تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : مقال قوووووووووووووووي جداااااا


سلطان نايف العضياني
10-May-2011, 12:17 PM
http://www10.0zz0.com/2011/05/10/06/858185858.jpg (http://www.0zz0.com)
8
8
هذا هو المقصود بالمقال



د.سليمان عبدالله اباالخيل
مدير جامعة الامام





مقال قوووووووووي جداااا---





شَيْخُ شَمْلِ جَامِعَةِ الْإمَام








بقلم : طالب بن عبد الله آل طالب





قـاضي محكمة تثليث سابقا


13 / 5 / 1432




( 1 )




قبل سنواتٍ قريبة هناك في ولاية إنديانا الأمريكية .. كنت أقفُ بسيارتي في مواقف الجامعة المكشوفةِ للشمس .. قبل أن أترجّلَ منها لحضور درس المعلم "ستيفن" .. وكان يقف إلى جواري بانتظامٍ لا يعرف التأخر .. رجلٌ في العقد السادس من عمره .. ليس له لحيةٌ ولا يشهد الصلاةَ مع جماعة المسلمين .. كنت أراه يسير وحدَه .. يتبسّمُ في وجهي ويحييني .. ثم يتّجه إلى مبنى من طابقٍ واحد فيختفي عن نظري .. وأظلّ أتذكرُ أنني سبق أن رأيت صورته ذاتَ مرّة ..




كلّفنا المعلمُ ذاتُه ـ كنشاط تعليمي يشجع على مهارتي الاستماعِ والتحدّث ـ إجراءَ مقابلة "إنترفيو" مع شخصٍ يعمل في الجامعة .. وكنت مصمّما على اختيار السيّد المتبسّم لهذه المهمّة .. ذهبتُ للمبنى الذي كان يرتاده .. ودخلت لأفاجأ بلوحةٍ مكتوبٍ عليها "يونيفيرستي ادمنستريشن" لمْ أصدّق عيني وأخرجت القاموسَ الالكتروني لأتأكّد من الترجمة .. وكانت النتيجةُ بالعربية كما هي بالانكليزية لا فرق " إدارة الجامعة" .. وإذا صاحبنا يقف على باب مكتب صغير .. وأمامه لوحة مكتوب عليها "مدير الجامعة" لم أعد أتذكّر هل كانت الكتابةُ بالعربية أم بغيرها .. الذي أتذكره أنني سرحتُ طويلاً بعد أنْ بادلته ابتسامةً غير معتنى بها .. ثم انصرفتُ من مكاني لمكتبة الجامعة وأجريتُ بحثا سريعا على موقعها الالكتروني لأجد صورةَ صاحبنا المدير واسمَه غيرَ مسبوقٍ ب ألف ولا دال .. وسيرته وبحوثَه ومشاركاتِه .. أخذتُ نفسا عميقاً ورجعتُ أستحضر الحدث بتأنّ : يقفُ إلى جوار سيارة طالب .. لم تكنْ سيارته فارهةً .. المواقف مكشوفة .. يمشي ولا ظلّةٌ من الناس تتبعه .. ويتبسّم أيضاً .. وهو أخيرا يحضر في وقتٍ منتظم ..




( 2 )




مرّت عليّ الشهور .. وعدتُ والعود أحمدُ لديار المسلمين .. وفوجئتُ أنّ مدراءَ الجامعات عندنا يعينون على مرتبة ممتازةٍ تشجيعا لهم على " الفوقيّة " وحظيتُ بأحدهم ليدرسني بمرحلة الدكتوراه .. كانت له لحيةٌ وهو الذي يؤمّ المصلين .. وكان أمرُه عجبا ..




غاب الخمسةَ الأسابيعَ الأولى كاملةً عن التدريس .. ولم يبلّغنا في أي مرّة لنغيبَ معه .. ولم يعتذرْ لنا بعد الحضور .. أو يطرأ له ذلك على بال ..




كان يَقْدُم علينا وهو يرتدي مشلحاً .. ومعه " أخويا " وإن كان بعضهم بشهاداتٍ عالية .. وخلفه أقوامٌ معهم "معاريض" .. حتى إذا أخذَ مكانه في القاعة حمدَ الله وصلّى على رسوله .. وكانتْ تلك هي الجملةُ الوحيدة التي نسمعها منه .. ثم ترك المجالَ للطلبة الدارسين يتحدثُ أحدهم ويناقشُ البقيّة ..




كان من الواجب عليه أن ينْتظمَ في تدريسنا يومَ الثلاثاء من كلّ أسبوع أربعَ ساعات .. وفي تدريس القاعة الأخرى ساعتين .. غيرَ أنه كان يجمع القاعتين سويةً مدّة ساعةٍ تصل أحيانا للساعة والنصف .. يكْتفي بها عن الست ساعات المقررةِ عليه .. والتي يتقاضى عن كل ساعةٍ منها ألفَ ريال بحكمِ مرتبته الممتازة .. وكان له تدريسٌ مسائي لزملاءَ لنا يصنعُ بهم مثل ما يصنع في الصّباح .. وتكونُ أجرَتُه التي يتقاضاها عن التدريسِ شهرياً ثمانيةً وأربعين ألف ريال .. وهي سوى راتبِ كونِه مديراً بالمرتبة الممتازة .. والرازق في السماء .. والحاسد مواطنٌ ضعيف .. لا زال يحلمُ أن تؤدي هيئةُ مكافحة الفساد دورَها على النّحوِ المطلوب ..




( 3 )




لا يهمّ .. المهم أن معاليه كان يحبّ الوطنَ كثيراً .. وقد أقام مسابقةً بمناسبة شفاءِ سمو سيّدي ولي العهد .. ثمّ أخرى بمناسبة شفاءِ سيدي خادم الحرمين .. ثم ثالثةً في حفظ أحاديثٍ السّمع والطاعة .. وربطَ على مؤخرات حافلاتِ المعاهد العلمية لافتاتٍ ترحبُ بقدوم ملك الإنسانية .. وتركَها تجوبُ الشوارعَ والطرقات .. وبقي منتصباً في كل شاشةٍ يشكر خير هذا الوطن .. ويذمّ الذين لا يشكرون .. وأنشأَ لجنةً فكرية لتطاردَ كلّ فكرةٍ لا يُفهم منها الانتماءُ لمعتقداته .. وأخرى لتدقيقِ الرسائل والبحوثِ العلمية .. وطردَ على إثرهما أناساً تم تعيينهم بعد ذلك بسلك القضاء وفي وزارة الداخلية !! صرف الكثيرَ على مؤتمرات تدندن حولَ هذا الموضوع .. وأعلنَ عن مشروعِه القومي : أنت يا وطني أنا .. ووزّع مطوياتِ التهاني .. واختزل مناقشاته العلمية في بضعِ دقائقَ يتحدثُ فيها عن منجزات الجامعة في ظلّ العهد الميمون .. وإذا دخْلتَ مبنى إدارة الجامعة فاجأتك أقوالُ ملوكِ الدولة معلقةً على الجدران وكأنك تدخلُ ثكنةً عسكريّة .. وكانت لمعاليه قدرةٌ عجيبة على تطويعِ أيّ موضوعٍ لصالح مواطنته كما يفهمها أو يحبّ أن يفهمَها .. فالطفولةُ مثلا : كان لبلادنا الدورُ الأسمى في رعايتها .. وكان ملوكُ هذه البلاد الواحد تلو الآخر يعتنون بها .. والحجامة : ضعفَ الإقبالُ عليها .. وما ذاك إلا أن رؤوسَ الناس سعدت بالقرارات الملكية .. وخفّ عنها بسببها ما كانتْ تجد .. وهكذا ..




( 4 )




فتح البابَ على مصراعيه للشّفاعات المحمودةِ والمذمومة .. فصار مستحقو القبولِ لا يجدون لهم مقاعدَ .. في حين تحضن عباءةُ معاليه أناسا كثيرين شفعَ لهم سموّ طويلِ عمرٍ أو معالي مستشار أو ربما رئيسُ تحرير صحيفة .. يتابعُ موضوعاتِ قبولهم بنفسه ويتأكّد من تمامها .. وإذا كان المرسولُ مهماً استضافه بمطعم برجِ الجامعة ..




جعلَ له مستشارين .. وأوكلَ لهم مهامّ أكاديميةً خاصّةً منها : المشي إلى جوارِه .. وحضور مناسباتِه .. وتصحيحِ أوارق طلابه .. ونشْرِ ثقافةِ أن الحظوة للأقربين .. وإشاعة الأخبار التي من شأنها إظهار نفوذه .. والتأكيدِ على أفكار معاليه الخاصّة في السمع والطاعة .. والتلذّذ بشهيّ مطاعمها ومشاربها وحضورها الإعلامي .. وقد رأيتُه كشيخ قبيلةٍ يتقدّمهم في حضورِ مجلس الملك .. ويشرحُ لهم قبل ذلك طريقةَ السّلام والدخول .. تعددت مواهبُهم .. فاشتركوا في عشرينَ لجنة .. وتقاسموا أكلَ الكعكة .. فهم إلى جانب تخصّصاتهم الشرعيةِ ماهرون بتقنية الحاسب وملمّون بالهندسة العمرانية وأكفاء بالاستشارات القانونية .. ومتفوقون في التحقيقات الأمنية .. وعلى باع طويل بتقاليد المراسم والمناسبات .. وغيرهم هو المتّهمُ حتى يشهدوا له بالحُسنى .. جَعلوا من مشروعِ الجامعة مساهمةً عقارية لم تزل تتعثر من جرف لهاوية يربح فيها العالون .. ويُمنى بالخسار البقية .. وما ظنَّكم بجامعة يفقد الواحد شرفَ الانتساب لها حين يُكتشف أنه قد ألمَّ بمشاهدة قناة فضائية .. أو لمْ يمتلأ قلبه غيظاً على داعية أو هيئةٍ رسمية .. ويكون فرضاً عليه أن يمثلَ أمام لجانٍ تمارسُ عملها كمحاكمِ تفتيش في محاولة استنطاقِ الضمائر و تتبع فلتاتِ اللسان .. وكيف نزعمُ أننا سننجح في دعوتنا العالميةِ لحوار الحضارات .. وهذه أخلاقُ جامعاتنا و محاضننا التعليمية ..




ولئن امتدّ بنا زمانٌ على هذه الحال ـ ومعاذَ الله أن يكون ـ فسترونَ بأعينكم قناة فضائيةً باسم الجامعة مطوّرةً عن صحيفتها مرآة الجامعة .. يصطفّ فيها إلى جوارِ المدير أولائك المستشارون يتراقصونَ على طبول العرضَةِ يرددون :




نحمد الله جتْ على ما نتمنّا ... كل شيٍ حولنا ينثرْ دراهمْ




ويأخذون المكافآتِ المجزيةَ على ذلك المجدِ .. من بند خارج الدوام .. وبند التمثيلِ الإعلامي .. وبند نصرة معالي المدير .. وبند محاربة الأناشيد الإسلامية .. وبند رعاية المكتسبات الوطنية .. والبنود الأخرى المتعلقة باللجان السريّة كلٌّ فيما يخصّه .. وما عهدنا والله أشياخَ الدين في بلدنا المباركِ يبتذلون أنفسَهم .. ويتصاغرون في دفع الرِّيب عنهم .. ويضعون من شأنِ العلم والمؤسسات التعليمية .. ولو أنهم عظّموا في النفوسِ مكانَ العلمِ لعظمهم ..




( 5 )




يا مَعالي الدكتور .. أنتَ مديرُ جامعة عريقة .. و حبّ الوطن لا تكفيه المظاهر .. إنما هو شأنٌ يبدأ من حسن أداء العمل .. وتركِ مجاملةِ الأقربين .. وتحقيقِ مبدأ تكافؤ الفرص بين المتقدمين .. والنتيجةُ التي أراها تكبرُ في أذهان الطلبةِ من وراء بطولاتك هي تشكيكهم في صدقِ انتمائهم .. وفي وطنيّة أشياخِهم .. وتشويهُ مفهوم الوطنية .. حتى صارَ الواحدُ منهم يحسبُها شيئا يجعلُ لك منصباً .. ويوفر لك قوتاً .. ويبعدُ عنك اللوائم .. وإنّني أتمنى عليك أن تخصّص من طريقك إلى الجامعة دقائق .. تكرر فيها ألف مرة قولك "أنا مدير جامعة أنا مدير جامعة أنا مدير جامعة ... " لعل عقلكَ الباطنَ أن يعود بك لممارسةِ عملك كمديرٍ أكاديمي لا كشيخِ شمل .. وتترك عنك محاولةَ إرضاء الآخرين والإسهاب في الكلام المكرور .. ولو أن حكيماً زار أهل بلدة .. وبقي يحدثُهم عن الشمس وحسن ضوئها شهراً وشهرين لكرهوا لأجله الشّمس .. فحاذرْ أن تجرّ إلى الوطنِ بغضائَك .. واستعنْ بالله أن تنْصرفَ إلى المطلوبِ منك .. وتسيرَ على خطى إخوتك "عثمانِ الملك سعود" و"عقلا الجامعةِ الإسلامية" وسواهما من مدراءِ جامعاتنا المختلفة .. في خدمةِ الوطن بالعمل قبل القول .. والاهتمامِ بالعلومِ والمعارف .. وتلبيةِ حاجات الطلبةِ والدارسين .. وفي طلاّبكَ يا معالي المدير .. القريبينَ منك داخلَ أسوار الجامعة والبعيدين هناكَ في المعاهد العلميةِ المتفرقة .. شبابٌ فقراء .. يدّخرون من رواتبهم لأسرهم .. ولا يمدّون أيديَهم .. ربما انقطع الواحدُ منهم عن الدراسةِ آخرَ الشهر بسبب ضعف اليد .. أو طلب السُّلفة من زميله على استحياء .. هم أولى وأحق بتلك الأموال من جميع صورك التي تُعلّقها .. ومؤتمراتِك التي تَحشدُ لها .. وإعلاناتِك التي تخطبُ بها ودّ الصحف والمجلات .. ولو أسهمتَ في دعم صندوق إعانةٍ لهم .. لكان ذلك أبلغَ أثراً في مواطنتِهم من ثلاثةَ عشر مؤتمر .. وستٍّ وسبعين مسابقة .. وتسعمائة خطبةٍ عصماء .. وقد جادت يدُ القيادة ـ جاد الله عليها ـ بما لا يكادُ يحصر على قطاع التعليم العالي داخلا وخارجا .. استثماراً في التعليم .. ورغبةً في رفع مستوى الوعي .. ونشر ثقافةِ الحوار .. ولم تزلْ تصرفاتك تبدد ذلك الجود .. وتقضي على تلك الطموحات .. وإذا كنتَ لن تفيَ بحقّ التدريس أو مناقشة الرسائل .. فليس عيباً أن تعتذر .. وسيعوّضك الله عنها خيرا من سعي عقارٍ أو صَلحةٍ بين متخاصمين .. ولو افترضنا أنك لا تحسن الحديث بغير موضوع وحيد .. فلا مانع أن تُرشِّد قليلا من طلاّتك الإعلامية .. ولا مانع أيضا سيّدي الفاضلَ ـ ولو قسوتُ عليك ـ أن تتقدّم باعتذارك عن الإدارة إن كنتَ لا تستطيع التخلّصَ من صوتِ الوعظ في خطابك .. أوْ امتلاكَ الجرأةَ في ردّ الأوراق الخفيات .. مع دعواتٍ منّا كثيراتٍ أن يعليَ الله منزلتك في الدنيا والآخرة .. ويتمّ عليك عفوَه وستره ..




( 6 )




وبعدُ .. فإنّني لا زلت أغتنمُ الفرصةَ في كل مرّة أزور فيها الرياض ـ وأنا الغريب عنها ـ للميلِ على جامعتي المحْبوبة .. أتذكر بها حكايا السّنواتِ التي أمضيتُها بكل مراحلها الدراسية .. تسلبُ نظري روعةُ البناء .. وتملأ روعي رهبةُ المكان .. وتنسابُ على خدّي أدمع رقراقة أطفأُ بها لهبَ الشوق وقد ولّى ذاك الزمان .. وتفرّق جمع الأصحاب .. هذه القاعة شهدت نقاشاتنا العلمية .. وتلك الممرات كانت بها جَمْعات الإفطار .. هنا الطريق إلى المسجد .. والزوايا التي كانوا يصلون بها ركعات الضحى .. وقد كان لي أشياخٌ و زملاء ناقشوني وناقشتهم .. وغضبوا منّي وأغضبتهم .. مرّوا في حياتي وما نسيتهم .. غيّب بعضَهم قدرُ الموت .. وأقصى الآخرين بعدُ المكان .. أظلّ على حالي تلك ساعةً .. ثم يقتادني خيالي لمستقبلٍ مشرق أستشرفُ فيه حبّ الطلبة لجامعتهم .. وحصول كل واحد منهم على حقِّه الكامل في الدراسة والبحث والمشاركة في الرأي .. مستقبلٍ تجتمع فيه أطيافهم على الودّ والحوار .. يحيون به دورَ الجامعةِ في تقديم الدراساتِ العلمية لدور القضاءِ والإفتاء و مراكز الدعوةِ والاحتساب .. ويبعثونَ فيه ذكرى حلق العلم .. ومنابر الدعوة .. ويا أشياخَنا الذين تعلّمنا منهم حبّ الوطن وعزةَ الرأي و صدقَ الكلمة .. الأمل فيكم كبير أن تدركوا جامعة الإمام قبلَ أن تكون كتابةُ القصيدة الرنانة مطلباً للقبول .. أو يكون المعروضُ هو السبيلَ الوحيدَ للحصول على الشهادة العلمية .. واحرصوا أن يكون لكم في نفوس طلابكم قدرٌ .. وفي ذكرياتِهم حضور .. واستعينوا أن تصِلوا بالنّصح من ولّاه الله أمركم .. فإنَّما أنتمْ على تلكَ المرابعِ مؤتمنون ..





وإذا الجامعاتُ صلّين يوما ... فقبيحٌ أنْ لا تؤمَّ " الإمامُ

عيد السميري
10-May-2011, 04:41 PM
من اجمل ما قرات عن النقد الهادف لطريقة واسلوب فساد ملحوظ .
ادب ورصانة من غير قذف وسب .
يدل على رجاحة عقل الكاتب ويراعه المنتقي للكلمات الدلالية

اخيرا شكرا على النقل .