أخو جوزا
04-Aug-2011, 10:46 PM
قال الله تعالى"لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ"
تفسير آلاية
فيه مسألتان :
الأولى : روى الأئمة و اللفظ للنسائي عن أنس قال :
لما نزلت هذه الآية لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون . قال أبو طلحة : إن ربنا ليسألنا من أموالنا فأشهدك يا رسول الله أني جعلت أرضي لله . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : اجعلها في قرابتك في حسان بن ثابت و أبي بن كعب . و في الموطأ و كانت أحب أمواله إليه بيرحاء ، و كانت مستقبلة المسجد ، و كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يدخلها و يشرب من ماء فيها طيب . و ذكر الحديث . ففي هذه الآية دليل على استعمال ظاهر الخطاب و عمومه ، فإن الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين لم يفهموا من فحوى الخطاب حين نزلت الآية غير ذلك . ألا ترى أبا طلحة حين سمع ،تنالوا البر حتى تنفقوا الآية ، لم يحتج أن يقف حتى يرد البيان الذي يريد الله أن ينفق منه عباده بآية أخرى أو سنة مبينة لذلك فإنهم يحبون أشياء كثيرة . و كذلك فعل زيد بن حارثة :
عمد مما يحب الى فرس يقال له سبل و قال : اللهم إنك تعلم أنه ليس لي مال أحب إلي من فرسي هذه ، فجاء بها إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال : هذا في سبيل الله . فقال لأسامة بن زيد اقبضه . فكأن زيدا وجد من ذلك في نفسه . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إن الله قد قبلها منك . ذكره أسد بن موسى . و أعتق ابن عمر نافعا مولاه ، و كان أعطاه فيه عبد الله بن جعفر ألف دينار . قالت صفية بنت أبي عبيد : أظنه تأول قول الله عز و جل : لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون . و روى شبل عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال : كتب عمر بن الخطاب إلى أبي موسى الأشعري أن يبتاع له جارية من سبي جلولاء يوم فتح مدائن كسرى ، في قتال سعد بن أبي وقاص ، فدعا بها عمر فأعجبته ، فقال إن الله عز و جل يقول : لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون فأعتقها عمر رضي الله عنه . و روي عن الثوري أنه بلغه أن أم ولد الربيع بن خيثم قالت : كان إذا جاءه السائل يقول لي : يا فلانة أعطي السائل سكرا ، فإن الربيع يحب السكر . قال سفيان : يتأول قوله جل و عز : لن تنالوا البر حتنى تنفقوا مما تحبون . و روي عن عمر بن عبد العزيز أنه كان يشتري أعدالا من سكر و يتصدق بها . فقيل له : هلا تصدقت بقيمتها ؟ فقال : لأن السكر أحب إلي فأردت أن أنفق مما أحب . و قال الحسن : إنكم لن تنالوا ما تحبون إلا بترك ما تشتهون ، و لا تدركوا ما تأملون إلا بالصبر على ما تكرهون .
الثانية : و اختلفوا في تأويل البر فقيل الجنة ، عن ابن مسعود و ابن عباس و عطاء و مجاهد و عمرو بن ميمون و السدي . و التقدير لن تنالوا ثواب البر حتى تنفقوا مما تحبون . و النوال العطاء ، من قولك نولته تنويلا أعطيته . و نالني من فلان معروف ينالني ، أي وصل إلي . فالمعنى لن تصلوا إلى الجنة و تعطوها حتى تنفقوا مما تحبون . و قيل : البر العمل الصالح . و في الحديث الصحيح :
عليكم بالصدق فإنه يهدي إلى البر و إن البر يهدي إلى الجنة . و قد مضى في البقرة . قال عطية العوفي : يعني الطاعة . عطاء : لن تنالوا شرف الدين و التقوى حتى تتصدقوا و أنتم أصحاء أشحاء تأملون العيش و تخشون الفقر . و عن الحسن ، حتى تنفقوا هي الزكاة المفروضة . مجاهد و الكلبي : هي منسوخة ، نسختها آية الزكاة . و قيل : المعنى حتى تنفقوا مما تحبون في سبيل الخير من صدقة أو غيرها من الطاعات ، و هذا جامع . و روى النسائي عن صعصعة بن معاوية قال :
عبد مسلم يننفق من كل ماله زوجين في سبيل الله إلا استقبلته حجبة الجنة كلهم يدعوه إلى ما عنده . قلت : و كيف ذلك ؟ قال : إن كانت إبلا فبعيرين ، و إن كانت بقرا فبقرتين . و قال أبو بكر الوراق : دلهم بهذه الآية على الفتوة . أي لن تنالوا بري بكم إلا ببركم بإخوانكم و الإنفاق عليهم من أموالكم و جاهكم ، فإذا فعلتم ذلك نالكم بري و عطفي . قال مجاهد : و هو مثل قوله : و يطعمون الطعام على حبه مسكينا . و ما تنفقوا من شيء فإن الله به عليم . أي و إذا علم جازى عليه .
تفسير آلاية
فيه مسألتان :
الأولى : روى الأئمة و اللفظ للنسائي عن أنس قال :
لما نزلت هذه الآية لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون . قال أبو طلحة : إن ربنا ليسألنا من أموالنا فأشهدك يا رسول الله أني جعلت أرضي لله . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : اجعلها في قرابتك في حسان بن ثابت و أبي بن كعب . و في الموطأ و كانت أحب أمواله إليه بيرحاء ، و كانت مستقبلة المسجد ، و كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يدخلها و يشرب من ماء فيها طيب . و ذكر الحديث . ففي هذه الآية دليل على استعمال ظاهر الخطاب و عمومه ، فإن الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين لم يفهموا من فحوى الخطاب حين نزلت الآية غير ذلك . ألا ترى أبا طلحة حين سمع ،تنالوا البر حتى تنفقوا الآية ، لم يحتج أن يقف حتى يرد البيان الذي يريد الله أن ينفق منه عباده بآية أخرى أو سنة مبينة لذلك فإنهم يحبون أشياء كثيرة . و كذلك فعل زيد بن حارثة :
عمد مما يحب الى فرس يقال له سبل و قال : اللهم إنك تعلم أنه ليس لي مال أحب إلي من فرسي هذه ، فجاء بها إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال : هذا في سبيل الله . فقال لأسامة بن زيد اقبضه . فكأن زيدا وجد من ذلك في نفسه . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إن الله قد قبلها منك . ذكره أسد بن موسى . و أعتق ابن عمر نافعا مولاه ، و كان أعطاه فيه عبد الله بن جعفر ألف دينار . قالت صفية بنت أبي عبيد : أظنه تأول قول الله عز و جل : لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون . و روى شبل عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال : كتب عمر بن الخطاب إلى أبي موسى الأشعري أن يبتاع له جارية من سبي جلولاء يوم فتح مدائن كسرى ، في قتال سعد بن أبي وقاص ، فدعا بها عمر فأعجبته ، فقال إن الله عز و جل يقول : لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون فأعتقها عمر رضي الله عنه . و روي عن الثوري أنه بلغه أن أم ولد الربيع بن خيثم قالت : كان إذا جاءه السائل يقول لي : يا فلانة أعطي السائل سكرا ، فإن الربيع يحب السكر . قال سفيان : يتأول قوله جل و عز : لن تنالوا البر حتنى تنفقوا مما تحبون . و روي عن عمر بن عبد العزيز أنه كان يشتري أعدالا من سكر و يتصدق بها . فقيل له : هلا تصدقت بقيمتها ؟ فقال : لأن السكر أحب إلي فأردت أن أنفق مما أحب . و قال الحسن : إنكم لن تنالوا ما تحبون إلا بترك ما تشتهون ، و لا تدركوا ما تأملون إلا بالصبر على ما تكرهون .
الثانية : و اختلفوا في تأويل البر فقيل الجنة ، عن ابن مسعود و ابن عباس و عطاء و مجاهد و عمرو بن ميمون و السدي . و التقدير لن تنالوا ثواب البر حتى تنفقوا مما تحبون . و النوال العطاء ، من قولك نولته تنويلا أعطيته . و نالني من فلان معروف ينالني ، أي وصل إلي . فالمعنى لن تصلوا إلى الجنة و تعطوها حتى تنفقوا مما تحبون . و قيل : البر العمل الصالح . و في الحديث الصحيح :
عليكم بالصدق فإنه يهدي إلى البر و إن البر يهدي إلى الجنة . و قد مضى في البقرة . قال عطية العوفي : يعني الطاعة . عطاء : لن تنالوا شرف الدين و التقوى حتى تتصدقوا و أنتم أصحاء أشحاء تأملون العيش و تخشون الفقر . و عن الحسن ، حتى تنفقوا هي الزكاة المفروضة . مجاهد و الكلبي : هي منسوخة ، نسختها آية الزكاة . و قيل : المعنى حتى تنفقوا مما تحبون في سبيل الخير من صدقة أو غيرها من الطاعات ، و هذا جامع . و روى النسائي عن صعصعة بن معاوية قال :
عبد مسلم يننفق من كل ماله زوجين في سبيل الله إلا استقبلته حجبة الجنة كلهم يدعوه إلى ما عنده . قلت : و كيف ذلك ؟ قال : إن كانت إبلا فبعيرين ، و إن كانت بقرا فبقرتين . و قال أبو بكر الوراق : دلهم بهذه الآية على الفتوة . أي لن تنالوا بري بكم إلا ببركم بإخوانكم و الإنفاق عليهم من أموالكم و جاهكم ، فإذا فعلتم ذلك نالكم بري و عطفي . قال مجاهد : و هو مثل قوله : و يطعمون الطعام على حبه مسكينا . و ما تنفقوا من شيء فإن الله به عليم . أي و إذا علم جازى عليه .