أبو عمر الأسعدي
21-Apr-2011, 03:44 PM
عدّ ابن سلام الجمحي أوّل من أثار في إسهاب مشكلة الانتحال في الشعر الجاهلي في كتابه : "طبقات فحول الشعراء"، وقد ردّها إلى عاملين : عامل القبائل التي كانت تتزيّد في شعرها لتتزيد في مناقبها، وعامل الرواة الوضاعين().
يقول ابن سلام: "لما راجعت العرب رواية الشعر وذكر أيامها ومآثرها استقلّ بعض العشائر شعر شعرائهم وما ذهب من ذكر وقائعهم، وكان قوم قلّت وقائعهم وأشعارهم وأرادوا أنْ يلحقوا بمن له الوقائع والأشعار ، فقالوا على ألسن شعرائهم ، ثم كانت الرواة بعدُ فزادوا في الأشعار"().
وقد لفتت هذه القضية ، قضيّة انتحال الشعر الجاهلي أنظار الباحثين المحدثين من العرب والمستشرقين ، وبدأ النظر فيها من المستشرقين نولدكه سنة 1864م ، وتلاه ألوّرْدْ حين نشر دواوين الشعراء الستة الجاهليين : امرئ القيس والنابغة وزهير وطرفة وعلقمة وعنترة ، فتشكك في صحّة الشعر الجاهلي عامة ، منتهياً إلى أنّ عدداً قليلاً من قصائد هؤلاء الشعراء يمكن التسليم بصحته ، مع ملاحظة أنّ شكّاً لا يزال يلازم هذه القصائد الصحيحة في ترتيب أبياتها وألفاظ كلّ منها() .
إلا أنّ مرجليوث يعدّ أكبر من أثاروا هذه القضية في كتاباته ؛ إذْ كتب فيها مقالاً مفصلاً نشره في مجلة الجمعية الملكية الآسيوية بعدد يولية سنة 1925م ، جعل عنوانه : (أصول الشعر العربي : The Origins of Arabic Poetry) .
ومن أبرز ما أثار مرجليوث في مقاله المذكور من زعم قوله : لو أنّ هذا الشعر صحيح لمثّل لنا لهجات القبائل المتعدّدة في الجاهلية كما مثل لنا الاختلافات بين لغة القبائل الشمالية العدنانية واللغة الحميرية في الجنوب .
ولقد ردّ عليه الدكتور شوقي ضيف مدحضاً زعمه ، قائلاً : إنّ لغة القرآن الفصحى كانت سائدةً في الجاهلية وأنّ الشعراء منذ فاتحة هذا العصر كانوا ينظمون بها وأنها كانت لهجة قريش قريش ، وسادت بأسباب دينية واقتصادية وسياسية ؛ فكان الشعراء ينظمون بها متخلين عن لهجاتهم المحلية على نحو ما يصنع شعراء العرب في عصرنا على اختلاف لهجات بلدانهم وأقاليمهم () .
هذا ؛ ومن بين مزاعم مرجليوث في هذا الموضوع: أنّ النقوش المكتشفة للممالك الجاهلية المتحضرة وخاصة اليمنية لا تدل على وجود أيّ نشاط شعري فيها ، فكيف أتيح لبدو غير متحضرين أنْ ينظموا هذا الشعر بينما لم ينظمه من تحضروا من أهل هذه الممالك ؟
للبحث تكملة
يقول ابن سلام: "لما راجعت العرب رواية الشعر وذكر أيامها ومآثرها استقلّ بعض العشائر شعر شعرائهم وما ذهب من ذكر وقائعهم، وكان قوم قلّت وقائعهم وأشعارهم وأرادوا أنْ يلحقوا بمن له الوقائع والأشعار ، فقالوا على ألسن شعرائهم ، ثم كانت الرواة بعدُ فزادوا في الأشعار"().
وقد لفتت هذه القضية ، قضيّة انتحال الشعر الجاهلي أنظار الباحثين المحدثين من العرب والمستشرقين ، وبدأ النظر فيها من المستشرقين نولدكه سنة 1864م ، وتلاه ألوّرْدْ حين نشر دواوين الشعراء الستة الجاهليين : امرئ القيس والنابغة وزهير وطرفة وعلقمة وعنترة ، فتشكك في صحّة الشعر الجاهلي عامة ، منتهياً إلى أنّ عدداً قليلاً من قصائد هؤلاء الشعراء يمكن التسليم بصحته ، مع ملاحظة أنّ شكّاً لا يزال يلازم هذه القصائد الصحيحة في ترتيب أبياتها وألفاظ كلّ منها() .
إلا أنّ مرجليوث يعدّ أكبر من أثاروا هذه القضية في كتاباته ؛ إذْ كتب فيها مقالاً مفصلاً نشره في مجلة الجمعية الملكية الآسيوية بعدد يولية سنة 1925م ، جعل عنوانه : (أصول الشعر العربي : The Origins of Arabic Poetry) .
ومن أبرز ما أثار مرجليوث في مقاله المذكور من زعم قوله : لو أنّ هذا الشعر صحيح لمثّل لنا لهجات القبائل المتعدّدة في الجاهلية كما مثل لنا الاختلافات بين لغة القبائل الشمالية العدنانية واللغة الحميرية في الجنوب .
ولقد ردّ عليه الدكتور شوقي ضيف مدحضاً زعمه ، قائلاً : إنّ لغة القرآن الفصحى كانت سائدةً في الجاهلية وأنّ الشعراء منذ فاتحة هذا العصر كانوا ينظمون بها وأنها كانت لهجة قريش قريش ، وسادت بأسباب دينية واقتصادية وسياسية ؛ فكان الشعراء ينظمون بها متخلين عن لهجاتهم المحلية على نحو ما يصنع شعراء العرب في عصرنا على اختلاف لهجات بلدانهم وأقاليمهم () .
هذا ؛ ومن بين مزاعم مرجليوث في هذا الموضوع: أنّ النقوش المكتشفة للممالك الجاهلية المتحضرة وخاصة اليمنية لا تدل على وجود أيّ نشاط شعري فيها ، فكيف أتيح لبدو غير متحضرين أنْ ينظموا هذا الشعر بينما لم ينظمه من تحضروا من أهل هذه الممالك ؟
للبحث تكملة