أبو عمر العتيبي
03-May-2005, 01:59 AM
العراق والشائعات المغرضة ضد المملكة العربية السعودية -حرسَهَا اللهُ وحَماهَا-
الحمدُ للهِ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على رسولِ اللهِ أما بعد:
فالتثبت من الأخبار ، وعدم نقل الشائعات والأكاذيب أمر مهمٌّ جداً ، يجب على المسلم أن يعتني به لا سيما في زمن الفتنة .
فمن المعلوم أنَّ زمان الفتن زمان خطير يكثر فيه القيل والقال ، ويحمَل الكلام فيه على غير محاملِه ، ويكثر الجدال ، ويحرص فيه على نقل الأخبار ، وإشاعة الأقوال ، ويتصدر مَنْ حقُّهم التأخر ، وتنطق فيه الرويبضة ، وفي زمان هذا حاله ينبغي للمسلم العاقل أن يلتزم أوامر الله -سبحانه وتعالى- بكل قوَّةٍ ودقة ، ولا يجاوزها ، ففي لزومها النجاة ، وفي مفارقتها الهلَكَة.
ومن ذلك وجوب التثبت عند سماع الأخبار والأقوال ، وعدم العجلة في الحكم على الأخبار حتى يتبين له ثبوتها ، ثم بعد ذلك يقوم فيها بما أمر الله –سبحانه وتعالى- ، وهذا أمر واجبٌ على المسلم في حياته كلها ؛ في رخائه وشدته ، لكنه في وقت الفتنة آكد لما يترتب على ذلك من أمور عظام.
قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسقٌ بِنَبأ فتبَيَّنُوا أن تُصِيبوا قَوماً بِجَهالةِ فَتُصبحوا على ما فعلتم نادمين}.
قال ابن كثير -رحمه الله- : "يأمر تعالى بالتثبت في خبرِ الفاسق ليحتاط له ، لئلا يحكم بقوله فيكون في نفس الأمر كاذباً أو مخطئاً ، فيكون الحاكم بقوله قد اقتفى وراءه . وقد نهى الله عن اتباع سبيل المفسدين".
وقد جعل العلماء -رحمه الله- هذه الآية وما جاء في معناها قاعدةً ، وبُنِيَ عليها علمُ الرجال والجرح والتعديل ؛ الذي حفظ الله به دينه ، وسنة نبيه -صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- ، والذي اختصت به الأمة الإسلامية من بين الأمم التي أضاعت ما أوحاه الله لأنبيائه ، وحرَّفته ، وبدّلَته ، وأدخلت فيه ما ليس منه ، بقصد أو بدون قصد ، حتى لم يبق في أيديهم شيء يوثقُ به مما أوحاه الله لأنبيائه –عليهم السلام-.
وهذا دليل على أهمية التثبت والتبيُّن عند سماع الأخبار والروايات ولا سيَّما وقت الفتن .
وكم سبَّبَ عدم التثبت من فتنٍ ومصائب على الأمةِ لا زالت تعاني منها حتى يومنا هذا .
####################
أرض الفتن، وزمانها مَظِنَّة الشائعات ومناخ ملائم لانتشارها
إن الفتنة إذا عمت بلاداً كالعراق أصبحت تلك الأرض مرتعاً للشائعات، ومناخاً ملائماً لها.
فتكثر في الفتنة الأكاذيب، والشائعات المغرضة، ونفثات صدور أهل الفتن والنفاق ..
وفي وقت الفتنة تحتار العقول، وتطير الألباب، وتزهق الأرواح، وتُقْطَر الدماء، وترمل النساء، ويُيَتَّمُ الأطفال ..
لذلك جاء الشرع بالاستعاذة بالله من الفتن، ولزوم السنة عند وقوعها، والتثبت في الأخبار قبل الجزم بصحتها والتعامل معها ..
فقد جاء في الشرع الدعاء بهذا الدعاء في كل صلاة فريضة ونفلٍ، بين التشهد والتسليم: ((اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر، ومن عذاب النَّار، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال)) متفق عليه.
وقال تعالى: {وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً}.
قال ابن كثير -رحمه الله- :" في هذه الآية إنكارٌ على من يبادر إلى الأمور قبل تحقُّقِها فيخبر بها ، ويفشيها ، وينشرها ، وقد لا يكون لها صحة".
####################
العراق والأكاذيب والشائعات
كما هو معلوم ومشاهد ما قد حلَّ بالعراق من الخطوب والحروب، والدمار والخراب، على أيدي المحتلين الغاشمين من الأمريكيين وحلفائهم، والرافضة وأعوانهم، والبعثيين وأشياعهم، والخوارج وأذنابهم ..
وقد تحولت البلاد بسبب هؤلاء الأصناف الأربعة إلى محرقة ومقبرة، قبر فيها الطالح والصالح، واحترق فيها الأخضر واليابس، وزلزلت الأرض من تحت الأقدام، ودكَّت البيوت على من بها من السُّكَّان، وقُتِّل النَّاس في المساجد والطرقات..
وكأن البلاد خلت-ولم تخْلُ والحمد لله- من رجل رشيد ، أو قول صائب سديد ..
إن بلاد العراق أريد لها من قِبل الأعداء أن تكون أرضاً فوضوية، فتجارة السلاح فيها رائجة، وأموال المخربين والمشبوهين إليها دافقة، وبترولها يضخ إلى جيوب المحتل –ورؤوس اليهود- في كل ساعة ودقيقة ..
وواقع النَّاس أنهم يقولون: هل من خلاص؟
هل من أمن وأمان؟
هل من عيش قويم، أو سَكَنٍ كافٍ وسليم؟
وشغلهم ما هم فيه من قتل وقتال، وأذى ووبال عن النظر فيما يحاك لهم في الخفاء، وما يراد بهم من محركي الحلفاء! –ألا وهم اليهود عليهم لعائن الله الملك المعبود- .
وفي ظلِّ هذه الأوضاع الرهيبة، والآلام المحيطة العظيمة يشيع اليهود وأعوانهم من الرافضة والخوارج عن بلاد التَّوحيد والسنة الأكاذيب والشائعات ..
ويحاولون زرع الحقد في قلوب النَّاس على بلاد التَّوحيد ..
## فيشيعون –كذباً وزوراً- أن المملكة العربية السعودية تصدِّر الإرهابيين، وتسمح بمرورهم ، وتزودهم بالمال والسلاح ..
والحقيقة أن هذه فرية بلا مِرْية ، فموقف هذه البلاد من الإرهاب والإرهابيين معروف ومعلوم ..
ومصلحة هذه البلاد إنما تتم بأمن العراق، وذهاب حالة الفوضى والانفلات الأمني ..
بل أصبحت العراق أرض تصدير للإرهاب لما فيها من أجواء مهيئة للتدريب والتحريض ..
وهذا ما أراده الظلاميون من اليهود وأعوانهم ..
## ويشيعون أن المملكة العربية السعودية -حرسَهَا اللهُ وحَماهَا- توالي الأمريكان ، وتناصرهم على المسلمين في العراق وغيرها ، ويشيعون أن ثمة ارتباطات خفية بين هذه البلاد وبين اليهود أعداء الملة والدين..
وقد علم العالم كذب هذا الافتراء ، وبطلان هذه الشائعة بلا امتراء ..
فبلاد التَّوحيد من البلاد المتمسكة بالكتاب والسنة ، وقد رضيت بشريعة الله حكماً ودستوراً ، وبقاؤها مرتبط بذلك ..
وتعاملها مع الكفار إنما هو بالعهود والمواثيق ووفق المصالح الشرعية ، ولدرء المفاسد الدينية والدنيوية ..
وقد فصَّلت هذا في مقالي:
الرد على الإرهابيين الملفقين بن التعاملات المباحة مع الكفار وبين الموالاة
وفي كتابي :"دفع الشبه الغويَّة عن المملكة العربية السعودية" رد لمعظم تلك الشائعات والأكاذيب.
## ومما أشاعوا أن المملكة العربية السعودية -حرسَهَا اللهُ وحَماهَا- تقتل الدعاة وتحاربهم ، بل هذا كذب وباطل ، فالباب لدعاة السنة مفتوح، والمجال للدعوة مشرع مسموح ..
ومما لا ينقضي له العجب ما أشاعوه أن هذه البلاد قتل أحد الوعاظ وهو طلال الدوسري ، ليخدعوا النَّاس، ويشيعوا أن الدولة تقتل الواعظين ..
وهذا من الكذب المبين ..
فالرجل موجود ، لم يقتل ، ولم يعدم ..
## ومما أشاعوه ما يتعلق بالمهدي –وهو الشغل الشاغل لأرباب الفتن- أن امرأة رأت رؤيا ففسرها الشيخ عبد الرحمن السديس إمام وخطيب المسجد الحرام بأن المهدي قد ولِد!!
وهذا من الكذب والجهل ..
وليس له فرع ولا أصل ..
وليس له اتصال ولا وصل ..
بل ليس هذا زمانه ، وتفصيل ذلك يحتاج إلى مقال مستقلٍّ.
فيجب على المسلم أن يتقي الله في نفسه، وأن لا يسارع بتصديق الشائعات أو نقلها، بل عليه التثبت والتروي، وإحسان الظن بدولة التَّوحيد ، وعموم المسلمين..
وبما تقدَّم تعرف مدى فساد منهج الخوارج الإرهابيين ومن سار على طريقتهم المبني على المسارعة إلى نقل الشائعات والأكاذيب، ومن ثَمَّ يبنون عليها أحكاماً خطيرة تزهق بسببها أرواح، وتزل فيها أقدام، وتفسد بسببها معتقدات.
والله أسأل أن يحمي بلاد المسلمين من أولئك الخوارج ويكفيهم شرورهم وفسادهم.
والله أسأل أن ييسر لإخواننا في العراق من أمرهم رشداً، وأن يزيل عنهم الاحتلال، وأن يقيهم شر نفوسهم وشر كل شر من يهود ونصارى ورافضة وخوارج..
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
كتبه: أبو عمر أسامة العتيبي
الحمدُ للهِ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على رسولِ اللهِ أما بعد:
فالتثبت من الأخبار ، وعدم نقل الشائعات والأكاذيب أمر مهمٌّ جداً ، يجب على المسلم أن يعتني به لا سيما في زمن الفتنة .
فمن المعلوم أنَّ زمان الفتن زمان خطير يكثر فيه القيل والقال ، ويحمَل الكلام فيه على غير محاملِه ، ويكثر الجدال ، ويحرص فيه على نقل الأخبار ، وإشاعة الأقوال ، ويتصدر مَنْ حقُّهم التأخر ، وتنطق فيه الرويبضة ، وفي زمان هذا حاله ينبغي للمسلم العاقل أن يلتزم أوامر الله -سبحانه وتعالى- بكل قوَّةٍ ودقة ، ولا يجاوزها ، ففي لزومها النجاة ، وفي مفارقتها الهلَكَة.
ومن ذلك وجوب التثبت عند سماع الأخبار والأقوال ، وعدم العجلة في الحكم على الأخبار حتى يتبين له ثبوتها ، ثم بعد ذلك يقوم فيها بما أمر الله –سبحانه وتعالى- ، وهذا أمر واجبٌ على المسلم في حياته كلها ؛ في رخائه وشدته ، لكنه في وقت الفتنة آكد لما يترتب على ذلك من أمور عظام.
قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسقٌ بِنَبأ فتبَيَّنُوا أن تُصِيبوا قَوماً بِجَهالةِ فَتُصبحوا على ما فعلتم نادمين}.
قال ابن كثير -رحمه الله- : "يأمر تعالى بالتثبت في خبرِ الفاسق ليحتاط له ، لئلا يحكم بقوله فيكون في نفس الأمر كاذباً أو مخطئاً ، فيكون الحاكم بقوله قد اقتفى وراءه . وقد نهى الله عن اتباع سبيل المفسدين".
وقد جعل العلماء -رحمه الله- هذه الآية وما جاء في معناها قاعدةً ، وبُنِيَ عليها علمُ الرجال والجرح والتعديل ؛ الذي حفظ الله به دينه ، وسنة نبيه -صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- ، والذي اختصت به الأمة الإسلامية من بين الأمم التي أضاعت ما أوحاه الله لأنبيائه ، وحرَّفته ، وبدّلَته ، وأدخلت فيه ما ليس منه ، بقصد أو بدون قصد ، حتى لم يبق في أيديهم شيء يوثقُ به مما أوحاه الله لأنبيائه –عليهم السلام-.
وهذا دليل على أهمية التثبت والتبيُّن عند سماع الأخبار والروايات ولا سيَّما وقت الفتن .
وكم سبَّبَ عدم التثبت من فتنٍ ومصائب على الأمةِ لا زالت تعاني منها حتى يومنا هذا .
####################
أرض الفتن، وزمانها مَظِنَّة الشائعات ومناخ ملائم لانتشارها
إن الفتنة إذا عمت بلاداً كالعراق أصبحت تلك الأرض مرتعاً للشائعات، ومناخاً ملائماً لها.
فتكثر في الفتنة الأكاذيب، والشائعات المغرضة، ونفثات صدور أهل الفتن والنفاق ..
وفي وقت الفتنة تحتار العقول، وتطير الألباب، وتزهق الأرواح، وتُقْطَر الدماء، وترمل النساء، ويُيَتَّمُ الأطفال ..
لذلك جاء الشرع بالاستعاذة بالله من الفتن، ولزوم السنة عند وقوعها، والتثبت في الأخبار قبل الجزم بصحتها والتعامل معها ..
فقد جاء في الشرع الدعاء بهذا الدعاء في كل صلاة فريضة ونفلٍ، بين التشهد والتسليم: ((اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر، ومن عذاب النَّار، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال)) متفق عليه.
وقال تعالى: {وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً}.
قال ابن كثير -رحمه الله- :" في هذه الآية إنكارٌ على من يبادر إلى الأمور قبل تحقُّقِها فيخبر بها ، ويفشيها ، وينشرها ، وقد لا يكون لها صحة".
####################
العراق والأكاذيب والشائعات
كما هو معلوم ومشاهد ما قد حلَّ بالعراق من الخطوب والحروب، والدمار والخراب، على أيدي المحتلين الغاشمين من الأمريكيين وحلفائهم، والرافضة وأعوانهم، والبعثيين وأشياعهم، والخوارج وأذنابهم ..
وقد تحولت البلاد بسبب هؤلاء الأصناف الأربعة إلى محرقة ومقبرة، قبر فيها الطالح والصالح، واحترق فيها الأخضر واليابس، وزلزلت الأرض من تحت الأقدام، ودكَّت البيوت على من بها من السُّكَّان، وقُتِّل النَّاس في المساجد والطرقات..
وكأن البلاد خلت-ولم تخْلُ والحمد لله- من رجل رشيد ، أو قول صائب سديد ..
إن بلاد العراق أريد لها من قِبل الأعداء أن تكون أرضاً فوضوية، فتجارة السلاح فيها رائجة، وأموال المخربين والمشبوهين إليها دافقة، وبترولها يضخ إلى جيوب المحتل –ورؤوس اليهود- في كل ساعة ودقيقة ..
وواقع النَّاس أنهم يقولون: هل من خلاص؟
هل من أمن وأمان؟
هل من عيش قويم، أو سَكَنٍ كافٍ وسليم؟
وشغلهم ما هم فيه من قتل وقتال، وأذى ووبال عن النظر فيما يحاك لهم في الخفاء، وما يراد بهم من محركي الحلفاء! –ألا وهم اليهود عليهم لعائن الله الملك المعبود- .
وفي ظلِّ هذه الأوضاع الرهيبة، والآلام المحيطة العظيمة يشيع اليهود وأعوانهم من الرافضة والخوارج عن بلاد التَّوحيد والسنة الأكاذيب والشائعات ..
ويحاولون زرع الحقد في قلوب النَّاس على بلاد التَّوحيد ..
## فيشيعون –كذباً وزوراً- أن المملكة العربية السعودية تصدِّر الإرهابيين، وتسمح بمرورهم ، وتزودهم بالمال والسلاح ..
والحقيقة أن هذه فرية بلا مِرْية ، فموقف هذه البلاد من الإرهاب والإرهابيين معروف ومعلوم ..
ومصلحة هذه البلاد إنما تتم بأمن العراق، وذهاب حالة الفوضى والانفلات الأمني ..
بل أصبحت العراق أرض تصدير للإرهاب لما فيها من أجواء مهيئة للتدريب والتحريض ..
وهذا ما أراده الظلاميون من اليهود وأعوانهم ..
## ويشيعون أن المملكة العربية السعودية -حرسَهَا اللهُ وحَماهَا- توالي الأمريكان ، وتناصرهم على المسلمين في العراق وغيرها ، ويشيعون أن ثمة ارتباطات خفية بين هذه البلاد وبين اليهود أعداء الملة والدين..
وقد علم العالم كذب هذا الافتراء ، وبطلان هذه الشائعة بلا امتراء ..
فبلاد التَّوحيد من البلاد المتمسكة بالكتاب والسنة ، وقد رضيت بشريعة الله حكماً ودستوراً ، وبقاؤها مرتبط بذلك ..
وتعاملها مع الكفار إنما هو بالعهود والمواثيق ووفق المصالح الشرعية ، ولدرء المفاسد الدينية والدنيوية ..
وقد فصَّلت هذا في مقالي:
الرد على الإرهابيين الملفقين بن التعاملات المباحة مع الكفار وبين الموالاة
وفي كتابي :"دفع الشبه الغويَّة عن المملكة العربية السعودية" رد لمعظم تلك الشائعات والأكاذيب.
## ومما أشاعوا أن المملكة العربية السعودية -حرسَهَا اللهُ وحَماهَا- تقتل الدعاة وتحاربهم ، بل هذا كذب وباطل ، فالباب لدعاة السنة مفتوح، والمجال للدعوة مشرع مسموح ..
ومما لا ينقضي له العجب ما أشاعوه أن هذه البلاد قتل أحد الوعاظ وهو طلال الدوسري ، ليخدعوا النَّاس، ويشيعوا أن الدولة تقتل الواعظين ..
وهذا من الكذب المبين ..
فالرجل موجود ، لم يقتل ، ولم يعدم ..
## ومما أشاعوه ما يتعلق بالمهدي –وهو الشغل الشاغل لأرباب الفتن- أن امرأة رأت رؤيا ففسرها الشيخ عبد الرحمن السديس إمام وخطيب المسجد الحرام بأن المهدي قد ولِد!!
وهذا من الكذب والجهل ..
وليس له فرع ولا أصل ..
وليس له اتصال ولا وصل ..
بل ليس هذا زمانه ، وتفصيل ذلك يحتاج إلى مقال مستقلٍّ.
فيجب على المسلم أن يتقي الله في نفسه، وأن لا يسارع بتصديق الشائعات أو نقلها، بل عليه التثبت والتروي، وإحسان الظن بدولة التَّوحيد ، وعموم المسلمين..
وبما تقدَّم تعرف مدى فساد منهج الخوارج الإرهابيين ومن سار على طريقتهم المبني على المسارعة إلى نقل الشائعات والأكاذيب، ومن ثَمَّ يبنون عليها أحكاماً خطيرة تزهق بسببها أرواح، وتزل فيها أقدام، وتفسد بسببها معتقدات.
والله أسأل أن يحمي بلاد المسلمين من أولئك الخوارج ويكفيهم شرورهم وفسادهم.
والله أسأل أن ييسر لإخواننا في العراق من أمرهم رشداً، وأن يزيل عنهم الاحتلال، وأن يقيهم شر نفوسهم وشر كل شر من يهود ونصارى ورافضة وخوارج..
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
كتبه: أبو عمر أسامة العتيبي