المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ذبحة آل مرا ( حلفاء طيء ) وأمراء العرب قديما


عين الحق
10-Sep-2011, 11:14 PM
موسوعة تاريخ ونسب قبيلة الجبور

الاستاذ النسابة عبدالله السالم



مذبحة أل مرا


أل مرا: هي عشيرة طائية، تنسب إلى جدها مرا بن ربيعة الطائي، حيث أوقعت زبيد هزيمة كبرى بـ (طي) قرب منطقة الجابرية التابعة لقضاء حديثة في محافظة الأنبار، وهي قصة حقيقية ومعروفة عند جميع القبائل والعشائر العربية بسبب ضخامتها وما أريق فيها من دماء أفنى معظم أفراد هذه العشيرة إلا بضعة اختبوؤا تحت الخيمة فسمتهم العرب (بيات الخيل) ومنها عشيرة البياتي حالياً.
والقصة: إن السلطان جبر بن مكتوم وابن أخيه ثامر بن حسين بن مكتوم (جد الدليم) وأخوته حسن وجبرين وظاهر أولاد مكتوم ومعهم أحد أحلافهم من شيوخ العشائر العربية المدعو محمد بن عكاب (جد عشيرة الجنابيين حالياً)…وكان الجميع يسكنون قرب آبار المحيوير في وادي حوران جنوب غرب منطقة الجابرية نسبة إلى الأمير جابر آل مرا الذي كانت له قلعة في المنطقة… وقد تنازع السلطان جبر مع شقيقه جبرين حول بعض المسائل المتعلقة بالعشيرة وزادت الجفوة أكثر حينما رفض جبرين أن يزوج بناته الثلاث من أولاد جبر وهم عبيد (جد العبيد) ومحمد (جد اللهيب والجغايفة) وجبارة (جد الجبور)…فقام جبر وطرد أخاه جبرين ن مضارب العشيرة، فهاجر جبرين إلى منطقة الجابرية التي تسكنها عشيرة آل مرا، وعندما علموا أنه شقيق جبر أكرموا وفادته وقطعوا له قطعة أرض لرعي إبله ومواشيه…وذات يوم رغب بعض آل مرا أن يتزوجوا من بنات جبرين فرفض ذلك الأمر، وقال لو كنت راغباً بتزويج بناتي فأولاد عمهن جبر أولى بهن منكم، فحولوا أن يقنعوه بالقوة فرفض، فقاتلهم ببسالة وبمفرده وهو أعزل وسطهم حتى قتل وسط صراخ بناته وزوجته واستغاثتهن.
وعندما جاء آل مرا لأخذهن توسلت والدتهن إليهم بأن يمهلوهن أربعين يوماً حتى تنقضي عدة آباءهن، فوافقوا على ذلك…إلا إن البنت الصغرى رأت أن البكاء لا ينفع فالأيام تمر سريعاً، فاقترحت إخبار عمهن السلطان جبر بذلك بأي وسيلة وذلك من أجل نجدتهن بسرعة…فقمن وقصصن شعر رؤوسهن ووضعنها في لفافة وشدها على ضرع الناقة المسماة (الحنية) بعد تدليك جسدها بالنفط الأسود وبقايا الفحم المحترق لإيهام الناس أنها ناقة جرباء فيزهدون فيها ولا يأخذونها حتى تصل مضارب زبيد في وادي حوران، وقمن بمنع الماء عن الناقة لمدة أسبوع…فكانت الناقة كلما مرت على مضارب قوم للارتواء طردوها خوفاً على إبلهم من الجرب المزعوم…وبعد ايام وصلت الناقة إلى مضارب زبيد، وكان عبيد الجبر جالساً قرب الراعي، الذي أراد طردها، فقال له عبيد، اسقها من الحوض ثم اغسله فالحيوان على وشك الهلاك…فبدأت الناقة تشرب حتى امتلأت بطنها، فتناول عبيد اللفافة وذهب بها إلى والده السلطان جبر، وبعد المداولة عرفوا إن هذه الناقة هي (الحنية) وإن جبرين قد قتل…فصاح جبر… الثأر يا زبيد… الثأر…واجتمعت كل عشائر زبيد المتواجدة في المنطقة بقيادة السلطان جبر، وأمر بأن يتولى قيادة وحراسة الناقة يومياً أحد آل مكتوم..وصادف أن كان اليوم الأخير من نصيب ابن أخيه ثامر حسين المكتوم (جد الدليم) الذي قام وترك الناقة تذهب لوحدها، وعندما رأت البنات أن الناقة عادت لوحدها أخذن بالبكاء والعويل لعدم وصول النجدات لإنقاذهن بعد أن وضعهن آل مرا في خيمة صغيرة وسط وادي تحت حراسة عدد من رجالهم…وفي نفس الليلة ذهب ثامر ومعه مجموعة كبيرة من رجال زبيد من دون أن يعلم به عمه السلطان جبر، ووصلوا إلى مضارب عشيرة آل مرا وعملوا فيهم حتى حولوا مضاربها إلى واحة من الدم والأجساد الممزقة، وثم انقاذ بنات حبرين وأمهن، أما جبر حين استفسر عن ثامر في الصباح علموا أنهم أبكروا في الذهاب إلى هناك، فلحقه جبر مسرعاً إلا أنه وجد أعداداً لا تحصى من الأجساد الممزقة والجثث المرمية هنا وهناك، فغضب لتصرف أبن أخيه، فهز حربته بوجه ثامر ففقأ عينه، وهنا تم الافتراق بين الدليم والجبور…


وعن حادثة آل مرا يقول الشاعر الزبيدي مفتخراً…

ركبنا مـن سبايـا الخيـل عنكـه
ودوم انصـيح عـالدشمان عنكـه
حنا اللي اخذنا بثار موزه وثار عنكه
وعلى جبريــن حثينـا الركايـب


ولا تزال الذاكرة العشائرية زاخرة بالصور الشعرية الجميلة للقصائد التي قالتها بنات جبرين بحق عمهن السلطان جبر وبقية رجال زبيد…

تكول بنت جبريـــــن موزه ودمع العيــــن فوك الخد سالي
ابات موجلــــــة بجنح ليل هم وشكى وســــوء حالــي
عيوني تذرف الدمع السخيـــن وكلبي من جميع الفـــرح خالي
نحاني الغيض من دار بعيـــدة من البكعة لــــي دار الشمالي
جينا للامرية رادوا اسبانــــة ولا يــــدرون تنجدنا الابطالي
حريـــم وما حدى يشفج علينة ولا حولنا، لا عمام، ولا خوالــي
ولا حولنا زايحين الشجــــايا حموا بكعة ابعودان اطــــوال
صاحلهم ابونا بعـــــزم ليث ابكوة علي ابو الحسنين صـــال
وصاحلهم ابونا بصوت جالرعـد انا الصنديــــــد احام حلالي
اول لكدتـــــو تسع فرسان وثاني لكدتوا عشـــــرة ابطال
وثالث لكدتـــــو حالو عليه اسكوه المـــــر من بعد الدلال
مالو حام يحمــــــي كفاه ويضرب يميـــــن مع الشمال
اجتلوا ابونة فارس صنديـــد ابــــو عونه عوينه من العيال
وجم رحـــب بخيل هاشلات وسعر الكـــوت بين الناس غال
بشوش لو لفـوه خطار بجنح ليل ولا باتن صفاريــــــو خوال
وجــم عاشوا على زادة يتامى وجــــــم أرملة وراها عيال
أبوية المجسي العريان ثوبـــه على طول العمر ما يــرم اسمال
تعال عاد يا اخواتي عاد وامشن وجـــــف بجي وهاتن حيال
وكل وحدة اتجيب شور طيــب ولا يلكاه فسل من الارجــــال
اثاري الشــور ذاهبتن شرودي وبلجي الشـــور يخبر بيه حال
ولا يغيد الشور إلا على (الحنية) ربت بحــــزوم بكعة والارمال
وصخمنة الورك من بعد البياض سواد، وكصينة كصايبنة عالغـوالي
وحطينـــــة بشمل الحنية وراحلها رســـــــوم مثال
غابت مــــــــدة وجت اشوف حوارها واكــــف اكبال
وجابت كــــوم (ابن مكتوم) غدى نارها بروس العـــــوال
وجابت من كراديـــس حمير وجابت عزوتي ويــــه ارجال
اخذن بثارك يجبــــــرين بحد السيف وبروس العــــوال
اخذن بثارك وما بطينه عليــه وبطي الثار للكوم الأنـــــذال
احزن نسوانهم مثل حــــزنة وخليناهن يهيل بالأرمــــــال



أما البنت الأخرى سعبر، فصادف أن كانت جالسة على باب الخيمة، فداس على طرف ثوبها أحد رجال آل مرا وأمرها أن تنهض، وعندما حاولت النهوض عثرت وتمزق ثوبها لأن هذا الجبان كان دائساً على ثوبها متعمداً، فقالت بكل فخر واعتزاز…

انا سعبــــــر بنت الاكابر انا لبة زبيد الحميـــــــرية
ولا داس الخصيــم ذيال ثوبي عاد النوب يمد ايده عليـــــه
اشلون انضام وانتوا عالسـروج وحدر سروجكم تشكي السبيـــة
وبيدكم عودان ذابــــــلات وحدب تنجلي بالعركبيــــــة
امثل كامتي وشوف طولـــي ولي طول مثل عود الفارسيـــة
ولي راس حــــدر العريشة اغالط نجمة الصبـــــح البهية
وذا طفيت النار اكطع لظاهــه ولا تخلي باجـــــــي بجيه
إذا ظـــــــل اعويد منها ايحيا وتصير منو عسكريــــة



في حين قالت البنت الأخرى جوزة…

بديت آني بفن الزاد اكــــول بدمع يشبه صب الغــــــزال
باكونه آل مرا وسط النـــزول وغدوا ببوية حماي التـــــوال
اول لكدتو حالــــــو عليه وثاني لكدتو عند الحــــــلال
وثالث لكدتو حالـــــو عليه وضبوه وشالوه بروس العـــوال
انا الضامد كلبـــي (ببو عبيد) امير من نسل حميـــــر زلال
امير تكره العــــدوان كربه يخلوله مصـــــر ويه الشمالي
امير ما ظهــــر مثلوا امير امير ديرتو بكعة ارمــــــال
وعماله اتخسر بالكطــــيف على جال ابحر تجمــــع اموال
وكل لعبيد ياتينا بنجـــــدة ترى جوزة بجت عكب الـــدلال
وكله تراهم بشعيب امكطريــن امنجمين ما يطرون يوم الارحـال
يريدنــي ابن آل مرا لو حليله ولاني حرمته ولا هو من ارجـال
انا جـدي من اصحاب الرسول وهو يبني وساسو من ارمـــال

عين الحق
10-Sep-2011, 11:16 PM
وقبائل زبيد المذحجية هم : ( الجبور ، العزة ، الصعوب أو الصعبة ، آل علي )

كاااايد
19-Sep-2011, 04:41 PM
قصه جميله تشكر عليها