رجل اليوم
28-Jul-2011, 05:38 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
..اللهم أجرنا في مصيبتنا واخلف لنا خيرا منها ..
..إنا لله وإنا إليه راجعون ..
بالامس القريب شيعنا رجلا من خيرة رجال المشابين ، وبقية من بقايا شيوخهم ، شيخ عرفت عنه صفات تكفي الواحدة منها لكسب المديح والثناء ، ودفن المعايب والمثالب .
شيخ كنت أرى فيه معاني الرفاقة في أبهى معانيها ، ومعاني العشيرة في اصدق مراميها ، ومعاني الوفاء في أزهى حلله ، ومعاني الكرم في أرقى صوره .
ولا أزكيه على الله تعالى
شيخ لو أذنت الشريعة الغراء بالوقوف أمام جنازته وقفة صمت ، كما يقف الزعماء أما جنائز أضرابهم برهة من الزمن ، لوقفت أمام جنازته ساعة صمت احتراما لجثمانه .
نعم ، لقد وقفت أمام جنازته يوم أن ووري الثراء ، لكنها وقفة ابتهال لله تعالى ؛ أن يتغمده بواسع فضله ، وعميم كرمه ، وعظيم لطفه وإحسانه ، وان يوسع له في قبره ويمد له فيه مدا ، وان ينزل على قبره شئابيب الرحمات وكريم الهبات،
وقفة داع ، أن يحسن الله لنا فيه العزاء ، وألا يحرمنا أجره ، ولا يفتنا بعده .وان يجمعنا به وولدينا وأحبابنا وعموم المسلمين في بحبوة جنانه .
إنه الشيخ المصلح الكبير في جماعته ، المبجل المحترم ، العابد الناسك ، الخفيف اللطيف ، صاحب الابتسامة الحانية ، والقلب النظيف ، والصدق في الحديث ، واليد الكريمة ، والجزالة في القول والفعل . انه الرجل الساعي دائما ودائما .. في إصلاح ذات البين من قرابته .
خلة أفراد قرابته يراها خلة في نفسه حتى يسعى جاهدا في سدها .
انه الشيخ / عبد العزيز بن خلف بن سعيد بن سالم المشيبين العضياني
عرفته ؛ ولم اعرف عنه في سواد المنازعات إلا الإصلاح ، وطلب العدل ، وكم من ليلة بات رحمه الله يتألم مع كبر سنة للخلاف الذي ينشأ أحيانا بين قرابته ، ويجتهد وسعه في تسويته ، إنه الرجل الذي لا يعرف الهمز واللمز ، لا يعرف التعيير والتنقيص للآخرين ، إنه الرجل الذي لم يعرف له الرفيق نم ، ولم ينقل عنه للقريب ذم ، إن أخبرك عن الرفيق أخبرك بما يسرك ، وان نقل عنك للرفيق نقل احاسن قولك ، وان سمع هفوة منك سترها ، وان عرف عنك خيرا أعجبه وسره .
لم اعرف عنه رحمه الله انه يتكلم في الغائبين بسوء ، ولا اعتقد أن أحدا يعرف عنه هرج في القفا كما يقولون ، وأعرف انه لا يقبل الكلام بسوء في الرفيق ، وهكذا يكون المصلحون من الناس ، وربما ذكر الخلاف الذي نشأ بين جماعتنا في التسعينات ، ثم يتعجب منه و يتندم عليه ، ويترحم على كلا الفريقين ، وكان يكرر (ما كان ينبغي أن يكون بينهم خلاف ) .
انه عبد العزيز بن خلف - رحمه الله – الذي تسبب في انفاذ الطريق من بدائع العضيان الى قرى وادي غثاه ، وقد اوقف بسبب بعض الأملاك الواقعه أمامه ، أوقف عن تلك القرى زهاء عشرين عاما ، في الوقت الذي تنعم بها سائر القرى بشبكة من الطرقات ، فأصاب الناس بسبب عبد العزيز خيرا كثيرا وتسهيلا في التنقل بين وادي غثاه وبين بدائع العضيان ومنها الى ما وراءها من قرى ومراكز ومحافظات .
ذلك ان الله وفقني يوما من الايام ، فتكلمت معه بوجة نظر في هذا الشأن ، بان يسعى وهو الرجل المصلح في انفاذ الطريق الى وادي غثاه وعامة قراها ، فكأنه استكبر الموضوع في البدايه ، فقلت: يا أبا عبد الرحمن بصرف النظر عن الخلاف الذي حصل بين من يعنيهم الأمر هنا أو هناك ، ما ذنب العجوز المسنة ، والشيخ الهرم ، والشاب الذي لم يدرك الخلافات السابقة ، إذا أراد احدهم البدائع أو أراد السفر إلى ما وراءها ، لم يجد بد من ركوب المفازة التي بين البدائع وغثاه تحطه الوهاد ، وترفعه النجاد حتى يصل إلى البدائع ؟؟!! . ما ذنب أولئك وما جريمتهم منذو عشرين سنة ؟؟!!
ايش رأيك تسعى في الموضوع وارجو لك التسديد من الله ، فكأني به - رحمه الله - يفكر بعض الوقت ثم يرفع حاجباه كعادته - يرحمه الله - فيقول : كيف ؟
قلت نشتري الاملاك الواقعة امام الطريق لأجل الله ، ثم لأجل خدمة الناس والاحسان اليهم في تلك القرى .. والله يحب المحسنين ، والله لا يضيع اجر من احسن عملا ، وابشر من الله بالخير ، وان شاء الله سنجد من يدفع المبلغ . فقال نعم .. نعم .. فكأن الله قذف في قلبه - رحمه الله - حسن الفكرة ، فتولاها بنفسه - رحمه الله – وسعى بها ، وسعى معه آخرون ، وجد واجتهد ، فاشترى الأملاك بربع مليون ريال ، فاعترضه صاحب ملك آخر يقع على قارعة الطريق فاشتراه بمبلغ اقل من سابقة ، فجمع المال لها من هنا وهناك هو وغيره ، -واجتهد رحمه الله – حتى سلك الطريق الذي أوقف عقدين من الزمان . فعبدت المواصلات الطريق ، وسهل على الناس سلوكه ، ولا ادري هل يعرف الناس تلك النفس الزكيه التي كانت وراءه حتى فتحت لهم السبيل ام يجهلونها ؟ لكن الله لا يخفى عليه شيء .
وإني لأرجو أن يجزيه الله على ذلك الصنيع ومن ساندة بالعفو والغفران وان يسهل طريقه الى دار الكرامة والرضوان كما سهل علي المسلمين طريقهم ، وان يشملنا معه بعفوه وكرمه .. اللهم اااامين .
وفي الحديث الصحيح الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم: ( لقد رأيت رجلا يتقلب في الجنة في شجرة قطعها من ظهر الطريق كانت توذي المسلمين ) . وفي الأخر ( بينما رجل يمشي بطريق وجد غصن شوك علي الطريق فاخره فشكر الله له ففرله ) فكم من شجرة قطعت وحجارة نقلت ، ومرتفع ومنخفض سويت بسبب جهود هذا الرجل المصلح . فلله دره . وعلى الله أجره .
اما عن كرمه ، فهو كما تقول العرب : رجل كثير الرماد ، وكرمه – رحمه الله - جبلي فطري غير متكلف ، والكرم صفة تهدم مثالب الرجال .
فما رأى أحدا إلا دعاة وما جاء احد من جماعته للبدائع إلا مال إليه ، أو وجد منه دعوة لوليمة ، أو على اقل الأحوال ، فنجان بن ، وعود ازرق وأنت ماشي .
ومن اللطائف في هذا ، انه زاره رجل في المستشفى بعد حادثه الأخير ، وكنت حاضرا وكان قد أعياه المرض وقيض أركانه ، بحيث لا يستطيع الحركة تماما ، ففرح بذلك الزائر فرحا شديدا وقال إذا طلعت من المستشفى تجيني أبي أسوي لك غدا .- يا مال الجنة - يا أبا عبد الرحمن .
فهو مجبول على الكرم لا يتخلى عنه - رحمه الله – حتى في اشد أحوال مرضه . لكنه لم يخرج من المستشفى إلا إلى المقبرة ، ولم يستطع إنفاذ همته تلك . – رحمه الله - .
أما عن لين جنابة فهو الهين اللين ، السهل المتواضع ، يصغي للكبير، ويحنو على الصغير، ويخاطبه ويسمع منه كما يسمع من الكبير .
أما عن صلاحه وديانته ، فهو موقر للعلماء وطلبة العلم ، محترما لهم يحضر المحاضرات والملتقيات الدعوية التي تقام حوله ، ولطالما سمعته ينقل فتاوى العلماء في نور على الدرب ، ونصائح الوعاظ والمرشدين ، ويناقشني فيها، حريص على الصلاة ، وعلى تلاوة القرآن .وعلى نوافل العبادات ، فرحم الله أبا عبد الرحمن رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته .
فقد مات أبو عبد الرحمن وفقد قومي رجلا مصلحا كريما ، ورجلا فذا نادرا في هذا الزمان .
مات أبو عبد الرحمن - رحمه الله - وترك ثلمة في أسرة المشابين ظاهرة للعيان .
مات أبو عبد الرحمن – رحمه الله - وهو طاهر الفؤاد ، نظيف الضمير ، لا يحمل الحقد ولا الغل ولا الضغينة لأحد من الناس .
مات أبو عبد الرحمن والجميع يحبه ، وهو يحب الجميع .
مات أبو عبد الرحمن وقد بلغ نيفا وسبعين عاما من عمر قضاه في توحيد ربه .
ودع أبو عبد الرحمن الدنيا والقلوب تتألم لفراقه والكل متأثر بمصابه ، وقولهم :إنا لله وإنا إليه راجعون ، اللهم أجرنا في مصيبتنا واخلف لنا خيرا منها .. وإنا على فراقك يا عبد العزيز لمحزونون ..
مات أبو عبد الرحمن وانهد ركن من أركان عشيرتي
مات عبد العزيز وصلي على جثمانه الطاهر في جامع الراجحي بالرياض ودفن في مقبرة النسيم عشية الاثنين الموافق ، 24/8/1432هـ . وحضر جنازته لفيف من جماعته . مات وقد ترك وراءه ثلاثة من الابناء هم عبد الرحمن وصالح ومرزوق ولكل منهم ابناء . جعل الله فيهم البركه .
فرحم الله أبا عبد الرحمن عبد العزيز بن خلف المشيبين رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته . وجمعنا به ووالدينا وأحبابنا وعموم المسلمين في جنات النعيم . انه جواد كريم
عذرا يا أبناء عبد العزيز بن خلف :
فهذه مشاعر خاصة بي لا والله لا استطيع ان اكتمها . واعلم أن عندكم من السير العطرة عن والدكم ما ليس عندي ، لكنها مكنون ضمير أبى صاحبها إلا أن يظهرها في بعض كلمات .
فسامحه الله وعفا عنه حيا وميتا ... اللهم آمين .
بقلم د/ عبد الرحمن بن عبد الله بن عايض المشيبين العضياني
25/8/1432
الرياض
منقول
المصدر:-منتديات المشابين-
..اللهم أجرنا في مصيبتنا واخلف لنا خيرا منها ..
..إنا لله وإنا إليه راجعون ..
بالامس القريب شيعنا رجلا من خيرة رجال المشابين ، وبقية من بقايا شيوخهم ، شيخ عرفت عنه صفات تكفي الواحدة منها لكسب المديح والثناء ، ودفن المعايب والمثالب .
شيخ كنت أرى فيه معاني الرفاقة في أبهى معانيها ، ومعاني العشيرة في اصدق مراميها ، ومعاني الوفاء في أزهى حلله ، ومعاني الكرم في أرقى صوره .
ولا أزكيه على الله تعالى
شيخ لو أذنت الشريعة الغراء بالوقوف أمام جنازته وقفة صمت ، كما يقف الزعماء أما جنائز أضرابهم برهة من الزمن ، لوقفت أمام جنازته ساعة صمت احتراما لجثمانه .
نعم ، لقد وقفت أمام جنازته يوم أن ووري الثراء ، لكنها وقفة ابتهال لله تعالى ؛ أن يتغمده بواسع فضله ، وعميم كرمه ، وعظيم لطفه وإحسانه ، وان يوسع له في قبره ويمد له فيه مدا ، وان ينزل على قبره شئابيب الرحمات وكريم الهبات،
وقفة داع ، أن يحسن الله لنا فيه العزاء ، وألا يحرمنا أجره ، ولا يفتنا بعده .وان يجمعنا به وولدينا وأحبابنا وعموم المسلمين في بحبوة جنانه .
إنه الشيخ المصلح الكبير في جماعته ، المبجل المحترم ، العابد الناسك ، الخفيف اللطيف ، صاحب الابتسامة الحانية ، والقلب النظيف ، والصدق في الحديث ، واليد الكريمة ، والجزالة في القول والفعل . انه الرجل الساعي دائما ودائما .. في إصلاح ذات البين من قرابته .
خلة أفراد قرابته يراها خلة في نفسه حتى يسعى جاهدا في سدها .
انه الشيخ / عبد العزيز بن خلف بن سعيد بن سالم المشيبين العضياني
عرفته ؛ ولم اعرف عنه في سواد المنازعات إلا الإصلاح ، وطلب العدل ، وكم من ليلة بات رحمه الله يتألم مع كبر سنة للخلاف الذي ينشأ أحيانا بين قرابته ، ويجتهد وسعه في تسويته ، إنه الرجل الذي لا يعرف الهمز واللمز ، لا يعرف التعيير والتنقيص للآخرين ، إنه الرجل الذي لم يعرف له الرفيق نم ، ولم ينقل عنه للقريب ذم ، إن أخبرك عن الرفيق أخبرك بما يسرك ، وان نقل عنك للرفيق نقل احاسن قولك ، وان سمع هفوة منك سترها ، وان عرف عنك خيرا أعجبه وسره .
لم اعرف عنه رحمه الله انه يتكلم في الغائبين بسوء ، ولا اعتقد أن أحدا يعرف عنه هرج في القفا كما يقولون ، وأعرف انه لا يقبل الكلام بسوء في الرفيق ، وهكذا يكون المصلحون من الناس ، وربما ذكر الخلاف الذي نشأ بين جماعتنا في التسعينات ، ثم يتعجب منه و يتندم عليه ، ويترحم على كلا الفريقين ، وكان يكرر (ما كان ينبغي أن يكون بينهم خلاف ) .
انه عبد العزيز بن خلف - رحمه الله – الذي تسبب في انفاذ الطريق من بدائع العضيان الى قرى وادي غثاه ، وقد اوقف بسبب بعض الأملاك الواقعه أمامه ، أوقف عن تلك القرى زهاء عشرين عاما ، في الوقت الذي تنعم بها سائر القرى بشبكة من الطرقات ، فأصاب الناس بسبب عبد العزيز خيرا كثيرا وتسهيلا في التنقل بين وادي غثاه وبين بدائع العضيان ومنها الى ما وراءها من قرى ومراكز ومحافظات .
ذلك ان الله وفقني يوما من الايام ، فتكلمت معه بوجة نظر في هذا الشأن ، بان يسعى وهو الرجل المصلح في انفاذ الطريق الى وادي غثاه وعامة قراها ، فكأنه استكبر الموضوع في البدايه ، فقلت: يا أبا عبد الرحمن بصرف النظر عن الخلاف الذي حصل بين من يعنيهم الأمر هنا أو هناك ، ما ذنب العجوز المسنة ، والشيخ الهرم ، والشاب الذي لم يدرك الخلافات السابقة ، إذا أراد احدهم البدائع أو أراد السفر إلى ما وراءها ، لم يجد بد من ركوب المفازة التي بين البدائع وغثاه تحطه الوهاد ، وترفعه النجاد حتى يصل إلى البدائع ؟؟!! . ما ذنب أولئك وما جريمتهم منذو عشرين سنة ؟؟!!
ايش رأيك تسعى في الموضوع وارجو لك التسديد من الله ، فكأني به - رحمه الله - يفكر بعض الوقت ثم يرفع حاجباه كعادته - يرحمه الله - فيقول : كيف ؟
قلت نشتري الاملاك الواقعة امام الطريق لأجل الله ، ثم لأجل خدمة الناس والاحسان اليهم في تلك القرى .. والله يحب المحسنين ، والله لا يضيع اجر من احسن عملا ، وابشر من الله بالخير ، وان شاء الله سنجد من يدفع المبلغ . فقال نعم .. نعم .. فكأن الله قذف في قلبه - رحمه الله - حسن الفكرة ، فتولاها بنفسه - رحمه الله – وسعى بها ، وسعى معه آخرون ، وجد واجتهد ، فاشترى الأملاك بربع مليون ريال ، فاعترضه صاحب ملك آخر يقع على قارعة الطريق فاشتراه بمبلغ اقل من سابقة ، فجمع المال لها من هنا وهناك هو وغيره ، -واجتهد رحمه الله – حتى سلك الطريق الذي أوقف عقدين من الزمان . فعبدت المواصلات الطريق ، وسهل على الناس سلوكه ، ولا ادري هل يعرف الناس تلك النفس الزكيه التي كانت وراءه حتى فتحت لهم السبيل ام يجهلونها ؟ لكن الله لا يخفى عليه شيء .
وإني لأرجو أن يجزيه الله على ذلك الصنيع ومن ساندة بالعفو والغفران وان يسهل طريقه الى دار الكرامة والرضوان كما سهل علي المسلمين طريقهم ، وان يشملنا معه بعفوه وكرمه .. اللهم اااامين .
وفي الحديث الصحيح الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم: ( لقد رأيت رجلا يتقلب في الجنة في شجرة قطعها من ظهر الطريق كانت توذي المسلمين ) . وفي الأخر ( بينما رجل يمشي بطريق وجد غصن شوك علي الطريق فاخره فشكر الله له ففرله ) فكم من شجرة قطعت وحجارة نقلت ، ومرتفع ومنخفض سويت بسبب جهود هذا الرجل المصلح . فلله دره . وعلى الله أجره .
اما عن كرمه ، فهو كما تقول العرب : رجل كثير الرماد ، وكرمه – رحمه الله - جبلي فطري غير متكلف ، والكرم صفة تهدم مثالب الرجال .
فما رأى أحدا إلا دعاة وما جاء احد من جماعته للبدائع إلا مال إليه ، أو وجد منه دعوة لوليمة ، أو على اقل الأحوال ، فنجان بن ، وعود ازرق وأنت ماشي .
ومن اللطائف في هذا ، انه زاره رجل في المستشفى بعد حادثه الأخير ، وكنت حاضرا وكان قد أعياه المرض وقيض أركانه ، بحيث لا يستطيع الحركة تماما ، ففرح بذلك الزائر فرحا شديدا وقال إذا طلعت من المستشفى تجيني أبي أسوي لك غدا .- يا مال الجنة - يا أبا عبد الرحمن .
فهو مجبول على الكرم لا يتخلى عنه - رحمه الله – حتى في اشد أحوال مرضه . لكنه لم يخرج من المستشفى إلا إلى المقبرة ، ولم يستطع إنفاذ همته تلك . – رحمه الله - .
أما عن لين جنابة فهو الهين اللين ، السهل المتواضع ، يصغي للكبير، ويحنو على الصغير، ويخاطبه ويسمع منه كما يسمع من الكبير .
أما عن صلاحه وديانته ، فهو موقر للعلماء وطلبة العلم ، محترما لهم يحضر المحاضرات والملتقيات الدعوية التي تقام حوله ، ولطالما سمعته ينقل فتاوى العلماء في نور على الدرب ، ونصائح الوعاظ والمرشدين ، ويناقشني فيها، حريص على الصلاة ، وعلى تلاوة القرآن .وعلى نوافل العبادات ، فرحم الله أبا عبد الرحمن رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته .
فقد مات أبو عبد الرحمن وفقد قومي رجلا مصلحا كريما ، ورجلا فذا نادرا في هذا الزمان .
مات أبو عبد الرحمن - رحمه الله - وترك ثلمة في أسرة المشابين ظاهرة للعيان .
مات أبو عبد الرحمن – رحمه الله - وهو طاهر الفؤاد ، نظيف الضمير ، لا يحمل الحقد ولا الغل ولا الضغينة لأحد من الناس .
مات أبو عبد الرحمن والجميع يحبه ، وهو يحب الجميع .
مات أبو عبد الرحمن وقد بلغ نيفا وسبعين عاما من عمر قضاه في توحيد ربه .
ودع أبو عبد الرحمن الدنيا والقلوب تتألم لفراقه والكل متأثر بمصابه ، وقولهم :إنا لله وإنا إليه راجعون ، اللهم أجرنا في مصيبتنا واخلف لنا خيرا منها .. وإنا على فراقك يا عبد العزيز لمحزونون ..
مات أبو عبد الرحمن وانهد ركن من أركان عشيرتي
مات عبد العزيز وصلي على جثمانه الطاهر في جامع الراجحي بالرياض ودفن في مقبرة النسيم عشية الاثنين الموافق ، 24/8/1432هـ . وحضر جنازته لفيف من جماعته . مات وقد ترك وراءه ثلاثة من الابناء هم عبد الرحمن وصالح ومرزوق ولكل منهم ابناء . جعل الله فيهم البركه .
فرحم الله أبا عبد الرحمن عبد العزيز بن خلف المشيبين رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته . وجمعنا به ووالدينا وأحبابنا وعموم المسلمين في جنات النعيم . انه جواد كريم
عذرا يا أبناء عبد العزيز بن خلف :
فهذه مشاعر خاصة بي لا والله لا استطيع ان اكتمها . واعلم أن عندكم من السير العطرة عن والدكم ما ليس عندي ، لكنها مكنون ضمير أبى صاحبها إلا أن يظهرها في بعض كلمات .
فسامحه الله وعفا عنه حيا وميتا ... اللهم آمين .
بقلم د/ عبد الرحمن بن عبد الله بن عايض المشيبين العضياني
25/8/1432
الرياض
منقول
المصدر:-منتديات المشابين-