د/ نايف العتيبي
12-Feb-2011, 10:05 PM
تنبيه لما يتداوله الناس عبر الرسائل بخصوص غرق جده وأحداث تونس
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه :
بالنسبة لما يتداوله الناس هذه الأيام عبر الرسائل برسالة جاء فيها بعض الأخطاء والكذب والافتراء كما فيها بعض الحق أود أن أنبه لما يأتي :
هذه الرسالة بنصها كما جاءت هي من التزييف والباطل الذي لا يجوز نشره ولا تداوله ، ففيها من الخلط والتضليل والتلبيس والجهل ما الله به عليم ومن ذلك الجهل والكذب الإشارة لما حدث في محافظة جدة من السيول والأحداث وأنه مما أخبر عنه الرسول صلى الله عليه وسلم ولم أقف على حديث صحيح ولا حتى ضعيف يتحدث عن ذلك الحدث بعينه أو وقته ، وكذلك ما جاء في الرسالة من أن العرب لا يجدون من يحكمهم وهذا من عجائب الجهلة وغرائبهم والشيء من معدنه لا يستغرب ، فالعرب في هذه البلاد – المملكة العربية السعودية - ولله الحمد يحكمهم ولي أمرهم بشرع الله ويعمر مساجدهم ويقوم على خدمتها وخدمة الحرمين والحجيج ويقيم شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وكذلك العرب في أصقاع الدنيا يرتضون لهم حكاما منهم ولم يجدوا مشكلا فيمن يحكمهم ، وما يحدث من بعض الأحداث والتغيرات في بعض البلاد فهذا لا يصلح أن يستشهد به في هذا المجال بل هو عكس ما يراد والأصوب أن يقال أن البعض يبحثون عن الأصلح ليحكمهم كما في تونس ومصر ونحوها !!
أما ما جاء في بعض الرسالة من الأشياء التي تعتبر حقا ، كالحث على المسارعة بالتوبة فهذا حق ومطلوب من العبد ، فعليه المسارعة بالتوبة على الفور وفي كل حين وكذلك التوبة بابها مفتوح ما لم تغرغر الروح وتبلغ الحلقوم وما لم تطلع الشمس من مغربها قال تعالى : {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (31) سورة النــور ، وقال سبحانه : {إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوَءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُوْلَئِكَ يَتُوبُ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً} (17) سورة النساء ، وقال صلى الله عليه وسلم كما في الحديث المتفق على صحته عن أبي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال : ( لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حتى تَطْلُعَ الشَّمْسُ من مَغْرِبِهَا فإذا طَلَعَتْ من مَغْرِبِهَا آمَنَ الناس كلهم أَجْمَعُونَ فَيَوْمَئِذٍ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لم تَكُنْ آمَنَتْ من قَبْلُ أو كَسَبَتْ في إِيمَانِهَا خَيْرًا ) ، وكذلك من أمارات الساعة تطاول الناس في البنيان كما جاء في حديث جبريل المشهور في صحيح مسلم وجاء فيه : (قال فَأَخْبِرْنِي عن السَّاعَةِ قال ما الْمَسْئُولُ عنها بِأَعْلَمَ من السَّائِلِ قال فَأَخْبِرْنِي عن إمارتها قال أَنْ تَلِدَ الْأَمَةُ رَبَّتَهَا وَأَنْ تَرَى الْحُفَاةَ الْعُرَاةَ الْعَالَةَ رِعَاءَ الشَّاءِ يَتَطَاوَلُونَ في الْبُنْيَانِ ) ، وأما تقارب الأسواق وأنه من علامات الساعة فقد ورد حديث بهذا عند ابن حبان في صحيحه وهو عن أبي هريرة عن رسول الله قال : ( يوشك أن لا تقوم الساعة حتى يقبض العلم وتظهر الفتن ويكثر الكذب ويتقارب الزمان وتتقارب الأسواق ويكثر الهرج قيل وما الهرج قال القتل ) ، وأما موت الفجاءة وأنه من أشراط الساعة فقد ورد في ذلك بعض الآثار منها ما هو موقوف ومنها ماهو مرفوع كما في عند الطبراني في الصغير وفي المختارة للمقدسي وحسنه عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إن من اقتراب الساعة أن يرى الهلال لليلة فيقال لليلتين وأن يظهر موت الفجاءة وأن تتخذ المساجد طرقا ) .
وفي الختام على المسلم والمسلمة أن يحترموا حديث رسول الله صلى الله وسلم ويعظموه ، ولا يتداولوا شيئا دون معرفة ودراية وتثبت وعليهم أن يرجعوا ذلك إلى أهل الشأن لئلا يدخلوا في دين الله ما ليس منه وليكيلا يساهموا في نشر البدع والمحدثات والباطل فيبوءوا بإثم ذلك وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه .
كتبه :
د . نايف بن محمد العصيمي
9/3/1432هـ
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه :
بالنسبة لما يتداوله الناس هذه الأيام عبر الرسائل برسالة جاء فيها بعض الأخطاء والكذب والافتراء كما فيها بعض الحق أود أن أنبه لما يأتي :
هذه الرسالة بنصها كما جاءت هي من التزييف والباطل الذي لا يجوز نشره ولا تداوله ، ففيها من الخلط والتضليل والتلبيس والجهل ما الله به عليم ومن ذلك الجهل والكذب الإشارة لما حدث في محافظة جدة من السيول والأحداث وأنه مما أخبر عنه الرسول صلى الله عليه وسلم ولم أقف على حديث صحيح ولا حتى ضعيف يتحدث عن ذلك الحدث بعينه أو وقته ، وكذلك ما جاء في الرسالة من أن العرب لا يجدون من يحكمهم وهذا من عجائب الجهلة وغرائبهم والشيء من معدنه لا يستغرب ، فالعرب في هذه البلاد – المملكة العربية السعودية - ولله الحمد يحكمهم ولي أمرهم بشرع الله ويعمر مساجدهم ويقوم على خدمتها وخدمة الحرمين والحجيج ويقيم شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وكذلك العرب في أصقاع الدنيا يرتضون لهم حكاما منهم ولم يجدوا مشكلا فيمن يحكمهم ، وما يحدث من بعض الأحداث والتغيرات في بعض البلاد فهذا لا يصلح أن يستشهد به في هذا المجال بل هو عكس ما يراد والأصوب أن يقال أن البعض يبحثون عن الأصلح ليحكمهم كما في تونس ومصر ونحوها !!
أما ما جاء في بعض الرسالة من الأشياء التي تعتبر حقا ، كالحث على المسارعة بالتوبة فهذا حق ومطلوب من العبد ، فعليه المسارعة بالتوبة على الفور وفي كل حين وكذلك التوبة بابها مفتوح ما لم تغرغر الروح وتبلغ الحلقوم وما لم تطلع الشمس من مغربها قال تعالى : {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (31) سورة النــور ، وقال سبحانه : {إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوَءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُوْلَئِكَ يَتُوبُ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً} (17) سورة النساء ، وقال صلى الله عليه وسلم كما في الحديث المتفق على صحته عن أبي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال : ( لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حتى تَطْلُعَ الشَّمْسُ من مَغْرِبِهَا فإذا طَلَعَتْ من مَغْرِبِهَا آمَنَ الناس كلهم أَجْمَعُونَ فَيَوْمَئِذٍ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لم تَكُنْ آمَنَتْ من قَبْلُ أو كَسَبَتْ في إِيمَانِهَا خَيْرًا ) ، وكذلك من أمارات الساعة تطاول الناس في البنيان كما جاء في حديث جبريل المشهور في صحيح مسلم وجاء فيه : (قال فَأَخْبِرْنِي عن السَّاعَةِ قال ما الْمَسْئُولُ عنها بِأَعْلَمَ من السَّائِلِ قال فَأَخْبِرْنِي عن إمارتها قال أَنْ تَلِدَ الْأَمَةُ رَبَّتَهَا وَأَنْ تَرَى الْحُفَاةَ الْعُرَاةَ الْعَالَةَ رِعَاءَ الشَّاءِ يَتَطَاوَلُونَ في الْبُنْيَانِ ) ، وأما تقارب الأسواق وأنه من علامات الساعة فقد ورد حديث بهذا عند ابن حبان في صحيحه وهو عن أبي هريرة عن رسول الله قال : ( يوشك أن لا تقوم الساعة حتى يقبض العلم وتظهر الفتن ويكثر الكذب ويتقارب الزمان وتتقارب الأسواق ويكثر الهرج قيل وما الهرج قال القتل ) ، وأما موت الفجاءة وأنه من أشراط الساعة فقد ورد في ذلك بعض الآثار منها ما هو موقوف ومنها ماهو مرفوع كما في عند الطبراني في الصغير وفي المختارة للمقدسي وحسنه عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إن من اقتراب الساعة أن يرى الهلال لليلة فيقال لليلتين وأن يظهر موت الفجاءة وأن تتخذ المساجد طرقا ) .
وفي الختام على المسلم والمسلمة أن يحترموا حديث رسول الله صلى الله وسلم ويعظموه ، ولا يتداولوا شيئا دون معرفة ودراية وتثبت وعليهم أن يرجعوا ذلك إلى أهل الشأن لئلا يدخلوا في دين الله ما ليس منه وليكيلا يساهموا في نشر البدع والمحدثات والباطل فيبوءوا بإثم ذلك وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه .
كتبه :
د . نايف بن محمد العصيمي
9/3/1432هـ