ابن مشيب
22-Apr-2005, 02:08 PM
http://www.alriyadh.com/2005/04/22/img/224096=.jpg
اطفال محتشدون في السوق في انتظار السلام على هشام عبدالرحمن
عدد كبير من الرسائل الإلكترونية وصلتني خلال الأسبوعين الماضيين تتعلق بموضوع ستار اكاديمي. بعضها مؤيدة وأخرى معترضة. كان موضوع ستار اكاديمي حدث جدلي ومن الطبيعي ان يثير هذه الضوضاء التي ستتصاعد مع مرور الزمن لأن العراك الاجتماعي مشتعل دائما في كل مكان وعلى أكثر من مستوى.
الحضارة الغربية لم تترك للعالم فرصة التفكير في مستقبل آخر غير المستقبل الذي رسمته وتثبت مع كل رنة جوال أو لمعة سيارة فاخرة أو كبسولة علاج مرض السكر تفوقها الباهر. هي لم تترك الفرصة للغير لاتخاذ قراراته. العالم الجديد التكنلوجي والتلفزي الذي تقدمه بكل أوجهه أوجد اضطرابات هائلة بالنسبة للعالم. على مستويات كبيرة حدث هذا الاضطراب مثل الحريات وحقوق الإنسان أو حتى الأشياء الصغيرة التي تتمثل بأحقية التجمهر لاستقبال شخص مشهور. أعتقد أننا مررنا خلال الأيام الماضية بشيء شبيه بهذا عندما استقبل نجم ستار اكاديمي السعودي هشام عبدالرحمن بأعداد كبيرة في مطار جدة والرياض.
يوم الأربعاء الماضي شاهدت الكثير من الشباب والفتيات والأطفال والكبار يقفون على الأرصفة بجانب سوق الفيصيلة ويتحدثون عن هشام الذي كان قد غادر قبل ليلة إلى جدة. لتقف الآن كل الاعتراضات والتأييدات ولنبحث عن تفسير منطقي لهذه التجمعات. الشيء الأسوأ هو أن هناك من يعتقد أنه بعد أن تم فض التجمهر المذهل هناك فإن المشكلة تكون قد حلت من تلقاء نفسها.
إن هذا يوفر صورة غير جيدة عن المستقبل الذي يتم دفن أحداثه الآن تحت التراب لينبت بالمستقبل كنبات مشوه. لدينا مجموعات كبيرة ومتزايدة والتي تقوم بالتصويت على برامج المسابقات ولا تنقطع عن بعث الرسائل القصيرة حتى الصباح ومع ذلك يتم التعامل معها وكأنها غير موجودة وحتى هي لا تجد إطاراً تصف نفسها به. في موقع الإنترنت يجلس الشباب ليلا على مواقع الشات حتى يقوم صاحب المحل مع قرب الفجر بإخراجهم بالقوة.
يعودون وهم متملمون إلى غرفهم يشعرون بشيء من وخز الضمير وفي الغد يعودون مرة أخرى ليلتقوا بالأسماء الشاعرية الناعمة ذاتها. أعتقد أن لدينا مشاكل حقيقية مع قضية تقبل الجديد ومن الواضح أننا بحاجة إلى التعامل معها بذهنية أكثر مرونة وليونة وإلا فإنها ستنفجر وسترهق الكثيرين مثلما أُرهق رجال الشرطة يوم الأربعاء الماضي وهم يحاولون تفريق الشباب الذي حتما سيجد مكاناً يتجمع فيه. إن عدم معرفة كيفية الانسجام مع الزمن سيجعلك تركض خلفه بطريقة عرجاء.
تقديم النصائح لا يعني الوصول إلى حلول فربما ينجحون في لفت انتباه البعض ولكن الآخرون لن يستمعوا وسيظلون ممزقين ومرتبكين من الواقع.
أعتقد أن لدينا مشاكل كبيرة في الأفكار وعلينا أن نخوض حربا على هذا المستوى. إغلاق الأبواب لن يجعل الجميع يرحل ولكنهم سيسعون إلى فتحه حتى لو كسروه.
ماحدث خلال اليومين الماضيين لم يكن أفعال مراهقين ستمر سريعا بل هي دلالة على مؤشر اجتماعي بحاجة إلى تفسير منطقي. إنها تلويحة زمن جديد بحاجة إلى أن نفهمها. النصائح التي قد تبدو طيبة ومخلصة في ظاهرها قد تكون هي من ستجلب الكارثة في المستقبل.إنها تتعامل مع الأورام بحبوب الصداع.
الكاتب: ممدوح المهيني
اطفال محتشدون في السوق في انتظار السلام على هشام عبدالرحمن
عدد كبير من الرسائل الإلكترونية وصلتني خلال الأسبوعين الماضيين تتعلق بموضوع ستار اكاديمي. بعضها مؤيدة وأخرى معترضة. كان موضوع ستار اكاديمي حدث جدلي ومن الطبيعي ان يثير هذه الضوضاء التي ستتصاعد مع مرور الزمن لأن العراك الاجتماعي مشتعل دائما في كل مكان وعلى أكثر من مستوى.
الحضارة الغربية لم تترك للعالم فرصة التفكير في مستقبل آخر غير المستقبل الذي رسمته وتثبت مع كل رنة جوال أو لمعة سيارة فاخرة أو كبسولة علاج مرض السكر تفوقها الباهر. هي لم تترك الفرصة للغير لاتخاذ قراراته. العالم الجديد التكنلوجي والتلفزي الذي تقدمه بكل أوجهه أوجد اضطرابات هائلة بالنسبة للعالم. على مستويات كبيرة حدث هذا الاضطراب مثل الحريات وحقوق الإنسان أو حتى الأشياء الصغيرة التي تتمثل بأحقية التجمهر لاستقبال شخص مشهور. أعتقد أننا مررنا خلال الأيام الماضية بشيء شبيه بهذا عندما استقبل نجم ستار اكاديمي السعودي هشام عبدالرحمن بأعداد كبيرة في مطار جدة والرياض.
يوم الأربعاء الماضي شاهدت الكثير من الشباب والفتيات والأطفال والكبار يقفون على الأرصفة بجانب سوق الفيصيلة ويتحدثون عن هشام الذي كان قد غادر قبل ليلة إلى جدة. لتقف الآن كل الاعتراضات والتأييدات ولنبحث عن تفسير منطقي لهذه التجمعات. الشيء الأسوأ هو أن هناك من يعتقد أنه بعد أن تم فض التجمهر المذهل هناك فإن المشكلة تكون قد حلت من تلقاء نفسها.
إن هذا يوفر صورة غير جيدة عن المستقبل الذي يتم دفن أحداثه الآن تحت التراب لينبت بالمستقبل كنبات مشوه. لدينا مجموعات كبيرة ومتزايدة والتي تقوم بالتصويت على برامج المسابقات ولا تنقطع عن بعث الرسائل القصيرة حتى الصباح ومع ذلك يتم التعامل معها وكأنها غير موجودة وحتى هي لا تجد إطاراً تصف نفسها به. في موقع الإنترنت يجلس الشباب ليلا على مواقع الشات حتى يقوم صاحب المحل مع قرب الفجر بإخراجهم بالقوة.
يعودون وهم متملمون إلى غرفهم يشعرون بشيء من وخز الضمير وفي الغد يعودون مرة أخرى ليلتقوا بالأسماء الشاعرية الناعمة ذاتها. أعتقد أن لدينا مشاكل حقيقية مع قضية تقبل الجديد ومن الواضح أننا بحاجة إلى التعامل معها بذهنية أكثر مرونة وليونة وإلا فإنها ستنفجر وسترهق الكثيرين مثلما أُرهق رجال الشرطة يوم الأربعاء الماضي وهم يحاولون تفريق الشباب الذي حتما سيجد مكاناً يتجمع فيه. إن عدم معرفة كيفية الانسجام مع الزمن سيجعلك تركض خلفه بطريقة عرجاء.
تقديم النصائح لا يعني الوصول إلى حلول فربما ينجحون في لفت انتباه البعض ولكن الآخرون لن يستمعوا وسيظلون ممزقين ومرتبكين من الواقع.
أعتقد أن لدينا مشاكل كبيرة في الأفكار وعلينا أن نخوض حربا على هذا المستوى. إغلاق الأبواب لن يجعل الجميع يرحل ولكنهم سيسعون إلى فتحه حتى لو كسروه.
ماحدث خلال اليومين الماضيين لم يكن أفعال مراهقين ستمر سريعا بل هي دلالة على مؤشر اجتماعي بحاجة إلى تفسير منطقي. إنها تلويحة زمن جديد بحاجة إلى أن نفهمها. النصائح التي قد تبدو طيبة ومخلصة في ظاهرها قد تكون هي من ستجلب الكارثة في المستقبل.إنها تتعامل مع الأورام بحبوب الصداع.
الكاتب: ممدوح المهيني