عـاشـق الحقـيـقـة
07-Aug-2011, 12:14 PM
.
العقرَب خُلِقَتْ لِتلدَغ ، لا لِتَنفَع !
في رِحلة المرْءِ على مرْكبِ العمرِ يَمرّ بما يمرّ ، ويجرّب ما يجرّب ، ويرَى ما يرى ، فإن أعْطِيَ الرشدَ والتدبّر اعتبرَ ؛ فاهتدَى بعْدَ القدَر ، وإن حُرِمَ ذلك ضلّ وخسِرَ ؛ فالعمر سفرٌ واحد لن يتكرّر !
ومن هذه التجارِب والرؤْية معرفة طبائع الناس المتباينة ، ومقاصدهم المتباعدة ؛ فهذه نافعة ، وتلك ضارّة ؛ لأنّ طبع الذي صدرت منه الأولى ( النافعة ) مِن قصده المنفعة ؛ كالنحلة تجمع العسل وتُعطِيه سواها فيه الشهْدُ فيه غذاء وشفاء ومنافع للناس ، وإن غضبتْ دفاعًا عن مملكتها فلدغتْ ؛ فإن لدغتها ـ كثيرًا ـ ما تجلبُ الشفاء من السقَم ، وأمّا طبع الذي صدرتْ منه الأخرى ( الضارّة ) ؛ فهو مِن قصده المضرّة ؛ كالعقرب لا تجمع إلا السمّ ، ولا تعطيه سواها إلا بالألم فيه الخوف والمرض بريد الموت ..!
وهذا هو وحِيد قصدها بشديد حرصها من طبعها سواء رضيتْ ، أم غضبتْ ، فرحتْ ، أم حزنتْ ؛ فهذا هو حالها مع كل مَن يسير حولَها ؛ فقصدها من طبعها تكدير حياة كلّ مَن تدبّ فيه الحياة وتنغيصها عليه بالألم والسمّ والخوف والمرض ، وإعطابها بعد كل ذلك بآلامه وأهواله بالهلاك والموت بلا ذنب منه صَدَر إلا أنه ـ في نظرها من طبعها ـ مخلوق حيّ تدبّ فيها الحياة ، ويحبّها ، ويفرح بها ، ويبسم لها ، ويأملُ منها وفيها ، وهذا عندها سبب كافٍ وزيادة لإيقاف حياته ..!
فكان نتيجة ذلك على مرّ الدهور من صادق التجربة أنّ النحلة مُكرّمة عند كلّ الناس لدغتْ ، أم لم تلدغ ؛ لأن طبعها كريم يقصدُ ـ دائمًا ـ الخير والنفع ، وهي سائرة على كريم طبعها وجميل عطائها ، ولمْ ، ولن تلتفت إلى مَن دونها ؛ لأنها تنظر إلى العلوّ عمرَها ، وتُكرّم مِن جميع مَن حولها ، والعقرب تداس بالحذاء من كلّ الناس سواء لدغتْ ، أم لم تلدغ ؛ لأن طبعها ـ دائمًا ـ لئيم يقصد الضرّ ومجرّد اللدغ ، وهي سائرة على طبعها مِن لؤمها عمرَها ، والمعاملة المناسبة باقية لها دَوس وحَوس ، وضغط وفقع ..!
وكلّ قد عُرف مقامَه ومشربه مِن عمَله …
والقصْد مَن كان يُحسّنه ؛ فيرفعه ، أو يقبّحه ؛ فيضعه …
والطبع منبع كلّ عمَل …
والجزاء من جنس العمَل …
وقد اكتمل بلا ملل مع وافر الأمل .
بقلم :
*عاشق الحقيقة *
7 / 9/ 1432
هـ
العقرَب خُلِقَتْ لِتلدَغ ، لا لِتَنفَع !
في رِحلة المرْءِ على مرْكبِ العمرِ يَمرّ بما يمرّ ، ويجرّب ما يجرّب ، ويرَى ما يرى ، فإن أعْطِيَ الرشدَ والتدبّر اعتبرَ ؛ فاهتدَى بعْدَ القدَر ، وإن حُرِمَ ذلك ضلّ وخسِرَ ؛ فالعمر سفرٌ واحد لن يتكرّر !
ومن هذه التجارِب والرؤْية معرفة طبائع الناس المتباينة ، ومقاصدهم المتباعدة ؛ فهذه نافعة ، وتلك ضارّة ؛ لأنّ طبع الذي صدرت منه الأولى ( النافعة ) مِن قصده المنفعة ؛ كالنحلة تجمع العسل وتُعطِيه سواها فيه الشهْدُ فيه غذاء وشفاء ومنافع للناس ، وإن غضبتْ دفاعًا عن مملكتها فلدغتْ ؛ فإن لدغتها ـ كثيرًا ـ ما تجلبُ الشفاء من السقَم ، وأمّا طبع الذي صدرتْ منه الأخرى ( الضارّة ) ؛ فهو مِن قصده المضرّة ؛ كالعقرب لا تجمع إلا السمّ ، ولا تعطيه سواها إلا بالألم فيه الخوف والمرض بريد الموت ..!
وهذا هو وحِيد قصدها بشديد حرصها من طبعها سواء رضيتْ ، أم غضبتْ ، فرحتْ ، أم حزنتْ ؛ فهذا هو حالها مع كل مَن يسير حولَها ؛ فقصدها من طبعها تكدير حياة كلّ مَن تدبّ فيه الحياة وتنغيصها عليه بالألم والسمّ والخوف والمرض ، وإعطابها بعد كل ذلك بآلامه وأهواله بالهلاك والموت بلا ذنب منه صَدَر إلا أنه ـ في نظرها من طبعها ـ مخلوق حيّ تدبّ فيها الحياة ، ويحبّها ، ويفرح بها ، ويبسم لها ، ويأملُ منها وفيها ، وهذا عندها سبب كافٍ وزيادة لإيقاف حياته ..!
فكان نتيجة ذلك على مرّ الدهور من صادق التجربة أنّ النحلة مُكرّمة عند كلّ الناس لدغتْ ، أم لم تلدغ ؛ لأن طبعها كريم يقصدُ ـ دائمًا ـ الخير والنفع ، وهي سائرة على كريم طبعها وجميل عطائها ، ولمْ ، ولن تلتفت إلى مَن دونها ؛ لأنها تنظر إلى العلوّ عمرَها ، وتُكرّم مِن جميع مَن حولها ، والعقرب تداس بالحذاء من كلّ الناس سواء لدغتْ ، أم لم تلدغ ؛ لأن طبعها ـ دائمًا ـ لئيم يقصد الضرّ ومجرّد اللدغ ، وهي سائرة على طبعها مِن لؤمها عمرَها ، والمعاملة المناسبة باقية لها دَوس وحَوس ، وضغط وفقع ..!
وكلّ قد عُرف مقامَه ومشربه مِن عمَله …
والقصْد مَن كان يُحسّنه ؛ فيرفعه ، أو يقبّحه ؛ فيضعه …
والطبع منبع كلّ عمَل …
والجزاء من جنس العمَل …
وقد اكتمل بلا ملل مع وافر الأمل .
بقلم :
*عاشق الحقيقة *
7 / 9/ 1432
هـ