عـاشـق الحقـيـقـة
02-Mar-2011, 08:44 PM
بسم الله . والحمد لله .
أيّها الحقود ، إنّي عنكَ مشغول !
الحقود هو المرء الوحيد الذي لا يرى فيك ولا لك حسنة قطّ ، وإن شهد بها كلّ الخلق ، بل وإن شهد بها ربّ الخلق ـ عزّ وجلّ ـ وفي قول أهل الرفض والحقد في عائشة الطاهرة مصداق هذا الحق ، وهو ـ كذلك ـ الوحيد الذي لا يرى فيه ولا له حسنة تضاهي وتكافئ سعيه الحثيث إلى الانتقام منك وإيصال الأذى إليك بكلّ وسيلة متاحة ، وفرصة سانحة ، وحيلة
فالحقود ما هو إلا حيّة رقطاء تحمل في فمها السمّ والداء ، فتصبر على حَمله مع سوء حِمله ، وطول زمنه ، وبعد مشقّته ؛ حتّى تفرغه بأنيابها الحِداد ـ منتشيةً مبتهجةً ـ في جسم حيّ صحيح مِن العباد ، آمن غافل في البلاد ، ذنبه الوحيد وجرمه العظيم في عين هذه الحيّة الحقود أنّه جسم يسير ، وحيّ صحيح ؛ فقد حسدته على حياته ، وحقدت عليه لنشاطه ، فهي حيّة حسود حقود تحسد كلّ الحيّ على حياته ، وتحقد على كلّ متحرّكٍ لحركته ؛ لأنّها تريد الحياة بلا حياة ، تريد الحياة بلا أحياء ، تريد الحياة كلّها خالية من الحركة والنور ، ومظلمة كنفسها المظلمة ، تريدها كلّها مجدبة من الحبّ والزهور ، ومنتنة كنفسها المنتنة ، فهي تريد مِن حياتها ووجودها هي أن ترى الحياة بلا أحياء ، والأحياء بلا حياة ، بلا حركة ، بلا كلمة ، بلا همسة ، بلا محبّة ، بلا بسمة !
والحقد بكلّ صوره أصله ومنبعه في نفس حامله اللؤم والخسّة ، فهو مستلزم لها وملازم لها ، ومستسقٍ منها وقائم عليها ؛ ولذا فلا شفاء منه البتّة ما دامت هذه النفس حيّة ؛ فما يشفي حقد القلوب إلا دودُ القبور !
فيا أيّها الحقود ، عشْ في وحل حقدك ، عش بحقدك لحقدك ، واسْعَ بجهدك إلى حقدك ، فاجعل مِن عمرك مطيّة حقدك إلى قبرك بحقدك ، وأمّا أنا ؛ فلم ، ولن ألتفتُ إليك ؛ لأنّي عنك مشغول ؛ فمشغول بمرافقة الكرام في كرمهم ، ومشغول بمكافأة المحبّين على حبّهم ، ومشغول بمجاراة أهل الفضل في فضلهم ، ومشغول بمساواة أهل العقل في رشدهم .. بالإضافة إلى أنّني أريد أن أعيش في كنف وغذاء وسماء الكرم الرَّحْب ، والوفاء والحبّ ، فأريد أن أعيش كما أنا ما حييتُ ، أريد أن أعيش على ما خُلقتُ عليه ، وأمضي عليه ..
* عاشق الحقيقة *
27/3/1432
هـ
أيّها الحقود ، إنّي عنكَ مشغول !
الحقود هو المرء الوحيد الذي لا يرى فيك ولا لك حسنة قطّ ، وإن شهد بها كلّ الخلق ، بل وإن شهد بها ربّ الخلق ـ عزّ وجلّ ـ وفي قول أهل الرفض والحقد في عائشة الطاهرة مصداق هذا الحق ، وهو ـ كذلك ـ الوحيد الذي لا يرى فيه ولا له حسنة تضاهي وتكافئ سعيه الحثيث إلى الانتقام منك وإيصال الأذى إليك بكلّ وسيلة متاحة ، وفرصة سانحة ، وحيلة
فالحقود ما هو إلا حيّة رقطاء تحمل في فمها السمّ والداء ، فتصبر على حَمله مع سوء حِمله ، وطول زمنه ، وبعد مشقّته ؛ حتّى تفرغه بأنيابها الحِداد ـ منتشيةً مبتهجةً ـ في جسم حيّ صحيح مِن العباد ، آمن غافل في البلاد ، ذنبه الوحيد وجرمه العظيم في عين هذه الحيّة الحقود أنّه جسم يسير ، وحيّ صحيح ؛ فقد حسدته على حياته ، وحقدت عليه لنشاطه ، فهي حيّة حسود حقود تحسد كلّ الحيّ على حياته ، وتحقد على كلّ متحرّكٍ لحركته ؛ لأنّها تريد الحياة بلا حياة ، تريد الحياة بلا أحياء ، تريد الحياة كلّها خالية من الحركة والنور ، ومظلمة كنفسها المظلمة ، تريدها كلّها مجدبة من الحبّ والزهور ، ومنتنة كنفسها المنتنة ، فهي تريد مِن حياتها ووجودها هي أن ترى الحياة بلا أحياء ، والأحياء بلا حياة ، بلا حركة ، بلا كلمة ، بلا همسة ، بلا محبّة ، بلا بسمة !
والحقد بكلّ صوره أصله ومنبعه في نفس حامله اللؤم والخسّة ، فهو مستلزم لها وملازم لها ، ومستسقٍ منها وقائم عليها ؛ ولذا فلا شفاء منه البتّة ما دامت هذه النفس حيّة ؛ فما يشفي حقد القلوب إلا دودُ القبور !
فيا أيّها الحقود ، عشْ في وحل حقدك ، عش بحقدك لحقدك ، واسْعَ بجهدك إلى حقدك ، فاجعل مِن عمرك مطيّة حقدك إلى قبرك بحقدك ، وأمّا أنا ؛ فلم ، ولن ألتفتُ إليك ؛ لأنّي عنك مشغول ؛ فمشغول بمرافقة الكرام في كرمهم ، ومشغول بمكافأة المحبّين على حبّهم ، ومشغول بمجاراة أهل الفضل في فضلهم ، ومشغول بمساواة أهل العقل في رشدهم .. بالإضافة إلى أنّني أريد أن أعيش في كنف وغذاء وسماء الكرم الرَّحْب ، والوفاء والحبّ ، فأريد أن أعيش كما أنا ما حييتُ ، أريد أن أعيش على ما خُلقتُ عليه ، وأمضي عليه ..
* عاشق الحقيقة *
27/3/1432
هـ