تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : عــذاب القبـر ونعيمه


ابو ضيف الله
19-Apr-2005, 08:00 AM
عذاب القبر ونعيمه

أخي الكريم: ثبت عذاب القبر بالكتاب والسنة والإجماع، ولا ينكر ذلك إلا مكابر ومعاند قال تعالى: سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ [التوبة:101].

وقال سبحانه: وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ (45) النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ [غافر:46،45].

وعن البراء بن عازب عن النبي أنه قال: يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ قال: { نزلت في عذاب القبر. يقال له: من ربك؟ فيقول: ربي الله، ونبي محمد ، فذلك قوله عز وجل: يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ } [متفق عليه].

وعن أنس رضي الله عنه، أن النبي قال: { لولا أن تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم عذاب القبر } [رواه مسلم].

وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله : { إذا اقبرت الميت أتاه ملكان أسودان أزرقان، يقال لأحدهما المنكر، وللآخر النكير، فيقولان: ما كنت تقول في هذا الرجل؟ فيقول: هو عبد الله ورسوله، أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله فيقولان: قد كنا نعلمك أنك تقول هذا، ثم يفسح له في قبره سبعون ذراعاً في سبعين، ثم ينور له فيه، ثم يقال له: نم فيقول: أرجع إلى أهلي فأخبرهم؟ فيقولان: نم كنومة العروس الذي لا يوقظه إلا أحب أهله إليه، حتى يبعثه الله من مضجعه بذلك. إن كان منافقاً قال: سمعت الناس يقولون فقلت مثله.. لا أدري فيقولان: قد كانا نعلم أنك تقول ذلك فيقال للأرض: التئمي عليه، فتلتئم عليه، فتختلف فيها أضلاعه، فلا يزال فيها معذباً حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك } [الترمزي وقال: حسن غريب].

وعن أنس قال: قال نبي الله : { إن العبد إذا وضع في قبره، وتولى عنه أصحابه، إنه ليسمع قرع نعالهم قال: يأتيه ملكان فيقعدانه فيقولان له: ما كنت تقول في هذا الرجل؟ قال: فأما المؤمن فيقول: أشهد أنه عبد الله ورسوله قال: فيقال له: إنظر إلى مقعدك من النار، قد أبدلك الله به مقعداً من الجنة قال نبي الله فيراهما جميعاً. وأما المنافق والكافر فيقال له: ما كنت تقول في هذا الرحل؟ فيقول: لا أدري، كنت أقول ما يقول الناس فيقال: لا دريت ولا تليت، ويضرب بمطارق من حديد ضربة، فيصيح صيحة يسمعها من يليه غير الثقيلين } [متفق عليه].


حديث القبور

روي عن علي بن أبي طالب أنه قال في خطبته: "يا عباد الله: الموت الموت، فليس منه فوت، إن أقمتم له أخذكم، وإن فررتم منه أدر ككم، الموت معقود بنواصيكم، فالنجاة النجاة، الوحا الوحا، فإن وراءكم طالبا حثيثا وهو القبر، ألا وإ، القبر روضة من رياض الجنة، أو حفرة من حفر النيران، ألا وإنه يتكلم في كل يوم ثلاث مرات فيقول: أنا بيت الظلمة.. أنا بيت الوحشة.. أنا بيت الديدان ألا وإن وراء ذلك اليوم يوما أشد من ذلك اليوم، يوما يشيب فيه الصغير، ويسكر فيه الكبير وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ [الحج:2].

وروى أسيد بن عبدالرحمن أنه قال: "بلغني أن المؤمن إذا مات فحمل قال: أسرعوا بي، فإذا وضع في لحده كلمته الأرض فقالت: كنت أحبك وأنت على ظهري، فأنت الآن أحب إلي في بطني. وإذا مات الكافر فحمل قال: ارجعوا بي، فإذا وضع في لحده كلمته الأرض فقالت: كمت أبغضك وأنت على ظهري، فأنت الآن أبغض إلي في بطني!!

ويقال: إن الأرض تنادي كل يوم فتقول:

يا ابن آدم تمشي على ظهري ومصيرك في بطني!!

يا ابن آدم تأكل الألوان على ظهري، وتأكلك الديدان في بطني!

يا ابن آدم تضحك على ظهري، فسوف تبكي في بطني!

يا ابن آدم تفرح على ظهري، فسوف تحزن في بطني!

يا ابن آدم تذنب على ظهري فسوف تعذب في بطني!


أيتها المقابر فيك *** من كنا ننازله

ومن كنا نتاجره *** ومن كنا نعامله

ومن كنا نعاشره *** ومن كنا نطاوله

ومن كنا نشاربه *** ومن كنا تؤاكله

ومن كنا له إلفا *** قليلاً ما نزايله

ومن كنا له بالأمس *** أحيانا نواصله

فحل محله من حلها *** صرمت حبائله

ألا إن المنبة منهل *** والخلق ناهله


زيارة القبور

أخي الحبيب:

حيث أن اله وسلم على زيارة الموتى في قبورهم، والأعتبار بأحوالهم، فقال عليه الصلاة والسلام: { زوروا القبور فإنها تذكر الموت } [رواه مسلم].

وقال النبي : { نهيتكم عن زيارة القبور فزروها } [رواه مسلم]، وعند أبي داود: { فإن في زيارتها تذكرة }، وعند الإمام أحمد: { فزوروها فإن في زيارتها عبرة وعظة }.

وكان النبي صلى الله عليه إذا أتى المقابر قال: { السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، أنتم السابقون وإنا إن شاء الله بكم لا حقون، أنتم لنا فرط، ونحن لكم تبع، أسأل الله لنا ولكم العافية } [رواه مسلم].

وفي زيارة القبور فوائد كثيرة منها أنها:

1- تذكر الموت والآخرة.
2- تقصر الأمل.
3- تزهد في الدنيا.
4- ترقق القلوب.
5- تدمع الأعين.
6- تدفع الغفلة.
7- تورقث الخشية.
8- تورث الاجتهاد في العبادة.

قال محمد بن واسع لرجل: ( ما أعجب إلى منزلك! فقال: وما بعجبك من منزلي وهو عند القبور؟ قال: وما عليك، يكفون الأذى ويذكرون الآخرة!! ).


الأسباب الموجبة لعذاب القبر

أخي المسلم الموفق: ذكر الإمام ابن القيم رحمه الله أن أهل القبور يعذبون على جهلهم بالله، وإضاعتهم لأمره، وارتكابهم لمعاصيه، فإن عذاب القبر وعذاب الآخرة أثر غضب الله وسخطه على عبده، فعذاب القبر يكون على معاصي القلب، والعين، والأذن، والفم، واللسان، والبطن، والفرج، واليد،، والرجل، والبدن كله، فمن أغضب الله واسخطه في هذه الدار ثم لم يتب، ومات على ذلك، كان له من عذاب البرزخ بقدر غضب الله وسخطه عليه، فمستقل ومستكثر، ومصدق ومكذب.

وقد ورد الوعيد بالعذاب في القبر على كثير من المعاصي والذنوب منها:

1- النميمة والغيبة.
2- عدم الاستبراء من البول.
3- الصلاة بغير طهور.
4- الكذب.
5- تضييع الصلاة والتثاقل عنها.
6- ترك الزكاة.
7- الزنى.
8-الغلول من المغنم (السرقة).
9- الخيانة.
10- السعي في الفتنة بين المسلمين.
11- أكل الربا.
12- ترك نصرة المظلوم.
13- شرب الخمر.
14- إسبال الثياب تكبراً.
15- القتل.
16- سب الصحابة.
17- الموت على غير السنة (البدعة).

وقال رحمه الله بعد أن ذكر أنواع كثيرة من المحرمات التي يعذب بها الموتى في قبورهم: ( وما كان أكثر الناس كذلك، كان أكثر أهل القبور معذبين، والفائز منهم قليل، فظواهر القبور تراب، وبواطنها حسرات وعذاب ظواهرها بالتراب والحجارة المنقوشة مبنيات، وفي باطنها الدواهي والبليات، تغلي بالحسرات كما تغلي القدور بما فيها، ويحق لها وقد حيل بينها وبين أمانيها.. تالله لقدت وعظت لواعظ مقالا، ونادت: يا عمار الدنيا لقد عمرتم دارا موشكة بكم زوالا، وخربتم دارا انتم مسرعون إليها انتقالا هذه دار الاستيفاء، ومستودع الأعمال، وبذر الزرع، وهي محل للعبر، رياض من رياض الجنة، أو حفر من حفر النيران ).


ما للمقابر لا تجيب *** إذا دعاهن الكئيب

حفر مسقفة عليهن *** الجنادل والكثيب

فيهن ولدان وأطفال *** وشبان وشيب

كم من حبيب لم تكن *** نفسي بفرقته تطيب

غادرته في بعضهن *** مجندلاً وهو الحبيب

وسلوت عنه وإنما *** عهدي برؤيته قريب

فاعتبروا يا أولي الأبصار

إخواني: كم من ظالم تعدى وجار، فما راعي الأهل ولا الجار، بينا هو عقد الإصرار، حل به الموت فحل من حلته الأزرار فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ [الحشر:2].

ما صحبه سوى الكفن، إلى بيت البلى والعفن، ولو رأيته وقد حلت به المحن، وشين ذلك الوجه الحسن، فلا تسأل كيف صار فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ [الحشر:2].

أين مجالسة العالية؟ أين عيشته الصافية؟ أين لذاته الخالية؟ كم كم تسفى على قبره سافية!! ذهبت العين وأخفيت الآثار فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ [الحشر:2].

تقطعت به جميع الأسباب، وهجره القرناء والأتراب، وصار فراشه الجندل والتراب، وربما فتح له في اللحد باب إلى النار فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ [الحشر:2].

نادم بلا شك ولا خفا، باك على ما زل وهفا، يود أن صافي اللذات ما صفا، وعلم انه كان يبني على شفا جرف هار فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ [الحشر:2].


الأسباب المنجية من عذاب القبر

وذكر الإمام ابن القيم رحمه الله أن أسباب النجاة من عذاب اقبر، هي أن يتجنب الإنسان تلك الأسباب التي تقتضي عذاب القبر، وهي جميع المعاصي والذنوب.

وذكر رحمه الله أن من أنفع تلك الأسباب: أن يحاسب المرء نفسه كل يوم على ما خسره وربحه في يومه، ثم يجدد التوبة، النصوح بينه وبين الله، فينم على تلك التوبة، فإن مات من ليلته مات على توبة، وإن استيقظ استيقظ مستقبلا للعمل، مسرورا بتأخير أجله، حتى يستقبل ربه ويستدرك ما فاته، ولا ينام إلا على طهارة، ذاكراً الله عز وجل، مستعملاً الأذكار والسنن التي ورت عن الرسول عند النوم حتى يغلبه النوم، فمن أراد الله به خيراً وفقه لذلك.

ثم ذكر رحمه الله الطاعات التي ورد أنها مما ينجي من عذاب القبر وهي:

1- الرباط في سبيل الله.
2- الشهادة في سبيل الله.
3- قراءة سورة الملك.
4- الموت بداء البطن.
5- الموت يوم الجمعة.


مـنقـووول

قرناس الصبيحي
19-Apr-2005, 10:06 AM
ماقصرت على طرحك الجميل والتذكير ان هناك يوم مصير

والى الامام في طرح المواضيع ذات الاهميه...



والتوفيق والسداد من الله اهم مطلب

البرهان
19-Apr-2005, 01:02 PM
جزاك الله خير اخوي ابو ضيف الله

((الدلبحي))
20-Apr-2005, 02:54 AM
جزاك الله خير اخوي ابو ضيف الله

أبو الوليد
20-Apr-2005, 11:47 PM
اللهم اني اعوذ بك من عذاب النار ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال

جزاك الله خير يا أبا ضيف الله واكثر من أمثالك.

الوجيه
21-Apr-2005, 11:24 AM
بارك الله فيك اخوي ابو ضيف الله

جزيت خيراً على نقلك الجميل

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يحمينا وينجينا من عذاب القبر وأن يجعله راحة لنا اللهم آمين

مروي العطاشا
01-May-2005, 06:05 AM
مشكووووووووور ما قصرت




جزاك الله خير



سجل إعجابي وتحياتي لك