتح للإنسان تسعة وتسعين بابا من الخير يريد بها بابا واحدا من الشر , وأنه قائد الأمس إلى هاوية المعاصي والمنكرات وترك الصلوات , وهاهو سائق اليوم إلى ظلمات الفتن والشبهات .. إذن فلا أمن من هذا العدو اللدود إلا بحفظ الله , ثم بحمل السلاح , عملا بما حث عليه المصطفى صلى الله عليه وسلم بأحاديث معلومة ومفهومة , في طلب العلم وبيان فضله , وأن فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب . وما ذلك إلا لأن العالم الراسخ كالجبل الشامخ لا يتأثر بعواصف الفتن . أما الجاهل فهو كالكرة تسوقها رياح الشبهات والشهوات في كل الاتجاهات .

فيا ليت التائهين يسلكون طريق العائدين , الذين بكوا ندما وفرحة . ويعتبرون مامضى كبوة جواد , وعبرة فؤاد . ويطلبون علم المنارات للمغارات , ليصبحوا دعاة لا غلاة حتى يفخر بهم الإسلام ولا يسخر .
أرجو أن يكون هذا صوابا , أنال به ثوابا , وأن يكون فيه تسديد , لذي عقل رشيد وأستغفر الرحيم الرحمن , من الزلل والنقصان .

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والحمد الله رب العالمين .

عبدالله فيصل
11-Sep-2011, 11:27 PM
طرح رائع ومميز بارك الله فيك ونفع بك